أقر بدء ، بأنها ليست قراءة تحليلية نقدية..إنما فقط هي وقفة اعتراف للحظة إبداع في قصة الأديب * زياد صيدم* = لن تموت السنابل= ..
حيث أخذتني إليها بشكل عميق ، أسرني فضاء الغموض فيها ..ولعبة الكلمات..المتحدة انعتاقا في رؤيا المتلقي ،التي تتوهج وتتراحب فيها رمزية الأسماء بكثير من البلاغة اللغوية الجميلة ، أطلقت في كثير من اللحظات تحجر الدمع ...فكانت صرخة تلاق ،تنوء بها الجوانح ،حين تنتهي من يديك الأشياء...الأشخاص...الأماكن التي أحببتهايوما..
قصة * لن تموت السنابل* هي ثلاث لحظات منفصلة كتابة ،متصلة في الزمان والمكان،وتقول شيئا واحدا في النهاية.علاقة الانسان بالآخر ،بالأرض بالوجود ككل.
فالعلاقة الدياليكتية ما بين الكلمة / لغة/ والنص/ واقعا / هي قوة دافع هذا النص للمتلقي..هي قوة عمقه..ونبض حروفه. يقول أحد النقاد:
{إن النص الأدبي لا يستنسخ الواقع ويحاكيه..إنما يبدعه ويضاهيه.}
وهذا ما لمسته في هذه القصة فاخترت إضمامتها لحظة ثانية..
تبدا حكاية *لن تموت السنابل*بمورفولوجية مادية بشرية ،علائقية بين شخوصها..
ضمير الغائب المروي عنه..بصوت الراوي...في ثنائية أل: هو/ وأل: هي/ يتقاربان حدثا يتباعدان ، في وجود القص في حد ذاته...حيث /هو/ يمركز شخصنة المكان والزمان ويستحضر الضمير الغائب الاخر ن كنقطة التقاء جميلة.
فاحتمال/ السنابل/ أنثى/ ترجح كفة غموض هذه اللحظة ...وتعمق بؤرته هاجسا مُخيفا ..فنحن ازاء حبيبين والموت ثالثهما...كـتيمة مهيمنة ..
يقول *صيدم* { ..احتدم النقاش بينهما..ففاض العتاب من ثنايا كلماتهما..ا حسا بعمق علاقتهما دون ان تلامس الجنون...}
وتر النقاش هنا ..ساخنا ، يتحرك فيه الضميران صعودا حادا في اتجاه النزول إلى الموت...نقرأ:
{ ظهر حديث الموت فجاة على اثر صداع يتكرر معها .فاغمض عينيه ...}
الموت لم يظهر فجأة ، إنه قدم من واقع الحال/ المرض/ المزمن...عبردلالة/
التكرار. نخوض مع القاص *صيدم * تجربة الموت في سياق الإبداع...
فالمشهد الأدبي منذ ملحمة* جلجماش* سكنته تيمة الموت كحقل دلالي محرك لسلسة التغيرات.. يقول الناقد المغربي " محمد بنيس " في هذا الصدد { يصبح الموت ملازما للإنفعال والتأمل في الشعر/ الأد ب المعاصر/ لأنه ملازم للإحساس بالزمن فرديا وحضاريا ....حيث العذاب الجسدي ،يتضامن مع الغياب الحضاري...فالموت ملتقى الرغبات ..وتعارض الاختيارات..}
وبراعة هذا النص مع أديبنا..في اختزال المعنى وتكثيفه ..من خلال تداخل الزمن/ المتكرر في الصراع..كوتيرة مخيفة ترتوي منها سردية النص وتتقن خيطه بلاغة الصورة الجميلة على شدة حزنها ..نقرأ:
{..اغتسل بفيض عرقه المتدفق..}..
لاحظ قوة الصورة هنا... فهي ليست تصويرا ناقلا لتقاسيم الألم ،إنها تأتينا من داخل هذه النفس المقهورة بالرحيل في معاناة تربط بين الضميرين كـقاسم مشترك بينهما : معاناته / هو/ في عدم تقبله مرضها...ومعاناتها / هي / في ..تكرار الصداع..
تتبدى إحباطات النفس ..وتنفتح ..عريا ناقلا كل المأساة..تلقي في نفسية المتلقي ..كضمير حاضربالقراءة في تأسيس النص...تلقي فيه نقمة على المرض..
وتلمس وأنت مسترسل في القراءة ضمير ثالث آخر..غائب/ مغيب/ كتابة..قادر على تحريك احتمال عدم الموت...وهو / الماء/
فغياب الماء كعنصر حيوي مقيم لاحتفالات الحياة في أكمل وجوهها..ومحبط للموت هو هنا معادلة غريبة يؤشر للنهاية...ويؤزم السؤال فينا كقراء...
يستدعي داخلي اللحظة ..غياب الماء لدى * زياد صيدم* غيابه لدى الشاعر الكبير *بدر شاكر السياب* من خلال رائعته * أنشودة المطر* والتي يلعب فيها الماء على التضاد فهو رحم لانفجار الخواء. تنقلب الآية ويصبح المطر مانح الحياة ، يصبح بداية النهاية..يقول ا لسياب في مقاربة مع زياد صيدم:
وكل عام حين يعشب الثرى نجوع..
لاحظ ضدية الكلمة هنا..عشب/ خصوبة/ مطر/ ماء/ تقابله الصورة القائمة المنبتقة منها ../ جوع/ قحولة / خواء...
فكيف يكون الماء ..مانح الحياة هو نفسه سالبها...؟؟؟
إن الدلالة الرمزية/ التغيبية لعنصر الماء..في قصة الأديب *زياد* تجتاح حدود الكلمة لتخترق حدود الموت..لكن بروعة غياب الكلمة..وبلغة تحضن هذا التغيب وتنسجه أفقامفتوحا لعدة احتمالات ..في ذهن القارىء.
فهل تفجير التراب بالموت يحمل بذور الصفح عن الجفاف..؟
لا حظ كيف تغيرت دلالة / السنابل / من الأنثى إلى حقيقة طبيعتها...كرمز لنبتة الأرض الحاضنة للخصب والعطاء..وإن كانت الدلالة هنا واحدة مجتمعة في حقل التوليد والاستيلاد ..من خلال رحم / الأنثى / .
وفضاء الموت ..كتجربة جديدة في الادب المعاصر جاء ب
ها / موريس بلانشو/ من خلال دراسة فريدة ونادرة اكد من خلالها بان الموت سكن الفعل الادبي كفعل كوني , تعيد فيه التجربةالادبية ..مساءلة العالم انطولوجيا..واجتماعيا وتاريخيا../ نقلا عن محمد بنيس/..
والانسان باختلاف تكوينه النفسي / الفزيولوجي/ يكثف من الداخل إيقاعه في علاقته بالاخر قربا/ بعدا / أو غيابا ...حيث يكون التوتر عموديا باتجاه معاناة النفس ..
يقول / أحمد رامي / في تجربة الموت :
ثم وليتِ فانطوى عهدي بالماضي..
واعقبت حسرة..الحرمان...
لكن مع الاستاذ * زياد* عكس * رامي * المستسلم...فهو .. را فض بشدة لفكرة الوداع ..نقرأمعه في نهايةاللحظة الأولى من القصة { كان وقعها مؤلما رفض وانكر عليها فكرة موت السنابل }
انه يضيء لنا شخوص حكايته ..فنراهم من الداخل هموما منفوثة ينقشها الغضب المكتوم رفضا..
وكلنا نتوسل في الآخر بقاء ، لان فيه بقاء لنا..نتجرد فيه امتدادا ما بين الجواني / الذاتي ..والبراني / الاخر...
ينفرج هم القارىء في اللحظة الثانية حيث يأخذنا البعد الدياكروني / الزمني الى ميلاد . – السنابل- كبداية تؤشر لانطلاق الحياة يقول الاديب زياد { تتفتح يوميا امامه سنابل كثيرة بالوان قزح...}
فقوة بلاغة هذه الصورة , تنقلك الى عوالم الإبداع اللغوي المكثف لرمزية الحياة بدلالات خصبة : / تتفتح/ يوميا / سنابل كثيرة / ..فترسم وأنت تعانقها مواسم من عطاء ممتد بلا نهاية..فالكلمة هنا ومن رحم السرد ..الحكائي ..شعرية وبامتياز..تمتشق من غمد التجربة وتمارسك مظهرا احتفاليا من خلال { الوان قزح }لكنها سرعان ما تنتفض زجرا وضيقا نقرأ :{ يشعر بزجر منها يكتم على انفاسه..فيهرب بادب ولباقة..}
نحن إزاء نفسية معقدة بالحزن ..خائفة متوترة من حصول المغيب من جديد وتكرارالماضي السالب للحياة..يقول "أدونيس " في هذا الصدد =الكتابة....هي في مجملها ،نوع من البحث عن زمن ضائع ،بشكل او اخر: في الماضي فيستعاد ،او في الحاضر فيقبض عليه أو في المتستقبل فيُنْتظر مجيئه =
ويهبط السكون في اللحظة الأخيرة من القصة ..حيث تتجلى ذات المروي عنه...في لقاء قدري ...مؤمن..مستسلم للقدر...نقرأ:
{يؤمن بالقدر...بالموت الحق على كل كائن حي..يؤمن بانحناء السنابل وقت الاعصار , لكنه لا يتحمل انكسارها ..لانها تزهر وتنمو على ضفاف من شرايين قلبه..}
قمة الوفاء والحب للاخر
لا احد يقبل انحناء من يصنع فرحتنا..ولو للحظات...ثانية...جزء من ثانية...لكن ...الايمان الراسخ في القلب ..بنهاية الاشياء...{ كل من عليها فان..} قران كريم.. يفسح للنفس الاليمة بالوداع ...فرجة ...تقبل الوضع...على امره...
وتيمة الموت, كعزوف منه من بني البشر ممتد منذ بدء التاريخ...لففناه مع تحنيطات الموميات الفرعونية...وشواهد كبيرة يزخر بها التاريخ الانساني ..تقول بحبه للارض..وحبه للبقاء
جاء النص ..انشطاريا كتابة ..لكنه يمور من الجواني الى البراني .بلغة اتقن فيها الاديب* زياد صيدم* لعبة الكتابة منذ اول حرف الى نقطة النهاية..بحبكة سردية تماوجت فيها الشعرية البلاغية / الفوقية/ كمعنى ..والسردية الحكائية/ الارضية ..كحدث...
الاديب زياد صيدم..تمتعت كثيرا بهذا النص..ولفني غموضه ..أغراني بقراءته من جديد. وإذ أعتذر لك إن لم اوفق في هذه الإضمامة..أشهد لقلمك ..بالتميز ..والعطاء.
والسلام عليكم...ولنا في درب الكتابة لقاء بعون الرحمن
حيث أخذتني إليها بشكل عميق ، أسرني فضاء الغموض فيها ..ولعبة الكلمات..المتحدة انعتاقا في رؤيا المتلقي ،التي تتوهج وتتراحب فيها رمزية الأسماء بكثير من البلاغة اللغوية الجميلة ، أطلقت في كثير من اللحظات تحجر الدمع ...فكانت صرخة تلاق ،تنوء بها الجوانح ،حين تنتهي من يديك الأشياء...الأشخاص...الأماكن التي أحببتهايوما..
قصة * لن تموت السنابل* هي ثلاث لحظات منفصلة كتابة ،متصلة في الزمان والمكان،وتقول شيئا واحدا في النهاية.علاقة الانسان بالآخر ،بالأرض بالوجود ككل.
فالعلاقة الدياليكتية ما بين الكلمة / لغة/ والنص/ واقعا / هي قوة دافع هذا النص للمتلقي..هي قوة عمقه..ونبض حروفه. يقول أحد النقاد:
{إن النص الأدبي لا يستنسخ الواقع ويحاكيه..إنما يبدعه ويضاهيه.}
وهذا ما لمسته في هذه القصة فاخترت إضمامتها لحظة ثانية..
تبدا حكاية *لن تموت السنابل*بمورفولوجية مادية بشرية ،علائقية بين شخوصها..
ضمير الغائب المروي عنه..بصوت الراوي...في ثنائية أل: هو/ وأل: هي/ يتقاربان حدثا يتباعدان ، في وجود القص في حد ذاته...حيث /هو/ يمركز شخصنة المكان والزمان ويستحضر الضمير الغائب الاخر ن كنقطة التقاء جميلة.
فاحتمال/ السنابل/ أنثى/ ترجح كفة غموض هذه اللحظة ...وتعمق بؤرته هاجسا مُخيفا ..فنحن ازاء حبيبين والموت ثالثهما...كـتيمة مهيمنة ..
يقول *صيدم* { ..احتدم النقاش بينهما..ففاض العتاب من ثنايا كلماتهما..ا حسا بعمق علاقتهما دون ان تلامس الجنون...}
وتر النقاش هنا ..ساخنا ، يتحرك فيه الضميران صعودا حادا في اتجاه النزول إلى الموت...نقرأ:
{ ظهر حديث الموت فجاة على اثر صداع يتكرر معها .فاغمض عينيه ...}
الموت لم يظهر فجأة ، إنه قدم من واقع الحال/ المرض/ المزمن...عبردلالة/
التكرار. نخوض مع القاص *صيدم * تجربة الموت في سياق الإبداع...
فالمشهد الأدبي منذ ملحمة* جلجماش* سكنته تيمة الموت كحقل دلالي محرك لسلسة التغيرات.. يقول الناقد المغربي " محمد بنيس " في هذا الصدد { يصبح الموت ملازما للإنفعال والتأمل في الشعر/ الأد ب المعاصر/ لأنه ملازم للإحساس بالزمن فرديا وحضاريا ....حيث العذاب الجسدي ،يتضامن مع الغياب الحضاري...فالموت ملتقى الرغبات ..وتعارض الاختيارات..}
وبراعة هذا النص مع أديبنا..في اختزال المعنى وتكثيفه ..من خلال تداخل الزمن/ المتكرر في الصراع..كوتيرة مخيفة ترتوي منها سردية النص وتتقن خيطه بلاغة الصورة الجميلة على شدة حزنها ..نقرأ:
{..اغتسل بفيض عرقه المتدفق..}..
لاحظ قوة الصورة هنا... فهي ليست تصويرا ناقلا لتقاسيم الألم ،إنها تأتينا من داخل هذه النفس المقهورة بالرحيل في معاناة تربط بين الضميرين كـقاسم مشترك بينهما : معاناته / هو/ في عدم تقبله مرضها...ومعاناتها / هي / في ..تكرار الصداع..
تتبدى إحباطات النفس ..وتنفتح ..عريا ناقلا كل المأساة..تلقي في نفسية المتلقي ..كضمير حاضربالقراءة في تأسيس النص...تلقي فيه نقمة على المرض..
وتلمس وأنت مسترسل في القراءة ضمير ثالث آخر..غائب/ مغيب/ كتابة..قادر على تحريك احتمال عدم الموت...وهو / الماء/
فغياب الماء كعنصر حيوي مقيم لاحتفالات الحياة في أكمل وجوهها..ومحبط للموت هو هنا معادلة غريبة يؤشر للنهاية...ويؤزم السؤال فينا كقراء...
يستدعي داخلي اللحظة ..غياب الماء لدى * زياد صيدم* غيابه لدى الشاعر الكبير *بدر شاكر السياب* من خلال رائعته * أنشودة المطر* والتي يلعب فيها الماء على التضاد فهو رحم لانفجار الخواء. تنقلب الآية ويصبح المطر مانح الحياة ، يصبح بداية النهاية..يقول ا لسياب في مقاربة مع زياد صيدم:
وكل عام حين يعشب الثرى نجوع..
لاحظ ضدية الكلمة هنا..عشب/ خصوبة/ مطر/ ماء/ تقابله الصورة القائمة المنبتقة منها ../ جوع/ قحولة / خواء...
فكيف يكون الماء ..مانح الحياة هو نفسه سالبها...؟؟؟
إن الدلالة الرمزية/ التغيبية لعنصر الماء..في قصة الأديب *زياد* تجتاح حدود الكلمة لتخترق حدود الموت..لكن بروعة غياب الكلمة..وبلغة تحضن هذا التغيب وتنسجه أفقامفتوحا لعدة احتمالات ..في ذهن القارىء.
فهل تفجير التراب بالموت يحمل بذور الصفح عن الجفاف..؟
لا حظ كيف تغيرت دلالة / السنابل / من الأنثى إلى حقيقة طبيعتها...كرمز لنبتة الأرض الحاضنة للخصب والعطاء..وإن كانت الدلالة هنا واحدة مجتمعة في حقل التوليد والاستيلاد ..من خلال رحم / الأنثى / .
وفضاء الموت ..كتجربة جديدة في الادب المعاصر جاء ب
ها / موريس بلانشو/ من خلال دراسة فريدة ونادرة اكد من خلالها بان الموت سكن الفعل الادبي كفعل كوني , تعيد فيه التجربةالادبية ..مساءلة العالم انطولوجيا..واجتماعيا وتاريخيا../ نقلا عن محمد بنيس/..
والانسان باختلاف تكوينه النفسي / الفزيولوجي/ يكثف من الداخل إيقاعه في علاقته بالاخر قربا/ بعدا / أو غيابا ...حيث يكون التوتر عموديا باتجاه معاناة النفس ..
يقول / أحمد رامي / في تجربة الموت :
ثم وليتِ فانطوى عهدي بالماضي..
واعقبت حسرة..الحرمان...
لكن مع الاستاذ * زياد* عكس * رامي * المستسلم...فهو .. را فض بشدة لفكرة الوداع ..نقرأمعه في نهايةاللحظة الأولى من القصة { كان وقعها مؤلما رفض وانكر عليها فكرة موت السنابل }
انه يضيء لنا شخوص حكايته ..فنراهم من الداخل هموما منفوثة ينقشها الغضب المكتوم رفضا..
وكلنا نتوسل في الآخر بقاء ، لان فيه بقاء لنا..نتجرد فيه امتدادا ما بين الجواني / الذاتي ..والبراني / الاخر...
ينفرج هم القارىء في اللحظة الثانية حيث يأخذنا البعد الدياكروني / الزمني الى ميلاد . – السنابل- كبداية تؤشر لانطلاق الحياة يقول الاديب زياد { تتفتح يوميا امامه سنابل كثيرة بالوان قزح...}
فقوة بلاغة هذه الصورة , تنقلك الى عوالم الإبداع اللغوي المكثف لرمزية الحياة بدلالات خصبة : / تتفتح/ يوميا / سنابل كثيرة / ..فترسم وأنت تعانقها مواسم من عطاء ممتد بلا نهاية..فالكلمة هنا ومن رحم السرد ..الحكائي ..شعرية وبامتياز..تمتشق من غمد التجربة وتمارسك مظهرا احتفاليا من خلال { الوان قزح }لكنها سرعان ما تنتفض زجرا وضيقا نقرأ :{ يشعر بزجر منها يكتم على انفاسه..فيهرب بادب ولباقة..}
نحن إزاء نفسية معقدة بالحزن ..خائفة متوترة من حصول المغيب من جديد وتكرارالماضي السالب للحياة..يقول "أدونيس " في هذا الصدد =الكتابة....هي في مجملها ،نوع من البحث عن زمن ضائع ،بشكل او اخر: في الماضي فيستعاد ،او في الحاضر فيقبض عليه أو في المتستقبل فيُنْتظر مجيئه =
ويهبط السكون في اللحظة الأخيرة من القصة ..حيث تتجلى ذات المروي عنه...في لقاء قدري ...مؤمن..مستسلم للقدر...نقرأ:
{يؤمن بالقدر...بالموت الحق على كل كائن حي..يؤمن بانحناء السنابل وقت الاعصار , لكنه لا يتحمل انكسارها ..لانها تزهر وتنمو على ضفاف من شرايين قلبه..}
قمة الوفاء والحب للاخر
لا احد يقبل انحناء من يصنع فرحتنا..ولو للحظات...ثانية...جزء من ثانية...لكن ...الايمان الراسخ في القلب ..بنهاية الاشياء...{ كل من عليها فان..} قران كريم.. يفسح للنفس الاليمة بالوداع ...فرجة ...تقبل الوضع...على امره...
وتيمة الموت, كعزوف منه من بني البشر ممتد منذ بدء التاريخ...لففناه مع تحنيطات الموميات الفرعونية...وشواهد كبيرة يزخر بها التاريخ الانساني ..تقول بحبه للارض..وحبه للبقاء
جاء النص ..انشطاريا كتابة ..لكنه يمور من الجواني الى البراني .بلغة اتقن فيها الاديب* زياد صيدم* لعبة الكتابة منذ اول حرف الى نقطة النهاية..بحبكة سردية تماوجت فيها الشعرية البلاغية / الفوقية/ كمعنى ..والسردية الحكائية/ الارضية ..كحدث...
الاديب زياد صيدم..تمتعت كثيرا بهذا النص..ولفني غموضه ..أغراني بقراءته من جديد. وإذ أعتذر لك إن لم اوفق في هذه الإضمامة..أشهد لقلمك ..بالتميز ..والعطاء.
والسلام عليكم...ولنا في درب الكتابة لقاء بعون الرحمن
تعليق