أيام عربية .... للذكرى وللتاريخ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وليد زين العابدين
    أديب وكاتب
    • 12-05-2009
    • 313

    أيام عربية .... للذكرى وللتاريخ

    يوم 5 شباط 1958 كان يوم إعلان الجمهورية العربية المتحدة .... كان له وقع خاص في نفوس الشعب المصري ... ومثله في نفوس الشعب السوري ..... وقد اخترت لكم لحظات تاريخية من هذا اليوم للذكرى وللتاريخ .من كلمة الرئيس جمال عبد الناصر التي ألقاها أمام مجلس الأمة المصري في القاهرة في 5 شباط 1958، معلنًا فيها قيام الجمهورية العربية المتحدة، يقول فيها:( في حياة الشعوب أجيالٌ يواعدها القدرُ ويخصها دون غيرها بأن تشهد نقط التحول الحاسمة في التاريخ [...] لقد بزغ أمل جديد على أفق هذا الشرق. إن دولة جديدة تُبعَثُ في قلبه. لقد قامت دولة كبرى في هذا الشرق، ليست دخيلة فيه ولا غاصبة، ليست عادية عليه ولا مستعدية. دولة تحمي ولا تهدِّد، تصون ولا تبدِّد، تقوى ولا تضعف، توحِّد ولا تفرِّق، تسالم ولا تفرِّط، تشد أزر الصديق، ترد كيد العدو، لا تتحزب ولا تتعصب، لا تنجرف ولا تنحاز، تؤكد العدل، تدعم السلام، توفِّر الرخاء لها، ولمن حولها، وللبشر جميعًا بقدر ما تحتمل وتطيق.... )وفي نفس اليوم التاريخي عُقِدَت الجلسة التاريخية لمجلس النواب السوري في 5 شباط 1958 والتي أعلن فيها الرئيس شكري القوتلي قيام الجمهورية العربية المتحدة وترشيح الرئيس عبد الناصر لرئاستها.كان ذلك اليوم تاريخيًّا بكلِّ ما للكلمة من معنى. فألوف الناس في الشوارع يملئون الطرق والساحات المحيطة بقاعة المجلس. أما الطريق التي سلكها موكب الرئيس القوتلي، الممتدة من منزله في شارع أبو رمانة إلى مجلس النواب في شارع الصالحية، فقد اصطف على جانبيها حرس شرف رسمي من الجيشين السوري والمصري. وفي داخل قاعة المجلس البهية التي لم تمضِ إلا بضعة سنوات على إعادة بنائها بعد أن دمَّرها القصف الفرنسي في أيار 1945، جلس رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء وأعضاء وزارته وتحلَّق من حولهم أعضاء المجس النيابي بكامل عددهم. وفي مدرجات الشرفات العلوية، جلس ضيوف الشرف، من سفراء وقناصل ورجال دين وضباط جيش، إضافة إلى زوجة الرئيس القوتلي وابنته هدى.كانت لحظات مهيبة! فالرئيس القوتلي لم يأتِ فقط ليعلن قيام الجمهورية العربية المتحدة، بل ليبلِّغ السلك الدپلوماسي المعتمَد في سوريا نهاية مهماته، وأتى ليعلن للنواب انتهاء تفويضهم الشعبي وللمجلس النيابي حلَّه النهائي، وليُشهِرَ لنفسه ولشعبه انتهاء مهماته كرئيس منتخَب للجمهورية السورية، وليعلن للشعب السوري نهاية دولته العتيدة وقيام حلمه في الوحدة العربية. ولعله الرئيس العربي الوحيد الذي تنازل عن منصبه طواعية وبملء إرادته من أجل الأمة العربية ووحدتها ومستقبلها . ومن يومها عرف الرئيس القوتلي رحمه لله ( بالمواطن العربي الأول ) .وهذا مقطع من كلمته في ذلك اليوم العظيم :( إن السوريين لم يصونوا استقلالهم إلا ليدفعوا إلى الأمام بعجلة الاستقلال العربي كاملاً، ولم يحتفظوا لأنفسهم بسلامة كيانهم وسيادتهم في أرضهم إلا ليُلقوها دعامةً راسخةً في بناء كيان عربي ذي سيادة. وقد شرَّفني أن أُعرِبَ عن ضمائرهم وشعورهم يوم الجلاء عام 1946 عندما رفعت علم الاستقلال وقلت: لن يرتفع فوقه بعد اليوم إلا علم واحد هو علم الوحدة العربية ... ).للأسف الآن ننظر إلى فتح وحماس ونجد أن مجرد جلوسهم على طاولة مفاوضات واحدة يعتبر إنجازاً قومياً ووطنياً كبيراً ...... فتصوروا أين كنا وأين صرنا ........... !!!!!! وآسف للإطالة
يعمل...
X