للنار أغنية أخيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاطف الجندى
    الرومانسي الثائر
    • 27-07-2008
    • 382

    للنار أغنية أخيرة



    للنـــــــــــــار أغنية أخيرة
    *****

    الليلُ بعد الواحدةْ

    والخوف يعوي في الحقولْ

    ونباح خوف ٍ حائرٍ ,

    بين التقدم والجفولْ

    والليل في أكتوبرَ

    المسكونِ بالأشباح يلبس صمته

    ويغطُّ في نومٍ عميقْ

    وعلى الطريقْ

    ما بين قريتنا

    وبيتِ الراهبِ المنذورِ دوماً

    للصلاةْ

    سار الجُناةْ

    وتقدم الشرُّ الدليلْ


    ***


    عرَّافة الأخبار قالتلي : تموتْ

    في حفلةِ التتويجِ

    تسقط بين فكَّي عنكبوتْ

    في يوم عُرسك يا فتى

    والكلُّ نشوانٌ سعيدْ

    وعروسُك السمراءُ

    ترفلْ كالمني

    في ثوب عيدْ

    كلُّ الرفاقِ تحزَّبوا

    وتأَّملوا منك الخلاصْ

    لم تبقْ غيرُ هنيهةٍ

    كيما تعبَّأُ بالرصاصْ

    أثناء تأديةِ التحيةْ

    والفرقةُ الماسيةُ الأشداق

    تبدأ عزفَها

    في وصلةِ الزيف الجميلْ

    وبلا دليلْ

    وصموا فؤادكَ بالخيانةْ

    يا سيدَ الفكر الذكيَّ

    وطارد الهكسوسَ من طهر الكِنانةْ

    سيقول أكثرهُم خسئتَ

    إذا مددت خطاك

    - بعد النصر -

    في درب السلامةْ

    والأنبياءُ ,الأنبياءُ جميعهمْ

    صُلبوا على حدَّ الأمانةْ


    ***


    يا أيها المغوارُ احذرْ

    أن تموتَ بلا ثمنْ

    يا أيها الموعودُ بالبنتِ الجميلةِ ,

    والخيانةِ ,

    والحَزَنْ

    احذر سلاحك

    - ذلك البتَّارَ –

    يومَ الثأرِ للعرضِ السليبِ ,

    ودمعة المكلومِ

    في أرضِ النُّجُبْ

    قد كان نيرانَ الغضبْ

    سيكون طعنة خائنٍ ,

    في صدر عُرسِكَ يا بطلْ

    بدرانُ قد باعَ الرفيقَ ,

    ونام في حِضنِ العَطَنْ

    يا أدهمُ المصلوبُ نحو الشمسِ

    ( كفُّك يا وطنْ )

    دعني أُقبِّلُ وجنتيكْ

    دعني أُقبِّلُ وجنتيك وأحتسي

    منك الضياءْ

    دعني أقبِّل فيك شمس الكبرياءْ

    الكل يهربُ حاملاً

    وجه الخنا

    والموتُ يأتي حاملاً

    وجه الصديقْ


    ***


    يا بذرةَ الوقتِ التي

    ملأت صقيعَ العمرِ ,

    دفئاً واخضرارْ

    يا فرحة الزمنِ المسافرِ

    في دموع الانكسارْ

    مُتْ واقفاً

    كالنخل رمزاً
    للصمودِ

    ودعْ لبدرانَ الحُفَرْ

    سيعيشُ عمراً في المواتِ

    وبعدهُ

    لا ذكر يوماً أو أثرْ

    فالموت أن تحيا بموتٍ

    في البصِيرة والفِكَرْ

    والمجدُ يحسب بالبطولةِ

    لا بساعات العُمَرْ


    ***


    الموت بعد الواحدةْ

    والخوف يعوي في الوجوه

    ونزيف قلبٍ غارقٍ

    في أحرفِ الوطن / النخيلْ

    والوقتُ في أكتوبرَ المسكونِ

    بالأفراحِ

    يلبسُ حزنه

    ويغطُّ في نومٍ عميقْ

    وعلى الطريقْ

    ما بين قريتنا

    وبيتِ الراهبِ المنذورِ دوماً

    للصلاةْ

    سار الجناةْ

    وتقدم الشرُّ الدليلْ
    ****

    شاهدوا هذا اليوتيوب مع الشكر
    http://www.youtube.com/watch?v=UG9vNQT8ieo
  • ظميان غدير
    مـُستقيل !!
    • 01-12-2007
    • 5369

    #2
    رد: للنار أغنية أخيرة

    قصيدة جميلة ورائعة
    ظهرت فيها براعتك وإتقانك في كل جملة
    حويت الحكمة وحويت الثورة ونثرت فكرك وسط القصيدة
    ولك في هذه الجملة نظرة فلسفية في الحياة

    فالموت أن تحيا بموتٍ



    في البصِيرة والفِكَرْ



    والمجدُ يحسب بالبطولةِ



    لا بساعات العُمَرْ

    وأنا اوافقك الرأي في ذلك شاعرنا البديع
    عاطف الجندي

    تحيتي
    ظميان غدير
    نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
    قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
    إني أنادي أخي في إسمكم شبه
    ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

    صالح طه .....ظميان غدير

    تعليق

    • محمد الصاوى السيد حسين
      أديب وكاتب
      • 25-09-2008
      • 2803

      #3
      رد: للنار أغنية أخيرة

      تحياتى البيضاء


      يا أدهمُ المصلوبُ نحو الشمسِ
      ( كفُّك يا وطنْ )
      دعني أُقبِّلُ وجنتيكْ
      دعني أُقبِّلُ وجنتيك وأحتسي
      منك الضياءْ
      دعني أقبِّل فيك شمس الكبرياءْ
      الكل يهربُ حاملاً
      وجه الخنا
      والموتُ يأتي حاملاً
      وجه الصديقْ


      فى هذه اللوحة السلسة العذبة أجدنى أمام تفاصيل فى غاية الثراء ، هذا الاسلوب الإنشائى المكتمل فى النداء والذى نسمع أنينه خلفية ستصحبنا على مدى اللوحة بكاملها ، هذا النداء الذى يدرك أغيبة البطل وأنه قد انتهى زمنه لكنه على الغم من هذا الحس الذى نلمح إيحاءه ينشر بطل النص أمامنا البطل " أدهم " ينشره أمام بصائرنا مصلوبا ، لكنه حتى وهو مصلوب فهو مصلوب تجاه الشمس بما يحمل من دلالة وإيحاء بالأمل ، ثم هذا الشجن المريرعبر الاسلوب الانشائى والذى تمثله علاقة الفعل الأمر" دعنى ... بما يكثف من حضور " أدهم فى وجدان المتلقى وكأنه الحى الحاضر نداءه ، ثم ولنتأمل علاقة شبه الجملة فى هذا السياق

      دعني أقبِّل فيك شمس الكبرياءْ

      هنا نجد شبه الجملة تجلو لنا كيانا آخر لأدهم أنه كيان نبيل خيالى تكنز شمسا من كبرياء
      ثم ولنتأمل الاسلوب الخبرى عبر علاقة الجملة الاسمية

      الكل يهرب حاملا وجه الخنا

      هنا نحن أمام التفات بطل النص الذى كأنه يرفع الرأس فجأة عن جرح أدهم النازف فى الذاكرة ليتأمل المكان من حوله فيقرر فى حسرة أنه لا أحد يحمل ملامح البطل ، إنها وجوه الخنا التى تشربت الذل وصارت تغص لو ترشف رشفة صغيرة الضياء ، هنا تتناغم علاقة العطف والتى تقدم لنا جملة اسمية تكثف من حضور الاسلوب الخبرى الذى ينضح بالحقيقة التى يبصرها بطل النص
      للموت وجه صديق

      تعليق

      • هزار طباخ
        أديب وكاتب
        • 08-09-2009
        • 192

        #4
        رد: للنار أغنية أخيرة

        أخي العزيز عاطف تحيتي
        عندما لمحت شراع قصيدتك يلوّن كون القصائد
        يمَّمت وجهي شطر بوحك الحزين
        لأنني أعلم أن حروفك تقصّ على القصائد حكاية وطن
        بتنهيدة متعبة تصلّي للمطر الغائب
        وتتلو ما تيسّر من سورة المتعبين على مسامع الصمت
        وترتقي جبل الصبار بين شهقة الشوك ودفقة الرحيق
        وتزرع ساريتها على مشارف أغنية النار
        شكراً أخي عاطف لأغنيتك الرائعة
        تحيتي وتقديري

        تعليق

        • مكي النزال
          إعلامي وشاعر
          • 17-09-2009
          • 1612

          #5
          رد: للنار أغنية أخيرة

          لم يُبق لي الزملاء الكثير مما يمكن أن يقال، ولو ان النص يستوجب الكثير من الدراسة فهو ثري بكل عوامل قصيدة التفعيلة (من حيث الموسيقا) ومحتشد بالصور المعبرة الرائعة. ولعله أفضل ما قرأت لك أخي العزيز عاطف. دام إبداعك الجميل.

          واستـُشهدَ الأملُ الأخيرُ

          تعليق

          • د.احمد حسن المقدسي
            مدير قسم الشعر الفصيح
            شاعر فلسطيني
            • 15-12-2008
            • 795

            #6
            رد: للنار أغنية أخيرة

            عزيزي الفاضل
            قصيدة مفعمة بالحكمة .. والفكر
            الممزوج بالواقع المؤلم الذي نعيش .
            جاء التكيب اللغوي للقصيدة متقنا ً ومسبوكا ً
            والصور متلاحقة .. مبهرة
            اشكرك على هذا الابداع
            واحييك

            تعليق

            • عاطف الجندى
              الرومانسي الثائر
              • 27-07-2008
              • 382

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ظميان غدير مشاهدة المشاركة
              قصيدة جميلة ورائعة
              ظهرت فيها براعتك وإتقانك في كل جملة
              حويت الحكمة وحويت الثورة ونثرت فكرك وسط القصيدة
              ولك في هذه الجملة نظرة فلسفية في الحياة

              فالموت أن تحيا بموتٍ


              في البصِيرة والفِكَرْ


              والمجدُ يحسب بالبطولةِ


              لا بساعات العُمَرْ

              وأنا اوافقك الرأي في ذلك شاعرنا البديع
              عاطف الجندي

              تحيتي
              ظميان غدير

              أخى الحبيب ظميان غدير
              لكم اشتقت إليك ايها القدير
              أين أنت ؟ .. هناك
              لكنى هنا أشكرك على هذا المرور الذى
              حمل الجمال إلى متصفحي
              شكرا لروعتك
              أخوك
              شاهدوا هذا اليوتيوب مع الشكر
              http://www.youtube.com/watch?v=UG9vNQT8ieo

              تعليق

              يعمل...
              X