السفر الأول
سوّت سروالها الأرض الليلة
انتزعت من باطن جوفها
بعض من صراخ الأمس
اتكأت على جبالها تعيد الصراخ كرة
هي الأرض تبدل الساعة ألبستها
على كتفي تنام
على كتفي تحلم
بمرافئ دمها المباح
بسمائها الدامعة
و صدرها العبق أريجا و مسكا
على كتفي تنام
على كتفي تحلم
هي الآن تنام
و يدها تشد على حقائبها
كي ترحل هذا الصباح
في دمي
في كلماتي
هذه الأرض التي تبدل ألبستها
السفر الثاني
في البدء كانت الأرض
و كانت عيوني عشتار
تسرح ضفائرها للحالمين
بعشق التراب كل مساء
و كنت الجسد المتفرج على قوافل العابرين
مسرجا بأوراق منقوشة بالدم و الحناء
فمن ذا الذي انكسر
أكأس العمر
أم شدو القلب
أم ما ترنم في الصدر
من وتر؟
السفر الثالث
قالت لكل العصافير التائهة
بين أغصان أشجار المدن العتيقة
و سنونوات شوارعها المقتاتة من قمامة وجهها المصبوغ بالتراب
غدا حين يسألني البحر
عن نوارسه
لماذا لم تعد هذا العام
و يسألني ماؤه عن حبات رمله
كيف ضاعت في الهواء
و كيف بكت بين يديه الحيتان و بضع صخرات
ما تراني أقول
قلت لها:
أنت التي دمرت أحلام صدرك
أنت التي شمرت عن حقائبك
أنت التي بدلت شواطئك بشواطئ أخرى
حين مضيت من كف يدي
فلا تبك
قد بكت عيني
ساعة لففت ضفائرك
و ضقت بي
أيا أرضي لما بدلت ألبستك
السفر الرابع
نلتقي
بعدما تقطعت حبال الوصل
تناثرت
في هواء وجداني كأوراق الخريف
نلتقي
في الشارع الكبير
على مفترق السبل
أرسم في عينيك ابتسامة
ترسمين في عيني ارتعاشه
وتمضين
يا فرحي الهارب مني
هذي سنين
نلتقي على عجل
نفترق على عجل
السفر الخامس
ماذا أفعل يا ترى؟
شيء ما جرى في القلب
هدّهدّت شرايينه
ريح وجهها هذا المساء
زرعت حلما جميلا في دمه
راقصته
غازلته
عن قصد
عن غير قصد
أنا لا اعرف
قد وهبت قلبي لها
وهبت جرحي لها
و قلت
جئت لأبدل قلبك بقلبي
و أحول دقات النبض فيه
فواصل حب لك
فاستمعي لي..
السفر الأخير
وهبتك كل سعادتي
و لم يبق شيء يقال
فحين تمضين
ستأخذين قلبي و دقات نبضه
و تتركيني أيتها الأرض وحدي مع دمي
مع كلمات أسميها مملكتي
و سماء لا تذكرني جيدا
و عيون بالأحرى تتهجى أسمائي
قد وهبتك كل ما بقي لي
من فرح
من حلم
من حقول نسياني
فلا تمضي
أيتها الأرض التي تبدل ألبستها هذا المساء
فحبي هادر
... هادر
سوّت سروالها الأرض الليلة
انتزعت من باطن جوفها
بعض من صراخ الأمس
اتكأت على جبالها تعيد الصراخ كرة
هي الأرض تبدل الساعة ألبستها
على كتفي تنام
على كتفي تحلم
بمرافئ دمها المباح
بسمائها الدامعة
و صدرها العبق أريجا و مسكا
على كتفي تنام
على كتفي تحلم
هي الآن تنام
و يدها تشد على حقائبها
كي ترحل هذا الصباح
في دمي
في كلماتي
هذه الأرض التي تبدل ألبستها
السفر الثاني
في البدء كانت الأرض
و كانت عيوني عشتار
تسرح ضفائرها للحالمين
بعشق التراب كل مساء
و كنت الجسد المتفرج على قوافل العابرين
مسرجا بأوراق منقوشة بالدم و الحناء
فمن ذا الذي انكسر
أكأس العمر
أم شدو القلب
أم ما ترنم في الصدر
من وتر؟
السفر الثالث
قالت لكل العصافير التائهة
بين أغصان أشجار المدن العتيقة
و سنونوات شوارعها المقتاتة من قمامة وجهها المصبوغ بالتراب
غدا حين يسألني البحر
عن نوارسه
لماذا لم تعد هذا العام
و يسألني ماؤه عن حبات رمله
كيف ضاعت في الهواء
و كيف بكت بين يديه الحيتان و بضع صخرات
ما تراني أقول
قلت لها:
أنت التي دمرت أحلام صدرك
أنت التي شمرت عن حقائبك
أنت التي بدلت شواطئك بشواطئ أخرى
حين مضيت من كف يدي
فلا تبك
قد بكت عيني
ساعة لففت ضفائرك
و ضقت بي
أيا أرضي لما بدلت ألبستك
السفر الرابع
نلتقي
بعدما تقطعت حبال الوصل
تناثرت
في هواء وجداني كأوراق الخريف
نلتقي
في الشارع الكبير
على مفترق السبل
أرسم في عينيك ابتسامة
ترسمين في عيني ارتعاشه
وتمضين
يا فرحي الهارب مني
هذي سنين
نلتقي على عجل
نفترق على عجل
السفر الخامس
ماذا أفعل يا ترى؟
شيء ما جرى في القلب
هدّهدّت شرايينه
ريح وجهها هذا المساء
زرعت حلما جميلا في دمه
راقصته
غازلته
عن قصد
عن غير قصد
أنا لا اعرف
قد وهبت قلبي لها
وهبت جرحي لها
و قلت
جئت لأبدل قلبك بقلبي
و أحول دقات النبض فيه
فواصل حب لك
فاستمعي لي..
السفر الأخير
وهبتك كل سعادتي
و لم يبق شيء يقال
فحين تمضين
ستأخذين قلبي و دقات نبضه
و تتركيني أيتها الأرض وحدي مع دمي
مع كلمات أسميها مملكتي
و سماء لا تذكرني جيدا
و عيون بالأحرى تتهجى أسمائي
قد وهبتك كل ما بقي لي
من فرح
من حلم
من حقول نسياني
فلا تمضي
أيتها الأرض التي تبدل ألبستها هذا المساء
فحبي هادر
... هادر
تعليق