سكرة.. يكاد لونها يضيء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الحفيظ بن جلولي
    أديب وكاتب
    • 23-01-2009
    • 304

    سكرة.. يكاد لونها يضيء


    سكرة.. يكاد ليلها يضيء

    منذ متى
    والليل يشتاق
    إلى موت زهرة في الرّبيع
    في ربوع المسرّة
    لمّا يُرغم اللّون
    فراشة على احتراف الفرح..

    يسألني القادم في متون الصراخ
    المقاهي التي دلفت عتباتها
    راحت ترمي مرتاديها
    بالفنجان وبالكمان
    وبصوت أغنية لفيروز

    حين كانت بيروت
    تعلن وحدة الأوطان
    تخرج زهرة من "شارع الحمراء"
    يناكف "شاوول" "أدونيس"
    لكنهما يعشقان بيروت حدَّ الموت..
    وتموت "بلقيس" في كفِّ "نزار"
    ويرافق الجنوب ربيعا للحصار

    "أنصار"
    جيل الكلام المحلّى بالدّم
    والثورة
    والعشق على مشارف النص:

    "نجم" و"إمام"
    ودرويش يعانق مشتلة الكلام
    ووتر وحيد في دمع "مارسيل"،،
    الليل يبيع الحرية
    ويُنغِّص على القمر
    أسمار الوحدة
    شاعر واحد لا يكفي
    و"ماجدة" تغني بيروت على ركح قاهري
    وأنا أعشق العتمة
    حين ألتقي صدفة درويش
    في نفق المترو الباريسي
    ولا أعرفه
    فقط يخبرني عبر نظارتيه
    أن الربيع موسم لاغتيال الزهور
    باريس تمارس شؤمها
    تحرق لفائف "اللّوفر"
    سجائرا للقراءة
    وفتنة للغواية عند "الطاحونة الحمراء"
    وأحذية أنيقة عند "أُنْدري"
    حين عبرت "باريس"
    بنعل عربي
    ينخلع لجمال الظهيرة
    عند كنيسة "القلب المقدّس"..
    ناولني جداريته وشيء من جرائده
    المهوسة بأخبار الأرض
    وأعلمني بحلول الرّبيع
    ورحيل "حنظلة"

    فاجأتني "لارا" بلونها القمحي
    تبسَّمَتْ، إذ دفنتُ رأسي في صدري
    وعجلت إلى ليلي
    كي أؤبِّن سطري الأخير
    في معجم المكان
    وأرمي كيفما شئت
    بالحب أو بالعتاب
    ليل العابرين إلى
    لندن أو باريس أو أي مدينة عربية
    بزهرة ماتت لتوّها
    في ربيع المدن الأسطورية..

    الشكل فاتحة الغضب
    اللون ميثاق الأشياء في أحلامها
    مدوّنات الأزهار
    على جنبات المقاصل

    يقتلني العشق
    لما يتحمل الحلاّج ألم
    الرقص في حضرة المشنقة
    في ليل العنب
    المكشوف على حواف الكأس..
    الزهور لا تموت
    الرّبيع موعد للفتيل المعطّل
    فوق سكرة يكاد ليلها يضيء..
    التعديل الأخير تم بواسطة الدكتور حسام الدين خلاصي; الساعة 01-10-2009, 06:41.
  • أسماء مطر
    عضو أساسي
    • 12-01-2009
    • 987

    #2
    رد: سكرة.. يكاد لونها يضيء

    منذ متى...
    تتهاوى الأنفاق على سترة درويش..
    يؤثثها صمت الخبز..
    و بعد التأوه تصبح نايا دون قوس قزح..
    تمّر كشرود مارسيل تحت الخضرة..
    و انا ارممّ عصر الانفلات..
    بأقبية من ظلام باريس..
    و عربات الذرة في ضواحي الاختناق...

    أحتاج عبث الطاحونة..
    لاقلب ماجدة عصفورا..
    و اصعد بنافورة الصبا
    الى نافذة الربيع القادم..
    فربما يسقط القناع عن العنب..
    و تجيء سكرة التوحّد...

    عطر الوطن...
    للنصّ تلك القيمة الانسانية الكبيرة،و ذاك المخزون الثقافي الذي يرسم فناءا واسعا للحضارات،تعددت زوايا التصوير،و أخرجت لغة شعرية أنيقة،توقفت كثيرا عند قولك

    جيل الكلام المحلّى بالدّم
    والثورة

    والعشق على مشارف النص:
    "نجم" و"إمام"


    دمت قديرا أستاذي..
    فائق الاحترام.
    [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

    تعليق

    • عيسى عماد الدين عيسى
      أديب وكاتب
      • 25-09-2008
      • 2394

      #3
      رد: سكرة.. يكاد لونها يضيء

      استاذ عبد الحفيظ

      تجمع ذكريات مضت في نصك

      بطريقتك الخاصة ، تجمع بين شخصيات نحبها في التاريخ الأدبي
      بحرفنة و خبرة لغوية تسكرنا معك حيث لونتها فصارت صوراً متعددة أعطتنا صورة متكاملة تلك السكرة

      رائع ، و خبير

      تعليق

      • عبد الحفيظ بن جلولي
        أديب وكاتب
        • 23-01-2009
        • 304

        #4
        رد: سكرة.. يكاد لونها يضيء

        الشاعرة المميزة اسماء مطر:
        تحية طيبة وبعد،،
        شكرا اختي الرائعة..
        شكرا على المرور وشكرا على الرد وشكرا على ان الوطن منحنا الكبرياء في شموخ النساء..
        دمت مبدعة..
        دمت عطرا للبحر
        وسعفا رقيقا للنخيل..
        واياما سعيدة للوطن المحلى بسيدي راشد.
        دمتم مميزين ودامت لكم الافراح والمسرات..
        عبد الحفيظ.

        تعليق

        • عبد الحفيظ بن جلولي
          أديب وكاتب
          • 23-01-2009
          • 304

          #5
          رد: سكرة.. يكاد لونها يضيء

          الاستاذ القدير عيسى عماد الدين :
          تحية طيبة وبعد،،
          شكرا على مرورك الكريم، دمت رائعا في محراب الحرف..
          للتجربة رحيق المكان، والشكل سيد المتاهة
          اين الطريق ؟
          القلب في المجد المعلّى.
          والروح يسرقها الغرق المجلّى.
          دمتم مميزين ودامت لكم الافراح والمسرات.
          عبد الحفيظ.

          تعليق

          • الدكتور حسام الدين خلاصي
            أديب وكاتب
            • 07-09-2008
            • 4423

            #6
            رد: سكرة.. يكاد لونها يضيء

            ماشاء الله عليك

            كم صيامك اعطى تهجدا للروح
            كم تورع الأمل
            وتحي مامات من ذكريات
            ما أجملك استاذ عبد الحفيظ والله لو قدر لي أن اثبت هذا النص في ذاكرة القارىء العربي لفعلت

            يثبت نصك 1/10/2009
            [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

            تعليق

            • عبد الحفيظ بن جلولي
              أديب وكاتب
              • 23-01-2009
              • 304

              #7
              رد: سكرة.. يكاد لونها يضيء

              الدكتور حسام الدين خلاصي المحترم:
              تحية طيبة وبعد،،
              شرفتني دكتور بالتثبيت.
              وشرفني كلامك المشجع واللاقط للشوارد التي لا ترد، شكرا..
              اعجبني تعبيرك:
              "كم صيامك اعطى تهجدا للروح"
              واعجبني اليوم كلاما يصب في هذا السياق للشاعر المصري محمد آدم اذ قال:
              إننا نقرأ الشعر لنروي عطش الروح حتى لا تندثر..
              شكرا على التثبيت..
              شكرا على العناية..
              تحياتي وتقديري.
              عبد الحفيظ.

              تعليق

              • نجلاء الرسول
                أديب وكاتب
                • 27-02-2009
                • 7272

                #8
                رد: سكرة.. يكاد لونها يضيء

                أعلم أن لغتك الشعرية ساحرة

                حرف كاتم للصوت
                عابر للكون والمكنون

                تقديري أستاذي الجليل
                تقديري
                تقديري

                حرف رائع
                نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                على الجهات التي عضها الملح
                لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                شكري بوترعة

                [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                بصوت المبدعة سليمى السرايري

                تعليق

                • عبد الحفيظ بن جلولي
                  أديب وكاتب
                  • 23-01-2009
                  • 304

                  #9
                  رد: سكرة.. يكاد لونها يضيء

                  الاستاذة نجلاء المحترمة:
                  تحية طيبة وبعد،،
                  شكرا لمرورك الكريم، وللكلمات التي لا تصدر الا من لدن شاعرة متواضعة تعمل على ان يكون الحرف الشعري على ما ئدة كل مواطن عربي كما كان يحلم نيزار.
                  لك بهاء العروبة، ورونق القصور الاندلسية، وفتنة الشعر الرهيبة..
                  دمتم مميزين دامت لكم الافراح والمسرات.
                  عبد الحفيظ.

                  تعليق

                  يعمل...
                  X