لم تكن تعرف اصله وفصله لما انساقت إليه بفضل جاذبيته الأخاذة بشكل ليست مسؤولة عنه، اعجبت به من تلقائية لم تدع لها فرصة التريث ، سحرها بهيئته ونماقة لفظه، لم تعوزها الوسيلة حتى لإختباره كما هي عادة الباحثات عن الرفقة والمباهات عند جل طالبات الجامعة، لم تسأل احدا عنه لوبطبع الفضول وإخفاء انبهارها لفترة ، فكلما تمنته هو صحبته قصد إدعاء االإستحواذ وفضيلة الإثارة كما هي عادة مثيلاتها، تريد ان تنفرد بالميزة دون الاخريات ، إظهارا لقيمتها الأنثويةعند الشباب ، لان ذلك يشعرها بالثقة في النفس ، وأحساسا بجدوى الحياة في نظرها،
ومن إيجابيات الصدف انه يبادلها نفس المنحى الخلقي ، لطالما تمنى ان يصادف فتاة على شاكلته ، لارضاء غريزة الاحتكار وحسن الإختيار ، الذي قد يعد تفوقا على اقرانه من الشباب، وتلك أمنية كل شاب جامعي على وشك التخرج ، فمنهم من صدق وأخلص . . ومنهم من يحسب الامر نوعا من التجربة قبل إستقراره في بيت الزوجية. لقد أعجبا ببعضهما البعض دون أي استقصاء أو تردد، وجدت فيه الفتاة ما تتمناه ، فعفوية طباعه
دون أي تكلف او اصطناع أو حتى تحفظ لا قت مساغا عندها ، تفرست فيه مواصفات الرفيق الذي تبحث عنه.وبشكل غير متوقع اتقدت بينهما اواصر الالفة عير اللقاءات المفتعلة ، ولعبة عدم الإنتباه.وغرائب الصدف المبررة لكل تصرفاتهما، فاصبحا لا يتفارقات الا لماما ، أولظروف الإضطرارية، استباحا كسر الحواجز والسخرية من الرفقة البريئة، التي يعتبرانها جبنا وتقوقعا في الرجعية الاجتماعية ، ضربا بعرض الحائط كل التقاليد المعهودة والمقتضيات االعرفية الموروثة من المبادئ الأخلاقية، شعارهما { قرر كيف ما شئت ان تعيش ، وانزع عنك قيد الإعتبارات وتصرف كما يحلو لك ما دمت مقتنعا. مبدئهما هو الإنفتاح المطلق على مسرات الحياة والتمتع بها ، والناي بالحواجز المعيقة لتكوين أي علاقة مهما اتصفت حسب نظرتهما للامور، لم يعرف التردد او التخمين سبيلا الى قاموس فكرهما ، حتى ان رواد الجامعة من الطلبة ، أعتادوا على تلك الرفقة الغريبة بينهما
والمثيرة في نفس الوقت، قد يخيل في بعض الأحيان أنهما مجرد زملاء، تعودا على الإلتقاء ،مثلهم مثل الآخرين ، ولكن الاعتقاد السائد يتبخر حين يلوح أما مك مشهد
حميمي تلمح اليه تصرفاتهما امام العلن عندما تسند رأسها الى صدره، لم يتبادر الى ذهن احد أي استنتاج عن مستوى العلاقة التي تربطهما ودرجتها.
بيد انهما لا يملكان الجراة لاي اعتراف صريح بالاحاسيس قد يمكّن من تقوية المودة .لان ذلك حسب منطقهما يعد جبنا سذاجة تنم عن ضعف يقلل من شخصية الفرد ، وبالاخص في عصرنا المادي الذي نعيش فيه . والغريب في الامر انهما لا يدخران عن بعضهما
الإكراميات في المناسبات او غيرها ، امتدت العلاقة حتى اواخر الموسم الدراسية ،
تفوقا بأعلى النتائج في الامتحانات ، ونالا الإجازة كل على حدا ، وحان وقت الإقتراق
ربما حتى السنة الدراسية الجديدة أملا في لقاء جديد يرقي الى تطلع كل منهما.
ذلك ما ختما به اياما رفقتهما ، وكل منهما يودع الآخر بتعال وإبداء عدم اكتراث. ولكن
حز الافتراق بدا واضحا على محيا الاثنين، عليهما كتم أي شيء قد يصغرهما في نظرهما
فحينئذ سيكون بمثابة اختبار قيمة كل طرف عند الآ خر ، ثم فرصة لاكتشاف أي انطباع
يستشف في نفسية كل واحد تجاه الآخر.
و صادف أن تقدم شاب يعمل خارج الوطن الى خطبة الفتاة ، كان من قبل إبن حيها
وصديقا قديما منذ الإعدادية ، لكنها استمهلته مدة قبل ان تتسرع في الرد .
وقد ار تات التردد وتاجيل أي قبول بعدما احست ببعض الحنين الى رفيقها الجامعي
فربما عليها ان تستقصي شعوره ولو بتلميح ، وربما إخباره بشأن خطبتها سيكون أجدى عساها تتبين ردة فعله ، ومعرفة شعوره الحقيقي نحوها .
لم يبد أي اعتراض ولو بشكل قد يؤكد حسن انطباعها عنه ، بل خيبة امل إجتاحت كيانها .
إذلاح عبوس وجهها ليعكس حسرتها والمها العميقين. ، شدهت متسائلة ، كيف تقبل الامر بهذه البرودة العجيبة ؟ كانه صخرة جاثمة لا تزحزحها ضربات الموج الهائج.
فعندما أقفل الهاتف منهيا محادثتها ،و بمهل لما انهت كلامها ، ووعدها بجلب هدية تليق بها كعروس متمنيا لها كل التوفيق . أخذت تنظر الى الهاتف كانها على وشك ان تطوح به،
ليتها ما سألته، كم هو سهل على الإنسان ينخدع بالمظاهر، عليها ان تتقبل الامر لأنه لا يستحق ، وبالرغم من محاولة التخفيف عن نفسها بنسيانه ومحو كل ماض يذكر به ،إلا انها احست بوحز في كرامتها وانحطاط في شرفها ، ومع انها واثقة من نفسها ، فإن الوجل يخيم على بدواخلها تخشى ردة ردة فعل خطيبها عندما تخبره الخقيقة ، ربما ستكون ضربة اخرى قد تحطم معنوياتها ، ثم استدركت بانها تستحق العواقب التي لم تقدرها من قبل ،
الماضي لا يهمني لانه مضى ولا يمكن إعادته، بهذه العبارة أجاب العريس المستقبلي لما اخبرته الحقيقة، أرتخت إعصابها المشدودة وهي تخبره ، بيد ان عقدة العفة والحفاظ على الشرف ، سيلازمانها كول حياتها ،
،
تعليق