بلوايي سودايي!!
قصة عراقية تراثية عن أحد الولاة في أحد الأزمنة الغابرة ..، أراد أن يسلب التجار بعض أموالهم فجاء بعنزةٍ ووضع على ظهرها سرجًا وجمع التجار ليسألهم أيهم يعرف ما هي ..، ومن يعطي جوابًا خطأً يدفع غرامة . فمن قال أنها عنزة عنّفه الوالي على غبائه قائلاً : ألا ترى السرج على ظهرها ؟! ومن قال أنها بغلةٌ زجره الوالي قائلاً : أأنت أعمى يا رجل: ألا ترى أم أنك لا تفهم؟! وفي الحالتين دفع التجار الغرامة والحيرة تذهب بعقولهم والحسرة تأتي على قلوبهم ..، إلى أن جاء الدور على تاجرٍ فهم اللعبة فقال: هذي لا عنزاية ولا بغلاية ..، هذي بلواية سوداية !! فغضب الوالي وقال للرجل: أو تظن أنك أفلتّ من الدفع ؟! قال التاجر : لا ورأس الوالي علمتُ أني سأدفع لا محالة ..،
وهكذا هي قصتنا مع ولاتنا الجدد إذ جاؤونا بمخلوق لم نفهم له رأسًا من ذيل فقالوا هذه الهداية ..، فظللنا نلف وندور والمخلوق مرةً يغرّد وأخرى يخور ونحن ندفع الضريبة من دمائنا وحياتنا والولاة مافتئوا يقسمون لبعضهم على أن المخلوق سيعيش ولو نزفنا كل دمائنا وهُدِمت كل بيوتنا وانتُهِكت كل مقدساتنا ..، لكننا في نهاية المطاف يجب أن نصرخ بأعلى أصواتنا أنها بلواية سوداية وأننا سنذبحها ولو كانت النهاية ..
.
تعليق