حتى يهديهما الله ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نبيل عودة
    كاتب وناقد واعلامي
    • 03-12-2008
    • 543

    حتى يهديهما الله ...

    [mark=#666666]حتى يهديهما الله ...[/mark]



    قصة بقلم : نبيل عودة


    كانوا ثلاثة أصدقاء لا يفترقون، يدخلون يومياً الى البار ويحتسون بضع كؤوس من الخمر.. حتى حفظ البارمان عاداتهم، ونوع مشروبهم وساعة دخولهم، وكأنهم مربوطون بعقارب ساعة مضبوطة تماماً.. لدرجة انه كان يبدأ بتجهيز الكؤوس الثلاثة، قبل ظهورهم، وما ان يظهروا في مدخل البار الا والكأس الثالثة قد جهزت.. فيجلسون الى طاولتهم المفضلة وقد وضعت كؤوسهم أمامهم فور جلوسهم.. حتى أضحوا جزءاً من أجواء البار ووجوهه المعروفة.
    ومرت الأيام دون ان يتغير نظامهم...
    وفي أحد الأيام حدث أمر غريب لفت أنظار البارمان وسائر رواد البار.. كانت مفاجأة مطلقة.. دخل صديق واحد من الأصدقاء الثلاثة.. كان يبدو حزينا وكئيباً... لم يجلب البارمان الكؤوس التي ملأها للأصدقاء الثلاثة.. بدل ذلك اقترب من الصديق الوحيد المتبقي من الثلاثة وقال مفتعلاً الحزن:
    - أقدم التعازي باسمي وباسم صاحب البار.. كيف فقدت صديقيك؟
    - لا يا سيدي، ليس الأمر كما يبدو.. صديقاي هاجارا، وهما بخير والحمد لله.. واحد هاجر إلى أستراليا والأخر الى أميرِكا.. وبقيت لوحدي كما ترى..
    - هل أجلب لك كأسك يا سيدي؟
    - ليس كأسي فقط، بل الثلاث كؤوس، وكأننا ما زلنا ثلاثتنا نأتي كل يوم، لقد أقسمنا ان ندخل باراً في نفس الساعة، حيثما نكون في أرض الله الواسعة، وان يشرب كل واحد منا كأسه وكأسي صديقيه، وكأننا نجلس سوية لم نفترق. لذا يا عزيزي.. أجلب لي الكؤوس الثلاثة وكأننا ما زلنا ثلاثتنا نشرب سوية...
    وهكذا استمر الوضع.. يدخل يومياً بنفس التوقيت، ويجلس ليحتسي ثلاث كؤوس وكأن صديقيه يشاركانه الشرب.
    ومرت سنة أو أكثر.. والصديق محافظ على برنامجه، ويخبر من في البار عن أخبار صديقيه، وكيف انهما يتصرفان بنفس الشكل وفي الساعة المشابهة في بلادهم الجديدة.
    ولكن، في يوم ما، حدث ما لفت انتباه رواد البار وأثار تهامسهم.
    دخل الصديق كعادته.. وطلب كأسين فقط رافضاً الكأس الثالثة.. البعض راهن انه فقد أحد صديقيه.. البعض قال ان الجيل يفرض علية التقليل من الخمر.. والبعض قال ربما وضعه المادي لا يسمح له بشراء ثلاث كؤوس...
    جلس كعادته يحتسي الخمر من الكأسين، ولم يطق البارمان الصمت، وعدم معرفة ما جرى، اقترب منه وسأله:
    - ماذا مع كأس الصديق الثالث.. هل وقع لأحدهما مكروه؟
    - أبداً أبداً.. الصديقان بصحة جيدة ويشربان الخمر يومياً.. ولكني عدت الى ديني وصلاتي ولم أعد أشرب الخمر.. وأشرب فقط كأسين عن صديقي حتى يهديهما الله ويكفان عن الشرب.. تماماً كما هداني!!

    نبيل عودة – كاتب وناقد واعلامي فلسطيني – الناصرة
    nabiloudeh@gmail.com

    [mark=#999999]
    ملاحظة : في قصصي الأخيرة ، وأغلبها لم ينشر بعد ... اعتمدت مفاهيم فلسفية متعددة ، وقد ساءني ان مثقفين وراء صفات طويلة تسبق أسمائهم وثقيلة القيمة ، لم يفهموا المقروء الفلسفي أو حتى الأدبي البسيط ... وراحوا نحو تفسيرات هرطقية ومواعظ دينية لا علاقة لها بالنص القصصي ، مما يعني ان بينهم وبين الثقافة والرؤية القصصية ، كشكل من أشكال الوعي الثقافي والاجتماعي ، المحيط الأطلسي بكل اتساعه .
    حتى في هذه القصة البسيطة ، والساخرة ، هناك فكرة فلسفية بسيطة عن "فشل التفكير المنطقي " لدى بعض الناس ( استمرار بطل القصة في شرب الخمر بحجة انه يشرب عن صديقيه)... وليس مجرد لسعة فكاهية . أو غمز ضد الدين !!
    وقد اعتمدت في هذه القصة على فكاهة سمعتها وظلت عالقة بالذاكرة حتى جاء وقتها !!
    ليس من المتبع ان يفسر الكاتب أفكاره .. أي ان يقدم اللقمة كاملة الهضم للقارئ ، او لنقاد لا يفهمون فلسفة المقروء .. انا لا أكتب للتسلية كما اتهمني ناقد حصيف . ويبدو ان الكثيرين من حملة القاب كبار المفكرين وكبار النقاد وكبار الكتاب ، لا يختلفون في "فشل تفكيرهم المنطقي " عن القارئ البسيط . على الأقل القارئ العادي يجد ما يضحكة ( وهذا بحد ذاته ضمن شروط اللعبة القصصية وفن القص ).. اما بعض " الكبار" فيدعون ان "قلمهم شرفني " حين كتبوا عن قصة لي وانهم عادة لا يكتبون الا عن "كبار الأعمال" والبعض لم أقرأ ما كتبه لأنه حولها الى خطبة دينية مكررة مستعرضا عضلاته في حفظ الممنوعات حسب تفكيره القروسطي .. وجميعهم بالتلخيص الأخير يثبتون جهلهم الثقافي واللوجي ( العقلي المنطقي ) بمفهوم الأدب وفلسفة الثقافة والقدرة على التفكير بمنطق ثقافي ، وليس بآلية مبرمجة بعقلية قتل الميكي ماوس .
    عندما لا أعرف شيئا عن الكاتب وآفاقه المترامية الأطراف ، وتجربته الحياتية والثقافية ، لا أستطيع ان أضعه في خانة وأبدأ باطلاق الأحكام ( الرصاص ) عليه!!
    فقط في ثقافتنا العربية هذا الأمر جائز لأننا بصراحة نعاني من أمية مثقفين وانتشار طبقة متثاقفين "يعرضون محاسنهم" مثل بعض نجمات الفضائيات .


    آمل ان لا أضطر لمثل هذه الملاحظات في قصص قادمة ــــــــ نبيل عودة
    [/mark]
  • رائد حبش
    بنـ أبـ ـجد
    • 27-03-2008
    • 622

    #2
    رد: حتى يهديهما الله ...

    إبداع ما بعده إبداع... ههه

    يمكنك أن تجوجل فترى العجب وهذا أحد الروابط.

    - اثنان من السكارى، قال الأول للثاني إذا مت فاشرب كأسي، فصاحبنا هذا مات بعد فترة، فأجنح صديقه يذهب الى البار ويطلب كأسين، كأس له والآخر لصديقه الراحل، وبقي على هذه الحال حتى أتى اليوم الذي أخذ يطلب فيه كأساً واحدة، فسأله أحدهم، لم اذا تطلب كأساً واحداً فقط فرد : أنا بطلت الشرب.



    ونبيل عودة الكاتب الذي لا يسرق إبداع غيره، ماذا أضاف في "قصته" عن النكتة المرفقة أعلاه!!



    في عندك إبداع عن جد ولا كله من هالحكي؟؟

    باي
    www.palestineremembered.com/Jaffa/Bayt-Dajan/ar/index.html
    لا افتخـار إلا لمن لا يضـام....مدرك أو محـــارب لا ينـام

    تعليق

    • عبد الرشيد حاجب
      أديب وكاتب
      • 20-06-2009
      • 803

      #3
      رد: حتى يهديهما الله ...

      نكتة سمجة ، تافهة ، مقرفة ، ولا علاقة للنص من قريب أو بعيد بالقصة القصيرة ، لأن لا دلالة ولا فكرة ولا مغزى مهما اجتهدنا وأولنا .
      ولو فكرنا قليلا فسوف نستغرب كيف كانت الفقرة البسيطة التي نقلها الأستاذ رائد حبش مقبولة كنكتة خفيفة ...فأنت يا سيدي ( وأرجو أن لا تكون أعدت كتابة النكتة / الطرفة وأنت في حانة !) قد جعلت أحدهم في أستراليا والآخر في أمريكا ، مما يجعلنا نتوقع أن من بقي يوجد في الوسط ( لندن مثلا ، لأن الأنجليز معروفون بعدم الإسراف في الشرب وقد تكون الكأس الواحدة هذه مقبولة ) لكن ...؟
      ألم تفكر أن الساعة السابعة مساء PMفي لندن هي الخامسة صباحا AM ي أستراليا ، ووالواحدة بعد الظهر في أمريكا ؟

      وبعد سأعود - حين أتفرغ - لنقاش يفيدنا في قصتك الأخرى فهي على الأقل بها ما يمكن مناقشته :http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=39628

      تحيتي.
      التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرشيد حاجب; الساعة 30-09-2009, 19:22.
      "ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"​

      تعليق

      • محمد سليم
        سـ(كاتب)ـاخر
        • 19-05-2007
        • 2775

        #4
        رد: حتى يهديهما الله ...

        أستاذ نبيل عودة ...
        قصة طريفة ..وســــ
        أدعو معك بخشوع وتضرع :
        ربنا يهديهما ..
        فــــــــــــــ؛
        يكف السكير عن سُكره ..
        ويرتاح البارمان من كثرة السؤال ...
        ويستمتع جمهور ورواد الحانة بالهدوء عوضا عن الحيرة وكثرة القيل والقال
        ثم لو تكرمت "ملاحظة مضادة " :
        قلل عدد أسطر ملاحظتك أسفل النص
        لأني أظن والله أعلم أنها تستفز القارئ فـــــــــــ؛
        هى
        أطول من النصّ وأعرض ..وأيضا أغمق ...
        وأخيرا ؛
        تمنياتي لك بالتوفيق في ((..........))...
        يا رب .
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 30-09-2009, 20:51.
        بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

        تعليق

        • نبيل عودة
          كاتب وناقد واعلامي
          • 03-12-2008
          • 543

          #5
          رد: حتى يهديهما الله ...

          رائد حبش وعبد الرشيد حاجب
          شكرا على كشف موبقاتكم الشخصية .

          تعليق

          يعمل...
          X