هي الأرض تبدل ألبستها الآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد منير
    عضو الملتقى
    • 16-04-2008
    • 30

    هي الأرض تبدل ألبستها الآن

    السفر الأول

    سوّت سروالها الأرض الليلة
    انتزعت من باطن جوفها
    بعض من صراخ الأمس
    اتكأت على جبالها تعيد الصراخ كرة

    هي الأرض تبدل الساعة ألبستها
    على كتفي تنام
    على كتفي تحلم
    بمرافئ دمها المباح
    بسمائها الدامعة
    و صدرها العبق أريجا و مسكا
    على كتفي تنام
    على كتفي تحلم
    هي الآن تنام
    و يدها تشد على حقائبها
    كي ترحل هذا الصباح
    في دمي
    في كلماتي
    هذه الأرض التي تبدل ألبستها

    السفر الثاني

    في البدء كانت الأرض
    و كانت عيوني عشتار
    تسرح ضفائرها للحالمين
    بعشق التراب كل مساء
    و كنت الجسد المتفرج على قوافل العابرين
    مسرجا بأوراق منقوشة بالدم و الحناء
    فمن ذا الذي انكسر
    أكأس العمر
    أم شدو القلب
    أم ما ترنم في الصدر
    من وتر؟

    السفر الثالث


    قالت لكل العصافير التائهة
    بين أغصان أشجار المدن العتيقة
    و سنونوات شوارعها المقتاتة من قمامة وجهها المصبوغ بالتراب
    غدا حين يسألني البحر
    عن نوارسه
    لماذا لم تعد هذا العام
    و يسألني ماؤه عن حبات رمله
    كيف ضاعت في الهواء
    و كيف بكت بين يديه الحيتان و بضع صخرات
    ما تراني أقول

    قلت لها:
    أنت التي دمرت أحلام صدرك
    أنت التي شمرت عن حقائبك
    أنت التي بدلت شواطئك بشواطئ أخرى
    حين مضيت من كف يدي
    فلا تبك
    قد بكت عيني
    ساعة لففت ضفائرك
    و ضقت بي
    أيا أرضي لما بدلت ألبستك

    السفر الرابع

    نلتقي
    بعدما تقطعت حبال الوصل
    تناثرت
    في هواء وجداني كأوراق الخريف

    نلتقي
    في الشارع الكبير
    على مفترق السبل
    أرسم في عينيك ابتسامة
    ترسمين في عيني ارتعاشه
    وتمضين
    يا فرحي الهارب مني
    هذي سنين
    نلتقي على عجل
    نفترق على عجل

    السفر الخامس

    ماذا أفعل يا ترى؟
    شيء ما جرى في القلب
    هدّهدّت شرايينه
    ريح وجهها هذا المساء
    زرعت حلما جميلا في دمه
    راقصته
    غازلته
    عن قصد
    عن غير قصد
    أنا لا اعرف
    قد وهبت قلبي لها
    وهبت جرحي لها
    و قلت
    جئت لأبدل قلبك بقلبي
    و أحول دقات النبض فيه
    فواصل حب لك
    فاستمعي لي..

    السفر الأخير

    وهبتك كل سعادتي
    و لم يبق شيء يقال
    فحين تمضين
    ستأخذين قلبي و دقات نبضه
    و تتركيني أيتها الأرض وحدي مع دمي
    مع كلمات أسميها مملكتي
    و سماء لا تذكرني جيدا
    و عيون بالأحرى تتهجى أسمائي
    قد وهبتك كل ما بقي لي
    من فرح
    من حلم
    من حقول نسياني
    فلا تمضي
    أيتها الأرض التي تبدل ألبستها هذا المساء
    فحبي هادر
    ... هادر
    التعديل الأخير تم بواسطة الدكتور حسام الدين خلاصي; الساعة 02-10-2009, 05:22.
  • ميساء عباس
    رئيس ملتقى القصة
    • 21-09-2009
    • 4186

    #2
    رد: هي الأرض تبدل ألبستها الآن

    و كنت الجسد المتفرج على قوافل العابرين
    مسرجا بأوراق منقوشة بالدم و الحناء

    فمن ذا الذي انكسر
    أكأس العمر،
    أم شدو القلب
    أم ما ترنم في الصدر
    من وتر؟

    جميلة رائعة ..تنبض بالشاعرية

    قالت لكل العصافير التائهة بين أغصان أشجار المدن العتيقة
    و سنونوات شوارعها المقتاتة من قمامة وجهها المصبوغ بالتراب

    غدا حين يسألني البحر
    عن نوارسه
    لماذا لم تعد هذا العام
    و يسألني ماؤه عن حبات رمله
    كيف ضاعت في الهواء

    وهذه الجمل الأقوى صورا وتعبيرا
    إلا أنك أسرفت في (ال)التعريف,,والأسماء المتلاصقة
    فمثلا أغصان أشجارالمدن العتيقة ..رائعة الصورة
    أظنه يكفي أشجار المدن العتيقة

    و تتركيني أيتها الأرض وحدي مع دمي
    مع كلمات أسميها مملكتي

    و سماء لا تذكرني جيدا
    و عيون بالأحرى تتهجى أسمائي

    قد وهبتك كل ما بقي لي
    جميلة
    القدير محمد تحياتي لك ولقصيدتك التي
    تتناثر حنينا وجمالا ..في
    مدينتي
    ميساء العباس
    مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
    https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

    تعليق

    • الدكتور حسام الدين خلاصي
      أديب وكاتب
      • 07-09-2008
      • 4423

      #3
      رد: هي الأرض تبدل ألبستها الآن

      السفر الأول والثاني دلا على تماسك ورمزية وجذب للقارىء فلقد اسطورة خلق من نوع جديد
      ولم ابث أراك تعود للمباشرة وبقسوة فتكسرت الرموز وبدت القصيدة بعيدة عن الخيال الذي تجرأت عليه وانتهت القصيدة مباشرة وطفت على السطح


      اهلا بك
      [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

      تعليق

      • نجلاء الرسول
        أديب وكاتب
        • 27-02-2009
        • 7272

        #4
        رد: هي الأرض تبدل ألبستها الآن

        كان السفر الأول والثاني
        محلقا جدا بعمق الصور
        وفي الأسفار الأخيرة غاب فيها التكثيف قليلا
        لكن يظل هناك بوح لقشرة الأرض المنسلخة

        تحيتي لك وتقديري سيد محمد منير ولنصك الماتع
        نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


        مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
        أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

        على الجهات التي عضها الملح
        لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
        وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

        شكري بوترعة

        [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
        بصوت المبدعة سليمى السرايري

        تعليق

        يعمل...
        X