لا عجب ..
لا عجب أن نصرخ أحيانا ، أن نشمئز ، أن نقول لا ...لكن من يستطيع منا اختراق ذلك الجدار المنيع الذي يحجب عنا الحقيقة ؟.حقيقة ألفناها ... ولماما ما نستطيع الصراخ عاليا في وجوههم وقول لا ، لأن قول لا يحتم علينا الدخول في قلب المعمعة .
لا تنذهل إذن إن منعوك من الكلام وأرغموك على قول نعم ..
لكن أ لم تتساءل يوما إلى متى هذا الخنوع ... إلى متى هذا الجبن والصمت ؟؟.
إلى متى تستمر في مسرحية الصمت ... طبعا هي مسرحية هزلية ، وشخوصها هذه المرة أدميين من لحم ودم .
لقد عودناهم ، وللأسف الشديد على الصمت ، وعدم المناقشة.
لكم هو جميل الصمت إن كان لحكمة ، ولكم هو مذل الصمت إن كان جبنا وضعفا .
مساكين نحن في عالم تتقاسمه وحوش بشرية لا ترحم ، مساكين نحن إذا تحولنا للبيع في المزاد العلني ، لكن جبناء نحن إن ارتضينا الصمت والرضوخ عنوانا لنا ، إن قلنا لهم نعم .
قدر بئيس جعلنه رفيقا لإخفاقاتنا ، مبررا لانكساراتنا .
قدر بئيس ، ذاك الذي نعلق عليه أوزارنا ، ومآسينا.
أما حان الوقت لنزع معطف الخوف هذا الذي تسربلنا به ، واتخذناه وشاحا لنا لسنين عدة...؟.
أما حان الوقت لاجتثات مرض أضنكنا ؟.
إذن حسبنا أن نعيد حسابتنا ، أن نراجع أوراقنا التي ما عادت بيضاء...، وإن كانت كذلك فلا بد من أنها في حاجة ملحة لملء بياضاتها ولو بقليل من الإباء ، لمغادرة أصفاد الانكسار ، والخنوع التي كبلتنا ، ولا زلنا نرتعب منها في كل حين وآن .