تحياتى البيضاء

تَعْـسـاً لَـهـا مِــنْ أُمَّــةٍ فــي تَقَهْـقُـر ٍألِلْقُدْمِ تَمْضـي , والذُّيـولُ تَقودُهـا

هذا النص من النصوص الجميلة الناضجة الشكل حيث إننا أمام بنية موسيقية وتصويرية ودلالية بارعة متقنة ، من حيث الشكل أجد أنى كمتلق أمام نص متمكن ناضج ، لكن هذا الاحساس لا أحسبه يصاحبنى حين أتأمل الفكرة الشعرية التى يحتويها السياق ، ليس فحسب لأنى قرأتها كثيرا قبل ذلك ، أعنى فكرة جلد الذات العربية واتهامها بالتقصير والخمول والانهزام وهو ما لا أراه يقدم جديدا ، ليس هذا فحسب ولكن كذلك لأن الفكرة من هذه الزاوية لا تقوم بنصها المقروء للنص المرئى والأخبارى الذى تتجلى فيه الفظاعات والمخازى العربية عيانا بما يفوق ويتجاوز بلاغة النص المقروء الذى يحاول ان يجارى ذلك النص المرئى فيقدم مثله جلدا لهذه الذات العربية الخاملة ، الحقيقة أننى أرى أن هذا النص الشعرى وغيره من ذات النصوص إذا ألقى فى ندوة شعرية تتفجر القاعة بالحماسة والتصفيق ، وإذا أدرج بمنتدى نال التهنئة والإشادة مثله مثل النصوص الأخرى التى تقوم على جلد الذات العربية لكن السؤال الأهم ما الذى يبقى منه ؟ من هذه الفكرة التى قام عليها النص والتى تلقاهاالمتلقى ويتلقاها كثيرا عبر وسائط عدة ؟ ما يقوله النص يعرفه المتلقى مسبقا ، يقول له تعسا ؟ هو يقولها ، يقول له أنت مواطن عربى خامل ؟ نعم هو كمتلق يعرف هذه الواقع وكاد يسلم به على أنه حقيقة لا تزول ، فى رأيى أن النص الشعرى يجب إذا أراد ان يجلد الذات العربية ألا يفعل هذا مباشرة على الأقل ، على النص الشعرى أن يغوص عميقا فى تفاصيل إنسانية تجعل من التعبير الشعرى عن قضية محلية وواقع إقليمى خطابا عالميا نابضا بملامح تخاطب اآخر عبر لغة الوجدان الإنسانى الوسيع ، على النص الشعرى أن ينبش عن جوانب خفية لا يدركها المتلقى وقد لا يبصرها لكنها وما أن يمسها الشعر فإذا بها تتوهج حريقا ونورا وهاجا

ختاما لست ضد النص ومن حيث الشكل استمعت به كثيرا ، وما كان حديثى عن الفكرة الشعرية إلا حديث مودة ومجرد رؤية شخصية لا أكثر

التحية والتقدير لحرفك المنير
والمميز والبديع
لغة وصورة وتعبير
وجمال يسبك ويحبك كل التفاصيل