التّقمّص الوجداني .. Empathy

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حكيم عباس
    أديب وكاتب
    • 23-07-2009
    • 1040

    التّقمّص الوجداني .. Empathy

    ملاحظة : سأبدأ هنا بنشر بحث متواضع حول مفهوم التّقمّص الوجداني ، نشأته و تطوّره و انعكاساته على الفلسفة و الفن و جوانب ثقافية و فكرية أخرى و مجالات الحياة اليومية المختلفة. سأجعل النشر على شكل حلقات بحيث يكون كل أسبوع حلقة و ذلك ليتسنّى لجميع الأخوات و الإخوة المهتمّين الاطلاع و المناقشة.
    التقمّص الوجداني
    Empathy

    1


    1. تعقّب لغوي و إيضاحات ضرورية

    لنبدأ موضوع "التّقمّص الوجداني" من النّاحية اللغوية . نفكّك المصطلح إلى "تقمّص" و إلى "وجداني" .
    تقمّص في اللغة العربية:
    تَقَمّصَ من قمّصَ : فعل مشتّق من "القميص" بمعنى قطعة من القماش (أوجزء من ثوب) تُلبس تحت الدّثار ، ‏فوق الجلد مباشرة ، و هو ما يوازي قميص الرجال الداخلي العلوي في أيامنا هذه ، و يعني لبس القميص .

    قَمَّصَهُ أي ألبسه القميص . ‏
    قال العرب : تَقَمَّصَ الخلافة أو الولاية و كأنه لبسها كما يُلبس القميص ، فيُقال: قَمَّصَهُ الولاية ، أي ‏ألبسه الولاية كما القميص بمعنى خلع عليه الولاية.
    و يقال أيضا تقمّصَ لباس العز . و يُقال : تَقَمَّصَهُ الخوف.‏
    سُمي الغشاء المحيط بالقلب أومشيمة القلب بـ " قميص القلب" و قالوا ‏ : شقَّ الخوفُ قميصَ قلبه.‏
    تقودنا كلمة " التّقمُّص" بداية إلى الدّيانة البوذية بمعظم فرقها و تشعّباتها ، لتدلّ على أحد ركائزها وهي : الحياة ‏بحدّ ذاتها ، دَنَس و عذاب للروح ، و على الروح التّطهر و الخلاص منها و ذلك بخروجها من الجسد بعد موته ، ‏لتحلّ في جسد آخر ، و هكذا تتنّقل الروح من جسد إلى جسد ، بين أربع و سبع دورات ( حسب معتقدات الفرق ‏الدينية المختلف) ساعية للتّطهّر و بلوغ مرحلة "النيرفانا" (Nirvana ) ، فتصعد لتلتحم بـ "البراهمان" ، و هي ‏الحقيقة الكونية المطلقة فتعود بذلك لباريها ، الخالق الكبير "البراهمانا" (Brahmana).
    إحلال الروح بالجسد ، رآه العرب و كأن الروح تلبس الجسد قميصا ، فهي تتقمّصه . و هكذا دخل إلى العربية ‏مصطلح : تقمّصته الروح أي لبسته و اتّخذته قميصا لها : تقمّصت الروح ‏الجسد ثمّ "تقمّص الأرواح" بالمدلول الديني البوذي الذي سبقت الإشارة إليه. و من ثمّ استخدم المصطلح كله " ‏تقمّص الأرواح" ليدّل على مفهوم فكري و فلسفي .
    إذن من استعارة لغوية إلى مصطلح يترجم ‏مدلول كلمة "بوناربهافا" من اللغة السنسيكريتيّة ، إلى استعارته ثانية في الفلسفة و الفكر. ‏
    يوجد في اللغة العربية مصطلح أقل انتشارا ، "التجسيد" أو "تجسيد الأرواح" ، بمعنى أن تأخذ الروح جسدا لها ‏فتتجسده . المصطلح العربي يقابله في الانكليزية ( reincarnation ) و سنأتي على ‏شرح الكلمة الانكليزية لاحقا.‏
    فيما بعد ظهر معتقد "التقمّص " في بعض الفرق الدينية المنبثقة عن الدين الإسلامي ، أتباعها عرب و غير ‏عرب يتكلّمون العربية كلغة أم ( الموحدون الدروز ، العلويون ، الاسماعيليون ، النصيريون ... الخ)‏ فبدأت تظهرفي أدبيّات اللغة العربية مصطلحات جديدة ، مثل "تناسخ الأرواح" و "تناسق الأرواح" . حسب ‏قناعتي الشخصية ، هدف هذه التسميات الحديثة نسبيّا كان تمييز و تمويه (إن صحّ التعبير) معتقدات هذه ‏الفرق عن المعتقد البوذي المعروف ، كي لا يُواجَهوا بالصدّ و النّفورالفوري من المسلمين الآخرين أتباع ‏المذاهب و الفرق الرئيسية ، التي تعتبر التقمّص خروجا فادحا عن الدّين.
    التّناسخ و هو الإكثار من النسخ ، و كأن ‏الروح تستنسخ نفسها في جسد آخر ثمّ آخر و هكذا.‏
    أمّا "تناسق الأرواح" و فيه إشارة إلى تنسيق كوني للأرواح ، ضمن أنظمة و نُسق محدّدة . لننتبه هنا أن ‏‏"أحرف النسق" في اللغة العربية هي أحرف العطف ، ممّا يجعل في استخدام هذا المصطلح إشارة مزدوجة : ‏ عطف الحيوات المتكوّنة من تقمص الروح في أكثر من جسد ، كأن كلّ واحدة معطوفة على سابقتها و تتبعها ‏و في الآن نفسه ، جميعها في نسق واحد ، و فيها إشارة لاستعارة في اللغة العربية مثل : "جاءت الخيل نَسَقا" ، ‏أي منتظمة و واحدة تلو الأخرى أو في استعارة في مثل هذه الجملة : "غُرست النخل نسقا". ما يدفعني للإعتقاد بأنها ما هي إلا ‏محاولات لغوية للالتفاف على الفكرة الرئيسية و هي "تقمّص الروح" ، حيث أن هذا المصطلح الجديد نسبيّا لا يعكس ‏مفهوما جديدا مُغايرا لما هو معروف عن هذا المعتقد .‏
    في الإنكليزية نجد نوعين من المصطلحات الدّالة على فكرة التّقمص: النّوع الأول لغوي ذاتي ينطبق عليه ما ينطبق على باقي مفردات اللغة كنشأة و تبلور ، يخص وصف معتقدات دينية بعينها . النوع الثاني لغوي أيضا لكن انحدر من الفلسفة اليونانية وتبلور و ترعرع كمفهوم مصطلحي في كنف الفلسفة على اختلاف فروعها.
    ‎‎الكلمات من الصنف الأول‎:

    * كلمة rebirth ‎نلاحظ أنها من مقطعين: الأول‎ re ‎و هي من اللاتينية بمعنى إعادة ، ثانية . تُستخدم في اللغات الانجلوساكسونية و ‏اللاتينية كمقطع يضاف لكثير من الكلمات فتعطي معنى إعادة الفعل وتكراره . الثاني‎ birth ‎و تعني ولادة ، هكذا تكون قد ركّبت ‏كلمة جديدة تعني إعادة الولادة ، تكرارها = الولادة من جديد و تستخدم لتدل على المفهوم الديني حول تقمص الأرواح و كأن الروح تعود ‏لتولد من جديد‎.

    * كلمة reincarnation ‎ اسم مشتق من فعل‎ reincarnate ، كما نلاحظ ، المصطلح مكوّن من ‏المقاطع التالية : الأول‎ re بيّنت معناه سابقا ، الثاني‎ incarnate ‎و هو بدوره مقطعان : الأول‎ incarn ‎و الثاني‎ ate ‎و هو عبارة عن ‏لاحقة لغوية من اللاتينية‎ atus ‎بمعنى جعله ، أثّر عليه فحوّله . أما‎ incarn ‎فهي أيضا مقطعان : الأول‎ in ‎من اللاتينية‎ en ‎و ‏تعني في داخل الشيء ، أمّا الثاني‎ carn ‎من اللاتينية أيضا وتعني لحم‎.
    لاحظ كيف ركّبت الكلمات لتتبلور كمصطلح ، كمفهوم واسع ( لم يركبها أحد متعمدا و في لحظة واحدة و إنما هي عملية نمو و تطور اللغة كنتاج فكري و ثقافي ‏لجيوش من المفكرين و الفلاسفة و المثقفين ) .
    جُمعت ثلاث لاحقات لغوية و اسم هكذا‎ : re- in- carn- ate ‎فأصبح المعنى : يجعله ‏لحمي(جسدي) ثانية . من هذا الفعل تمّ اشتقاق ‎ reincarnation ‎و الذي يعني من بين ما يعنيه تقمّص الأرواح (إعادة التّجسيد) بالمفهوم الديني‎ .
    * الكلمةالثالثة و الأخيرة من هذا الصنف هي‎ transmigration : اسم مشتق من الفعل ‎ transmigrate . نلاحظ أن الفعل مكوّن من ثلاث مقاطع : الاول‎: trans ‎من اللاتينية‎ trans ‎بمعنى عبور ، مرور . الثاني‎ migra ‎من اللاتينية‎ migra ‎بمعنى يرحل ، ‏يتنقل من مكان لآخر . الثالث‎ ate ‎من اللاتينية‎ atus ‎ورأينا سابقا أنه يعني ، يجعل .
    هكذا من اللاتينيّة : ‎ . trans- migra- atus ‎ ‏
    رُكّب المصطلح الانكليزي‎ trans- migra- te ‎و يعني من ضمن معانيه : تنقّل الروح من جسد إلى آخر في إشارة إلى فكرة تقمّص الأرواح بالمفهوم الديني‎.
    أكتفي بهذا القدر من الكلمات رغم وجود ربما مرادفات أخرى ، أعتقد لا يلزم التّوسع هنا فالقصد توضيح تركيبة المصطلح ‏اللغوية و بالتّالي الأصل اللغوي الذي يعكس تاريخه ومفهومه و معانيه ، و قد تحقّق بهذا القدر من الأمثلة‎‎
    الكلمات من الصنف الثاني
    * كلمة metempsychosisمن الكلمة اليونانية metempsukhousthai التي تشكّلت على النحو التالي:
    المقطع meta لاحقة لاتينيّة دخلت من اليونانية بمعنى ، بعد ، فيما بعد .
    em لاحقة لاتينية جاءت من اليونانية بمعنى en أو in أي في داخل الشيء. psycho كلمة تدل على اسم باليونانية بمعنى النَفْس أو الروح أو النّفَس ( التّنفس) .sisلاحقة لاتينية تدل على استمرارية الفعل مثل ing بالانكليزية الآن.
    لا بدّ من الإشارة إلى أن مقطع em لوحده إذا أضيف لكلمة psycho فتصبح empsycho معناها : تدب به الحياة ، يتحرّك = animate .

    تاريخيا ، يوجد خلاف على نشأة الفكرة عند الإغريق ، فهناك من يعزيها بداية إلى سقراط و آخرون يعتبرونها جزءا من التّعاليم الدينية لـ أورفيوس ( شخصية أسطورية يونانية كتبت الملاحم الشعرية والموسيقى السّاحرة) ، آخرون ينسبونها للفيتاغورسين أتباع فلسفة فيتاغورس الرياضي الشهير والتي أصبحت تعاليم دينية في تاريخ اليونان.
    ما هو معروف بشكل مؤكّد ، أن هناك معالجة مستفيضة لأفلاطون و سقراط و أرسطو و فيتاغورس لتقمّص الأرواح ، و كتب في هذا المجال فيما بع الفلاسفة و على الأخص شوبنهور ، و نيتشه و قودل.


    * كلمة palingenesis من اليونانية و اللاتينية : المقطع الأول palin من اليونانية بمعنى ثانية ، مرة أخرى ، مقطع genesis من اللاتينية بمعنى تكوين الذي بدوره أصلا من اللغة اليونانية gignesthai.
    هذا المصطلح دخل العلوم ، حيث يستخدم في البيولوجيا و العلوم الطبية خاصة في دراسة علم الأجنّة.

    حكيم

    ........ / يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة mmogy; الساعة 28-03-2024, 14:44.
  • عبد الرشيد حاجب
    أديب وكاتب
    • 20-06-2009
    • 803

    #2
    التّقمّص الوجداني .. Empathy

    أستاذنا الفاضل دكتور حكيم عباس

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    مقدمة مغرية حقا ، لكنها قصيرة ولا تساعدنا على تكوين فكرة متكاملة للنقاش ، ولا لإبداء الرأي ، خاصة وأني لست معنيا بالمسائل اللغوية بقدر عنايتي بما ستطلعنا عليه من أوجه هذا ( التقمص الوجداني ) فكرا وتصورا.
    لذلك أقترح أن تتابع النشر حتى نرتوي أكثر ، وتتوضح الصورة أمامنا بجلاء .

    تحيتي.
    التعديل الأخير تم بواسطة mmogy; الساعة 28-03-2024, 14:45.
    "ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"​

    تعليق

    • سعاد عثمان علي
      نائب ملتقى التاريخ
      أديبة
      • 11-06-2009
      • 3756

      #3
      رد: التّقمّص الوجداني .. Empathy

      مرحبا استاذ حكيم يوسف
      جهد عظيم
      انتظر التسلسل لتوضيح الموضوع
      الف شكر مسبقاً
      ثلاث يعز الصبر عند حلولها
      ويذهل عنها عقل كل لبيب
      خروج إضطرارمن بلاد يحبها
      وفرقة اخوان وفقد حبيب

      زهيربن أبي سلمى​

      تعليق

      • رزان محمد
        أديب وكاتب
        • 30-01-2008
        • 1278

        #4
        رد: التّقمّص الوجداني .. Empathy

        [align=right]
        متابعون معكم، الدكتور الفاضل حكيم، الموضوع المختلف والمفيد...

        كل الشكر ودمت بخير.
        [/align]
        التعديل الأخير تم بواسطة رزان محمد; الساعة 15-10-2009, 10:07.
        أراها الآن قادمة خيول النصر تصهل في ضياء الفجر
        للأزمان تختصرُ
        وواحات الإباء تفيء عند ظلالها الأقمار تنهمرُ
        وأقسم إنها الأحرار تنتصرُ
        سيكتب مجدها ألقا نجوم الدهر والقدرُ
        بلى؛ فالله لايغفو ..يجيب دعاء مضطرٍ بجوف الليل
        للمظلوم، والمضنى
        فيشرق في الدجى سَحَرُ
        -رزان-

        تعليق

        • حكيم عباس
          أديب وكاتب
          • 23-07-2009
          • 1040

          #5
          رد: التّقمّص الوجداني .. Empathy


          الأستاذ الفاضل عبدالرّشيد حاجب شكرا على ملاحظتك و هي في محلّها و فعلا سأتابع النشر.

          الأخت الفاضلة سعاد عثمان أشكر اهتمامك ، و سأقوم من خلال متابعة التسلسل بتوضيح الموضع.

          حكيم

          التعديل الأخير تم بواسطة mmogy; الساعة 28-03-2024, 14:49.

          تعليق

          • حكيم عباس
            أديب وكاتب
            • 23-07-2009
            • 1040

            #6
            رد: التّقمّص الوجداني .. Empathy

            ........ / تتمّة موضوع التّقمص الوجداني

            2
            حتى هنا عالجنا أهم المفردات و المصطلحات المتعلّق بفكرة "التّقمص" بشكل عام و المتعلّقة بـ "تقمّص الأرواح" بشكل خاص.
            ننتقل الآن إلى تقمّص الوجدان ، أو الشعور و ليس الروح ، ما تُرجم إلى العربية بـ " التقمّص الوجداني" .
            كما نرى ، يدلّ المصطلح العربي على إشارة مباشرة و قوية لعملية تُحاكي أو تماثل "تقمّص الارواح" حين تحلّ الروح الخارجة من الجسد في جسد آخر فتتقمّصه . لكن في "التّقمّص الوجداني" شيء "ما" منّا غير الرّوح ، يحلّ في الآخر فيجعلنا نشعر بما يشعر به .
            فهمنا أن الرّوح تحلّ في الجسد ، لكن في هذه العملية ما الذي يخرج منّا ليحل في الآخر و يتقمّصه ؟ و أين يحل فيه ؟ أفي جسده ؟ في عقله ؟ في روحه ؟ أم أين؟
            مع كلّ هذا الغموض و أمام كلّ هذه الاسئلة ، تبدو الفكرة عادية ، حيث لا وجود لأحد على وجه الخليقة لا يستخدم هذه الفكرة بشكل أو بأخر ، في حياته اليومية و في مختلف المواقف ، حتى أن المخزون الثقافي و التراثي و الفلكلوري لكلّ شعوب الأرض يزخر بتجلّيات هذه الفكرة .
            فمثلا:
            * نقول من واقع الأب الحَكَم لأحد أبنائنا وقد اختلف مع شقيقه : لو كنت مكانه ، هل تقبل أن يتصرّف معك هكذا ؟
            أو نُقرّع أحدهما : لا تسخر من دموع أخيك ، لو كنت مكانه لأنتحبت أشدّ منه.
            * نقول طالبين النّصح من صديقٍ بعد أن عرضنا عليه مشكلة ما : لو كنت مكاني ماذا تقول؟ ماذا تفعل؟ ماذا تتصرّف؟
            * نقول للشرطي الذي أوقفنا إثر مخالفة مروريّة ، و بعد أن جهدنا بالشّرح له لنبرّر ارتكابنا المخالفة : لوكان مكاني أي أحد ، لهرب بسيارته و بنفسه من الشاحنة القادمة عن اليمين مثل ما فعلت ؟ أو : أرجوك كن مكاني و تفهّم تصرّفي.
            * نحزن بعد أن شاهدنا منظر الدّم و الأطفال يذبحون في غزة مثلا و نغضب لسكوت العالم الذي يسمي نفسه حرّا و ديمقراطيا متحضّرا ، و نسأل أنفسنا بغضب : كيف يسكتون و لماذا؟ نحاول تخيّل أنفسنا مكانهم كي نتعرّف على سرّ صمتهم ، فنقلّب فكرهم و سياستهم و مواقفهم و نحاول القراءة و كلها تقمّصات وجدانية أو ذهنية أو كلاهما.
            * أثناء حديثنا على الهاتف أو مباشرة مع أحد المعارف ، نحاول من بين الجمل التي تُقال لنا توقّع ما سيقوله أو ما الموقف الذي سيتّخذه أو الحركة التي سيقوم بها ، عمليّا هذا التوّقع يسبقه لحظة من التّقمّص نحاول أن نكون مكانه و نقلّد طريقة تفكيره و مشاعره كي نتمكّن من توقّع ما سيقدم عليه .
            إذن هو موضوع عام ، إنساني ، مارسه الإنسان على ما يبدو منذ الأزل و سيظلّ إلى الأبد.
            من الأمثلة ، نلاحظ العملية التي نتحدّث عنها و نسميها بـ "التّقمص الوجداني" هي ليست وجدانية أو شعورية أو عاطفية فقط ، بل فيها جانب ذهني ، عقلي تفكيري أيضا .
            قبل الخوض بالمعاني الإنسانية و الفلسفية و الفنية للمصطلح ، لا بدّ من التّتبّع اللغوي و التاريخي لنشوءه ، الدّال على هذه الحالة الإنسانية العامّة و الهامّة.
            في الانكليزية نحن أمام كلمة Empathy التي تعني مقدرة أو إمكانية إنسان بأن يحل محل إنسان آخر و يفهم حقيقة شعوره أو عاطفته أو حالته الذهنية أو الفكرية . يعني : أن تضع نفسك مكانه و تتمكّن من التّعرف على و فهم مشاعره أو عواطفه أو ما يدور في خلده ، ذهنه ، فكره ، و هذا هو ما سمّي بالعربية : "التّقمص الوجداني" أو التّقمّص العاطفي" و نادرا ما يتلق عليها "الاعتناق".
            الكلمة الإنكليزيّة ذات أصل يوناني empatheia‎ أو empathēs بمعنى عاطفة ، هوى ، شعور.
            المقطع الأو ل em بمعنى in ، في . المقطع الثاني من أصل pathos بمعنى شعور feeling في الانكليزية الآن.
            لا شكّ حين بحثنا في كلمة Empathy ، خطر ببالنا كلمة sympathy‎ أيضا التي تبدو قريبة منها ، سنجد أن الثانية تعني التعاطف مع الآخر ، المشاركة الوجدانية مع الآخر ، التجانس مع الآخر ، الإنسجام مع الآخر و كلّها مشاركة الآخر و ليس الإحلال محله. أعتقد أنّه من المفيد تفكيك هذه الكلمة أيضا.
            الكلمة من أصل يوناني sympathia‎ ، و كما نرى فيها المقطع الثاني المطابق لقرينه في كلمة empathy ، لكن فيها المقطع الأول مختلف ، sym ، و هو الذي يشحن الكلمة بمعناها الخاص بها. هذا المقطع له ستة معاني أساسية و مهمة جميعها: نفس الشيء ، معا ، متحدان ، متشابهان ، متماثلان ، في الوقت نفسه.
            بعد التعقّب اللغوي السريع ، علينا الخوض قليلا في تاريخ تبلور المصطلح ( empathy ) و معانيه و مفاهيمه و انعكاساتها على مختلف المجالات و منها الفلسفة و الفن و سواهما.
            2. تاريخ تبلور مفهوم مصطلح " التّقمص الوجداني" Empathy
            سنلاحظ في هذا الجزء من البحث بوضوح ، كيف يتبلور المفهوم قبل ظهو المصطلح اللغوي كدلالة عليه ، و من العبث بمكان البحث في المصطلح اللّغوي بشكل منفصل عن مفاهيمه و ما يلحقها من تطوّر و توضيح و إزاحات عن المفاهيم الأصلية. إذ أن دراسة المصطلح من النّاحية اللغوية فقط لن يُفيد و ستبقى دراسة مبتورة عديمة الفائدة بل مشوّهة للواقع ، لأن أي تغيير أو إضافة للمصطلح ، حتى لو كان حرفا واحدا ، فهذه الإضافة لم تكن عبثية بل جاءت لتعكس حركة التبدّل و التغيير الجارية في مفاهيم ذلك المصطلح ، و عليه فإن الدعوة لدراسة المصطلح بعيدا عن مفاهيمه و خارج المنظور التاريخي الموضوعي هي دعوة باطلة دون أساس علمي و لن تفضي لشيء بل ستخلط الأوراق و تشوّه الواقع الفكري ، و سنرى ذلك فيما يلي و على أرض الواقع..
            لمحةعامة
            نعود أولا إلى السؤال الأقدم في ذهن الإنسان ، السؤال الأساسي المحوري المتعلّق بوجوده : من أنا؟؟
            واحدة من أهم الإجابات على السؤال هو أنّ الإنسان كائن حيّ يعيش في مجموعات.
            نفهم من الجواب عنصرين أساسيين:
            العنصرالأول : أنّ الإنسان كائن حي ، أي حياة تدبّ في كتلة من اللحم و العظم الفاني ، أي له ساعة مولد و دخول إلى هذا العالم الحسّي بها و فيها يكتسب صفة "الحي" ، و ساعة موت و خروج من هذا العالم الحسّي تختفي بها و منها هذه الصفة.
            العنصر الثاني : أنّه كائن إجتماعي ، يعيش كفرد ضمن مجموعة عليه التفاهم معها ، لتتقبّله و يتقبّلها ، فيأخذ منها ما يلزمه و يعطيها ما تطلب منه.
            من العنصر الاول : نعرف أننا نأتي إلى العالم الحسّي لحظة ولادتنا في كنف المجموعة التي نعيش وسطها ، تستقبلنا بحفاوة و تعتني بنا ... لسنا وحيدين ، و لكن فيما بعد نعي أنّنا سنواجه النّهاية = الموت ، وحدنا ، لا أحد معنا ، لن يردّ عنّا الموت أحد ، و لن يخوضه معنا أيّا كان ، سننزل إلى عتمة القبر ، سنختفي من العالم الذي أدركناه في مكان . البحث المحموم عن الخلود و طرد فكرة الموت لم تفد ، سيأتينا الموت حتى لو تحصّنا في قصور مشيّدة ، و سنواجه الرّحيل أحادا.
            هذا الذعر من الفناء في الوحدة و التّوحش ، أنتج فكرة الروح الخالدة في الجسد الفاني . جعل الإنسانُ الروحَ تخرج و تبقى حيّة لتحلّ في مكان آخر . أي تتقمّص شيئا ، جسدا آخر ، التّقمص الذي ناقشناه في بداية الموضوع.
            لا يوجد شعب أو مجموعة بشرية على وجه الأرض كما أسلفنا ، لا تملك في تراثها و تاريخها و حكاياها أو فلكلورها فكرة التّقمص بشكل أو بآخر ، حكايا و أفكار و أساطير و روايات و أحداث قائمة على إبقاء الروح حيّة رغم موت الجسد و إحلالها في مكان ما.
            من العنصر الثاني : نعي تماما أن لابدّ من التعامل و التّعايش مع باقي أفراد المجتمع ، التّعايش القائم أساسا على التّفاهم ، يشمل كلّ جوانب الحياة ، و يشمل أيضا التّمركز حول مجموعة من القيم و حول نظام أخلاقي شامل لجميع جوانب الحياة الفردية و الاجتماعية. إذن نحن نعي أنّنا نعيش ما بين الأنا ( أنا نفسي ، بذاتي ) و الآخر ، الـ "هو" .
            هو ( أي الآخر) عبارة عن "موضوع" جسم شيء مستقل عنّا = subject بالنسبة لنا ، في نفس الوقت "هو" أيضا "ذات" أخرى مستقلة. إذن أثناء تعامل الفرد مع باقي أفراد المجموعة التي يعيش بينها إلزاما ، عليه التّعرف على "الموضوع" و يستوعبه ، و عليه أن يتعرّف على و يراعي مشاعر و أحاسيس "ذات" الآخر ، هذه العلاقة تحكمها القوانين الاجتماعية و العادات و التّقاليد و الأنظمة القيمية و الأخلاقية الخاصّة بكل مجموعة من البشر.
            مهمة التّعرف على مشاعر الذّات الأخرى و عالمها ، لا تتم إلا إذا بُذل نوعا من الجهد ، من خلاله نحاول استكشاف داخل الـ "هو" و الإحساس بمشاعره . المشاعر يصعب التّفاعل معها إلاّ إذا خبرناها ، إذن ماذا علينا أن نفعل ؟؟
            لا سبيل إلاّ إذا وضعنا أنفسنا في نفس موضع الآخر ، و حاولنا اختبار مشاعره و كأنّنا هو.
            يمكننا بلورة ما سبق على النحو التالي:
            من العنصر الأول : حقيقة كوننا "كائن حي" مكوّن من حياة و موت ، أي روح و جسد ، تشبثنا بالروح ، أبقيناها حيّة و بحثنا لها عن حاضنة في جسد آخر ، جدّدنا ميلادها ، في المرّة الأولى ولدنا و إياها سويّا ، في المرة الثانية نحن اخترعنا ميلادها من خلال مفهوم أطلقنا عليه تسمية "تقمّص الروح" .
            من العنصر الثاني : حقيقة كوننا "كائن اجتماعي" ، على كلّ منّا ، الفرد "الذات" أن تقيم شبكة علاقات مع باقي أفراد المجموعة ، و كل فرد هو "ذات" مستقلة ، و كلّ ذات هي عالم من المشاعر و الوجدانيات و الأفكار و الذهنيات ...الخ لن ننجح كثيرا في إقامة هذه العلاقة الضرورية إلا إذا فهمنا بعضنا بقدر كافي ، اللغة هنا أداة مادية لا تستطيع القيام بالمهمّة وحدها ، ضروريات الحياة و الحاجة الماسة للآخر الممزوجة بفضول الذات ، جعلتنا نتخطى حدود اللغة ، و حدود الواقع الذي أمامنا ، أي جسد الآخر ، حدود المادة ، و نحاول توقّع ماهية مكنونات عالم الـ "هو" ، الآخر ، فكأن شيئا منا ، قام و حلّ بالآخر ليضع نفسه موضعه ، بل ليحاول أن يكون "هو" = الآخر ، ليتعرّف و يحسّ و يشعر و يرى كما يرى الآخر ، كلّ ذلك سعيا لفهمٍ أعمق ، و لتفاهم أشمل ، و لتشييد علاقة أقوى معه ، للاستفادة منه أكثر ما نستطيع. أي أن نشاطنا الاجتماعي حتّم علينا الخروج من أنفسنا و اختراق عالم الآخر لنقيم معه علاقة تلزمنا في استكمال حياتنا بشكل أو بآخر. هذا ما أنتج مفهوم تقمّص الآخر لمعرفة وجدانه فَجَعَلنا نمارس "التقمص الوجداني".
            من السهل ملاحظة أن حلاّ لإحدى مشاكل الفناء و لد مفهوم تقمّص الأرواح.
            و حلا لإحدى مشاكل الحياة و لد مفهوم التّقمص الوجداني.


            هذا دفع قسما كبيرا من الفلاسفة و علماء النّفس و علماء الاجتماع إلى الاعتقاد بوجود حقيقتين:
            الاولى : نولد و معنا بعض المتاع من المعرفة سمّوها "المعرفة الفطرية " و من ثمّ بدأ الحديث عن "الذكاء الفطري".
            الثانية : نولد و معنا قدرة فطريةعلى التّموّه ، و هذه تجعلنا أصحاب قدرة ما فطرية ، قدرة على "التقمص الوجداني" ، على الـ empathy. و هكذا بدأ الحديث عن "الذكاء العاطفي الفطري"

            حكيم



            ......... / يتبع
            التعديل الأخير تم بواسطة mmogy; الساعة 28-03-2024, 14:50.

            تعليق

            • طارق الايهمي
              أديب وكاتب
              • 04-09-2008
              • 3182

              #7
              رد: التّقمّص الوجداني .. Empathy
              الدكتور حكيم عباس المحترم
              وقفتُ عند بحثك الممتع، فوجدت نفسي أعوم في بحر الفلسفة، ولا غرابة في ذلك، ولا أستغرب لتلك المصطلحات، المتهافتة بحروفها الإنكليزية، تصف من خلالها معتقدات أديان ظلما نية بالية، ولنا من العلم الذي يغطي العالم بمعتقدات نورانية، تختص بهذا الجانب من تصرفات الروح، رغم رفضها ممن أظلمت قلوبهم، وباتوا يسعون خلف سراب ظلماني، لا حقيقة له، يسبحون في ظلماتهم التي زينها لهم الشيطان، حتى يُبعدهم عن طريق الحق والعالم النوراني، هنا أقف معك في نقطة لتقسيم العوالم، أولوهما العالَم النوراني، وثانيهم، عالَم ظلماني، أما العالَم النوراني، تدركه الروح، حينما تسمو، بعد اجتهاد النفس البشرية، وتهذيبها في الابتعاد عن مغريات الشيطان، وما يصور لها من جماليات التصرف الـمُهلِك، الذي أمرنا الله تبارك وتعالى بالابتعاد عنه في كُتبه المنزَّلة على أنبياءه، عليهم أفضل الصلاة والسلام، ولهذا الأمر بحث مطوَّل، ليس بوسعي أن أضعه في متصفحك ربما يضايقك ذلك الأمر، وسيكون لي معك لاحقا نقاش هادئ، نستمتع به في هذا العالم الجميل، علَّنا نتمكن ويمكننا الله سبحانه وتعالى، لإيصال الحقيقة النورانية إلى ذهن البشر السابح في بحر الظلمات، لتطهيرهم من الهلوسة البوذية وأمثالها من المعتقدات الفلسفية المنقوشة على جدار ظلمات النفس، وسأشير لاحقا على مصطلح ( التقمص الوجداني ) في ذلك الشرح الذي سأوضح من خلاله سمات العالَم النوراني
              تحياتي وفائق التقدير
              التعديل الأخير تم بواسطة mmogy; الساعة 28-03-2024, 14:50.



              ربما تجمعنا أقدارنا

              تعليق

              • طارق الايهمي
                أديب وكاتب
                • 04-09-2008
                • 3182

                #8
                رد: التّقمّص الوجداني .. Empathy
                الأستاذ عبد الرشيد حاجب
                أراك قد حذفت المشاركة دون أن تعلم ما جاء فيها
                وهذا ما يدل على تطبيلك للأفكار بوذية مفلسفة على لسان حكيم عباس
                لاترغب أنت وهو بمن يحاور فكركم الهدام بفلسفته الظلمانية
                وحجب الحقيقة النورانية عن عقول البشر
                هذا ما أثبت لي بأنك لن تدر من المنطق شيئا ولا تفهم لما يتحدث له حكيم اللا حكيم بفلسفته الظلمانية
                إن كنت من أهل الأدب والفلسفة لاتحذف المنطق من جانب اللا منطق
                قد أسقطت من وزن قلمك بما يقارب ثلثه ويا حسرتي على تسلميم المقود بيد ممن لايدركون المنطق
                وإن كنت شجاعا مرر هذه المداخلة ولنا حوار بمناظرة علمية إن كنت من أهل العلم
                التعديل الأخير تم بواسطة mmogy; الساعة 28-03-2024, 14:52.



                ربما تجمعنا أقدارنا

                تعليق

                • سمير سامي العباس
                  عضو الملتقى
                  • 15-10-2009
                  • 347

                  #9
                  رد: التّقمّص الوجداني .. Empathy

                  الرد عزيزي الاستاذ : ان عنوان التقمص الوجداني جدا فاتحة جميلة لموضوع مثل هذا نتمى التتمة بسرعة شكرا
                  التعديل الأخير تم بواسطة mmogy; الساعة 28-03-2024, 14:52.
                  [CENTER][COLOR=#e74c3c][SIZE=22px]أغض الطرف من حذر الرقيب
                  وأقنع بالسلام من الحبيب ِ
                  ومن خوف الوشاة إذا التقينا
                  نسلم كالغريب على الغريب ِ​[/SIZE][/COLOR][/CENTER]

                  تعليق

                  • طارق الايهمي
                    أديب وكاتب
                    • 04-09-2008
                    • 3182

                    #10
                    رد: التّقمّص الوجداني .. Empathy

                    الدكتور حكيم عباس المحترم
                    وقفتُ عند بحثك الممتع، فوجدت نفسي أعوم في بحر الفلسفة، ولا غرابة في ذلك، ولا أستغرب لتلك المصطلحات، المتهافتة بحروفها الإنكليزية، تصف من خلالها معتقدات أديان ظلما نية بالية، ولنا من العلم الذي يغطي العالم بمعتقدات نورانية، تختص بهذا الجانب من تصرفات الروح، رغم رفضها ممن أظلمت قلوبهم، وباتوا يسعون خلف سراب ظلماني، لا حقيقة له، يسبحون في ظلماتهم التي زينها لهم الشيطان، حتى يُبعدهم عن طريق الحق والعالم النوراني، هنا أقف معك في نقطة لتقسيم العوالم، أولوهما العالَم النوراني، وثانيهم، عالَم ظلماني، أما العالَم النوراني، تدركه الروح، حينما تسمو، بعد اجتهاد النفس البشرية، وتهذيبها في الابتعاد عن مغريات الشيطان، وما يصور لها من جماليات التصرف الـمُهلِك، الذي أمرنا الله تبارك وتعالى بالابتعاد عنه في كُتبه المنزَّلة على أنبياءه، عليهم أفضل الصلاة والسلام، ولهذا الأمر بحث مطوَّل، ليس بوسعي أن أضعه في متصفحك ربما يضايقك ذلك الأمر، وسيكون لي معك لاحقا نقاش هادئ، نستمتع به في هذا العالم الجميل، علَّنا نتمكن ويمكننا الله سبحانه وتعالى، لإيصال الحقيقة النورانية إلى ذهن البشر السابح في بحر الظلمات، لتطهيرهم من الهلوسة البوذية وأمثالها من المعتقدات الفلسفية المنقوشة على جدار ظلمات النفس، وسأشير لاحقا على مصطلح ( التقمص الوجداني ) في ذلك الشرح الذي سأوضح من خلاله العالَم النوراني
                    تحياتي وفائق التقدير



                    ربما تجمعنا أقدارنا

                    تعليق

                    • د. وسام البكري
                      أديب وكاتب
                      • 21-03-2008
                      • 2866

                      #11
                      رد: التّقمّص الوجداني .. Empathy

                      الأستاذ الفاضل طارق الأيهمي
                      تحية طيبة ..
                      يرجى التريث قليلاً إلى حين الانتهاء من إقرار الموضوع وإقرار المشاركة، وتعديل بعض ضوابط المشاركات.
                      مع الاعتذار.
                      د. وسام البكري

                      تعليق

                      • د. وسام البكري
                        أديب وكاتب
                        • 21-03-2008
                        • 2866

                        #12
                        رد: التّقمّص الوجداني .. Empathy

                        الأخوة جميعاً ..
                        تحية طيبة ..

                        نشر الأستاذ الفاضل حكيم عباس الموضوع متسلسلاً، ويرجى من المشاركين التريث في وضع المشاركات والتعقيبات إلى أن ينتهي الموضوع، علماً أن كلمة (يتبع) تشير إلى عدم انتهائه.

                        ويرجى وضع تعقيبات مناسبة تقيم الحجة والدليل على اتفاقك مع الآراء أو رفضك لها.

                        ونودّ أن نشير إلى أن ّ الضوابط لا تسمح بنشر كلمات الإشادة أو الرفض من غير تعقيب واضح في جوهر الموضوع.

                        مع التقدير.

                        د. وسام البكري
                        د. وسام البكري

                        تعليق

                        • محمد فهمي يوسف
                          مستشار أدبي
                          • 27-08-2008
                          • 8100

                          #13
                          رد: التّقمّص الوجداني .. Empathy

                          الأخ الفاضل طارق الأيهمي
                          نشكرك على انضمامك لحوار ومناقشة قضية التقمص الوجداني بداية والتي
                          طرحها الأستاذ حكيم عباس
                          ولكن فلتسمح لي بالتعليق علي مداخلتك الثانية ، حيث لم أقرأ المداخلة الأولى
                          التي قام الأخ الفاضل الأستاذ عبد الرشيد بحذفها .
                          فالأخ عبد الرشيد باعتباره من اللجنة العلمية المخولة بالمتابعة للموضوعات والردود عليها مع غيره من أعضاء اللجنة
                          تفضل بالتنويه مع الحذف بأحقية سيادتكم في الشكوى للإدارة عن رفضك
                          لحذف ردك وطلب فتح حوار حول أسبابه .
                          لكنكم قمتم في الرد الثاني ببعض التجاوزات في الحوار الذي اتفقنا علي مبادئه للصالون الأدبي.
                          مثل
                          تطبيلك للأفكار بوذية مفلسفة على لسان حكيم عباس
                          ولا تفهم لما يتحدث له حكيم اللا حكيم بفلسفته الظلمانية
                          يا حسرتي على تسلميم المقود بيد ممن لايدركون المنطق
                          وإن كنت شجاعا ( تسليم المقود بيد من لا يدركون المنطق)

                          ===
                          عفوا لتصويب بعض الكلمات إملائيا وأسلوبيا ( تسلميم ـ ممن )
                          والأخ المحترم حكيم عباس
                          يعرض وجهة نظره في بحثه عن ( التقمص الأدبي ) لمناقشتها والحوار
                          الهادئ حولها ولمن شاء أن يدلي بوجهة النظر المخالفة دون شخصنة الموضوع . كما فعل الأستاذ عبد الرشيد حاجب في رده ولو اتفق مع
                          رأي الآخر في طرحه .
                          وأرجو أن يكون قصدك ب( الأدب ) في عبارتك
                          إن كنت من أهل الأدب والفلسفة
                          الأدب العربي شعره ونثره الذي يعني بموضوع الحوار المطروح
                          وهو ( التقمص الوجداني) كما فهمته بفهمي المتواضع بجانب
                          معرفتكم القيمة للقضية المتحاور حولها
                          وهو ما يضفي علي التجربة الشعورية للأديب ظلال الصدق الفني
                          في الأدب بتقمص موضوع التجربة ومعالجته بنفس عواطف وأفكار
                          أصحاب القضية في تجربته الشعرية أو النثرية بعيدا عن أية فلسفة
                          ظلامية أو غير ظلامية .

                          ولي تحفظ في مشاركتي هذه لحقك التعبيري الذي لم أطلع عليه
                          في الرد الذي تم حذفه . فتعليقي هنا ليس بشأنه البتة .
                          التعديل الأخير تم بواسطة محمد فهمي يوسف; الساعة 15-10-2009, 12:58.

                          تعليق

                          • عبد الرحيم محمود
                            عضو الملتقى
                            • 19-06-2007
                            • 7086

                            #14
                            رد: التّقمّص الوجداني .. Empathy

                            الأخ حكيم المحترم
                            عالجت هنا ثلاث مستويات يمكن تلخيصها كالتالي :
                            1- الحلول وهو ما أطلقت عليه التجسد وأرى كلمة الحلول الصوفية الأصل الحلاجية الاستعمال ترجمة أوفى من التجسد ، لأن التجسد في اللغة التحول لجسد باعتباراشتقاق الفعل من الاسم : تجسد تجسدا .
                            2- لو كنت مكاني وهو ما يمكن تسميته : التلاشي والانفصال عن الذات والانصهار بالآخر لاستبدال الأمكنة وهي حالة ذهنية تنفصل فيها حواس أحد هماليصبح الآخر لرؤية كيف يتصرف الآخر .
                            3 - التعاطف : وهي حالة تعميق الشعور بالآخرين لاستجلاب شعور ينقل أحدهم من حالته الخاصة إلى حالة المتعاطف معه بفتح الطاء .
                            وقد جلب عبد الله بن سبأ النظرية البوذية التي انتقلت للديانة اليهودية والمسيحية حيث ينتظرون مخلصهم كل ينتظر مخلصه (يهوه) وهو ما يطلق عليه المسلمون المسيخ أو المسيح الدجال ، أو المسيح المخلص عند النصارى ، وخلقت أفكار ذلك الرجل فكرة الرجعة الشيعية في مذهب الإمامية الاثني عشرية وخلقت عند النصيريين الحلولية ، ومبدأ انتقال روح الله أو بعض صفاته للزعماء في بعض الطوائف التي تحسب على الإسلام .
                            موضوع بلا شك رائع والتقمص بأشكاله المختلفة هو الذي فسخ الأمة وعقائدها وجعلها طرائق قددا .
                            نثرت حروفي بياض الورق
                            فذاب فؤادي وفيك احترق
                            فأنت الحنان وأنت الأمان
                            وأنت السعادة فوق الشفق​

                            تعليق

                            • حكيم عباس
                              أديب وكاتب
                              • 23-07-2009
                              • 1040

                              #15
                              رد: التّقمّص الوجداني .. Empathy

                              [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
                              تحية للجميع

                              كنت أحبّذ أن تقتصر المداخلات في فترة تسلسل نشر حلقات البحث فقط على الاستفسارات ، و بعد إتمام البحث ، يُفتح الباب للمداخلات و الحوار ، على أي حال ، أقدّم عميق شكري لكل من اهتموا بالموضوع و لكلّ من داخل فيه .
                              سأنشر الآن الحلقة الثالة من البحث و و سأتبعها بالحلقة الرّابعة و الأخيرة.
                              فأرجو من حضراتكم التّكرم عليّ بقليل من الصّبر
                              للأستاذ الجليل عبدالرحيم محمود تحية ، و أطمئنه أن ما طرقه ، و سَبّق به علي ، هو أحد أهم محاور هذا البحث ، و سأطلب منه بعد استكمال الحلقات إعادة مداخلته بشكل موسّع و تفصيلي.

                              مع كلّ الاحترام و التّقدير
                              حكيم
                              [/align]
                              [/cell][/table1][/align]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X