[align=center]حسن الاستماع للطرف الآخر والتأدّب معه ....
بالعودة إلى السيرة النبوية الشريفة أحببت أن أقتبس موقفا عظيما لنبي الرحمة والإنسانية محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو يعلمنا حسن الاستماع وأدب الحوار حتى مع عدوّنا بهدف أن نمنح الفرص للطرف الآخر بعرض أفكاره وتوجهاته التي تدخل في إطار أدب الحوار بعيدا عن قول الفحش وسوء الكلم ....
فهذا ألد أعداء الرسول -صلى الله عليه وسلم -من المشركين " عتبة بن ربيعة " أتى إليه ليقول له ما تدعونا إليه يا محمد باطل وزور .. ومع ذلك فقد تركه نبينا الأميّ يكمل حديثه دون أن يقاطعه ، فما بالك إن كان من نحاوره أخا لنا !!!؟؟؟...
"جاء عتبة حتى جلس إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ، فقال: « يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السطة في العشيرة، والمكان في النسب،، إنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرَّقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم، وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمورًا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قل يا أبا الوليد أسمع "، قال: يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت إنما تريد به شرفًا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه... حتى إذا فرغ عتبة، ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم يستمع منه، قال: " أقد فرغت يا أبا الوليد ؟ " قال: نعم، قال: "فاستمع مني"، قال: افعل، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم . { حم }{ تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }{ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ
عْلَمُونَ }{ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ }{ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ } ... ثم مضى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيها يقرؤها عَليه، فلما سمعها منه عتبة أنصت لها، وألقى يديه خلف ظهره معتمدًا عليها يسمع منه، ثم انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها فسجد، ثم قال: "قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك » وفي رواية أخرى « أن عتبة استمع حتى جاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قوله تعالى: { فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } فقام مذعَورًا، فوضع يده على فم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنشدك الله والرحم، وطلب منه أن يكف عنه، فرجع إلى قومه مسرعًا كأن الصواعق ستلاحقه، واقترح على قريش أدى تترك محمدًا وشأنه، وأخذ يرغبهم في ذلك » (1)
أليس هذا الدرس لهو أجمل وأعظم الدروس المحمدية التي تعلمنا كيف نتعامل مع الناس لنكسب ودّهم واحترامهم لنا !!!!؟؟...
(1) البداية والنهاية 3 / 62، وتفسير ابن كثير 4 / 62، وتاريخ الإسلام للذهبي، قسم السيرة ص 158، وفقه السيرة لمحمد الغزالي ص114، وهذا الحبيب يا محب ص102
.[/align]
بالعودة إلى السيرة النبوية الشريفة أحببت أن أقتبس موقفا عظيما لنبي الرحمة والإنسانية محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو يعلمنا حسن الاستماع وأدب الحوار حتى مع عدوّنا بهدف أن نمنح الفرص للطرف الآخر بعرض أفكاره وتوجهاته التي تدخل في إطار أدب الحوار بعيدا عن قول الفحش وسوء الكلم ....
فهذا ألد أعداء الرسول -صلى الله عليه وسلم -من المشركين " عتبة بن ربيعة " أتى إليه ليقول له ما تدعونا إليه يا محمد باطل وزور .. ومع ذلك فقد تركه نبينا الأميّ يكمل حديثه دون أن يقاطعه ، فما بالك إن كان من نحاوره أخا لنا !!!؟؟؟...
"جاء عتبة حتى جلس إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ، فقال: « يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السطة في العشيرة، والمكان في النسب،، إنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرَّقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم، وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمورًا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قل يا أبا الوليد أسمع "، قال: يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت إنما تريد به شرفًا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه... حتى إذا فرغ عتبة، ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم يستمع منه، قال: " أقد فرغت يا أبا الوليد ؟ " قال: نعم، قال: "فاستمع مني"، قال: افعل، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم . { حم }{ تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }{ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ
عْلَمُونَ }{ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ }{ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ } ... ثم مضى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيها يقرؤها عَليه، فلما سمعها منه عتبة أنصت لها، وألقى يديه خلف ظهره معتمدًا عليها يسمع منه، ثم انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها فسجد، ثم قال: "قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك » وفي رواية أخرى « أن عتبة استمع حتى جاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قوله تعالى: { فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } فقام مذعَورًا، فوضع يده على فم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنشدك الله والرحم، وطلب منه أن يكف عنه، فرجع إلى قومه مسرعًا كأن الصواعق ستلاحقه، واقترح على قريش أدى تترك محمدًا وشأنه، وأخذ يرغبهم في ذلك » (1)
أليس هذا الدرس لهو أجمل وأعظم الدروس المحمدية التي تعلمنا كيف نتعامل مع الناس لنكسب ودّهم واحترامهم لنا !!!!؟؟...
(1) البداية والنهاية 3 / 62، وتفسير ابن كثير 4 / 62، وتاريخ الإسلام للذهبي، قسم السيرة ص 158، وفقه السيرة لمحمد الغزالي ص114، وهذا الحبيب يا محب ص102
.[/align]
تعليق