عَرضنا في مقال "هل تتكلم الإسلام" (1) وفي مقالا ت أخرى (2) فكرة أنّ للإسلام، أو في الإسلام، بنية مماثلة للّغة. وبيّنّا في دراسة قَيد النشر المحور الأساس الذي ترتكز عليه الفكرة وذلك بالاستناد إلى علم الألسنيات وعلوم أخرى. كما سبق أن بادرنا باستغلال الفكرة قبل أن ننشرها. وقد تمّ ذلك بتأليف العديد من المقالات التي قصدنا من خلالها قراءة أحوال المسلمين (3) من منظور الفكرة التي نحن بصدد عرض المزيد من الإيضاحات حولها، باحثين عن وضوح المعنى ولكن مُتوَخّين ضِمنيّة المنهجية. لماذا؟ فقط لأنّ الأساليب الضمنية في تدريس اللغات أثبتت جدواها ( من دون التخلّي النهائي عن النحو المباشر طبعا) ولأنّنا نعتزم فتح الباب أمام عديد الاختصاصات لإيلاء مسألة الضمنية الأهمية الجديرة بها، أيضا، في تناول المسألة الدينية عند العرب والمسلمين.
وقد فضّلنا عدم الإفصاح عن التمشّي الألسني منذ البدء لسبب هام، من بين أسباب أخرى، وهو الحاجة المُلحّة لتجديد الخطاب الفكري عموما والخطاب الديني على وجه الخصوص واستخدام الخطاب الجديد في الإبّان لقراءة أحوال المسلمين. أعني جرّبنا الفكرة قبل تنزيلها علانية في إطار التأسيس العلمي لِما نأمل أن يكون عليه ذلك الخطاب ولِما اختَرنا أن يكون عليه خطابنا بالذات.
كما أننا نعتقد أنّ، فضلا عن الجانب الفكري وما نقترح أن يسنده من اختصاص قد تليق تسميته بـ"التديّن التطبيقي"، فإنّ معنى أن تكون للإسلام بنية مماثلة لبنية اللغة يمكن أن يتوسّع ليشمل ما يطيب من الاختصاصات لَسنا مؤهلين لتحديدها أو للتوصية بشأنها. فقط ننطلق من مبدأ "التوليد والتحويل" للنظرية التشُمسكيّة في النحو ونقول: إذا ثبتت جدواه في إصلاح الفكر والتجربة الدينية، فالإمكانية واردة أن يكون هذا المبدأ صالحا في مجالات النشاط الأخرى أيضا، وأن يتمّ تطبيقه عليها، وذلك بناء على أنّ التوليد والتحويل مهارة وهبها الله للناس أجمعين(4)، وليس للمفكّر أو باحث الألسنيات أو مدرّس اللغة دون سواهم...
محمد الحمّار

الهوامش:
1. نشرعلى 'ميدليست أونلاين' بتاريخ 14-9-2009
2.* بالعربية (والعامية التونسية) مجَمّعين ومُرقّمين ضمن سلسلة "الإسلام يتكلّم" على:
* بالفرنسية والانكليزية على:
* بالانكليزية على :
3.جمّعنا العديد منها وبوّبناها ثم نشرناها في كتاب الكتروني عنوانه "الاجتهاد
الثالث: رحلة المسلم المريض من الإسلام إلى الإسلام" نشر بواسطة:
الثالث: رحلة المسلم المريض من الإسلام إلى الإسلام" نشر بواسطة:
4. وهو واحد من محاور الدراسة التي سننشرها قريبا.
تعليق