-1-
في عينيها سَفرٌ قديمْ
أهملته القوافلُ تحت أَضْلافِ جملٍ
أجَّلته إلى يومٍ يبعثونْ
-2-
في جِسمها تفاصيلُ بِلَّوْرٍ
حملته الرّيحُ
مَلْفوفاً بخيوطِ الرَّقصِ
مُخَضَّباً برمال الغيابْ
ما بالُ الَبْيداءِ
تزرع الصُّبَّارَ
في مخيلة البَوْحِ؟
بَحْرٌ
يشكو قَسماتِ وَجْههِ
مِلْحٌ
تذرُّ في أَعْيُنِ الحَوَرِ
ما بال قصيدةٍ
اسْتطابتِ النَّوْمَ
بين نَهْدَيْ قبيلةٍ ونبيذ بلاطْ؟
مومياءُ المِحْرابِ مُحَنَّطَةٌ
بِزَعْفَرانِ الماضي
أَضْلاعٌ مَلَّتِ الاصْطِفافَ
في الهَيْكَلِ صَدْرٌ
عاجزٌ عن ابْتلاعِ السَّرابْ
-3-
خلف صَمتها
خبرٌ مُعَتَّقٌ
صَدَأٌ مُقدَّسٌ
أعصابٌ شاختْ
جرفها النسيانْ
صَنَمٌ مُبجَّلٌ
جُمودٌ مُنمَّقٌ
أَصْواتٌ ناحتْ
وَدَّعَتْها الجُدرانْ
وهذا الأفقُ المُشْرَعُ
لحدائق المدى يتَّسعُ
لصُفرةِ الرَّمْلِ
وزُرْقَةِ البَحْرِ
لجُرْأَةِ المَدِّ
وشَهْقَةِ الجَزْرِ
لفُجورِ الغِوايَةِ
وخيال الخيالْ
-4-
في عينيها
ذلك السَّفَرُ القَديمْ
رَصَدَتْهُ لقالِقُ التِّيهِ
من أعالي الهذيانْ
رَواهُ رَذاذِ الصُّبْحِ
لِعَصافيرِ الفَجْرِ
حَمَلَهُ رَحيقُ الزَّهْرِ
من رُموشِ الشَّفَقِ
إلى نَخْوَةِ الغُروبْ
-5-
في يوم بَعْثها خيالٌ
يَقْتَحِمُ خَلْوَةَ العَدمِ
صُوَرٌ تبُثُّها العَدَساتُ
من خُرْمِ الحياةْ
مومياءُ المِحْرابِ
تُكسِّر أضلاعَ العُقم
تفْتَحُ النوافذ
على دُرَرِ الذاتْ
شموسٌ
تُزيحُ سَوادَ الغَيْمِ
تَفْتَحُ أبوابَ المَجَرّاتْ
أَوْراقٌ
ترتوي بِلُعابِ القلمِ
حُروفٌ
تُراقِصُ كَلِماتْ
-6-
منَ البَحْرِ
خُذْ مِلْحَهُ
اُنْثُرْهُ في أَرْكانِ البَيْتِ
تُلْجِمُ شياطينَ المَعْنى
تُرَمِّمُ تَضاريسَ المَبْنى
تُرَوِّضُ كَتائِبَ القَوافي
منَ النَّثْرِ
خُذْ سِحْرَهُ
تُحَرِّرُ شياطينَ المعنى
تُحَصِّنُ أَرْكانَ المَبْنى
تُرْقِصُ الجِنَّ في المَنافي
-7-
في سمائها
يَسْبَحُ الأُفْقُ
مع أسرابِ الطَّيرِ
في أحشائها
ينمو الجنينُ
من البحر إلى النَّثرِ
في عينيها سَفرٌ قديمْ
أهملته القوافلُ تحت أَضْلافِ جملٍ
أجَّلته إلى يومٍ يبعثونْ
-2-
في جِسمها تفاصيلُ بِلَّوْرٍ
حملته الرّيحُ
مَلْفوفاً بخيوطِ الرَّقصِ
مُخَضَّباً برمال الغيابْ
ما بالُ الَبْيداءِ
تزرع الصُّبَّارَ
في مخيلة البَوْحِ؟
بَحْرٌ
يشكو قَسماتِ وَجْههِ
مِلْحٌ
تذرُّ في أَعْيُنِ الحَوَرِ
ما بال قصيدةٍ
اسْتطابتِ النَّوْمَ
بين نَهْدَيْ قبيلةٍ ونبيذ بلاطْ؟
مومياءُ المِحْرابِ مُحَنَّطَةٌ
بِزَعْفَرانِ الماضي
أَضْلاعٌ مَلَّتِ الاصْطِفافَ
في الهَيْكَلِ صَدْرٌ
عاجزٌ عن ابْتلاعِ السَّرابْ
-3-
خلف صَمتها
خبرٌ مُعَتَّقٌ
صَدَأٌ مُقدَّسٌ
أعصابٌ شاختْ
جرفها النسيانْ
صَنَمٌ مُبجَّلٌ
جُمودٌ مُنمَّقٌ
أَصْواتٌ ناحتْ
وَدَّعَتْها الجُدرانْ
وهذا الأفقُ المُشْرَعُ
لحدائق المدى يتَّسعُ
لصُفرةِ الرَّمْلِ
وزُرْقَةِ البَحْرِ
لجُرْأَةِ المَدِّ
وشَهْقَةِ الجَزْرِ
لفُجورِ الغِوايَةِ
وخيال الخيالْ
-4-
في عينيها
ذلك السَّفَرُ القَديمْ
رَصَدَتْهُ لقالِقُ التِّيهِ
من أعالي الهذيانْ
رَواهُ رَذاذِ الصُّبْحِ
لِعَصافيرِ الفَجْرِ
حَمَلَهُ رَحيقُ الزَّهْرِ
من رُموشِ الشَّفَقِ
إلى نَخْوَةِ الغُروبْ
-5-
في يوم بَعْثها خيالٌ
يَقْتَحِمُ خَلْوَةَ العَدمِ
صُوَرٌ تبُثُّها العَدَساتُ
من خُرْمِ الحياةْ
مومياءُ المِحْرابِ
تُكسِّر أضلاعَ العُقم
تفْتَحُ النوافذ
على دُرَرِ الذاتْ
شموسٌ
تُزيحُ سَوادَ الغَيْمِ
تَفْتَحُ أبوابَ المَجَرّاتْ
أَوْراقٌ
ترتوي بِلُعابِ القلمِ
حُروفٌ
تُراقِصُ كَلِماتْ
-6-
منَ البَحْرِ
خُذْ مِلْحَهُ
اُنْثُرْهُ في أَرْكانِ البَيْتِ
تُلْجِمُ شياطينَ المَعْنى
تُرَمِّمُ تَضاريسَ المَبْنى
تُرَوِّضُ كَتائِبَ القَوافي
منَ النَّثْرِ
خُذْ سِحْرَهُ
تُحَرِّرُ شياطينَ المعنى
تُحَصِّنُ أَرْكانَ المَبْنى
تُرْقِصُ الجِنَّ في المَنافي
-7-
في سمائها
يَسْبَحُ الأُفْقُ
مع أسرابِ الطَّيرِ
في أحشائها
ينمو الجنينُ
من البحر إلى النَّثرِ
-------------------------------------------------
عنوان القصيدة : " من البحر إلى النثر"
على هامش مهرجان الشاطئ الشعري
مدينة القل الجزائر يوليوز2009
تعليق