المشهـد الأول :
الوقت : بعد صلاة الجمعة.
المكان : مجلس المنزل , المليئ بالكتب القديمة.
الشخصيات : الشائب , وابن الشائب , و ابنة الشائب .
الديكور : مجلس أثاثه حديث – وعلى الحائظ الخلفي (خنجر) و بندقية وحزام يتدلى إلى الأرض, و بعض من التراث القديم ــ وفي الجانب الأيمن : مكتبة كتب تبدو قديمة من لونها البني , وبجانبها لوحة مكسورٌ نصفها الآخر .. وفي الجانب الأيسر : باب يفتح لأحدى الغرف .
المشهــــد الأول:
الشايب : هل صليت الجمعة ياولدي ؟
ابن الشائب : وهو مرتبك / نعم .. نعم يا أبي لقد صليتها .
الشايب :لم أراك في المسجد ؟
ابن الشائب : ماذا تقول ؟.. لقد صليتها وخرجت مبكراً ولهذا لم تشاهدني في المسجد .
الشائب : إذاً لنفترض أنك صليت في المسجد ! ولكن " من هو الذي خطب وصلى بنا ؟
ابن الشائب : إنه الشيخ الفاضل !
الشائب : ومن هـــو ؟
ابن الشائب : الذي صلى بنـا .
الشائب : غاضباً / ومن هو هذا الشيخ الذي صلى بنا ؟
ابن الشائب : أبي لما كل هذه الأسئلة ؟ .. ألا تصدقني ؟!
الشائب : لماذا لم تجاوبني على سؤالي ؟ أخيّب الكذب عليك أم ماذا ؟
ابن الشائب : لقد جاوبتك على سؤلك يا أبي .
الشائب : وماذا كان جوابك ؟
ابن الشائب : وماهو سؤالك ؟
الشائب : يصفق بيديه / لاحول ولاقوة إلاّ بالله .. سؤالي كان : من خطب و صلى بنا ؟
ولد الشائب : لايوجد غير خطيب واحد ياأبي في مسجدنا وهو الشيخ ياسين وفقه الله .
الشائب :صدقت يا بني لقد كنت ذكياً في هذه .. إذا ماعنوان الخطبة ؟
ابن الشائب : يحك رأسه / لقد كانت معبرة وجميلة وقد استمتعت كثيراً بسماعها .
الشائب : لم أسئلك عن إن كانت جميلة أو لا .. لكنني أريد عنوانها أو شيئاً مما ذكره الشيخ .
ولد الشائب : بصوت خفيف جداً / ماذا أقول له ؟ لقد ....
الشائب : ماذا تقول ؟
ابن الشائب : لا لا لاشيء يا أبي .
الشائب : أجب على سؤالي وإلاّ ...
ابن الشائب : لا لا ياأبي سوف أجيب على سؤوالك .
الشائب : إذاً أجب.
ولد الشائب : لقد كانت الخطبة عن بر الأباء بأبناءهم .. يالله ! كانت خطبة جميلة ولها تأثيرها على الأباء .
الشائب : أول مرة أسمع بعنوان كهذا لخطبة الجمعة.. إنك لم تصلِ في المسجد .
ولد الشائب : وكيف عرفت ؟
الشائب : الخطبة كانت تتحدث عن فضل صوم رمضان .
ولد الشائب : عابس وجهه .. عن صوم رمضان ؟!!
الشائب : نعـــم .
ولد الشائب : ومادخل رمضان في خطبة اليوم ؟ حيث مرّ على رمضان أكثر من شهر ونصف الشهر ونحن الآن نستعد لشهر آخر وهو الحج .. ثم إن الخطبة مكرره .
الشائب : لايهم !! المهم لماذا لم تصلي الجمعة , فقد فاتتك الجمعة وأجرها العظيم .
ابن الشائب : أنا آسفٌ يا أبي ! ولن أكررها مرة أخرى .
بنت الشائب : السلام عليكم .
الشائب , ابن الشائب : وعليكم السلام .
الشائب : أين كنتِ يا ابنتي ؟
بنت الشائب : لقد كنت أصلي في حجرتي .
الشائب : بارك الله فيك وتقبل الله ..
بنت الشائب : منّا ومنكم صالح الأعمال .
ولد الشائب : أنا ذاهب للصلاة .
الشائب : بارك الله فيك يابني .
بنت الشائب : أبي .. لقد سمعتك أنت وأخي تتكلما عن الصلاة .
الشائب : نعم .. أخاكِ لم يصلي الجمعة في جماعة ولهذا كان حديثنا مرتفع .
بنت الشائب : هداه الله .. ولكن الأمر الذي أود الاستفسار عنه هو الخطبة .
الشائب : ومابها الخطبة ؟!.
بنت الشائب : لقد تكررت كثيراً .. وأنا أسمعها من نافذت حجرتي كل اسبوع بنفس العنوان.
الشائب : إنه الشيخ ياسين وهو رجلٌ طاعن في السن .. ولهذا كانت الخطبة مكررة.
بنت الشائب : ولكن يا أبي أصبحت الخطبة مملة جداً !
الشائب : يابنيتي : المسجد ليس به إلاّ نحن وبعضٌ من الأصدقاء والأهل بلكاد يصلون أربعين .
بنت الشائب : وأين باقي المصلين يا أبي ؟!
الشائب :يذهبون لمساجد أخرى تبعد عنّا , ولا أعلم لماذا ؟ وكأن ليس بجوارهم مسجد !
بنت الشائب : تهز رأسها / الآن عرفت لماذا يصلون في مساجد غير مساجدهم ؟
الشائب : وماذا عرفتِ ؟
بنت الشائب : أولاً - الخطبة المكررة مملة , مما يجعل المصلين يبحثون عن مساجد أخرى .
ثانياً - الخطيب المتعلم والمثقف هو من يجتمع في مسجده المصلين , لأنهم يستفيدوا من الخطبة .
ثالثاً - عندما يكون الخطيب ملم بأحداث الشهر أو الاسبوع فأنه يستطيع أن ينشأ من خلالها خطبة للجمعة .
الشائب : صدقتي يا ابنتي .. ولكن من أين لك هذه المعلومات ؟!
بنت الشائب : مشيرة بإصبعها السبابة // من تلك الكتب .
الشائب : إنها كتبٌ قديمة .
بنت الشائب : ولكنها تحمل في طياتها الكثير من الفوائد .
الشائب : صدقتي ! وسوف أجتمع بالاخوان في مجلسي وأفيدهم بما ذكرتيه لي قبل قليل .. عسى أن نجد حلاً يرضي الشيخ محمد , فهو رجل سريع الغضب , وقد يثير غضبه هذا الخبر .
أسدل الستار .
الوقت : بعد صلاة الجمعة.
المكان : مجلس المنزل , المليئ بالكتب القديمة.
الشخصيات : الشائب , وابن الشائب , و ابنة الشائب .
الديكور : مجلس أثاثه حديث – وعلى الحائظ الخلفي (خنجر) و بندقية وحزام يتدلى إلى الأرض, و بعض من التراث القديم ــ وفي الجانب الأيمن : مكتبة كتب تبدو قديمة من لونها البني , وبجانبها لوحة مكسورٌ نصفها الآخر .. وفي الجانب الأيسر : باب يفتح لأحدى الغرف .
المشهــــد الأول:
الشايب : هل صليت الجمعة ياولدي ؟
ابن الشائب : وهو مرتبك / نعم .. نعم يا أبي لقد صليتها .
الشايب :لم أراك في المسجد ؟
ابن الشائب : ماذا تقول ؟.. لقد صليتها وخرجت مبكراً ولهذا لم تشاهدني في المسجد .
الشائب : إذاً لنفترض أنك صليت في المسجد ! ولكن " من هو الذي خطب وصلى بنا ؟
ابن الشائب : إنه الشيخ الفاضل !
الشائب : ومن هـــو ؟
ابن الشائب : الذي صلى بنـا .
الشائب : غاضباً / ومن هو هذا الشيخ الذي صلى بنا ؟
ابن الشائب : أبي لما كل هذه الأسئلة ؟ .. ألا تصدقني ؟!
الشائب : لماذا لم تجاوبني على سؤالي ؟ أخيّب الكذب عليك أم ماذا ؟
ابن الشائب : لقد جاوبتك على سؤلك يا أبي .
الشائب : وماذا كان جوابك ؟
ابن الشائب : وماهو سؤالك ؟
الشائب : يصفق بيديه / لاحول ولاقوة إلاّ بالله .. سؤالي كان : من خطب و صلى بنا ؟
ولد الشائب : لايوجد غير خطيب واحد ياأبي في مسجدنا وهو الشيخ ياسين وفقه الله .
الشائب :صدقت يا بني لقد كنت ذكياً في هذه .. إذا ماعنوان الخطبة ؟
ابن الشائب : يحك رأسه / لقد كانت معبرة وجميلة وقد استمتعت كثيراً بسماعها .
الشائب : لم أسئلك عن إن كانت جميلة أو لا .. لكنني أريد عنوانها أو شيئاً مما ذكره الشيخ .
ولد الشائب : بصوت خفيف جداً / ماذا أقول له ؟ لقد ....
الشائب : ماذا تقول ؟
ابن الشائب : لا لا لاشيء يا أبي .
الشائب : أجب على سؤالي وإلاّ ...
ابن الشائب : لا لا ياأبي سوف أجيب على سؤوالك .
الشائب : إذاً أجب.
ولد الشائب : لقد كانت الخطبة عن بر الأباء بأبناءهم .. يالله ! كانت خطبة جميلة ولها تأثيرها على الأباء .
الشائب : أول مرة أسمع بعنوان كهذا لخطبة الجمعة.. إنك لم تصلِ في المسجد .
ولد الشائب : وكيف عرفت ؟
الشائب : الخطبة كانت تتحدث عن فضل صوم رمضان .
ولد الشائب : عابس وجهه .. عن صوم رمضان ؟!!
الشائب : نعـــم .
ولد الشائب : ومادخل رمضان في خطبة اليوم ؟ حيث مرّ على رمضان أكثر من شهر ونصف الشهر ونحن الآن نستعد لشهر آخر وهو الحج .. ثم إن الخطبة مكرره .
الشائب : لايهم !! المهم لماذا لم تصلي الجمعة , فقد فاتتك الجمعة وأجرها العظيم .
ابن الشائب : أنا آسفٌ يا أبي ! ولن أكررها مرة أخرى .
بنت الشائب : السلام عليكم .
الشائب , ابن الشائب : وعليكم السلام .
الشائب : أين كنتِ يا ابنتي ؟
بنت الشائب : لقد كنت أصلي في حجرتي .
الشائب : بارك الله فيك وتقبل الله ..
بنت الشائب : منّا ومنكم صالح الأعمال .
ولد الشائب : أنا ذاهب للصلاة .
الشائب : بارك الله فيك يابني .
بنت الشائب : أبي .. لقد سمعتك أنت وأخي تتكلما عن الصلاة .
الشائب : نعم .. أخاكِ لم يصلي الجمعة في جماعة ولهذا كان حديثنا مرتفع .
بنت الشائب : هداه الله .. ولكن الأمر الذي أود الاستفسار عنه هو الخطبة .
الشائب : ومابها الخطبة ؟!.
بنت الشائب : لقد تكررت كثيراً .. وأنا أسمعها من نافذت حجرتي كل اسبوع بنفس العنوان.
الشائب : إنه الشيخ ياسين وهو رجلٌ طاعن في السن .. ولهذا كانت الخطبة مكررة.
بنت الشائب : ولكن يا أبي أصبحت الخطبة مملة جداً !
الشائب : يابنيتي : المسجد ليس به إلاّ نحن وبعضٌ من الأصدقاء والأهل بلكاد يصلون أربعين .
بنت الشائب : وأين باقي المصلين يا أبي ؟!
الشائب :يذهبون لمساجد أخرى تبعد عنّا , ولا أعلم لماذا ؟ وكأن ليس بجوارهم مسجد !
بنت الشائب : تهز رأسها / الآن عرفت لماذا يصلون في مساجد غير مساجدهم ؟
الشائب : وماذا عرفتِ ؟
بنت الشائب : أولاً - الخطبة المكررة مملة , مما يجعل المصلين يبحثون عن مساجد أخرى .
ثانياً - الخطيب المتعلم والمثقف هو من يجتمع في مسجده المصلين , لأنهم يستفيدوا من الخطبة .
ثالثاً - عندما يكون الخطيب ملم بأحداث الشهر أو الاسبوع فأنه يستطيع أن ينشأ من خلالها خطبة للجمعة .
الشائب : صدقتي يا ابنتي .. ولكن من أين لك هذه المعلومات ؟!
بنت الشائب : مشيرة بإصبعها السبابة // من تلك الكتب .
الشائب : إنها كتبٌ قديمة .
بنت الشائب : ولكنها تحمل في طياتها الكثير من الفوائد .
الشائب : صدقتي ! وسوف أجتمع بالاخوان في مجلسي وأفيدهم بما ذكرتيه لي قبل قليل .. عسى أن نجد حلاً يرضي الشيخ محمد , فهو رجل سريع الغضب , وقد يثير غضبه هذا الخبر .
أسدل الستار .
تعليق