كلب الشيخ
بَدَا كُلٌ من الشيخ وكلبه متطابقين في الفعل وفي ردة الفعل . فَغَدا ألشيخ يعرف طريقه ومواقعه
بالرائحة وحساب الخطوات . في حين غدا الكلب يستحضر إلهامه الداخلي لِسَبْرِ نوايا صاحبه
ومولاه . الحق لقد جُذبا نحو مصير واحد تجسد داخل كيانهما . فللعشرة أثرا لا تمحوه صراعات
الطبقات أو تباين الأهواء وتَلَوّنْ الأجناس .
غَدَتْ الصُحْبَة بين الشيخ وكلبه حديث الناس في الصالونات . وباتوا يعملون للكلب ألف حساب
فهو كلب الشيخ والناس باتوا يقفون له إحتراماً وهو يسير في الطرقات .
أصبح للكلب شان كشأن الشيخ تماماً . فغدا كَحَلقة وصل ما بينه وبين مَنْ له مرام ومصلحه
عند الشيخ . فأغدقوا عليه الهدايا ومعسول الكلام .
وها هم أهل الحارة يبررون فعلتهم بالقول : ــ كلب الشيخ شيخ
في حين بات الكلب ينافس الشيخ نفسه في هيبته وطلَّته وفي سطوته . فحلَّ محلَّهُ بتسيير أمور الحارة .
في يوم إجتمع أهل الحارة وقرروا فيما بينهم إرسال سيرة الكلب الذاتية الى المسؤولين في موسوعة غينيس .
عَلَّه يدخلها من باب انه الكلب الوحيد في العالم الذي يسوق بشراً .
لم يتقاعس مسؤولي الموسوعة عن القيام بالرد كما نفعل نحن . ولم يكن مصير الرسالة سلة المهملات .
فقاموا بكل جد وإهتمام ببعث رسول من عندهم للبحث والتقصي كي يتبينوا صدق الرسالة .
دخل مندوبهم الحارة ففوجيء بصورة كبيرة للكلب متصدرة بابها . وعلى بعد أمتار من الصورة كان هناك
تمثالاً للكلب بوسط الميدان . فبدا كتمثال رمسيس القابع بأحد ميادين القاهرة . الفرق الوحيد بين التمثالين
هو ان قدمي تمثال رمسيس راسختين فوق قاعدة التمثال . في حين أن إحدى قدمي تمثال الكلب الخلفيَّتين
مرفوعة عن الأرض والماء ينساب من خلفها منطلقا كنافورة نحو بركة يلهو بها الأطفال .
كما شاهد المندوب ايضاً صوراً للكلب معلقة على جدران المكاتب الحكومية والمتاجر الخاصة .
ولم يَفُتْهُ ايضاً مشاهدة صورة الكلب على وجهي العملة الورقية والمعدنية المتداولة .
بعد رحلته المضنية في البحث والتحري . جلس المندوب بأحد المقاهي كي يسترح ويحتسي كوباً من الشاي
فإذ بجميع رواد المقهى يلعقون الشاي والقهوة بألسنتهم كما تفعل الكلاب . ومذياع المقهى يشدو بأغنية .
ــ أنا كلبي دليلي قاللي حاتحيبي ..... آنا كلبي ... كلبي دليليليليلي ........
غادر المندوب الحارة . وكتب تقريره التالي :
ــ أنقل لكم قناعتي التامة فيما ورد برسالة حارة الجرابيع . وأنسب دخول أهالي الحارة ومواطنيها
الموسوعة وليس الكلب .
بَدَا كُلٌ من الشيخ وكلبه متطابقين في الفعل وفي ردة الفعل . فَغَدا ألشيخ يعرف طريقه ومواقعه
بالرائحة وحساب الخطوات . في حين غدا الكلب يستحضر إلهامه الداخلي لِسَبْرِ نوايا صاحبه
ومولاه . الحق لقد جُذبا نحو مصير واحد تجسد داخل كيانهما . فللعشرة أثرا لا تمحوه صراعات
الطبقات أو تباين الأهواء وتَلَوّنْ الأجناس .
غَدَتْ الصُحْبَة بين الشيخ وكلبه حديث الناس في الصالونات . وباتوا يعملون للكلب ألف حساب
فهو كلب الشيخ والناس باتوا يقفون له إحتراماً وهو يسير في الطرقات .
أصبح للكلب شان كشأن الشيخ تماماً . فغدا كَحَلقة وصل ما بينه وبين مَنْ له مرام ومصلحه
عند الشيخ . فأغدقوا عليه الهدايا ومعسول الكلام .
وها هم أهل الحارة يبررون فعلتهم بالقول : ــ كلب الشيخ شيخ
في حين بات الكلب ينافس الشيخ نفسه في هيبته وطلَّته وفي سطوته . فحلَّ محلَّهُ بتسيير أمور الحارة .
في يوم إجتمع أهل الحارة وقرروا فيما بينهم إرسال سيرة الكلب الذاتية الى المسؤولين في موسوعة غينيس .
عَلَّه يدخلها من باب انه الكلب الوحيد في العالم الذي يسوق بشراً .
لم يتقاعس مسؤولي الموسوعة عن القيام بالرد كما نفعل نحن . ولم يكن مصير الرسالة سلة المهملات .
فقاموا بكل جد وإهتمام ببعث رسول من عندهم للبحث والتقصي كي يتبينوا صدق الرسالة .
دخل مندوبهم الحارة ففوجيء بصورة كبيرة للكلب متصدرة بابها . وعلى بعد أمتار من الصورة كان هناك
تمثالاً للكلب بوسط الميدان . فبدا كتمثال رمسيس القابع بأحد ميادين القاهرة . الفرق الوحيد بين التمثالين
هو ان قدمي تمثال رمسيس راسختين فوق قاعدة التمثال . في حين أن إحدى قدمي تمثال الكلب الخلفيَّتين
مرفوعة عن الأرض والماء ينساب من خلفها منطلقا كنافورة نحو بركة يلهو بها الأطفال .
كما شاهد المندوب ايضاً صوراً للكلب معلقة على جدران المكاتب الحكومية والمتاجر الخاصة .
ولم يَفُتْهُ ايضاً مشاهدة صورة الكلب على وجهي العملة الورقية والمعدنية المتداولة .
بعد رحلته المضنية في البحث والتحري . جلس المندوب بأحد المقاهي كي يسترح ويحتسي كوباً من الشاي
فإذ بجميع رواد المقهى يلعقون الشاي والقهوة بألسنتهم كما تفعل الكلاب . ومذياع المقهى يشدو بأغنية .
ــ أنا كلبي دليلي قاللي حاتحيبي ..... آنا كلبي ... كلبي دليليليليلي ........
غادر المندوب الحارة . وكتب تقريره التالي :
ــ أنقل لكم قناعتي التامة فيما ورد برسالة حارة الجرابيع . وأنسب دخول أهالي الحارة ومواطنيها
الموسوعة وليس الكلب .
تعليق