جنين جائع
خرجت من عند الفران , تحمل الخبز الساخن بين يديها , وكانت بسمة رضا ترسم ملامح وجهها السعيد .
اتجهت نحو سيارتها ناولت ابنتها أكياس الخبز , وجلست تقود سيارتها بسعادة تدندن لحنا لا يخلو من الحزن بالرغم من تلك الإبتسامة واضحة الملامح ..
نظرت بالمرآة فرأت ابنتها الصغيرة تقضم كعكة ساخنة, تنفست ملء رأتيها , فتداخل نسيم قريتها النقي , بمزيج من شذا عطر الخبز والكعك ..
تذكرت حين رافقت زوجها يوما بسفرة طويلة ,بعد حين ركن سيارته ليشتري شيئا أراده , صادفت وقفته بجانب فرن للخبز , تأخر زوجها فأحست بالجوع , ويبدو بأن الجنين داخل أحشائها ,أحس هو الآخر بالجوع ..ورائحة الخبز الطازج تداعب مشاعرها ومشاعره !!.
أخيرا حضر زوجها ..قالت له: أشعر بالجوع هلا اشتريت لي خبزا ساخنا ؟؟بينما كان يصعد إلى السيارة تمتم :
(أنا لا أجلس على مطبعة للنقود )
تكرر الموقف أكثر من مرة , حتى قررت بأن كرامتها لن تسمح لها بطلب أي شيء منه منذ الآن ..حتى لو ماتت من الجوع ..
مضت الأيام واعتادت على بخله فكانت تعمل وتتعلم في نفس الوقت لعلها بشهادتها تستطيع في المستقبل أن تمنح أولادها, ما بخل عليها زوجها به .
اليوم بعد مرور سنوات طويلة , ذبحتها من الوريد حتى الوريد , سنوات من القلة والحاجة والتعب . كافأها الله عز وجل , فوهبها بعد "صبر جميل" شهادة , وتلقت عملا جديدا , مع راتب لا بأس به , كانت قد وعدت بناتها بأن أول راتب تتقاضاه , ستصطحبهن إلى المدينة لتنفق كل ما تقاضته على شراء ما يردنه وما لا يردنه ,وعندما تلقت هذه الأوراق السلطانة الجبارة التي تتحكم بأقدار البشر .
عدتها وبكت ...
وفت بوعدها وخرجت هي وبناتها للتسوق بدون حساب , وفي طريق العودة مرت صدفة من أمام فرن للخبز , أحست برائحة غريبة , ذكرتها بعمر مضى .
ركنت سيارتها أمام بابه ودخلت لشراء كل أنواع المعجنات والخبز المتواجدة هناك .
خرجت وابتسامة كبيرة تغطي ملامح وجهها .أحست لوهلة كأن هنالك جنينا يرفس أعماق ذاتها المجروحة , جنين ما زال هناك يحس بالجوع والوجع !!!!!!....
رحاب فارس بريك
خرجت من عند الفران , تحمل الخبز الساخن بين يديها , وكانت بسمة رضا ترسم ملامح وجهها السعيد .
اتجهت نحو سيارتها ناولت ابنتها أكياس الخبز , وجلست تقود سيارتها بسعادة تدندن لحنا لا يخلو من الحزن بالرغم من تلك الإبتسامة واضحة الملامح ..
نظرت بالمرآة فرأت ابنتها الصغيرة تقضم كعكة ساخنة, تنفست ملء رأتيها , فتداخل نسيم قريتها النقي , بمزيج من شذا عطر الخبز والكعك ..
تذكرت حين رافقت زوجها يوما بسفرة طويلة ,بعد حين ركن سيارته ليشتري شيئا أراده , صادفت وقفته بجانب فرن للخبز , تأخر زوجها فأحست بالجوع , ويبدو بأن الجنين داخل أحشائها ,أحس هو الآخر بالجوع ..ورائحة الخبز الطازج تداعب مشاعرها ومشاعره !!.
أخيرا حضر زوجها ..قالت له: أشعر بالجوع هلا اشتريت لي خبزا ساخنا ؟؟بينما كان يصعد إلى السيارة تمتم :
(أنا لا أجلس على مطبعة للنقود )
تكرر الموقف أكثر من مرة , حتى قررت بأن كرامتها لن تسمح لها بطلب أي شيء منه منذ الآن ..حتى لو ماتت من الجوع ..
مضت الأيام واعتادت على بخله فكانت تعمل وتتعلم في نفس الوقت لعلها بشهادتها تستطيع في المستقبل أن تمنح أولادها, ما بخل عليها زوجها به .
اليوم بعد مرور سنوات طويلة , ذبحتها من الوريد حتى الوريد , سنوات من القلة والحاجة والتعب . كافأها الله عز وجل , فوهبها بعد "صبر جميل" شهادة , وتلقت عملا جديدا , مع راتب لا بأس به , كانت قد وعدت بناتها بأن أول راتب تتقاضاه , ستصطحبهن إلى المدينة لتنفق كل ما تقاضته على شراء ما يردنه وما لا يردنه ,وعندما تلقت هذه الأوراق السلطانة الجبارة التي تتحكم بأقدار البشر .
عدتها وبكت ...
وفت بوعدها وخرجت هي وبناتها للتسوق بدون حساب , وفي طريق العودة مرت صدفة من أمام فرن للخبز , أحست برائحة غريبة , ذكرتها بعمر مضى .
ركنت سيارتها أمام بابه ودخلت لشراء كل أنواع المعجنات والخبز المتواجدة هناك .
خرجت وابتسامة كبيرة تغطي ملامح وجهها .أحست لوهلة كأن هنالك جنينا يرفس أعماق ذاتها المجروحة , جنين ما زال هناك يحس بالجوع والوجع !!!!!!....
رحاب فارس بريك
تعليق