في جَنازة...!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أسماء مطر
    عضو أساسي
    • 12-01-2009
    • 987

    في جَنازة...!

    فِي جَنازة...!






    وطني يغفُو على الزُجَاجِ


    يتثاءَب النملُ الأحمرُ


    و أمَام نبأ الجوعِ


    تتآكَل نوافذُ القلعةِ


    فيخرُجُ العسكرُ فزعاً..



    ...



    العسكرُ أخضرٌ كالعمق ِ


    العمقُ ملتوٍ كالرغيف ِ


    الصَدأُ منتشرٌ كالريحِ


    و الرئيسُ لنْ يموتَ


    هكذا قال أبِي


    و هو يدهَنُ كتِفَهُ


    ليصنعَ لنا أُرجُوحَة..



    ...



    في جنازةِ الرئيس ِ


    كُنّا حُفاةً..


    نرجُمُ الشَبَعَ البلاَستيكِّي


    نُغمضُ فاهَ الأناشيدِ


    نَربِطُ أضلُعَ الفراغِ


    و نعيدُ تسميةَ القبائلِ


    كي لا يخرُجَ الغولُ


    فيستدِّل على خَرَابِنا..



    ...



    البابُ تشربُ فوضَى الحَنَاجِر


    و الطوابيرُ تحتَ رِداءِ الكذِب تهذي


    و بطنُ الحتفِ يمتلئُ بفراغِنَا..



    ...



    الفقراءُ يعلِّبون أحلامهم


    و يهرِّبون جفافَ وُجُوههم


    فالرئيسُ قالَ لهم:


    "كُلُوا العشبَ الأخضرَ لتدخُلوا الجَنَّة"..



    ...



    هو الذي خَدَشَ حَلْقَ حَديقتِنا


    و ابْتَاعَ لمقَاسِ حِذائِه نهرًا


    ثم أخذ ما تبقَّى مِن قمحٍ في صُرَّتِه


    فنَبَتَ على قبره كرسيٌّ


    و بَقِينا جياعاً..



    ...




    الجرائدُ لا تقرأُ الغيبَ


    و لا تلغِّم الفضيحَةَ بأزرَارِ المفاجئةِ


    لكنها قالت إنَّ الرئيس سيموت غداً


    و سيذوبُ الجوعُ


    و يتشرَّدُ الجرَبُ


    و سندخلُ الجنَّة جميعاً


    الجرائدُ لا تكذبُ


    لكنَّها لا تعرفُ عدَدَ الملاعِقِ الصدِئةِ


    و عددَ القِطَط...



    ...



    في جنازةِ الرئيسِ


    كُنَّا عُرَاةً..


    نستعجلُ آخرةَ الحدادِ..


    و نرتدي زيفَ البُكَاءِ..


    خوفاً مِن العسكَرِ..


    و الجرائدِ..


    و المقابرِ..


    و الشوارعِ..


    و القِيامَة..



    ...



    لا مكانَ للتفتُّتِ البرِيء..


    و لا وطنَ للحُفَرِ الفاخِرةِ..


    أنهضُ من شرايين تَمَرُّدِي..


    أخلعُ غفوةَ الوقتِ..


    يتثاءبُ النملُ الأحمرُ.


    و أكتشفُ أنَّ أبي كان محِّقاً..


    فالرئيسُ لن يموتَ..


    و الجرائدُ تكذبُ..




    فالعسكر مخيفٌ كالعمق



    أسماء مطر




    27-06-2009


    23:03
    التعديل الأخير تم بواسطة الدكتور حسام الدين خلاصي; الساعة 24-09-2009, 09:28.
    [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]
  • فاطمة الزهراء العلوي
    نورسة حرة
    • 13-06-2009
    • 4206

    #2
    رد: في جَنازة...!

    الفقراءُ يعلِّبون أحلامهم


    و يهرِّبون جفافَ وُجُوههم


    فالرئيسُ قالَ لهم:


    "كُلُوا العشبَ الأخضرَ لتدخُلوا الجَنَّة"..
    وأكلنا العشب الاخضر والسماء تمطر وما زلنا جياعا وعلى باب الجنة واقفون ننتظر بساطا لا يثتاءب عليه النمل الاحمر
    عميق وقوي النص وافتقدناك شاعرتنا الحبيبة اسماء
    كل عام وانت والعائلة بالف حير
    لا عدمنا حضورك يوما يا رب

    محبتي

    ليلى
    لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

    تعليق

    • أسماء مطر
      عضو أساسي
      • 12-01-2009
      • 987

      #3
      رد: في جَنازة...!

      الغالية ليلى...
      ستضحكين اذا قلت لك أني لا أجد ردّك،لدي مشكلة تقنية تجعلني أجد ردودا في شريط العناوين،لكن حين أدخل الى القصيدة لا اعثر عليها،لعنة الوطن تطاردني..
      شكرا للحبيبة سعاد التي نسخته لي في المسنجر.

      طلتك الصباحية تعزف على بساط الحب وطنا من نغم الرحيل..
      سأعود بعد أن يطلق سراحي،و أتخلص من مشكلتي..
      قلت لكم انّ العسكر مخيف كالعمق..

      فائق تقديري.
      [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

      تعليق

      • الدكتور حسام الدين خلاصي
        أديب وكاتب
        • 07-09-2008
        • 4423

        #4
        رد: في جَنازة...!

        أهلا وسهلا تكفي
        للترحيب بعملقة القصيدة هنا وبك
        [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

        تعليق

        • أسماء مطر
          عضو أساسي
          • 12-01-2009
          • 987

          #5
          رد: في جَنازة...!

          دكتورنا القدير ، كل عام و أنت الأنقى.
          أنا لا أجد ردك،فمعذرة على هذا الخلل.
          أنتظر صورة من اختيارك الراقي كالعادة..
          صورة لوطن يشبه هذا الوطن..
          تقديري.
          [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

          تعليق

          • نجلاء الرسول
            أديب وكاتب
            • 27-02-2009
            • 7272

            #6
            رد: في جَنازة...!

            الله يا قديرة
            كم اشتقت لحروفك الرائعة
            التي تخرج من عنق الزجاجة
            فتغرق في المجهول
            وحروفك هكذا دوما
            مسحة جنون قاتلة

            تحيتي يا صديقة
            وأهلا بك دوما مشرفتنا القديرة
            أسماء

            والنص هنا ذاخر بالصور
            والقطات التي فاحت منها
            أغنية جريحة
            نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


            مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
            أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

            على الجهات التي عضها الملح
            لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
            وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

            شكري بوترعة

            [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
            بصوت المبدعة سليمى السرايري

            تعليق

            • مجد أبو شاويش
              عضو أساسي
              • 08-09-2009
              • 771

              #7
              رد: في جَنازة...!

              كَعادتِنا ,
              نُسافرُ نحوَ اللاعودةِ
              نُعانقُ الجُوعَ ,
              ونرتشفُ مِن كأسِ الوجعِ
              ما يُبقينَا فُقراءْ !


              سيّدتِي

              ونغرقُ فِي تيهِ الحرفِ
              إلى عمقِ الزجاجةِ
              نحلقُ ,
              علّنا نصلْ !


              راقنِي جداً مَا جادَ بهِ يَمينكِ ,
              دمتِ متألقهْ !
              [align=center]
              مُدونتِي :
              [COLOR=black].{[/COLOR][URL="http://d7lm.maktoobblog.com"][COLOR=red] [B]ضِفافُ حُلمْ[/B][/COLOR][/URL][COLOR=red] [/COLOR][COLOR=black],![/COLOR]
              [/align]

              تعليق

              • سعيف علي
                عضو أساسي
                • 01-08-2009
                • 756

                #8
                رد: في جَنازة...!

                الشاعرة اسماء مطر
                هذه تحية خارج النص
                دمت سعيدة في كل عيد سعيد
                سعيف علي
                نص يثبت في القلب و كل الجمال
                العمقُ ملتوٍ كالرغيف ِ


                الصَدأُ منتشرٌ كالريحِ


                و الرئيسُ لنْ يموتَ


                هكذا قال أبِي

                شكرا على الشعر
                سعيف علي
                اني مغادر صوتي..
                لكني عائد اليه بعد حين !

                تعليق

                يعمل...
                X