نحن نعيش عصر الرداءة بلا منازع , و لو تنافست الأزمنة منذ بدء الخليقة على كأس الوجود لتدنّي الذوق و هبوط الحس الفني و الأدبي لكان لزماننا هذا شرف الفوز عن جدارة و استحقاق.أحيانا يُخيّل الي أنني أعيش فوق كوكب آخر او أنني جئت قبل زماني أو بعده, لكثرة ما تصدمني مواقف أجدني أمامها كالمصعوق. ابنة أختي طالبة في الجامعة و تعجبها كتاباتي كثيرا... أخبرتها انني أفكر في جمعها في كتاب و نشرها يوما ما...فصاحت " جميل! " ثم قالت " ولكن خالتي لا أظن ان أحدا سيشتريها" عندما سألتها لماذا أجابتني متسائلة و مستغربة "من الذي يقرأ اليوم مقالات عاطفية رومانسية!؟." أحتفظ دائما في السيارة بأشرطة لأم كلثوم و كلما أردت الاستماع لها و كان ابني المراهق معي الا و صاح بي" أمي , من فضلك لا أريد أن أنام ! " و يضع هو موسيقى غريبة يهتز لها جسمه و يهتز المقود في يدي و أدعو الله ان نصل بسرعة كي لا افقد اعصابي و توازني و تكون الكارثة.. و أتعجب من هذا الجيل... أم كلثوم ! ..الهرم الفني !...معجزة الصوت و الاداء... تلك التي كان العشاق و غيرهم يسهرون ﻷجلها ليال بأكملها...و كان مجرد سماع المقدمة الموسيقية ﻷي اغنية من أغانيها...
أكثر...
أكثر...