بسم الله الرحمن الرحيم
إن التعرض للمثيرات الجنسية بصورة متتالية نتيجة
إقدام بعض الشباب على عدم إتباع السلوك القويم
مما يترجم أخيرا لمجموعة من الأعراض المرضية
كما يتضح من هذا المقال للدكتورة " هبة قطب "
لعله يجيب على بعض تساؤلات الشباب للحد من إنجرافهم
وإنسياقهم خلف الأفلام الإباحية والمواقع المشبوهة :
عند حدوث الاستثارة يحدث تدفق للدم
إلى شرايين الحوض والمنطقة التناسلية،
ويكون ذلك بشكل متزايد منذ بداية التعرض
للمثير الحسي، ويختلف باختلاف مدة التعرض
فهناك المثيرات العابرة التي تسبب انتصابا
ضعيفا (نسبة 20 – 30%)، ويزول الانتصاب
بزوال الإثارة مثل مشاهدة فتاة في ثياب كاشفة
مثلاً ثم الإسراع بغض البصر كما أمر الله سبحانه وتعالى
أي أن هذا هو المسمى دينيا "النظرة الأولى"..
أما إذا استمر المثير لمدة طويلة واستجاب المثار "الشاب"
بأن استحسن هذا الشعور وآثر الاستسلام
له فإن تدفق الدم في المنطقة التناسلية
والجنسية المستمرة يستمر في الزيادة،
والتي يجب أن تنتهي منطقياً بالقذف كتطور
منطقي للدورة الجنسية أما في حالة عدم
حدوث القذف ، وبالذات مع تكرار هذا الأمر يحدث
احتقان في الحوض بشكل عام، والاحتقان
هو احتباس كمية من الدماء أكثر من الحجم
الذي يكون موجوداً في الأحوال الطبيعية
دون التصريف الطبيعي الذي يحدث بحدوث
القذف ..
ولهذا الاحتقان مشاكله الجمة والتي تبدأ
بالآلام التى يشعر بها البعض ويشكو منها في أسفل البطن
والجهاز التناسلي الذكوري وربما تتطور إلى التهاب
البروستاتا الناتج عن الاحتقان الشديد والآلام
بالأعضاء التناسلية بما فيها الخصية والحبل
المنوي وأحيانا العضو الذكري نفسه.
وإذا زادت الحالة وتكررت لمدد أطول قد يحدث
-أيضاً- دوالي في الخصيتين أو إحداهما،
وذلك بسبب زيادة الضغط داخل الجهاز الدوري
داخل المنطقة التناسلية مما يفقد الأوردة
حول الخصية السيطرة على الأمر بسبب زيادة
ضغط الدم داخلها، فتحاول المقاومة في أول
الأمر، ثم تنتهي هذه المقاومة بسبب ضعف
الصمامات داخل تلك الأوردة فضلاً عن كون
جدرانها تتكون من طبقة عضلية واحدة فقط،
وليست ثلاثية مثل الشرايين..
وضعف هذه القوى المقاومة لهذا الضغط الغازي
يكون في صورة تمدد وشعور بالثقل والسخونة موضعياً
مما يؤثر على الحرارة المحيطة بالخصية "أو الخصيتين"
وقد يؤثر ذلك سلباً على وظيفة الخصيتين في إنتاج
الحيونات المنوية ويسبب العقم والضعف الجنسي ،
ولكن يكون هذا مع التكرار الشديد لهذه الحالة دون
تنفيس بالقذف لمدد طويلة..
وأرجو ألا يفهم من كلامي هذا أنه دعوة
لممارسة العادة السرية للتنفيس عن الإثارة
الشديدة التي يشعر بها الشباب، ولكن على
العكس فهي دعوة لإيقاف الأمور عند حد مبكر،
وسابق لهذه المسألة التي تدخلنا دائرة مرضية
نحن في غنى عنها..
والحل ببساطة هو في طاعة الله سبحانه
وتعالى من حيث غض البصر وعدم الانسياق
وراء المثيرات وعدم الاستسلام لمشاهدة
الأفلام والصور، والجلوس أمام شاشات الكمبيوتر
لنصير عبيدا للمواقع الإباحية على الإنترنت،
والتي تتاجر بعقول من يستجيب لهذا الإسفاف
قبل الاتجار بغريزته التي تراهن على شباب أمتنا
بشكل سلبي، وتجعله ينشغل بغريزته وكيفية
إيجاد مصرف لها بدلاً من الانشغال بمستقبله
وبكيفية أن يصبح عضواً نافعاً بل منتجاً ومبدعاً
في وطنه وأمته...
عموماً.. إن الرغبة الجنسية عند الشاب تكون
في قمتها في السنوات التي تلي البلوغ مباشرة
بحيث تكون الرغبة عارمة جداً والاستثارة سهلة جداً
والقدرة على حدوث الدورة الجنسية وحدوث انتصاب
يتلو القذف في الدورة الجنسية السابقة يكون
بعد وقت ليس بطويل...
هذا الوقت بين دورتين جنسيتين يزيد تدريجياً
مع الزيادة في العمر ومع مرور الوقت..
أما ما يغذي هذه المسألة فهو الاستجابة
للمثيرات بل الجري وراءها أحياناً والتفكير فيها
لأوقات طويلة وأحياناً عدم التفكير في سواها..
ويساعد على ذلك بالطبع الفراغ.. لعن الله الفراغ
وأكرر وأقول إن الفراغ هو الطريق للدمار..
ولكن لابد أن يتوفر أيضاً بعض الشروط الأخرى
مثل:-
• الاستجابة للمثيرات والبحث عنها
والجري وراءها.
• عدم الانشغال بأشياء مهمة تأخذ الوقت
والمجهود وتشعر الإنسان بقيمته في الحياة
وأن وقته يمكن أن يتحول إلى ثمرة مفيدة له
ولغيره وللمحيطين به.
• عدم الحرص على العبادات وأهمها الصلاة
فلا يعقل أن تكون الإستثارة كبيرة ويكون هذا سلوكك
وتكون حريصاً على أداء الفروض في مواعيدها .
• عدم الاكتراث بما هو صحيح أم خطأ..
حلال أم حرام.. مفيد أم مضر.. سيؤثر أم لا
على مستقبلك الزوجي وعلى شريكتك
المستقبلية في العلاقة.. سيؤثر أم لا على
قالبك الجنسي وعلى الطريق التي سيكتب
عليك أن تتم متعتك به.
فيا أيها الشباب أفيقوا واعلموا أنكم مستهدفون
والشيء المستهدف هو قطعاً شيء قيم،
ولكن لابد أن ندرك قيمتنا في نظر أنفسنا
أولاً هذه هي نقطة الانطلاق، وليس
كالكثير من الشباب الذين أصادفهم وأحادثهم
فأجدهم يقللون من قيمة ما يفعلون
وما يستطيعون بل ما يحلمون به في مستقبلهم
الذي يرونه دائماً مظلماً وبائسا..ً
فلأهمس في أذن هؤلاء قائلة: يا أصدقائي
إذا كنا سنعيش -لا محالة- حتى يقضي الله
لنا الموت فلنكن متفائلين وسعداء ونحن
لا نحصل على هذه السعادة إلا إذا مهدنا لها
الطريق وسعينا لها واجتهدنا من أجل ذلك،
فكل إنجاز كبير يبدأ بحلم صغير فاحلموا
واحلموا واحلموا يا أصدقائي، ولكن لا تتوقفوا
عند هذا الحد ولكن ارسموا طريقكم الذي يصل
في آخره إلى حلمكم المشروع ولا تجعلوا
غرائزكم ومتطلبات أجسادكم هي أكبر همكم،
فمتطلبات الروح من نجاح وفلاح ورضا عن النفس
هي أكثر إيجابية وأكثر قدرة على إسعاد الشخص، ولتكن
إرضاء غرائزكم الجسدية هي مجرد تغذية لمتطلباتنا الروحية.
د. هبة قطب
/
/
مع تحياتي وأرق الأمنيات بحياة سعيدة
/
/
/
ماجي