رد: التّقمّص الوجداني .. Empathy
........ / تتمّة الموضوع السابق "التّقمّص الوجداني"
[align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
حكيم
[/align][/cell][/table1][/align]
........ / يتبع
........ / تتمّة الموضوع السابق "التّقمّص الوجداني"
3
[align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
تاريخ تبلور المفهوم
1. منذ أن بدأ الإنسان بالتّفلسف و حتى نهايات القرن التاسع عشر ، ما عرف عن النّفس و علاقتها الشعورية بالمحيط ( سواء كان محيط طبيعي أو اجتماعي) هو ما استفاض به سقراط و من بعده أفلاطون ثمّ أرسطو ( و على الأخص الأخير) حول ما نعرفه الآن بالـ sympathy و التي ، كما قلنا تعني بالعموم الشّعور مع الآخر . و إذا أردنا شرح الكلمة فهي تعني بالانكليزية = feeling-with ، مرّة أخرى لاحظ المعنى " الشعور مع " (من المفيد أن نتذكّر هذا) . أي انّنا نتعاطف مع الآخر بشكل من الأشكال .
لماذا نتعاطف مع شخص محدّد دون سواه؟ هو بالذات دون الآخرين ؟
لماذا نتعاطف مع شخص محدّد دون سواه؟ هو بالذات دون الآخرين ؟
لأنه يعنينا بشكل من الأشكال. فنحن نشعر مع أو نتعاطف مع شيء ما خارج ذاتنا لأننا نشعر بأنّه يعنينا .
كيف نختار شيء من بين أعداد كبيرة جدا من الأشياء حولنا ، ليصبح هذا الشيء "يعنينا" دون غيره؟
لا بدّ من وجود عنصر أو عناصر محدّدة في هذا الشيء تلفت نظرنا ، تجذبنا له دون غيره ، فإذا حصل هذا الجذب أو شدّ الانتباء للشيء ، نهتم له و يصبح موضوعا يعنينا.
المرحلة الثانية تصبح تفاصيل هذا الشيء أو الموضوع و مكنوناته موضوعا لاهتمامنا ، نحاول فهمه فكّ رموزه الغوص فيه.
و لو طبّقنا هذا على الإنسان بصفته موضوعا ، شيئا مستقلا خارج ذاتنا ، بصفته أيضا ذاتا قائمة بذاتها مستقلة ، فحتى يصبح هذا الإنسان في دائرة عنايتنا ، لا بدّ من وجود شيء يجذبنا له :
1. تربطنا به رابطة ، و إلا مرّ من أمامنا دون أن يعني لنا شيئا .
2. أن نرى في منظره ، لبسه أو هيئته شيئا يجذبنا له ، ربّما يكون شيئا خارجا عن المألوف في لبسه في حركته في هيئته .
3. أن نرى في كلامه أو في فكره ، في منطقه في صوته شيئا يشدنا يجذبنا .
هكذا يصبح "الموضوع" أي الشيء الذي شدّنا ، أو يصبح "الآخر" في مركز عنايتنا ثمّ اهتمامنا ، فنتعاطف معه ، مع مشاعره ، فكرته ، ما يطلبه ، ما يطرحه ، شكله أو منظره حتى .
ما معنى هذا التّعاطف؟
يعني أن هناك شيئا ما في هذا الآخر أصبح ذات قيمة بالنسبة لنا. هكذا نمنح الآخر ، سواءا كان موضوعا (object) أو إنسانا "آخر" قيمة ، نتفاعل معها و نحدّد على أساسها موقفنا منه.
كيف نختار شيء من بين أعداد كبيرة جدا من الأشياء حولنا ، ليصبح هذا الشيء "يعنينا" دون غيره؟
لا بدّ من وجود عنصر أو عناصر محدّدة في هذا الشيء تلفت نظرنا ، تجذبنا له دون غيره ، فإذا حصل هذا الجذب أو شدّ الانتباء للشيء ، نهتم له و يصبح موضوعا يعنينا.
المرحلة الثانية تصبح تفاصيل هذا الشيء أو الموضوع و مكنوناته موضوعا لاهتمامنا ، نحاول فهمه فكّ رموزه الغوص فيه.
و لو طبّقنا هذا على الإنسان بصفته موضوعا ، شيئا مستقلا خارج ذاتنا ، بصفته أيضا ذاتا قائمة بذاتها مستقلة ، فحتى يصبح هذا الإنسان في دائرة عنايتنا ، لا بدّ من وجود شيء يجذبنا له :
1. تربطنا به رابطة ، و إلا مرّ من أمامنا دون أن يعني لنا شيئا .
2. أن نرى في منظره ، لبسه أو هيئته شيئا يجذبنا له ، ربّما يكون شيئا خارجا عن المألوف في لبسه في حركته في هيئته .
3. أن نرى في كلامه أو في فكره ، في منطقه في صوته شيئا يشدنا يجذبنا .
هكذا يصبح "الموضوع" أي الشيء الذي شدّنا ، أو يصبح "الآخر" في مركز عنايتنا ثمّ اهتمامنا ، فنتعاطف معه ، مع مشاعره ، فكرته ، ما يطلبه ، ما يطرحه ، شكله أو منظره حتى .
ما معنى هذا التّعاطف؟
يعني أن هناك شيئا ما في هذا الآخر أصبح ذات قيمة بالنسبة لنا. هكذا نمنح الآخر ، سواءا كان موضوعا (object) أو إنسانا "آخر" قيمة ، نتفاعل معها و نحدّد على أساسها موقفنا منه.
إذن و بكلّ سهولة نستنتج أننا نحن ( ذواتنا) من يمنح القيمة للأشياء التي هي خارج ذواتنا ، أي أن القيمة (value) ذاتية و التفاعل مع الآخر ذاتي و تحديد الموقف أو العلاقة مع الآخر ذاتي .
منذ ذلك التاريخ و حتى ظهور الفيلسوف الألماني عمانوائيل كانط في القرن الثامن عشر ، انحصر النّقاش في هذا الجانب ما بين أن تكون القيمة ذاتية ، فينا و نمنحها للآخر أو تكون موضوعية ، بمعنى أنّها موجودة في الآخر خارج ذواتنا و نحن نلتقطها نحسّها.
وضع كانط نّهاية الجدل و لو مؤقتا ، حين أجاب على السؤال : لماذا هذا الموضوع بالذات ، هذا الشيء بالذات هوالذي يلفت انتباهي و يعنيني دون غيره (بالانكليزية sympathize بمعنى يثير التّعاطف و الانسجام مع ) فأشعر معه دون غيره ؟؟
أجاب : لأنّ هذا الشيء له هيئة ، سحنة ، شكل (form) حين تقع عيني عليه يثير فيّ شعورمختلف سمّاه (شعور بالجمال) ليس صعبا الآن أن نستنتج : الجمال عند كانط بأنّه قيمة و هذه القيمة موجودة في الشكل في الـ form .
الجمال قيمة للأشياء ، صفة مميّزة تمتاز بها بعض الأشياء عن غيرها ،
نلتقطها. من هنا من فلسفة القيمة ، انطلقت فلسفة الجمال عند كانط . و أصبحنا نقول "قيمة جمالية" ، و انتشرت القيم الجمالية و فلسفتها لتغزو كلّ مجالات الإبداع الإنساني من الشعر و الأدب و الفن عموما بكل أنواعه و أصبحت واحدة من أهم دعائم النّقد الفني عالميّا و ما زالت.
إلاّ ان مصطلح sympathy ، يحمل كمّا هائلا من المُعالجات الفلسفية منذ الإغريق و حتى كانط ، لم تتوقف عند الجزئية الجمالية التي توقّف عندها كانط ، فهناك مدلولات نفسية ، ستدخل علم النّفس فيما بعد، و هناك مدلولات اجتماعية ستدخل علم الاجتماع أيضا لن يتسع الحديث عنها جميعا في هذا البحث المُخصّص.
وضع كانط نّهاية الجدل و لو مؤقتا ، حين أجاب على السؤال : لماذا هذا الموضوع بالذات ، هذا الشيء بالذات هوالذي يلفت انتباهي و يعنيني دون غيره (بالانكليزية sympathize بمعنى يثير التّعاطف و الانسجام مع ) فأشعر معه دون غيره ؟؟
أجاب : لأنّ هذا الشيء له هيئة ، سحنة ، شكل (form) حين تقع عيني عليه يثير فيّ شعورمختلف سمّاه (شعور بالجمال) ليس صعبا الآن أن نستنتج : الجمال عند كانط بأنّه قيمة و هذه القيمة موجودة في الشكل في الـ form .
الجمال قيمة للأشياء ، صفة مميّزة تمتاز بها بعض الأشياء عن غيرها ،
نلتقطها. من هنا من فلسفة القيمة ، انطلقت فلسفة الجمال عند كانط . و أصبحنا نقول "قيمة جمالية" ، و انتشرت القيم الجمالية و فلسفتها لتغزو كلّ مجالات الإبداع الإنساني من الشعر و الأدب و الفن عموما بكل أنواعه و أصبحت واحدة من أهم دعائم النّقد الفني عالميّا و ما زالت.
إلاّ ان مصطلح sympathy ، يحمل كمّا هائلا من المُعالجات الفلسفية منذ الإغريق و حتى كانط ، لم تتوقف عند الجزئية الجمالية التي توقّف عندها كانط ، فهناك مدلولات نفسية ، ستدخل علم النّفس فيما بعد، و هناك مدلولات اجتماعية ستدخل علم الاجتماع أيضا لن يتسع الحديث عنها جميعا في هذا البحث المُخصّص.
هنا أريد تثبيت أن الـ sympathy مقرونة بإهتماننا بالشيء ، و هي انتقائية فقط للأشياء التي تعنينا. يعني بالانكليزية concern = نهتمّ لها . أي الـ concern شرط أساسي لحدوث الـ sympathy و بدونها لا نخبرها و لا نشعربها.
2. توقّف هيجل عند ما توصّل له كانط بخصوص فلسفة القيمة و فلسفة الجمال و بالذات في موضوع مفهوم الـ sympathy .
نقطة الخلاف الرئيسية بين هيجل و كانط كانت حول الشكل ، الـ form
فبينما اعتبر كانط الشكل كوحدة جمالية قائمة بذاتها و هي الأساس في التّفاعل الجمالي ، و الاتّصال مع عالم ما خارج الذات ، و بذلك يكون الشكل عنده مظهرا جماليا .
بالمقابل اعتبر هيجل الشكل أداة تعبير جمالية ، أي أن الشكل بحد ذاته ليس له قيمة جمالية بل هو أداة تعبير جمالية ، و هو بمثابة العربة التي تحمل عناصر الجمال من داخل تكوين الشيء. هذا يعني أن القيمة الجمالية للشيء كامنة في عناصر داخله ، يُستخدم الشكل لحمل هذه العناصر للخارج و إظهارها.
فبينما اعتبر كانط الشكل كوحدة جمالية قائمة بذاتها و هي الأساس في التّفاعل الجمالي ، و الاتّصال مع عالم ما خارج الذات ، و بذلك يكون الشكل عنده مظهرا جماليا .
بالمقابل اعتبر هيجل الشكل أداة تعبير جمالية ، أي أن الشكل بحد ذاته ليس له قيمة جمالية بل هو أداة تعبير جمالية ، و هو بمثابة العربة التي تحمل عناصر الجمال من داخل تكوين الشيء. هذا يعني أن القيمة الجمالية للشيء كامنة في عناصر داخله ، يُستخدم الشكل لحمل هذه العناصر للخارج و إظهارها.
3. في القرن التاسع عشر ظهرنقيضان في الفلسفة ما بعد كانط و هيجل ، في ما يخص فلسفة الجمال و القيم بالتّحديد.
في النصف الأول من القرن التاسع عشر ظهر التربيوي و عالم النفس و الفيلسوف الألماني فردريك هيربرت الذي تبنى كلّيا موقف كانط ، بل بالغ فيه و زاد الهوة بين الكانطية و الهيجلية في هذه الناحية ، متّكئا بشكل كبير على الشكل form و علاقة الإحساس بالجمال عند النّاظر، و طوّر هذه العلاقة ( بين الشكل و الإحساس بالجمال ) إلى علاقة شبه رياضية ، تكاد تلبس ثوب العلوم البحتة ، في هذا البحث لسنا معنيين في التوسّع بهذا الاتّجاه .
في النصف الأول من القرن التاسع عشر ظهر التربيوي و عالم النفس و الفيلسوف الألماني فردريك هيربرت الذي تبنى كلّيا موقف كانط ، بل بالغ فيه و زاد الهوة بين الكانطية و الهيجلية في هذه الناحية ، متّكئا بشكل كبير على الشكل form و علاقة الإحساس بالجمال عند النّاظر، و طوّر هذه العلاقة ( بين الشكل و الإحساس بالجمال ) إلى علاقة شبه رياضية ، تكاد تلبس ثوب العلوم البحتة ، في هذا البحث لسنا معنيين في التوسّع بهذا الاتّجاه .
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، ظهر النّقيض على يد فيلسوف ألماني آخر أهتم خصيصا بفلسفة الجمال و هوفريدريك فيشر ، الذي تبنى المثالية الهيجلية و حاول معظم أيام حياته ترسيخ مفاهيم الجمال من خلال المفهوم الهيجلي. و كان هذا الرجل هو الأول في طرح مفهوم جديد للـ sympathy ذات المواصفات الخاصة ، إن جاز التّعبير . أثناء معالجته للأشكال في فن العمارة ، وصّف حالة ، خبرها هو شخصيّا ، يشعر النّاظر فيها انّه هو الشي المنظور إليه الموضوع ، نوع من الاندماج العاطفي ، الشعوري و دون أن يكون المنظور شيئا يعني أو يهم النّاظر ، بمعنى دون أن يكون النّاظر قد خضع للـ concern ، أي حالة لا تشعر من خلالها مع الموضوع بل كأنّك فيه و لا يتوفر شرط الـ concern حتى نسميها sympathy .، فكما رأينا الـ sympathy تشترط الـ concern ، إذن ماذا نسميّها ؟ ماذا نسمي هذه الحالة الجديدة؟
4. تبع فردريك فيشر إبنه روبرت فيشر ، و قد اعتنى بشكل خاص بأفكار والده ، و أخذ على محمل الجد "الحالة " التي وصّفها والده ، طوّرها و وضحها و أطلق عليها اسما ألمانيا :Einfühlung ، نلاحظ أن الكلمة الألمانية مركّبة من مقطعين ein و fühlung ، الأول يعني بالإنكليزية : in و الثاني يعني بالإنكليزية = feeling، لاحظ أنها تختلف عن الـ sympathy كما رأينا في بداية البحث أنها تعني feeling-with .
رفض فيشر الإبن احتكار الشكل (form) كما عند كانط لاستثارة الشعور بالجمال ، و رفض علاقتهما الرياضية التي وصّفها فريدريك هيربت ، كما رفض كلّيا الفكرة الهيجيلية التي جعلت الشكل كحامل فقط للعناصر الجمالية ، لا علاقة لها سوى أنها أداة لنقل الشيء ،
الشكل عند فيشر الإبن هو أوّل الأشياء التي تقع عين النّاظر عليه ، فيأخذه رمزا ... شيفرة لذلك الشيء ، تمثّل ذلك الشيء ، يصبح الرّمز فيما بعد البوابة التي تلج منها ذات النّاظر للتّعرف عاطفيا و شعوريا على ذلك الشيء المنظور. نلج من الشكل (أو رمزه فينا) إلى داخل الموضع و كأننا نصبح هو ، و نشعر كما يشعر ، نختبر مشاعره كما أنها مشاعرنا.
رفض فيشر الإبن احتكار الشكل (form) كما عند كانط لاستثارة الشعور بالجمال ، و رفض علاقتهما الرياضية التي وصّفها فريدريك هيربت ، كما رفض كلّيا الفكرة الهيجيلية التي جعلت الشكل كحامل فقط للعناصر الجمالية ، لا علاقة لها سوى أنها أداة لنقل الشيء ،
الشكل عند فيشر الإبن هو أوّل الأشياء التي تقع عين النّاظر عليه ، فيأخذه رمزا ... شيفرة لذلك الشيء ، تمثّل ذلك الشيء ، يصبح الرّمز فيما بعد البوابة التي تلج منها ذات النّاظر للتّعرف عاطفيا و شعوريا على ذلك الشيء المنظور. نلج من الشكل (أو رمزه فينا) إلى داخل الموضع و كأننا نصبح هو ، و نشعر كما يشعر ، نختبر مشاعره كما أنها مشاعرنا.
إذن بدأ الافتراق يحصل بين المصطلح اللغوي sympathy كدالّة لغوية و بين مفاهيم هذا المصطلح كمدلولات لغوية ، التي بدأت تتنوع و تختلف و تتغير و تتطور ، أي تزاح عن ما هو معروف عنها.
أي نحن الآن في لحظة الإزاحة التّاريخية بين الدّال اللغوي و المدلول المفاهيمي لهذا الدّال و الذي مثّل عند فيشر الكلمة الألمانية Einfühlung .
لنقف قليلا ، و نفرّق ما بين ما عرفناه عن الـ sympathy و بين هذه الحالة التي سمّيت بالـ Einfühlung :
- في المصطلح الأول أي في sympathy ، الموضوع المنظور ، أو الشخص يعنينا ، نهتم به ، نقلق عليه = we concern
- في المصطلح الثاني أي في Einfühlung ، الموضوع المنظور أو الشخص ليس شرطا أن يعنينا أو نهتم لأمره.
أي نحن الآن في لحظة الإزاحة التّاريخية بين الدّال اللغوي و المدلول المفاهيمي لهذا الدّال و الذي مثّل عند فيشر الكلمة الألمانية Einfühlung .
لنقف قليلا ، و نفرّق ما بين ما عرفناه عن الـ sympathy و بين هذه الحالة التي سمّيت بالـ Einfühlung :
- في المصطلح الأول أي في sympathy ، الموضوع المنظور ، أو الشخص يعنينا ، نهتم به ، نقلق عليه = we concern
- في المصطلح الثاني أي في Einfühlung ، الموضوع المنظور أو الشخص ليس شرطا أن يعنينا أو نهتم لأمره.
- في الاول ، الموضوع المنظور هو خارجنا خارج ذواتنا ، خارج ذات النّاظر ، و ذات الناظر تظلّ ، تبقى خارجه ، خارج المنظور .
- في الثاني ، الموضوع المنظور هو خارجنا خارج ذواتنا ، خارج ذات النّاظر ، لكن ذات الناظر لا تظلّ في الخارج بل تقتحم المنظور ، تلجه ، تدخله و كأنها تحلّ محله، تندمج فيه.
- في الثاني ، الموضوع المنظور هو خارجنا خارج ذواتنا ، خارج ذات النّاظر ، لكن ذات الناظر لا تظلّ في الخارج بل تقتحم المنظور ، تلجه ، تدخله و كأنها تحلّ محله، تندمج فيه.
- في الأول ، نتيجة العلاقة بين النّاظر و المنظور تكون أن النّاظر يشعر مع الموضوع المنظور = feeling-with .
- في الثاني نتيجة العلاقة بين النّاظر و المنظور تكون أن النّاظر يشعر شعور المنظور ، يشعر فيه ، كأنه هو= feeling-in أو feeling-into .
- في الثاني نتيجة العلاقة بين النّاظر و المنظور تكون أن النّاظر يشعر شعور المنظور ، يشعر فيه ، كأنه هو= feeling-in أو feeling-into .
- المصطلح الأول سُمّي منذ أيام الإغريق بالـ sympathy
- المصطلح الثاني سُمّي في نهايات القرن التاسع عشر بالـ Einfühlung و بقيت التسمية هكذا و نقلت إلى كلّ اللغات كما هي بالألمانية ، بعض المترجمين نقلوها إلى الإنكليزية هكذا : esthetic sympathy ، و من الانكليزية نقلت في بعض الترجمات للّغات أخرى كترجمة حرفية للتعبير الانكليزي ، و لكن في الغالب كانت توضع أيضا الكلمة الالمانية للدّلالة بالضبط على المفهوم الجديد للـ sympathy عند فيشر.
- المصطلح الثاني سُمّي في نهايات القرن التاسع عشر بالـ Einfühlung و بقيت التسمية هكذا و نقلت إلى كلّ اللغات كما هي بالألمانية ، بعض المترجمين نقلوها إلى الإنكليزية هكذا : esthetic sympathy ، و من الانكليزية نقلت في بعض الترجمات للّغات أخرى كترجمة حرفية للتعبير الانكليزي ، و لكن في الغالب كانت توضع أيضا الكلمة الالمانية للدّلالة بالضبط على المفهوم الجديد للـ sympathy عند فيشر.
4. جاء الفيلسوف الألماني ثيودور ليبس و حلّل مفهوم فيشر للـ sympathy و توسّع به و من خلاله و ضع أسسا لمفاهيم جديدة في علم النفس الذي جاء فيما بعد فرويد و طوّرها لمفهوم اللاوعي أو العقل الباطني. طبعا لن نتوسع في هذا الإتجاه كونه خارج سياق موضوعنا.
5. بعد ليبس مجموعة كبيرة من الفلاسفة طرقوا موضوع ألـ sympathy بمفاهيمها الجديدة و دخلت مختلف مجالات العلوم الإنسانية.
6. الفيلسوف الأمريكي إدوارد تتشنر ( Edward Titchener) ، يترجم في بداية القرن العشرين المصطلح من الألمانية إلى الإنكليزية بأن قام بحذف المقطع sym- الذي تعرّضنا له في بداية البحث ، و استبداله بالمقطع em- و الذي يعني ، كما رأينا في المقدّمة : in و هكذا ظهر المصطلح ، الدّلالة اللغوية empathy في اللغة الإنكليزية لتدلّ على المفهوم الجديد ، الإزاحة التي حصلت على يد فيشر في مفهوم المصطلح القديم sympathy .
7. لم ينتشر المصطلح انتشارا واسعا إلاّ بعد ظهور كتاب فلسفة العلوم الإجتماعية للكاتبين ماكس ويبر و وليام ديلثي عام 1963
)) Max Weber and Wilhelm Dilthey ، cf. Maurice Natanson, Philosophy of the Social Sciences: A Reader, 1963((حكيم
[/align][/cell][/table1][/align]
........ / يتبع
تعليق