لا توجد أديان سماوية ، كيف يكون إله واحد و له أديان متعددة (1 )
ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يبنى أن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وانتم مسلمون
( البقرة – 132 )
قل أمر ربى بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون ( الأعراف – 29 )
ومن أحسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع مله إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا
( النساء – 125 )**
*****************
من السخرية أن نصدق أن الله يغير كلامه و يناقض تعاليمه ! بتعدد الأديان و هذا لم يحدث خلال فترة زمنية طويلة فنقول أن الله يحاكي الإنسانية في تطورها و فهمها و يرسل دينا بعد دين تطويرا لما قبله و نسخا لما بين يديه
لذلك فقد أصبح إيمان البعض بالله مزيج من الشرك والإيمان، إيمان مهجن وعقيدة مختلطة، كما قال تعـالى
]وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ[ (يوسف:106).
و الطامة الكبرى هي أخذنا عن الغرب بغير وعي و نقلنا بغير فهم و تقليدنا بلا تدبر
ففي كتـاب يعتبر من درر الفكر العربي هو كتاب (الله: في نشأة العقيدة الإلهية) لأحد رموز الفكر الإسلامي المعاصر، وخلاصة المستنيرين (عباس محمود العقاد) يقول رحمه الله في مقدمة هذا الكتاب:" ترقى الإنسان في العقائد كما ترقى في العلوم والصناعات فكانت عقائده الأولى مساوية لحياته الأولى، وكذلك كانت علومه وصناعاته فليست أوائل العلم والصناعة بأرقي في أوائل الأديان والعبادات، وليست عناصر الحقيقة في واحدة منها بأوفى من عناصر الحقيقة في الأخرى. وينبغي أن تكون محاولات الإنسان في سبيل الدين، أشق وأطول من محاولاته في سبيل العلوم والصناعات.
ربما لأن هذا هو المطروح و تلك هي المفردات البسيطة لتقريب الفهم و توضيح وجهة النظر .
و لكن أن يتم طرحها هنا من مثقفينا إيمانا بها و تأييدا لها فهذا هو الخطأ الكبير! كيف؟
كيف يكون إله واحد و له أديان متعددة . مكمن الخطأ هو أن نطلق عليها أديان سماوية في إشارة واضحة إلى تعددية الدين في خلط كبير بين مفهوم الدين و الديانة بل هو تجرأ على الله لم تعهده عقولنا من قبل بأن نزعم أن لله سبحانه أكثر من دين بما يتنافى و وحدانيته سبحانه و تفرده بالعبادة تصديقا لقوله لا إله إلا الله .
كلمة الأديان السماوية عندما نسمعها من الرجل البسيط الذي لم يأخذ قسطا وفيرا من الثقافة قد تكون مستساغة إلى حد ما تناسبا مع مدركاته و ثقافته المحدودة و لكن أن تتكرر هنا بملتقى الصفوة من الأدباء و المفكرين فتلك هي الطامة الكبرى و التي تعكس على حد تعبير البعض ما يسمى بالضبابية اللغوية ناهيك عن عدم استقاء الثقافة من مصدرها الأصلي
يقول المسيح: لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لِأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الكُلُّ
(متى 5: 17-1
أن يكرر محاور و مثقف مثل / محمد رندي تلك المفردة ( الأديان السماوية ) ثم يتابع المعلقون دون لفت النظر إليها بل و تقبلها كما هي إنما يعد خطأ ما بعده خطأ بل تعد إشارة واضحة إلى عدم عمق الفهم لماهية الكلمة ناهيك عن مدلولها .
من الضروري بمكان عندما نناقش قضايا تمس الدين مثل موضوع ( هل وحدت العلمانية الأديان ) للأخ / محمد رندي يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها دون التباس أو خلط بين المفاهيم لأن ما تم بناؤه على باطل حتما سيكون باطل أيضا و مشوه كذلك .
خطأ كبير و إثم أكبر أن نتصور أن هناك أديان سماوية متعددة رغم وضوح الدليل القرآني في ذلك لفظا و معنى
فليس هناك أي دين سماوي غير الإسلام و ما عدا ذلك فليس للسماء علاقة به و هنا يجب أن نزيل هذا اللغط بتوضيح مفهوم الدين و الديانة .
قال تعالى في القرآن : قل إنني هداني ربى إلى صراط مستقيم دينا قيما مله إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ( الأنعام – 161 )
إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فان الله سريع الحساب ( العمران – 19 )
يقول المسيح: لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لِأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الكُلُّ
(متى 5: 17-18 و المقصود هنا بالناموس هو الدين القيم الذي يرضى الله به لعباده دو غيره من الأديان
*
الدين هو الاسم العلم لمجمل الأوامر و النواهي ( التكليفات ) من الله سبحانه لخلقة .
الديانة هي الاسم الدال على التكليف ببعض تلك الأوامر و النواهي من الله .
وفق ما يتناسب مع زمن و نوعية المُرسل له .
و من هنا نعلم أن الديانة ما هي إلا مجموعة جزئية من الدين الكلي و الذي يشير إليه الله في القرآن
فالقرآن : هو الاسم العلم لكمية الكلام الموحاة من الله سبحانه إلى رسوله محمد صلى الله عليه و سلم (2)
و كلام الله تشريف و تكليف !
قال تعالى : حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقه والموقوذه والمترديه والنطيحه وما أكل السبع الا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وان تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم ىءس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم ( المائدة – 3 )
أكملت لكم أي أعلمتكم و عرفتكم بما هو خاف عنكم من النواهي و التكليفات
و التي أساسها الدين الذي رضيت لكم و هو الإسلام .
]أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ.[ آية (51)العنكبوت
لذلك كل الديانات أتت بمثابة جزء من الدين الكامل الذي ارتضاه الله لخلقه و كلها تنبع من الإسلام الذي قال عنه سبحانه
إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فان الله سريع الحساب ( العمران – 19 )
فالمقصود هنا هو الدين الذي هو الإسلام و ليس الديانة الإسلامية التي هي خاتم الديانات .
و مكمن الخطأ في فهم الآية الكريمة هو أن يتم صرفها فقط على الديانة الإسلامية و بالتالي و بنص الآية
لن يتم قبول المسيحية ولا اليهودية الحقيقية إذا وجدت في عصرنا الحالي و يحق للبعض اتهام معتنقيها بالكفر في وقتنا الحالي و بالطبع يكون هذا قصورا كبيرا في فهم الآية استنادا إلى مصطلح ( الأديان السماوية )
من هنا تكون المسئولية خطيرة على المثقف العربي عند بث فكره أو رؤيته استنادا إلى مصطلحات دينية خاطئة و هذا النوع من الفكر الرديكالي هو ما يطلقون عليه بعض منابع الإرهاب الفكري و الذي يتم بناؤه على فهم خاطئ لمفهوم و مدلول بعض الآيات القرآنية . ذلك الفهم الذي ليس على مراد الله للفظ . و بالتالي ينتج التشتت و التشرذم و الاندثار ثم تلاشي الهوية بعد ذلك
لأننا في مجال الثقافة والعلوم نُحيت آيات الله، والتي يقول فيها الله تعالى
]وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ[ واتبع غيرها من الثقافات والعلوم. و التي أغرقتنا بمصطلحات لا أخر لها
و كمثال توضيحي على تلك المعضلة
يطلقون عندنا بمصر على كل فرع من نهر النيل كلمة النيل . ترعة المريوطية ( نيل ) ترعة الإبراهيمية ( نيل)
و كلها فروع من نهر النيل فهل تكون إحدى الترعتين هي نهر النيل بالطبع لا بل هي جزء من كل
فالمسيحية الحقيقية بلا تحريف هي من الإسلام كذلك اليهودية الحقيقية بلا تحريف هي من الإسلام و بالتالي هي أجزاء بشرائع و سنن تتناسب مع المرحلة التاريخية و الزمنية التي نزلت في وقتها . و لما انتهى وقتها تلاشت سننها و شرائعها و بقيت فقط أساسيتها و محورها الأساسي و هو لا إله إلا الله . و أي اختلاف أو أيدلوجية لا ترتكز على هذا الأساس لا تعد من الإسلام في شيء و بالتالي يستقيم لدينا فهم الآية على مراد الله منها و ليس على مرادنا نحن أو تفسيرنا لها
تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ
يُؤْمِنُونَ *وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ *الآيات من 6-7سورة الجاثية.
إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فان الله سريع الحساب ( العمران – 19 )
و لذلك تجد بعض المستشرقين و الذين يروجون إلى فكرة الإرهاب الإسلامي يروجون كثيرا لهذا المصطلح
( الأديان السماوية ) محاولة منهم لتجزئة أساس الدين الواحد من الإله الواحد و هو الأساس الذي تم بناء الدين عليه و هو لا إله إلا الله . و التي هي محور الخلاف بين الأديان و ليست الديانات فهناك الدين المجوسي و البوذي و الأديان الأخرى التي ما أنزل الله بها من سلطان لذلك يطيب للبعض تفتيت العقيدة الأساسية للدين الإسلامي بحشر هذا المصطلح
( الأديان السماوية ) و يتم اختزال و اختصار الدين إلى الديانة الإسلامية فقط
لذلك يجب الانتباه لتلك ألنقطه خصوصا عند مناقشة كل ما يتعلق بالأيدلوجية الإسلامية أنها جزء من الدين
الذي يريده الله سبحانه و يشير إليه بقوله سبحانه . ( 3 )
وأعجب وأغرب ما كان من الإنسان، أنه اتخذ من الأشياء التي سخرت له والتي هو أرقى منها مرتبة من شمس وقمر ونجوم ودواب، آلهة عبدها من دون الله! أليس هذا أمراً غريباً من الإنسان، يستحق ما توعده الله به دون ظلم له؟؟
إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فان الله سريع الحساب ( العمران – 19 )
ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها انتم وآباؤكم ما انزل الله بها من سلطن إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( يوسف – 40 )
وله ما في السموات والأرض وله الدين واصبا افغير الله تتقون ( النحل – 52 )
أقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( الروم – 30 )
وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة
( البينة – 5 )
ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ( العمران – 85 )
لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( الروم – 30 ) صدق الله العظيم
فأكثر الناس حقا .... لا يعلمون ! .... أكثر الناس لا يعلمون !
(1) ( د . محمد هداية ) ( طريق الهداية ) ( موقع إسلاميات )
(2) محمد متولي الشعراوي ( خواطر الشعراوي )
(3) دين و ديانة
ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يبنى أن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وانتم مسلمون
( البقرة – 132 )
قل أمر ربى بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون ( الأعراف – 29 )
ومن أحسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع مله إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا
( النساء – 125 )**
*****************
من السخرية أن نصدق أن الله يغير كلامه و يناقض تعاليمه ! بتعدد الأديان و هذا لم يحدث خلال فترة زمنية طويلة فنقول أن الله يحاكي الإنسانية في تطورها و فهمها و يرسل دينا بعد دين تطويرا لما قبله و نسخا لما بين يديه
لذلك فقد أصبح إيمان البعض بالله مزيج من الشرك والإيمان، إيمان مهجن وعقيدة مختلطة، كما قال تعـالى
]وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ[ (يوسف:106).

و الطامة الكبرى هي أخذنا عن الغرب بغير وعي و نقلنا بغير فهم و تقليدنا بلا تدبر
ففي كتـاب يعتبر من درر الفكر العربي هو كتاب (الله: في نشأة العقيدة الإلهية) لأحد رموز الفكر الإسلامي المعاصر، وخلاصة المستنيرين (عباس محمود العقاد) يقول رحمه الله في مقدمة هذا الكتاب:" ترقى الإنسان في العقائد كما ترقى في العلوم والصناعات فكانت عقائده الأولى مساوية لحياته الأولى، وكذلك كانت علومه وصناعاته فليست أوائل العلم والصناعة بأرقي في أوائل الأديان والعبادات، وليست عناصر الحقيقة في واحدة منها بأوفى من عناصر الحقيقة في الأخرى. وينبغي أن تكون محاولات الإنسان في سبيل الدين، أشق وأطول من محاولاته في سبيل العلوم والصناعات.

الأديان السماوية
نسمعها دائما فوق المنابر . من أفواه الدعاة أحيانا و بعض المثقفين أيضا ، كثيرا من الناس كذلك .ربما لأن هذا هو المطروح و تلك هي المفردات البسيطة لتقريب الفهم و توضيح وجهة النظر .
و لكن أن يتم طرحها هنا من مثقفينا إيمانا بها و تأييدا لها فهذا هو الخطأ الكبير! كيف؟
كيف يكون إله واحد و له أديان متعددة . مكمن الخطأ هو أن نطلق عليها أديان سماوية في إشارة واضحة إلى تعددية الدين في خلط كبير بين مفهوم الدين و الديانة بل هو تجرأ على الله لم تعهده عقولنا من قبل بأن نزعم أن لله سبحانه أكثر من دين بما يتنافى و وحدانيته سبحانه و تفرده بالعبادة تصديقا لقوله لا إله إلا الله .
كلمة الأديان السماوية عندما نسمعها من الرجل البسيط الذي لم يأخذ قسطا وفيرا من الثقافة قد تكون مستساغة إلى حد ما تناسبا مع مدركاته و ثقافته المحدودة و لكن أن تتكرر هنا بملتقى الصفوة من الأدباء و المفكرين فتلك هي الطامة الكبرى و التي تعكس على حد تعبير البعض ما يسمى بالضبابية اللغوية ناهيك عن عدم استقاء الثقافة من مصدرها الأصلي
يقول المسيح: لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لِأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الكُلُّ
(متى 5: 17-1

أن يكرر محاور و مثقف مثل / محمد رندي تلك المفردة ( الأديان السماوية ) ثم يتابع المعلقون دون لفت النظر إليها بل و تقبلها كما هي إنما يعد خطأ ما بعده خطأ بل تعد إشارة واضحة إلى عدم عمق الفهم لماهية الكلمة ناهيك عن مدلولها .
من الضروري بمكان عندما نناقش قضايا تمس الدين مثل موضوع ( هل وحدت العلمانية الأديان ) للأخ / محمد رندي يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها دون التباس أو خلط بين المفاهيم لأن ما تم بناؤه على باطل حتما سيكون باطل أيضا و مشوه كذلك .
خطأ كبير و إثم أكبر أن نتصور أن هناك أديان سماوية متعددة رغم وضوح الدليل القرآني في ذلك لفظا و معنى
فليس هناك أي دين سماوي غير الإسلام و ما عدا ذلك فليس للسماء علاقة به و هنا يجب أن نزيل هذا اللغط بتوضيح مفهوم الدين و الديانة .
قال تعالى في القرآن : قل إنني هداني ربى إلى صراط مستقيم دينا قيما مله إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ( الأنعام – 161 )
إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فان الله سريع الحساب ( العمران – 19 )
يقول المسيح: لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لِأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الكُلُّ
(متى 5: 17-18 و المقصود هنا بالناموس هو الدين القيم الذي يرضى الله به لعباده دو غيره من الأديان
*
الدين هو الاسم العلم لمجمل الأوامر و النواهي ( التكليفات ) من الله سبحانه لخلقة .
الديانة هي الاسم الدال على التكليف ببعض تلك الأوامر و النواهي من الله .
وفق ما يتناسب مع زمن و نوعية المُرسل له .
و من هنا نعلم أن الديانة ما هي إلا مجموعة جزئية من الدين الكلي و الذي يشير إليه الله في القرآن
فالقرآن : هو الاسم العلم لكمية الكلام الموحاة من الله سبحانه إلى رسوله محمد صلى الله عليه و سلم (2)
و كلام الله تشريف و تكليف !
قال تعالى : حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقه والموقوذه والمترديه والنطيحه وما أكل السبع الا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وان تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم ىءس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم ( المائدة – 3 )
أكملت لكم أي أعلمتكم و عرفتكم بما هو خاف عنكم من النواهي و التكليفات
و التي أساسها الدين الذي رضيت لكم و هو الإسلام .
]أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ.[ آية (51)العنكبوت

إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فان الله سريع الحساب ( العمران – 19 )
فالمقصود هنا هو الدين الذي هو الإسلام و ليس الديانة الإسلامية التي هي خاتم الديانات .
و مكمن الخطأ في فهم الآية الكريمة هو أن يتم صرفها فقط على الديانة الإسلامية و بالتالي و بنص الآية
لن يتم قبول المسيحية ولا اليهودية الحقيقية إذا وجدت في عصرنا الحالي و يحق للبعض اتهام معتنقيها بالكفر في وقتنا الحالي و بالطبع يكون هذا قصورا كبيرا في فهم الآية استنادا إلى مصطلح ( الأديان السماوية )
من هنا تكون المسئولية خطيرة على المثقف العربي عند بث فكره أو رؤيته استنادا إلى مصطلحات دينية خاطئة و هذا النوع من الفكر الرديكالي هو ما يطلقون عليه بعض منابع الإرهاب الفكري و الذي يتم بناؤه على فهم خاطئ لمفهوم و مدلول بعض الآيات القرآنية . ذلك الفهم الذي ليس على مراد الله للفظ . و بالتالي ينتج التشتت و التشرذم و الاندثار ثم تلاشي الهوية بعد ذلك
لأننا في مجال الثقافة والعلوم نُحيت آيات الله، والتي يقول فيها الله تعالى
]وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ[ واتبع غيرها من الثقافات والعلوم. و التي أغرقتنا بمصطلحات لا أخر لها

يطلقون عندنا بمصر على كل فرع من نهر النيل كلمة النيل . ترعة المريوطية ( نيل ) ترعة الإبراهيمية ( نيل)
و كلها فروع من نهر النيل فهل تكون إحدى الترعتين هي نهر النيل بالطبع لا بل هي جزء من كل
***********
كذلك الديانة هي فرع من الدين تحمل ثوابته و أساسه و هو لا إله إلا الله .فالمسيحية الحقيقية بلا تحريف هي من الإسلام كذلك اليهودية الحقيقية بلا تحريف هي من الإسلام و بالتالي هي أجزاء بشرائع و سنن تتناسب مع المرحلة التاريخية و الزمنية التي نزلت في وقتها . و لما انتهى وقتها تلاشت سننها و شرائعها و بقيت فقط أساسيتها و محورها الأساسي و هو لا إله إلا الله . و أي اختلاف أو أيدلوجية لا ترتكز على هذا الأساس لا تعد من الإسلام في شيء و بالتالي يستقيم لدينا فهم الآية على مراد الله منها و ليس على مرادنا نحن أو تفسيرنا لها
تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ
يُؤْمِنُونَ *وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ *الآيات من 6-7سورة الجاثية.
إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فان الله سريع الحساب ( العمران – 19 )
و لذلك تجد بعض المستشرقين و الذين يروجون إلى فكرة الإرهاب الإسلامي يروجون كثيرا لهذا المصطلح
( الأديان السماوية ) محاولة منهم لتجزئة أساس الدين الواحد من الإله الواحد و هو الأساس الذي تم بناء الدين عليه و هو لا إله إلا الله . و التي هي محور الخلاف بين الأديان و ليست الديانات فهناك الدين المجوسي و البوذي و الأديان الأخرى التي ما أنزل الله بها من سلطان لذلك يطيب للبعض تفتيت العقيدة الأساسية للدين الإسلامي بحشر هذا المصطلح
( الأديان السماوية ) و يتم اختزال و اختصار الدين إلى الديانة الإسلامية فقط
لذلك يجب الانتباه لتلك ألنقطه خصوصا عند مناقشة كل ما يتعلق بالأيدلوجية الإسلامية أنها جزء من الدين
الذي يريده الله سبحانه و يشير إليه بقوله سبحانه . ( 3 )
وأعجب وأغرب ما كان من الإنسان، أنه اتخذ من الأشياء التي سخرت له والتي هو أرقى منها مرتبة من شمس وقمر ونجوم ودواب، آلهة عبدها من دون الله! أليس هذا أمراً غريباً من الإنسان، يستحق ما توعده الله به دون ظلم له؟؟
إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فان الله سريع الحساب ( العمران – 19 )
ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها انتم وآباؤكم ما انزل الله بها من سلطن إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( يوسف – 40 )
وله ما في السموات والأرض وله الدين واصبا افغير الله تتقون ( النحل – 52 )
أقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( الروم – 30 )
وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة
( البينة – 5 )
ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ( العمران – 85 )
لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( الروم – 30 ) صدق الله العظيم
فأكثر الناس حقا .... لا يعلمون ! .... أكثر الناس لا يعلمون !
(1) ( د . محمد هداية ) ( طريق الهداية ) ( موقع إسلاميات )
(2) محمد متولي الشعراوي ( خواطر الشعراوي )
(3) دين و ديانة
تعليق