مسرحية للكاتب بندر (( خطبة الجمعه))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • طالع البحري
    • 16-08-2009
    • 9

    مسرحية للكاتب بندر (( خطبة الجمعه))

    المشهـد الأول :
    الوقت : بعد صلاة الجمعة.
    المكان : مجلس المنزل , المليئ بالكتب القديمة.
    الشخصيات : الشائب , وابن الشائب , و ابنة الشائب .

    الديكور : مجلس أثاثه حديث – وعلى الحائظ الخلفي (خنجر) و بندقية وحزام يتدلى إلى الأرض, و بعض من التراث القديم ــ وفي الجانب الأيمن : مكتبة كتب تبدو قديمة من لونها البني , وبجانبها لوحة مكسورٌ نصفها الآخر .. وفي الجانب الأيسر : باب يفتح لأحدى الغرف .

    المشهــــد الأول:
    الشايب : هل صليت الجمعة ياولدي ؟
    ابن الشائب : وهو مرتبك / نعم .. نعم يا أبي لقد صليتها .
    الشايب :لم أراك في المسجد ؟
    ابن الشائب : ماذا تقول ؟.. لقد صليتها وخرجت مبكراً ولهذا لم تشاهدني في المسجد .
    الشائب : إذاً لنفترض أنك صليت في المسجد ! ولكن " من هو الذي خطب وصلى بنا ؟
    ابن الشائب : إنه الشيخ الفاضل !
    الشائب : ومن هـــو ؟
    ابن الشائب : الذي صلى بنـا .
    الشائب : غاضباً / ومن هو هذا الشيخ الذي صلى بنا ؟
    ابن الشائب : أبي لما كل هذه الأسئلة ؟ .. ألا تصدقني ؟!
    الشائب : لماذا لم تجاوبني على سؤالي ؟ أخيّب الكذب عليك أم ماذا ؟
    ابن الشائب : لقد جاوبتك على سؤلك يا أبي .
    الشائب : وماذا كان جوابك ؟
    ابن الشائب : وماهو سؤالك ؟
    الشائب : يصفق بيديه / لاحول ولاقوة إلاّ بالله .. سؤالي كان : من خطب و صلى بنا ؟
    ولد الشائب : لايوجد غير خطيب واحد ياأبي في مسجدنا وهو الشيخ ياسين وفقه الله .
    الشائب :صدقت يا بني لقد كنت ذكياً في هذه .. إذا ماعنوان الخطبة ؟
    ابن الشائب : يحك رأسه / لقد كانت معبرة وجميلة وقد استمتعت كثيراً بسماعها .
    الشائب : لم أسئلك عن إن كانت جميلة أو لا .. لكنني أريد عنوانها أو شيئاً مما ذكره الشيخ .
    ولد الشائب : بصوت خفيف جداً / ماذا أقول له ؟ لقد ....
    الشائب : ماذا تقول ؟
    ابن الشائب : لا لا لاشيء يا أبي .
    الشائب : أجب على سؤالي وإلاّ ...
    ابن الشائب : لا لا ياأبي سوف أجيب على سؤوالك .
    الشائب : إذاً أجب.
    ولد الشائب : لقد كانت الخطبة عن بر الأباء بأبناءهم .. يالله ! كانت خطبة جميلة ولها تأثيرها على الأباء .
    الشائب : أول مرة أسمع بعنوان كهذا لخطبة الجمعة.. إنك لم تصلِ في المسجد .
    ولد الشائب : وكيف عرفت ؟
    الشائب : الخطبة كانت تتحدث عن فضل صوم رمضان .
    ولد الشائب : عابس وجهه .. عن صوم رمضان ؟!!
    الشائب : نعـــم .
    ولد الشائب : ومادخل رمضان في خطبة اليوم ؟ حيث مرّ على رمضان أكثر من شهر ونصف الشهر ونحن الآن نستعد لشهر آخر وهو الحج .. ثم إن الخطبة مكرره .
    الشائب : لايهم !! المهم لماذا لم تصلي الجمعة , فقد فاتتك الجمعة وأجرها العظيم .
    ابن الشائب : أنا آسفٌ يا أبي ! ولن أكررها مرة أخرى .
    بنت الشائب : السلام عليكم .
    الشائب , ابن الشائب : وعليكم السلام .
    الشائب : أين كنتِ يا ابنتي ؟
    بنت الشائب : لقد كنت أصلي في حجرتي .
    الشائب : بارك الله فيك وتقبل الله ..
    بنت الشائب : منّا ومنكم صالح الأعمال .
    ولد الشائب : أنا ذاهب للصلاة .
    الشائب : بارك الله فيك يابني .
    بنت الشائب : أبي .. لقد سمعتك أنت وأخي تتكلما عن الصلاة .
    الشائب : نعم .. أخاكِ لم يصلي الجمعة في جماعة ولهذا كان حديثنا مرتفع .
    بنت الشائب : هداه الله .. ولكن الأمر الذي أود الاستفسار عنه هو الخطبة .
    الشائب : ومابها الخطبة ؟!.
    بنت الشائب : لقد تكررت كثيراً .. وأنا أسمعها من نافذت حجرتي كل اسبوع بنفس العنوان.
    الشائب : إنه الشيخ ياسين وهو رجلٌ طاعن في السن .. ولهذا كانت الخطبة مكررة.
    بنت الشائب : ولكن يا أبي أصبحت الخطبة مملة جداً !
    الشائب : يابنيتي : المسجد ليس به إلاّ نحن وبعضٌ من الأصدقاء والأهل بلكاد يصلون أربعين .
    بنت الشائب : وأين باقي المصلين يا أبي ؟!
    الشائب :يذهبون لمساجد أخرى تبعد عنّا , ولا أعلم لماذا ؟ وكأن ليس بجوارهم مسجد !
    بنت الشائب : تهز رأسها / الآن عرفت لماذا يصلون في مساجد غير مساجدهم ؟
    الشائب : وماذا عرفتِ ؟
    بنت الشائب : أولاً - الخطبة المكررة مملة , مما يجعل المصلين يبحثون عن مساجد أخرى .
    ثانياً - الخطيب المتعلم والمثقف هو من يجتمع في مسجده المصلين , لأنهم يستفيدوا من الخطبة .
    ثالثاً - عندما يكون الخطيب ملم بأحداث الشهر أو الاسبوع فأنه يستطيع أن ينشأ من خلالها خطبة للجمعة .
    الشائب : صدقتي يا ابنتي .. ولكن من أين لك هذه المعلومات ؟!
    بنت الشائب : مشيرة بإصبعها السبابة // من تلك الكتب .
    الشائب : إنها كتبٌ قديمة .
    بنت الشائب : ولكنها تحمل في طياتها الكثير من الفوائد .
    الشائب : صدقتي ! وسوف أجتمع بالاخوان في مجلسي وأفيدهم بما ذكرتيه لي قبل قليل .. عسى أن نجد حلاً يرضي الشيخ محمد , فهو رجل سريع الغضب , وقد يثير غضبه هذا الخبر .

    أسدل الستار .
    التعديل الأخير تم بواسطة طالع البحري; الساعة 25-09-2009, 20:39.
  • طالع البحري
    • 16-08-2009
    • 9

    #2
    رد: مسرحية للكاتب بندر (( خطبة الجمعه))

    المشهـد الثاني ::
    الوقت : بعد صلاة العِشاء.
    المكان : مجلس الجماعة .
    الشخصيات : الشائب (رئيس الجلسة) , أبو نهار , داوود , مرسال , الشيخ ياسين .

    الديكور : مجلس كبير , يتوسطه طاولة بـ 9 كراسي , ولوحة كبيرة بها صور الإسرة الحاكمة معلقة على الجدار .

    الشائب رئيس الجلسة , يجلس على الكرسي الأمامي , ويرحب بالجماعة الحضور.. بينما الحضور على الكراسي الجانبية وكلاً حمل في يده ورقة وقلم .

    المشهـــــد :
    الشائب : اعلموا أيها الاخوة إنني اجتمعت بكم لأمر هام ٌ جدا ..
    أبو نهار : خيرٌ إن شاء الله .
    داوود : وماهو هذا الأمر المهم الذي تريد أن تتحدث عنه ؟ ثم أين الشيخ ياسين ؟ لا أراه في مجلسنا اليوم .
    الشائب : يبدوا أنه قد نسيّ الموعد , فقد دعوته للحضور .
    مرسال : سيأتي وقد أخبرني بذلك .
    الشائب : إذا نكتفي بهذا القدر من الحضور .. ودعونا ندخل للموضوع مباشرة .
    أبو نهار : ياليت !! لأنني جائع , وقد سمعت من مرسال أنك جهزة وليمة عشاء بعد الجلسة .
    الشائب : يضحك / نعم .. نعم .. والموضوع الذي جمعتكم لأجله , هو موضوع الخطبة وخطبة يوم الجمعة .
    الجماعة /// الخطـــــبة ؟!!
    داوود : ولماذا اخترت الخطبة بالذات ؟
    الشائب : نعم الخطبة ! .. ولقد اخترتها لأنها أصبحت مملة جداً , والشيخ ياسين وفقه الله وأطال الله بعمره , يكرر الخطبة جمعة بعد جمعة وعنوانها واحد , وقد أدى ذلك إلى هجر الجيران والمصلين مسجدنا ,الذي كان يكتظ بالمصلين .
    أبو نهار : ولكن الشيخ ياسين لايطيل علينا في الخطبة والصلاة , وهذا أفضل لنا ؛ لأننا كبرنا في السن ولم نعد نحتمل الوقوف والجلوس كثيراً .
    داوود : معك حق يا أبا نهار ! .
    الشائب : نعم الشيخ ياسين كذلك , ولكن الكثير من المصلين هجروا مسجدنا هذا , والسبب معلوم لدى الجميع .
    مرسال : صدقت يا رئيس الجلسة , وأنا ممن ترك مسجدنا هذا , وذهبت للصلاة مع الشيخ إسماعيل .. لإنه شيخ متعلم وفي زهرة شابه , وكذلك لايكرر الخطبة في كل جمعة , وصوته يجعل المصلين في خشوع .
    أبو نهار : ولكن " ماذا تريد منّا الآن يا رئيس الجلسة ؟
    الشائب : نريد البحث عن إمام وخطيب لمسجدنا , يكون متعلماً , ويكمل فيه جميع الشروط التي يجب أن تتوفر في الإمام ... ويكون بديلاً للشيخ ياسين .
    داوود : غاضباً // مـــاذا تقــــــول ؟!
    أبو نهار : لا لا لا .. أكيدٌ أنك جننت يا رئيس الجلسة ! , أتريدنا أن نأتي بإمام ونضعه محل الشيخ ياسين كبيرنا وقدوتنا ؟!
    مرسال : وما المشكلة ياجماعة , فهذا تجديدٌ للدماء .. والشيخ ياسين لم يعد قادراً على أداء الصلاة في وقتها وأنتم تعلمون هذا جيداً , وكيف كان يأخر أذان المغرب علينا في رمضان ؟.
    الشائب : نعم كلامك صحيح يا مرسال .. وكذلك كان يؤذن للفجر قبل موعده بفارق كبير .
    أبو نهار : وكيف لنا أن نقنع الشيخ ياسين بذلك ؟
    داوود : نعم كيف نقنعه ؟ وكلنا نعرف مدى تمسكه بالمسجد والإمامة .
    الشائب : وهذا ما أجمعتكم لأجله .. ونريد حلاً لايغضب الشيخ ياسين .
    مرسال : لدي الحل !!
    الجمــاعة : مـــا هـــو ؟
    مرسال : نقول له ما دار في الإجتماع واقتراحنا, وإن رفض الفكرة !! نبني لنا مسجداً أخر, ونطالب بإمام مسجد يكون متعلماً وحسب مانريد.
    داوود : هذا الحل غير مجدي .
    الشائب : لا لا .. ليس هذاحلاً للمشكلة ..
    أبو نهار : دعونا من تلك التافهات .. فوجود الشيخ ياسين مصدر للإطمئنان لنا .. وقد تعودنا عليه .
    الشائب : تفاهات !!! أهذا الحديث أصبح تافهاً يا أبا نهار ؟ سامحك الله .
    أبو نهار : عذراً ! لم أقصد الحديث .. ولكنني أرى أن الخوض في مثل هذه الأمور لاجدوى منها .
    مرسال : إذاً فليسعفنا أحدكم بالحل ! .
    داوود : أنا .. وخطرت لي فكرة قد تكون عادلة للجميع .
    الجمـــاعة : وما هي ؟!
    داوود : نأتي بإمام مساند للسيخ ياسين .
    مرسال : فكرة جميلة .
    داوود : ونقول للشيخ ياسين - بما أنك كبرت في العمر فهذا الإمام سوف يقوم محلك حين تجد نفسك غير قادرٍ على أداء أحدى الصلوات الخمس .
    الشائب : والله إنها لفكرة جميلة .. وحلٌ يرضى الطرفين .
    مرسال : وأنا عليّ مهمة البحث عن إمام .
    الشائب : بارك الله فيك يا مرسال الخير .. وقد كلفتك تلك المهمة .
    أبو نهار : والآن .. ماهو رأيكم بعد إن وجدنا الحل أن نتعشى ونطفى جوعنا .
    الشائب : ضاحكاً // هيا إذاً لنتاول العشاء ...
    الشيخ ياسين : السلام عليكم ورحة الله وبركاته .
    الجمــــاعة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
    الشائب : أهلاً بك ياشيخ ياسين .. جأت في وقتك .
    أبو نهار : ليتك ياشيخ ياسين تؤذن بالصلاة في وقتها , كما تأتي دائماً على وقت الطعام .
    الجمـــاعة : ههههه
    الشيخ ياسين : لقذ أبلغني مرسال إن لديكم اجتماع مهم .. وها أنا قد حضرت .
    الشائب : مبتسماً // نعم نعم ياشيخنا الفاضل .. وقد انتهى الإجتماع وحان وقت العشاء .
    الشيخ ياسين : إذاً بارك الله فيكم .. ولكن أين العشاء ؟
    الشائب : تعالوا جميعاً معي ؛ إلى مجلس الطعام .
    الجماعة : على بركة الله .

    أسدل الستار
    وأنتهى المشهد الثاني

    تعليق

    • طالع البحري
      • 16-08-2009
      • 9

      #3
      رد: مسرحية للكاتب بندر (( خطبة الجمعه))

      المشهـد الأخير ::
      الوقت : ليلة الخميس.
      المكان : مجلس الجماعة .
      الشخصيات : الشائب (رئيس الجلسة) , أبو نهار , داوود , مرسال , الإمام الجديد (عاشور) ..

      الديكور : مجلس كبير , يتوسطه طاولة بـ 9 كراسي , ولوحة كبيرة بها صور الإسرة الحاكمة معلقة على الجدار .

      بعد إن تم اقناع الشيخ ياسين بالإمام المساند له , هاهو الإمام الجديد عاشور يجلس مجلس الجماعة .

      المشهـــــــــــــــد :
      الشائب : الحمد رب العالمي أن أسفرت اجتماعاتنا بخير .. وأهلاً بك ياشيخ عاشور في دارك , فأنت أصبحت واحداً منّا .
      عاشور : أهلاً بك يارئيس .. وسعيد جداً بالحفاوة والتكريم الذي وجده منكم وكذلك طيب الترحيب من أهل المكان .. بارك الله فيكم .
      أبو نهار : ماشاء الله.. أراك ياشيخنا عاشور شاباً متعلماً ولديك إمكانية للمّ شملنا في هذا المسجد الذي افتقد المصلين منذو زمن .
      عاشور : بالتأكيد يا اخوان .. وهذا ما آمله .. والله يعينني على أداء مهمتي على أكمل وجه .
      داوود : كم يأسفني أن أرى مسجدنا خالياً من المصلين ؟, وليس به سوى نحن .. ونأمل فيك خيراً يا عاشور .
      مرسال : لقد بحثت عنه كثيراً , وقد نوهني أحد الأصدقاء أن أذهب إلى الشيخ عاشور فهو يمتلك علما طيبا .
      عاشور : ضاحكاً // أصلح الله يا مرسال , فنحن نعمل عمل النبلاء , وسوف تجدون مني مايسركم .
      أبو نهار : في وجهك الخير يا عاشور .. ونحن معك دائماً , وكل ماتحتاجه ستجده إن شاء الله .
      عاشور : وأنتم أهلاً لذلك , فأنا الآن أشعر إنني بين أهلي وأحبابي .
      الشائب : بالتأكيد أنت بين أهلك وأحبابك , وستجدنا إن شاء الله محسنين إليك ..
      مرسال : سعادتي لاتوصف !!
      الشائب :إذاً قل لنا ياشيخ عاشور؛ ماذا ستقدم لنا غداً في الخطبة ؟
      عاشور : ليس قبل أن نتفق .
      الجمـــاعة : نتفــــــــــــق ؟!!
      الشائب : على ماذا ؟
      عاشور : أولم يبلغكم مرسال عن شروطي ؟!
      الجمـــاعة : لا !
      مرسال : يحك رأسه // أه ... نعم لقد قال لي الشروط , ولكنني نسيت أن أقول لكم ماكان يريده من شدة الفرحة .
      الشائب : وماهي شروطك يا عاشور ؟
      عاشور : شروطي سهلة للغاية , وهي :
      أولاً : أريد منزلاً يكون لائقاً بامقامي كإمام للمسجد , وبه أثاثٌ جميل .
      ثانياً : توفير مركبة خاصة بي, أستطيع من خلالها التنقل لأي مكان أريده .
      ثالثاً : أنا أتقاضى راتب بخيس جداً , وأريدكم أن تجمعوا لي مالاً كل شهر وتعطوني إياه .. بحيث لايقل عن ثلاثة آلاف درهم.
      رابعاً : سوف يكون هناك حلقة قرآن في المسجد وأريد منكم ارسال أبناءكم للدراسة القرآن وأحكامه , والتجويد .. وكل طالب يدفع مبلغ خمسون(درهم) مقابل التعليم شهرياً .
      خامساً ....
      الشائب : منذهلاً // قف .. قف , لاتكمل ! لما كل هذا ؟
      داوود : غاضباً // الله ... لم يتبقى إلاّ أن نزوجك أحدى بناتنا (مجاناً) ونأكلك ونشربك .
      عاشور : ولما أنتم غاضبون ؟ فكل زملائي يعملون هكذا وأكثر ..
      الشائب : ولكن نحن نعرف أن الإمام يتقاضى راتباً من الدولة .
      عاشور : لقد ذكرت لكم أنه لايكفيني .
      أبو نهار : أهذا هو المتعلم الذي يطلب الأجر من الله ؟
      عاشور : يقف غاضباً // نعم هو أنا ذلك , ولدي من العلم الكثير الكثير فقد أكملت دراستي الشرعية في إحدى المدن الكبيرة , وحصلت على درجة عالية , ولم أجد وظيفة إلى الآن , فهل وفرتم لي طلباتي , أم إنني سأذهب وأترك لكم المكان .
      الشائب : اجلس يابني .. اجلس .. فطلباتك هذه لن نستطيع توفيرها لك بالكامل , وأما بالنسبة للمنزل فهناك منزل قريب من المسجد سوف تسكنه , وأما المركبة فلك أن تصبر علينا إلى أن نتمكن من شرائها لك .
      عاشور : المنزل الذي بجوار المسجد ليس لائقاً بي ولا يعجبني , ولابد من وجود المركبة .. وباقي الشروط .
      أبو نهار : ضاحكاً متعجباً // لم أستطع أن أشتري لابني نهار مركبة , فكيف لي أن أشتري لك ؟!
      مرسال : ياجماعة .. الأمر لايستحق كل هذا الغضب , دعونا نتناقش بعقلانية , وعاشور لن يتوانى عن فعل الخير , وسوف يتنازل عن بعض الشروط .
      عاشور : أبداً .
      داوود : من أين أتيت بهذا العاشور يا مرسال ؟
      مرسال : قالوا لي إنه متعلم وملم بأمور الخطبة والصلاة .
      داوود : وهذا ماخرجنا به من هذا المتعلم .. يطالب بما لانستطيع .
      الشائب : يمسك على رأسه // أوووه .. لقد آلمني رأسي !
      عاشور : أقرأ عليك إن كنت تريد .
      الشائب : تقرأ عليّ ؟! وهل مسني الجن لتقرأ عليّ أم ماذا ؟
      عاشور : لا فأنا أقرأ القرآن عليك لعل ألمك ينجلي .
      أبو نهار :ضاحكاً // وهل تريد مالاً للقرآة على الرئيس ؟
      عاشور : بالطبع .
      داوود : غاضباً / ماهذا العاشور الغريب ؟ أنه لا يعمل شيئاً لوجه الله .
      الشائب : إهدؤا ياجماعة - واسمع ياعاشور , نريدك غداً تخطب بنا الجمعة وتصلي بنا , لأن الشيخ ياسين قد إعتذر بعد أن علم بمجيئك .. وسوف يذهب لأخته في مدينة بعيدة من هنا .
      عاشور : إتكلنا على الله .. وأجري ؟!
      أبو نهار : أجرك على الله .
      عاشور : ونعم بالله , ولكنني سأترك مسجدي الذي أصلي فيه, وسأتي إليكم , وأنتم تعلمون مدى تكلفة هذا الأمر .
      الشائب : وكم تريد ؟
      عاشور : 2000 (درهم) خطبة مع الصلاة .
      مرسال : يضحك // وبدون صلاة ؟
      عاشور : 1250 (درهم ) خطبة فقط .
      داوود : حسبنا الله ونعم الوكيل .
      الشائب : سوف نعطيك ألفي درهم .. وأمرنا لله .
      أبو نهار : إن الشيخ ياسين شيخٌ عظيم , رغم إن لديه بعض المخالفات البسيطة , ولكنه أفضل شيخ لمسجدنا ولن نبحث عن إمامٍ غيره .
      الشائب : نعم سيبقى الشيخ ياسين هو إمامنا .. ولن نتخلى عنه .
      مرسال : أتعلمون إن المشكلة هي مشكلتنا ؟!
      الجمـــاعة : وكيف ؟!
      مرسال : لأننا لم نرسل أبناؤنا إلى المساجد الكبيرة , التي بها مشائخ متعلمين ليدرسواالطلاب أحاكام القرآن وتجويده ,فهم يخرجون أجيالاً طيبة يستطيعون أن يقيموا الصلاة في وقتها ولديهم الجرأة على مواجهة الناس ومخاطبتهم ..
      الجمـــاعة : صدقت والله يا مرسال .
      الشائب : ومن بعد غداً إن شاء الله سوف أرسل أبنائي لتك المساجد .. ليتعلموا .
      الجمــاعة : ونحن أيضاً سوف نفعل ذلك .
      عاشور : وهذه فكرة جميلة .. ولكن " اعطوني المال , لكي أجهز خطبة غداً الجمعة .
      الشائب : يضع يده في جيبه // امسك هذا المال , ويبقى لك 205 درهم سوف أعطيك إياها غداً إن شاء الله .
      عاشور : لا مشكلة يا رئيس , سوف أذهب الآن لأجهز خطبة تليق بيوم الجمعة .
      الجماعة : سوف نرى غداً ما تقدمه لنا .

      أسدل الستار .
      إنتهى المشهد الأخير .

      على أمل أن تكون قد وصلت ولو لشيء بسيط من ذائقتكم .. وهي قابلة للنقد بجميع أنواعه .. نقلاً هنا للمشاركة مع كبار الأدباء والكتاب .
      التعديل الأخير تم بواسطة طالع البحري; الساعة 25-09-2009, 21:04.

      تعليق

      يعمل...
      X