ليلة سعيدة
سأقحم نفسي داخل بيتك شئت أم أبيت ، وأسألك: لماذا أنت عبوس بوجه زوجتك هذا الصباح ؟ ولماذا أجبت (من وراء أنفك ) لماّ قالت لك ابنتك الصغيرة صباح الخير ؟ أدري أنك تقلبت كثيراً في فراشك بين حالم آمل ويائس متعَب ؛ وكلما بدأت التسبيح والاستغفار ضربتك فكرة شيطانية على أمّ رأسك لتخرس لسانك ؛ وإن النوم الذي كبس عليك أشبه بالإغماءة التي تتبع نوبة الصرع.
ذهبت إلى النوم بِريق جاف وشفة بدأت تتشقق وجسد دبّت فيه القشعريرة مع انك لاتعاني من حمى ولا أنفلونزا حتى أنك جعلت كل من في الدار خائفين من أن يقولوا شيئاً قد يغضبك فتثور عواصفك وترتعد فرائصك وكأنك توشك أن تقتل أحدهم ؟ ماهي المشكلة يا أخي ؟ هل تعودت على القيود حتى صرت تكره الحرية ؟ هؤلاء الغرباء الذين تراهم جاءوا لإنقاذك من الدنس الذي ملأ وطنك وطفحت به دواخل نفسك الآثمة . واضح أن نواياهم حسنة وانهم حتى إن قتلوك أو حبسوك فمن أجل مصلحتك التي يعرفونها أكثر منك . إنهم قدّيسو زماننا المر هذا يا رجل وعليك أن تتقبل ما يفعلون برحابة صدر وأريحية . إنه قدرك أن تدسّ يدك في جيبك فتجد أن القطار يدور فيه دون عوائق تُذكر . وهاأنت ذ ا تخشى أن تطمع زوجتك ببعض الطماطم والخضار ؛ وربما تتمادى وتتعدى حدودها فتطلب بيضاً للإفطار !! وماذا ستقول لها غير : ليس عندي ؟ وماذا يفطرون ؟ ليفطروا أي شيء يا أخي وليتغدوا أي شيء مادام رأس السيد بوش سالماً ورأس السيد بلير عامراً ورؤوس من يهتفون بحياتهم فارغة . أما يكفيكم أن تتغدوا حرية وتفطروا ديمقراطية وتناموا خفافاً دون عشاء لكي تبقى معدتكم مرتاحة استعداداً للإفطار القوي الذي ينتظركم في الصباح ؟ إنطلق يا أخي في آفاق السعادة ولا يهمنّك التافه من الأمور كالطعام والأمان والكرامة والكهرباء وال… ؟كل هذا لا يهم . المهم أن تشرب حشيشة الأمل الضائع وتحلم ؛ ولتشرب زوجتك من اسكنجبيل السعادة الشهيدة . وأما أطفالك فليرقصوا على أنغام دنبك شبكة الإعلام العنكبوتية فتكون الحياة قد ابتسمت لكم تحت خيمة العصر الذهبي وأنتم تهتفون :
رقّصني يا جدع !!
أتمنى لك ليلة سعيدة !!
سأقحم نفسي داخل بيتك شئت أم أبيت ، وأسألك: لماذا أنت عبوس بوجه زوجتك هذا الصباح ؟ ولماذا أجبت (من وراء أنفك ) لماّ قالت لك ابنتك الصغيرة صباح الخير ؟ أدري أنك تقلبت كثيراً في فراشك بين حالم آمل ويائس متعَب ؛ وكلما بدأت التسبيح والاستغفار ضربتك فكرة شيطانية على أمّ رأسك لتخرس لسانك ؛ وإن النوم الذي كبس عليك أشبه بالإغماءة التي تتبع نوبة الصرع.
ذهبت إلى النوم بِريق جاف وشفة بدأت تتشقق وجسد دبّت فيه القشعريرة مع انك لاتعاني من حمى ولا أنفلونزا حتى أنك جعلت كل من في الدار خائفين من أن يقولوا شيئاً قد يغضبك فتثور عواصفك وترتعد فرائصك وكأنك توشك أن تقتل أحدهم ؟ ماهي المشكلة يا أخي ؟ هل تعودت على القيود حتى صرت تكره الحرية ؟ هؤلاء الغرباء الذين تراهم جاءوا لإنقاذك من الدنس الذي ملأ وطنك وطفحت به دواخل نفسك الآثمة . واضح أن نواياهم حسنة وانهم حتى إن قتلوك أو حبسوك فمن أجل مصلحتك التي يعرفونها أكثر منك . إنهم قدّيسو زماننا المر هذا يا رجل وعليك أن تتقبل ما يفعلون برحابة صدر وأريحية . إنه قدرك أن تدسّ يدك في جيبك فتجد أن القطار يدور فيه دون عوائق تُذكر . وهاأنت ذ ا تخشى أن تطمع زوجتك ببعض الطماطم والخضار ؛ وربما تتمادى وتتعدى حدودها فتطلب بيضاً للإفطار !! وماذا ستقول لها غير : ليس عندي ؟ وماذا يفطرون ؟ ليفطروا أي شيء يا أخي وليتغدوا أي شيء مادام رأس السيد بوش سالماً ورأس السيد بلير عامراً ورؤوس من يهتفون بحياتهم فارغة . أما يكفيكم أن تتغدوا حرية وتفطروا ديمقراطية وتناموا خفافاً دون عشاء لكي تبقى معدتكم مرتاحة استعداداً للإفطار القوي الذي ينتظركم في الصباح ؟ إنطلق يا أخي في آفاق السعادة ولا يهمنّك التافه من الأمور كالطعام والأمان والكرامة والكهرباء وال… ؟كل هذا لا يهم . المهم أن تشرب حشيشة الأمل الضائع وتحلم ؛ ولتشرب زوجتك من اسكنجبيل السعادة الشهيدة . وأما أطفالك فليرقصوا على أنغام دنبك شبكة الإعلام العنكبوتية فتكون الحياة قد ابتسمت لكم تحت خيمة العصر الذهبي وأنتم تهتفون :
رقّصني يا جدع !!
أتمنى لك ليلة سعيدة !!
.
تعليق