أثناء مرور موكب الدعاية لأحد مرشحي الدائرة لعضوية مجلس الشعب من أمامها ، توقفت الست "مرمر" عن بيع اللبن والجبن القريش للزبائن ، ووقفت على حيلها تشرئب لتتفرج :
ــ تنتخبوا مين ؟
ــ أبو منشار
ــ وحبيبكم مين ؟
ــ أبو منشار
كان الحادي يهتز في نشوة تشد الانتباه وهو محمول على أكتاف زملائه ببيجامته الزرقاء المخططة ونصف الطاقيه المنقوشة على نصف رأسه العلوي والناس يرددون وراءه يكادون يدخلون جميعا في بوابة فمه المفتوح على الآخر ، تتدلى مؤخرته للخلف كأنها كيس من القطن به خمسة قناطير كاملة .
ــ واللي يسيبه ؟
ــ حايخش النار
استعاذت مرمر من النار وعذاب النار وقررت أن تعطي صوت زوجها لأبي منشار ..
مر الموكب وعادت الست "مرمر" إلى فرشها على الرصيف .
بعد ساعة وخمس دقائق مر موكب آخر لمرشح . وقفت الست" مرمر" تتأمل :
ــ تنتخبوا مين ؟
ــ الصابوني
ـ وحبيبكم مين ؟
ــ الصابوني
كان "الصابوني" بيه قد اصطحب معه سيارة نصف نقل "تويوتا" محملة بعلب حلاوة المولد ، في كل علبة كيلو وخمسة جرامات .. فلما تسلمت الست مرمر علبتها زغردت خمس مرات .. ذاقت قطعة فزغردت خمس مرات أخرى .. فلما رأت داخل العلبة قطعة من الملبن قررت أن تعطي صوت ابنها البالغ للصابوني بيه .
لما كثرت المخاليق حول الصابوني بيه تطوع أحد هم وألقى خطبة عصماء جاء فيها ـ بعد المفتتح والتشنجات والذي منه ـ :
ــ هذا هو " أخيكم" وابن "أخوكم " ، إنه "أخاكم" الصابوني بييييه .. صاحب اليد البيضاء .. بيضااااء .. ضاااء .. آاااء .. ء .. ء .. ْ
نظرت الست "مرمر" إلى يد الصابوني بيه ثم نظرت إلى يديها .. اكتشفت أن يدها أشد بياضا من يد الصابوني بيه .. فحدثتها نفسها بشيء ..
***
خرجت الست "مرمر" من قسم الشرطة محاطة بزغاريد بائعات اللبن على الأرصفة بعد أن اطمأننَّ أن باب الترشيح سيظل مفتوحا لخمسة أيام استثنائية من أجل بائعات اللبن والمش .
في اليوم الخامس كان نفس الرجل يهتف في موكب الدعاية للست مرمر : صاحبة اليد البيضاء .. بيضااااء .. ضاااء .. آاااء .. ء .. ء ..
شمرت الست مرمر عن ساعديها وراحت تلقي خطابا مقتضبا .. وعدتهم بأن تقضي على الدود الذي يكثر في الجبن القريش . وأعلنت أنها لن تعتزل المهنة إلا بعد أن تعمل الكادر الخاص لبائعات اللبن وأنها سترفع سعر كيلو اللبن إلى خمسة آلاف ملطوش محلي .. ثم سألتهم :
ـ ماذا تريدون ؟
ــ الحرية ؟
ـ بس كده ؟ غاليين والطلب رخيص .. رخيص جدا .. بكرة الصبح وقبل الانتخابات تعالوا هنا في نفس المكان .. كل واحد يستلم علبة الحرية بتاعته .
سألت الست مرمر عن الأماكن التي تبيع الحرية .. أشارت عليها بعض النسوة أن تشتريها من النوع السائب بسعر الجملة ثم يخلطنها تحت السلم بشيء من الدكتاتورية حتى يوفرن بعض المال .. وقالت الست مرمر : أبدا لا يمكن اغش أهلي .. عثرت على النصاب الذي باع لها العبوات الجاهزة المملوءة بدخان مخدر مضغوط في اسطوانات تشبه اسطوانات "البيروسول " .. وعلى المواطن أن يستنشق كل صباح منه خمس مرات بدلا من النشوق المتخلف ، أخذ النصاب من مرمر تحويشة العمر .. لايهم
جربت مرمر على نفسها غاز الحرية فانبسطت جدا وضحكت كثيرا وآمنت بالحرية سبيلا إلى الخلاص .. وراحت تدعو إلى أن الحرية حق إنساني وليست منحة من أحد فالتفت الجماهير حولها ..
في اليوم الخامس لترشيح الست "مرمر" كانت المدينة غارقة في الضحك الحر .. الحكومة نفسها سعدت جدا وراحت تعاير الشعب على الضحك المستشري وأنه أثر من آثار الحرية .. في اليوم الخامس عشر لترشيحها كان "الصابوني بيه" " وأبو منشار" وباقي المرشحين عن الدائرة في حجرة الضيوف بمنزل الست مرمر وقد وضع كل منهم خمسين ألف يورو محلي لكي تتفضل بالتنازل عن ترشيح نفسها ..
لم تنته قصة مرمر ، منذ خمس ساعات كانت في حجرة الضيافة بمنزل النصاب الذي باع لها عبوات الحرية تتوسط لأبي منشار والصابوني عنده ليتنازل عن ترشيح نفسه بعد أن أعد عددا كبيرا من عبوات الحرية ..صباح اليوم نشرت جريدة " خمسة وخميسة " سبقا صحفيا مؤداه أن جهة عليا قررت شراء الكمية كلها من النصاب بعد أن غيروا اسمه وأصبح اسمه الجديد
" أظرف ظريف " .
ــ تنتخبوا مين ؟
ــ أبو منشار
ــ وحبيبكم مين ؟
ــ أبو منشار
كان الحادي يهتز في نشوة تشد الانتباه وهو محمول على أكتاف زملائه ببيجامته الزرقاء المخططة ونصف الطاقيه المنقوشة على نصف رأسه العلوي والناس يرددون وراءه يكادون يدخلون جميعا في بوابة فمه المفتوح على الآخر ، تتدلى مؤخرته للخلف كأنها كيس من القطن به خمسة قناطير كاملة .
ــ واللي يسيبه ؟
ــ حايخش النار
استعاذت مرمر من النار وعذاب النار وقررت أن تعطي صوت زوجها لأبي منشار ..
مر الموكب وعادت الست "مرمر" إلى فرشها على الرصيف .
بعد ساعة وخمس دقائق مر موكب آخر لمرشح . وقفت الست" مرمر" تتأمل :
ــ تنتخبوا مين ؟
ــ الصابوني
ـ وحبيبكم مين ؟
ــ الصابوني
كان "الصابوني" بيه قد اصطحب معه سيارة نصف نقل "تويوتا" محملة بعلب حلاوة المولد ، في كل علبة كيلو وخمسة جرامات .. فلما تسلمت الست مرمر علبتها زغردت خمس مرات .. ذاقت قطعة فزغردت خمس مرات أخرى .. فلما رأت داخل العلبة قطعة من الملبن قررت أن تعطي صوت ابنها البالغ للصابوني بيه .
لما كثرت المخاليق حول الصابوني بيه تطوع أحد هم وألقى خطبة عصماء جاء فيها ـ بعد المفتتح والتشنجات والذي منه ـ :
ــ هذا هو " أخيكم" وابن "أخوكم " ، إنه "أخاكم" الصابوني بييييه .. صاحب اليد البيضاء .. بيضااااء .. ضاااء .. آاااء .. ء .. ء .. ْ
نظرت الست "مرمر" إلى يد الصابوني بيه ثم نظرت إلى يديها .. اكتشفت أن يدها أشد بياضا من يد الصابوني بيه .. فحدثتها نفسها بشيء ..
***
خرجت الست "مرمر" من قسم الشرطة محاطة بزغاريد بائعات اللبن على الأرصفة بعد أن اطمأننَّ أن باب الترشيح سيظل مفتوحا لخمسة أيام استثنائية من أجل بائعات اللبن والمش .
في اليوم الخامس كان نفس الرجل يهتف في موكب الدعاية للست مرمر : صاحبة اليد البيضاء .. بيضااااء .. ضاااء .. آاااء .. ء .. ء ..
شمرت الست مرمر عن ساعديها وراحت تلقي خطابا مقتضبا .. وعدتهم بأن تقضي على الدود الذي يكثر في الجبن القريش . وأعلنت أنها لن تعتزل المهنة إلا بعد أن تعمل الكادر الخاص لبائعات اللبن وأنها سترفع سعر كيلو اللبن إلى خمسة آلاف ملطوش محلي .. ثم سألتهم :
ـ ماذا تريدون ؟
ــ الحرية ؟
ـ بس كده ؟ غاليين والطلب رخيص .. رخيص جدا .. بكرة الصبح وقبل الانتخابات تعالوا هنا في نفس المكان .. كل واحد يستلم علبة الحرية بتاعته .
سألت الست مرمر عن الأماكن التي تبيع الحرية .. أشارت عليها بعض النسوة أن تشتريها من النوع السائب بسعر الجملة ثم يخلطنها تحت السلم بشيء من الدكتاتورية حتى يوفرن بعض المال .. وقالت الست مرمر : أبدا لا يمكن اغش أهلي .. عثرت على النصاب الذي باع لها العبوات الجاهزة المملوءة بدخان مخدر مضغوط في اسطوانات تشبه اسطوانات "البيروسول " .. وعلى المواطن أن يستنشق كل صباح منه خمس مرات بدلا من النشوق المتخلف ، أخذ النصاب من مرمر تحويشة العمر .. لايهم
جربت مرمر على نفسها غاز الحرية فانبسطت جدا وضحكت كثيرا وآمنت بالحرية سبيلا إلى الخلاص .. وراحت تدعو إلى أن الحرية حق إنساني وليست منحة من أحد فالتفت الجماهير حولها ..
في اليوم الخامس لترشيح الست "مرمر" كانت المدينة غارقة في الضحك الحر .. الحكومة نفسها سعدت جدا وراحت تعاير الشعب على الضحك المستشري وأنه أثر من آثار الحرية .. في اليوم الخامس عشر لترشيحها كان "الصابوني بيه" " وأبو منشار" وباقي المرشحين عن الدائرة في حجرة الضيوف بمنزل الست مرمر وقد وضع كل منهم خمسين ألف يورو محلي لكي تتفضل بالتنازل عن ترشيح نفسها ..
لم تنته قصة مرمر ، منذ خمس ساعات كانت في حجرة الضيافة بمنزل النصاب الذي باع لها عبوات الحرية تتوسط لأبي منشار والصابوني عنده ليتنازل عن ترشيح نفسه بعد أن أعد عددا كبيرا من عبوات الحرية ..صباح اليوم نشرت جريدة " خمسة وخميسة " سبقا صحفيا مؤداه أن جهة عليا قررت شراء الكمية كلها من النصاب بعد أن غيروا اسمه وأصبح اسمه الجديد
" أظرف ظريف " .
تعليق