شعر الهايكو الياباني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد اللطيف فضول
    عضو الملتقى
    • 12-09-2007
    • 16

    شعر الهايكو الياباني

    [align=center]شعر الهايكو الياباني
    التاريخ، الاعلام و التركيب


    هايكو أو هائيكو هو نوع من الشعر الياباني، يحاول شاعر الهايكو، من خلال ألفاظ بسيطة التعبير عن مشاعر جياشة أوأحاسيس عميقة. تتألف أشعار الهايكو من بيت واحد فقط، مكون من سبعة عشر مقطعا صوتيا (باليابانية)، وتكتب عادة في ثلاثة أسطر (خمسة، سبعة ثم خمسة).

    ينحدر الـ"هايكو" من نوع آخر من الشعر القديم (القرن الـ8 م) الـ"رنغا"، وهو أكثر رونقا وإرهافا من الأول. انتشر في البداية بين الأوساط المثقفة، وكانت أصول هذا الفن تعود إلى مباراة شعرية يقوم فيها شخص ما بإلقاء البيت الأول (أو "هوكو")، ويتشكل من سبعة عشر مقطعا صوتيا (5-7-5)، على أن يقوم الباقون بتكملته ببيت ثان وهكذا.
    منذ القرن الـ17 م وحتى الـ18 م، طور أصحابه ألفاظ ومعان جديدة. أصبح فنا حقيقيا متميزا يضفي جوا من الظرافة على مجالس أهل الأدب ("هائيكائي نو "رنغا" أو شعر الترفيه)، ثم انتشر بين أوساط طبقات المجتمع. منذ انتشاره بين عامة الشعب، بدأ يفقد قيمته الشعرية، ثم أسقطت الأبيات الثانوية، واختصر إلى بيت واحد أساسي (هائيكائي نو هوكو). وكلمة "هايكو" أو "هائيكو" هي اختصار لـ"هائيكائي نو هوكو".

    ازدهر الـ"هايكو" في مرحلته الأولى في القرن الـ17 م، بفضل "باشو"، المعلم الأول لهذا الفن بلا منازع. يشكل كل من الشاعر والرسام "بوسون" (1716-1783 م)، "ماسا-أوكا شيكي" (1867-1902 م) و"ناتسومي سوسيكي" أعمدة هذه الفن. لازال تعاطي هذا الشعر شائعا في أيامنا هذه، ويحتل مكانة متميزة في الأدب الياباني. كان الـ"هايكو" سببا في ظهور "الصورية" وهي حركة شعرية أنجلو-أمريكية راجت في أوائل القرن العشرين (الـ20 م)، كما أثر في العديد من الأعمال الأدبية الغربية الأخرى.

    يقوم شاعر الـ"هايكو" وعن طريق ألفاظ بسيطة بعيدة عن التأنق بوصف الحدث أو المنظر بعفوية ومن دون تدبر أو تفكيرا، تماما كما يفعل الطفل الصغير:

    وَبَلٌ في الصيف
    المطر يهطل
    على رؤوس أسماك الشبوط
    (شيكي)

    يأخذ الشاعر الحاذق الأحاسيس، المشاعر والانطباعات المتدفقة ويعرف كيف يصبها في قالب من سبعة عشر لفظا:

    أُصبع البَنَّاء
    المجروح
    وزهور الآزاليا الحمراء
    (بوسون)

    تنطلق الألفاظ بطريقة عفوية وآنية، تعطي صورة تكون محسوسة، عناصرها مترابطة، فكل منها تقاسم للتو لحظة من حياته مع الآخر:

    تغوص روحي في الماء
    ثم تطفو
    مع طائر الغاق
    (أونيتسورا)

    وهذا مثال آخر:

    صفصاف أخضر
    تتقاطر أغصانه على الطمي
    أثناء الجزر
    (باشو) [/align]

    *********************
    [align=center]و فيما يلي حياة رائد الهايكو الشاعر الياباني:

    ماتسوو باشو

    باشو (اسم الشهرة) و اسمه الأصلي ماتسوو مانوفوسا عاش (1644-1694 م) هو شاعر ياباني، ومعلم شعر الـ"هايكو" الأكبر بلا منازع، كان أيضا بارعا في شعر النثر الياباني أو "هايبون". يشكل مع كل من "شيكاناتسو مونزا-إيمون" و"إهارا شائيكاكو" أعمدة الأدب الياباني في الفترة التي عرفت بـ"قرن أوساكا الذهبي".

    حياته

    ينحدر "ماتسو-أو مونيفوسا"، والذي اشتهر لاحقا تحت اسمه الأدبي "باشو" من إحدى العائلات المحاربة (ساموراي)، تلقى تربية تقليدية، أصبح وهو في سن مبكرة تحت تصرف أكبر أبناء سيد المعقل الذي ينتمي إليه، استمر في خدمته حتى وفاة سيده الكبير في 1666 م، رحل إلى "كيوتو" (العاصمة الإمبراطورية) ليتابع دراسته في الآداب. عام 1681 م، فضل حياة العزلة، فانزوى بالقرب من "إيدو" (طوكيو اليوم) في مكان أطلق عليه اسم "صومعة شجرة الموز" (باشو-آن)، ومنها استمد لقبه (باشو) والذي يعني شجرة الموز. قام بدراسة مذهب زن البوذي، وبدأ في ممارسة التأمل.
    كرس "باشو" السنوات العشر الأخيرة من حياته للترحال والتأمل، فتنقل في أرجاء اليابان، كان يقطع تلك الرحالات بفترات طويلة يخصصها للتأمل. توفي أثناء إحدى رحلاته، وقام في الليلة الأخيرة بخط بيت "هايكو" على إحدى الأوراق:

    مسافر مريض
    أجتاز في أحلامي
    حقول الأعشاب الذابلة

    الأعمال

    ألف "باشو" العديد من أشعار الـ"هايكو"، كانت الأبيات في هذا الصنف من الشعر تنظم في سبعة عشر مقطعا صوتيا، وعرف "باشو" بتفوقه في ذلك. بالإضافة إلى أشعاره ترك العديد من المصنفات عن مشاهداته أثناء تجواله في البلاد. نظم "باشو" العديد من الاشعار النثرية أو ما يعرف بـ"هائيبون"، نظرا لطول هذه القصائد اعتاد البعض عند استعادتها الاحتفاظ بالبيت الأخير الجامع فقط. تقوم الأبيات الأصلية بوصف السياق أو الجو العام للقصيدة وهي تساعد في فهم أكبر لأعمال الشاعر، وتعيد لها نكهتها الأصلية المميزة.
    رفض باشو أن يعلن انتمائه إلى أي من المدارس الشعرية، لم يترك ورائه أي مصنف في هذا الفن. قام مريدوه بتجميع أهم أعماله، ومن أهمها المصنف المعروف باسم "الدرب الضيق في أقصى المعمورة" (Oku no hosomichi، 1689). لا زالت هذه الأعمال مرجعا للشعراء الذين يبحثون عن كيفية التعبير عن شعور فريد، موضوع عام أو صورة طبيعية في ثلاثة أسطر فقط.

    مقتطفات

    قال يصف مشهدا لأحد قوارب الغاق (غراب البحر)، وهي طيور بحرية لونها داكن لها قدرة عجيبة على الغوص تحت الماء، يتم تربيتها وتتخذ لصيد الأسماك:

    مبتهجا كان
    ما أتعسه الآن
    قارب الغاق

    شاهد حصان يقتلع أوراق بعض الشجيرات ليقتات منها فأنشد:

    على قارعة الطريق
    ترك الجُلْجُل نفسه
    للحصان يرعاه

    وفي أحد أشهر أشعاره قال يصف منظر ضفدعة تقفز على سطح الماء:

    البركة القديمة
    تقفز فيها ضفدعة
    صوت الماء

    ***
    منقول
    ع.اللطيف فضّول
    مودتي
    [/align]
    [align=center][3mr=http://www1.istockphoto.com/file_thumbview_approve/387439/2/istockphoto_387439_blood_splat.jpg]و بعيدا سأنمو..
    وحيدا..
    كحبة الخرذل
    سليلة المثل البعيدة.[/3mr][/align]
  • د/ أحمد الليثي
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 3878

    #2
    [align=center]الامبراطورة جيتو

    ولَّى الربيع، وحلَّ الصيف
    ويمكنني أن أتبين عن بعد
    قمة جبل أما-نو-كاغو
    حيث تبسط ملائكة السماء
    أثوابها البيضاء لتجف.[/align]


    [align=right]حكمت الامبراطورة جيتو فيما بين 690-696 ميلادية، وهي الفترة التي صنع فيها شراب الساكي لأول مرة في اليابان. وكانت الامبراطورة هي ابنة الامبراطور تنتشي كاتب الأبيات السابقة. وقد تزوجت الامبراطور تيمو، وتولت عرش الامبراطورية بعد وفاته.

    تشير القصيدة إلى قمة جبل تعلوها الثلوج، ويمكن للناظر أن يتبينها عن بعد في الأفق. وتحكي لنا واحدة من قصص النو الدرامية أن واحدة من الملائكة أتت في يوم من الأيام إلى غابة الأَرْز على الساحل بالقرب من أوكيتسو Okitsu، وعلّقت عباءتها الريشية على إحدى الأشجار، ثم تسلقت جبلاً مجاوراً لتنظر من هناك إلى جبل فوجي Fuji. وفي الأثناء وجد صياد أسماك العباءة، وكان على وشك الرحيل بها حين ظهرت له الملك، وتوسلت إليه أن يعيد إليها العباءة؛ إذ لا يمكن لها أن تعود إلى القمر حيث تعيش دونها. ولم يقبل الصياد إلا بشرط واحد وهو أن ترقص له الملك، وقبلت الملك الشرط. وبعد أن ارتدت عباءتها الريشية على الشاطئ الرملي في ظل أشجار الأرز حلَّقت نحو السماء وغابت عن الأنظار.[/align]
    د. أحمد الليثي
    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    ATI
    www.atinternational.org

    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
    *****
    فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

    تعليق

    • د. جمال مرسي
      شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
      • 16-05-2007
      • 4938

      #3
      شكرا لك أخي الكريم عبد اللطيف الفضول نقل هذه الموضوع الرائع عن شعر الهايكو الياباني ذلك الفن الرفيع الذي أعتقد أن معظم شعراء الحداثة استمدوا منه و استلهموا
      و شكرا لك أن جعلتنا نغوص في شخصية الشاعر ماتسو ياشو صاحب الفضل في هذا الفن الشعري الغريب نوعا ما على آذاننا .


      كما و أشكر أخي الحبيب د. أحمد الليثي على إضافته الجميلة

      و سأقوم ببتثبيت الموضوع ( رغم كونه منقولا ) للفائدة و لو لأيام

      شكرا لك أخي عبد اللطيف تلبية رغبتي
      محبتي
      sigpic

      تعليق

      • د/ أحمد الليثي
        مستشار أدبي
        • 23-05-2007
        • 3878

        #4
        على الرغم من أن المداخلة الفاتحة للموضوع منقولة حسبما هو وارد أعلاه إلا أن مداخلتي ليست منقولة، وإنما هي من كتاب لي عن شعر التانكا.
        د. أحمد الليثي
        رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
        ATI
        www.atinternational.org

        تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
        *****
        فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

        تعليق

        • عبد اللطيف فضول
          عضو الملتقى
          • 12-09-2007
          • 16

          #5
          [align=center]تحية لك اخي الكريم جمال مرسي على مرورك
          و على تثبيتك موضوعي بالرغم من انه منقول..
          و هذه بادرة جميل تعميما الفائدة كما قلت أستاذي..

          وفقك الله لما فيه الخير
          و دمت مبدعا

          عبد اللطيف فضول[/align]
          [align=center][3mr=http://www1.istockphoto.com/file_thumbview_approve/387439/2/istockphoto_387439_blood_splat.jpg]و بعيدا سأنمو..
          وحيدا..
          كحبة الخرذل
          سليلة المثل البعيدة.[/3mr][/align]

          تعليق

          • د. جمال مرسي
            شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
            • 16-05-2007
            • 4938

            #6
            لم نشك في علمك و لا قدرك أخي د. أحمد
            و ليتك أفردت لهذا موضوعا مستقلا و أكون لك من الشاكرين
            محبتي
            و رمضان كريم
            sigpic

            تعليق

            • عبد اللطيف فضول
              عضو الملتقى
              • 12-09-2007
              • 16

              #7
              [align=center]شكرا عزيزي الد.أحمد الليثي على اضافتك التي زادت الموضوع فائدة
              وارجو ان تنشر معلومات اكثر حول شعر التانكا حتى تعم الفائد اكثر

              تقبل مني خالص مودتي و تقديري

              عبد اللطيف فضول[/align]
              [align=center][3mr=http://www1.istockphoto.com/file_thumbview_approve/387439/2/istockphoto_387439_blood_splat.jpg]و بعيدا سأنمو..
              وحيدا..
              كحبة الخرذل
              سليلة المثل البعيدة.[/3mr][/align]

              تعليق

              • د/ أحمد الليثي
                مستشار أدبي
                • 23-05-2007
                • 3878

                #8
                في عام 1235 للميلاد قام سادايي فوجيوارا بجمع قصائد الهاييكو-نين-إيسشييو أو "أبيات شعر مفردة لمائة شاعر"، واشتملت المجموعة أيضاً على أبيات ألفها بنفسه. وقد وضعت القصائد بهذه المجموعة حسب ترتيبها التاريخي وتعود إلى ما بين عام 670 م وحتى انتهاء العمل في جمع تلك المختارات. ويكرس اليابانيون أنفسهم للشعر أكثر من الغربيين، وندر أن يوجد باليابان بيت –مهما بلغ تواضعه- يخلو من بعض أبيات تلك المجموعة، أو يجهلها أهله. إذ كانت هذه القصائد ولا تزال تطبع متفرقة الأجزاء على أوراق اللعب، ويكون الهدف هو وضعها في ترتيبها الصحيح حتى تنتظم الأبيات.

                ويختلف الشعر الياباني اختلافاً كبيراً عما اعتدنا قراءاته، فهو يخلو من القافية والتشابه الصوتي لحروف الكلمات، بل ويكاد أن يكون مجرداً من الإيقاع -حسب فهمنا له- أيضاً. وتنتمي جميع القصائد التي تشتمل عليها هذه المجموعة الشعرية إلى ما يطلق عليه "شعر التانكا" الذي كان -ولسنوات عديدة- الشكل الوحيد للشعر الياباني. ويتكون شعر التانكا من خمسة أسطر تضم 31 مقطعاً صوتياً مرتبة كالتالي: 5-7-5-7-7 وهو ما يعد تقسيماً غريباً على الأذن الشعرية الغربية.

                وأود هنا أن أضع الأبيات التالية الشهيرة من شعر التانكا كمثال توضيحي، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الأبيات لا تظهر ضمن هذه المجموعة الشعرية هياكو-نين-إيسشييو. تقول الأبيات:


                Idete inaba
                Nushinaki yado to
                Narinu tomo
                Nokiba no ume yo
                Haru wo wasuruna.

                برغم أن بيتي يبدو بلا رئيس
                حين أرحل عنه،
                أدعوك يا شجرة البرقوق التي تنمو بجوار الكهوف
                ألا تنسي أن تظهري
                براعمك حين يحل الربيع.

                كتب هذه الأبيات سينتومو ميناموتو صباح اليوم الذي مات فيه مقتولاً بكاماكورا, ومن المستحيل بالضرورة عند القيام بترجمة من هذا النوع أن يلتزم المترجم التزاماً أدبياً أميناً بالنص، خاصة وأن الشعر الياباني يعج بمختلف الصور البلاغية كالاستعارة والتلاعب بالألفاظ والمعاني البديلة التي لا يمكن نقلها إلى الإنجليزية. وعلى سبيل المثال فإن فإن من الوسائل المفضلة لدى كتَّاب الشعر الياباني تقديم ما يسممى "الكلمة المحورية"، وهي ما يرى فيها هؤلاء الشعراء أنها تضيف لمسة أناقة على كتاباتهم.

                ومن السمات الخاصة بالشعر الياباني أيضاً ما يعرف باسم "الكلمة الوسادة" أو النعت التقليدي المعروف، وكذا "الاستهلال" حيث يبدو من السطرين أو الثلاث الأولى وجود علاقة هي غاية في الضعف بينها وبين الفكرة الرئيسية، وهذا الاستهلال هو ببساطة مجرد مقدمة.

                ولا يحتوي شعر الهياكو-نين-إيسشييو مثله في ذلك مثل الشعر الياباني الكلاسيكي كله على أي كلمات صينية، على خلاف ما هو منتشر انتشارا واسعاً في لغة الكلام الحديثة. إذ يتكون هذا الشعر من أفكار شعرية تغلفها لغة شعرية منضغطة في وزن تنظيمي، وتزدان بتلاعب أنيق ومتنوع في الألفاظ، يبعد كل البعد عن جميع مظاهر السوقية. وفي القديم لم يكن يكتب الشعر سوى النبلاء ورجال البلاط وكبار الشخصيات بالكنيسة. أو على الأقل فإن ماكتبه هؤلاء هو ما وصل إلينا، ولم يكن من المفترض أن تعلم الطبقات الأدنى أي شيء عن هذا الفن على الإطلاق.

                ومن ثم فقد روي قديماً أن الأمير أوتا دوكوان خرج يوماً للصيد مع حاشيته في الجبال، وهبت عليهم عاصفة من الأمطار، فلجأ إلى إحدى الحانات الجبلية ليقترض "معطف مطر". فاستجابت إلى طلبه فتاة وذهبت إلى كوخ ثم عادت بعد بضعة دقائق وقد بدت عليها علامات الاضطراب. ودون أن تنبس ببنت شفة تقدمت إلى الأمير في تواضع ظاهر وقدمت له زهرة يامابوكي متفتحة (وهي نوع من أنواع الزهزر الصفراء) على مروحة من ريش النعام. فما كان من الأمير إلا أن استدار على عقبيه وخرج من الحانة في غضب شديد لما تعرض له من سخرية إلى أن ذكَّره أحد أتباعه بالمقطوعة الشعرية الشهيرة:

                Nanae yae
                Hana wa sake domo
                Yamabuki no
                Mi no hitotsu dani
                Naka zo kanashiki.

                وترجمتها الفجة هي:

                لزهرة اليامابوكي المتفتحة
                بتلات كثيرة مفعمة بالمرح
                ورغم هذا
                يؤسفني أشد الأسف أن أقول
                إنه لا يمكن لها أن تبدي بذورها.

                وتعني كلمات السطرين الأخيرين "يؤسفني أن اليامابوكي زهرة بلا بذور"، ولكن إذا اعتبرنا mino كلمة واحدة بدل كلمتين يصير المعنى "يؤسفني بشدة أن اليامابوكي زهرة بلا معطف مطر". وكان هذا هو ما اعتذرت به الخادمة برقة ورهافة. وتخبرنا القصة أن الدهشة بلغت بالأمير مبلغها حين وجد مثل هذه الثقافة العالية والعلم الرفيع لدى فتاة ريفية.

                ولعل أكثر ما يثير عجب القارئ فيما يختص بشعر الهياكو-نين-إيسشييو هو تاريخ كتابة هذا الشعر، إذ يرجع إلى ماقبل الغزو النورماندي. ولا يملك المرء سوى أن يعجب لمدى التقدم في الفن والثقافة باليابان في وقت كانت إنجلترا فيه تحبو نحو الحضارة.
                د. أحمد الليثي
                رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                ATI
                www.atinternational.org

                تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
                *****
                فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

                تعليق

                يعمل...
                X