التّقمّص الوجداني .. Empathy

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حكيم عباس
    أديب وكاتب
    • 23-07-2009
    • 1040

    #16
    رد: التّقمّص الوجداني .. Empathy

    ........ / تتمّة الموضوع السابق "التّقمّص الوجداني"

    3

    [align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
    تاريخ تبلور المفهوم


    1. منذ أن بدأ الإنسان بالتّفلسف و حتى نهايات القرن التاسع عشر ، ما عرف عن النّفس و علاقتها الشعورية بالمحيط ( سواء كان محيط طبيعي أو اجتماعي) هو ما استفاض به سقراط و من بعده أفلاطون ثمّ أرسطو ( و على الأخص الأخير) حول ما نعرفه الآن بالـ sympathy و التي ، كما قلنا تعني بالعموم الشّعور مع الآخر . و إذا أردنا شرح الكلمة فهي تعني بالانكليزية = feeling-with ، مرّة أخرى لاحظ المعنى " الشعور مع " (من المفيد أن نتذكّر هذا) . أي انّنا نتعاطف مع الآخر بشكل من الأشكال .

    لماذا نتعاطف مع شخص محدّد دون سواه؟ هو بالذات دون الآخرين ؟

    لأنه يعنينا بشكل من الأشكال. فنحن نشعر مع أو نتعاطف مع شيء ما خارج ذاتنا لأننا نشعر بأنّه يعنينا .
    كيف نختار شيء من بين أعداد كبيرة جدا من الأشياء حولنا ، ليصبح هذا الشيء "يعنينا" دون غيره؟
    لا بدّ من وجود عنصر أو عناصر محدّدة في هذا الشيء تلفت نظرنا ، تجذبنا له دون غيره ، فإذا حصل هذا الجذب أو شدّ الانتباء للشيء ، نهتم له و يصبح موضوعا يعنينا.
    المرحلة الثانية تصبح تفاصيل هذا الشيء أو الموضوع و مكنوناته موضوعا لاهتمامنا ، نحاول فهمه فكّ رموزه الغوص فيه.
    و لو طبّقنا هذا على الإنسان بصفته موضوعا ، شيئا مستقلا خارج ذاتنا ، بصفته أيضا ذاتا قائمة بذاتها مستقلة ، فحتى يصبح هذا الإنسان في دائرة عنايتنا ، لا بدّ من وجود شيء يجذبنا له :
    1. تربطنا به رابطة ، و إلا مرّ من أمامنا دون أن يعني لنا شيئا .
    2. أن نرى في منظره ، لبسه أو هيئته شيئا يجذبنا له ، ربّما يكون شيئا خارجا عن المألوف في لبسه في حركته في هيئته .
    3. أن نرى في كلامه أو في فكره ، في منطقه في صوته شيئا يشدنا يجذبنا .
    هكذا يصبح "الموضوع" أي الشيء الذي شدّنا ، أو يصبح "الآخر" في مركز عنايتنا ثمّ اهتمامنا ، فنتعاطف معه ، مع مشاعره ، فكرته ، ما يطلبه ، ما يطرحه ، شكله أو منظره حتى .
    ما معنى هذا التّعاطف؟
    يعني أن هناك شيئا ما في هذا الآخر أصبح ذات قيمة بالنسبة لنا. هكذا نمنح الآخر ، سواءا كان موضوعا (object) أو إنسانا "آخر" قيمة ، نتفاعل معها و نحدّد على أساسها موقفنا منه.


    إذن و بكلّ سهولة نستنتج أننا نحن ( ذواتنا) من يمنح القيمة للأشياء التي هي خارج ذواتنا ، أي أن القيمة (value) ذاتية و التفاعل مع الآخر ذاتي و تحديد الموقف أو العلاقة مع الآخر ذاتي .

    منذ ذلك التاريخ و حتى ظهور الفيلسوف الألماني عمانوائيل كانط في القرن الثامن عشر ، انحصر النّقاش في هذا الجانب ما بين أن تكون القيمة ذاتية ، فينا و نمنحها للآخر أو تكون موضوعية ، بمعنى أنّها موجودة في الآخر خارج ذواتنا و نحن نلتقطها نحسّها.
    وضع كانط نّهاية الجدل و لو مؤقتا ، حين أجاب على السؤال : لماذا هذا الموضوع بالذات ، هذا الشيء بالذات هوالذي يلفت انتباهي و يعنيني دون غيره (بالانكليزية sympathize بمعنى يثير التّعاطف و الانسجام مع ) فأشعر معه دون غيره ؟؟
    أجاب : لأنّ هذا الشيء له هيئة ، سحنة ، شكل (form) حين تقع عيني عليه يثير فيّ شعورمختلف سمّاه (شعور بالجمال) ليس صعبا الآن أن نستنتج : الجمال عند كانط بأنّه قيمة و هذه القيمة موجودة في الشكل في الـ form .
    الجمال قيمة للأشياء ، صفة مميّزة تمتاز بها بعض الأشياء عن غيرها ،
    نلتقطها. من هنا من فلسفة القيمة ، انطلقت فلسفة الجمال عند كانط . و أصبحنا نقول "قيمة جمالية" ، و انتشرت القيم الجمالية و فلسفتها لتغزو كلّ مجالات الإبداع الإنساني من الشعر و الأدب و الفن عموما بكل أنواعه و أصبحت واحدة من أهم دعائم النّقد الفني عالميّا و ما زالت.

    إلاّ ان مصطلح sympathy ، يحمل كمّا هائلا من المُعالجات الفلسفية منذ الإغريق و حتى كانط ، لم تتوقف عند الجزئية الجمالية التي توقّف عندها كانط ، فهناك مدلولات نفسية ، ستدخل علم النّفس فيما بعد، و هناك مدلولات اجتماعية ستدخل علم الاجتماع أيضا لن يتسع الحديث عنها جميعا في هذا البحث المُخصّص.

    هنا أريد تثبيت أن الـ sympathy مقرونة بإهتماننا بالشيء ، و هي انتقائية فقط للأشياء التي تعنينا. يعني بالانكليزية concern = نهتمّ لها . أي الـ concern شرط أساسي لحدوث الـ sympathy و بدونها لا نخبرها و لا نشعربها.

    2. توقّف هيجل عند ما توصّل له كانط بخصوص فلسفة القيمة و فلسفة الجمال و بالذات في موضوع مفهوم الـ sympathy .

    نقطة الخلاف الرئيسية بين هيجل و كانط كانت حول الشكل ، الـ form
    فبينما اعتبر كانط الشكل كوحدة جمالية قائمة بذاتها و هي الأساس في التّفاعل الجمالي ، و الاتّصال مع عالم ما خارج الذات ، و بذلك يكون الشكل عنده مظهرا جماليا .
    بالمقابل اعتبر هيجل الشكل أداة تعبير جمالية ، أي أن الشكل بحد ذاته ليس له قيمة جمالية بل هو أداة تعبير جمالية ، و هو بمثابة العربة التي تحمل عناصر الجمال من داخل تكوين الشيء. هذا يعني أن القيمة الجمالية للشيء كامنة في عناصر داخله ، يُستخدم الشكل لحمل هذه العناصر للخارج و إظهارها.

    3. في القرن التاسع عشر ظهرنقيضان في الفلسفة ما بعد كانط و هيجل ، في ما يخص فلسفة الجمال و القيم بالتّحديد.
    في النصف الأول من القرن التاسع عشر ظهر التربيوي و عالم النفس و الفيلسوف الألماني فردريك هيربرت الذي تبنى كلّيا موقف كانط ، بل بالغ فيه و زاد الهوة بين الكانطية و الهيجلية في هذه الناحية ، متّكئا بشكل كبير على الشكل form و علاقة الإحساس بالجمال عند النّاظر، و طوّر هذه العلاقة ( بين الشكل و الإحساس بالجمال ) إلى علاقة شبه رياضية ، تكاد تلبس ثوب العلوم البحتة ، في هذا البحث لسنا معنيين في التوسّع بهذا الاتّجاه .


    في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، ظهر النّقيض على يد فيلسوف ألماني آخر أهتم خصيصا بفلسفة الجمال و هوفريدريك فيشر ، الذي تبنى المثالية الهيجلية و حاول معظم أيام حياته ترسيخ مفاهيم الجمال من خلال المفهوم الهيجلي. و كان هذا الرجل هو الأول في طرح مفهوم جديد للـ sympathy ذات المواصفات الخاصة ، إن جاز التّعبير . أثناء معالجته للأشكال في فن العمارة ، وصّف حالة ، خبرها هو شخصيّا ، يشعر النّاظر فيها انّه هو الشي المنظور إليه الموضوع ، نوع من الاندماج العاطفي ، الشعوري و دون أن يكون المنظور شيئا يعني أو يهم النّاظر ، بمعنى دون أن يكون النّاظر قد خضع للـ concern ، أي حالة لا تشعر من خلالها مع الموضوع بل كأنّك فيه و لا يتوفر شرط الـ concern حتى نسميها sympathy .، فكما رأينا الـ sympathy تشترط الـ concern ، إذن ماذا نسميّها ؟ ماذا نسمي هذه الحالة الجديدة؟

    4. تبع فردريك فيشر إبنه روبرت فيشر ، و قد اعتنى بشكل خاص بأفكار والده ، و أخذ على محمل الجد "الحالة " التي وصّفها والده ، طوّرها و وضحها و أطلق عليها اسما ألمانيا :Einfühlung ، نلاحظ أن الكلمة الألمانية مركّبة من مقطعين ein و fühlung ، الأول يعني بالإنكليزية : in و الثاني يعني بالإنكليزية = feeling، لاحظ أنها تختلف عن الـ sympathy كما رأينا في بداية البحث أنها تعني feeling-with .

    رفض فيشر الإبن احتكار الشكل (form) كما عند كانط لاستثارة الشعور بالجمال ، و رفض علاقتهما الرياضية التي وصّفها فريدريك هيربت ، كما رفض كلّيا الفكرة الهيجيلية التي جعلت الشكل كحامل فقط للعناصر الجمالية ، لا علاقة لها سوى أنها أداة لنقل الشيء ،
    الشكل عند فيشر الإبن هو أوّل الأشياء التي تقع عين النّاظر عليه ، فيأخذه رمزا ... شيفرة لذلك الشيء ، تمثّل ذلك الشيء ، يصبح الرّمز فيما بعد البوابة التي تلج منها ذات النّاظر للتّعرف عاطفيا و شعوريا على ذلك الشيء المنظور. نلج من الشكل (أو رمزه فينا) إلى داخل الموضع و كأننا نصبح هو ، و نشعر كما يشعر ، نختبر مشاعره كما أنها مشاعرنا.

    إذن بدأ الافتراق يحصل بين المصطلح اللغوي sympathy كدالّة لغوية و بين مفاهيم هذا المصطلح كمدلولات لغوية ، التي بدأت تتنوع و تختلف و تتغير و تتطور ، أي تزاح عن ما هو معروف عنها.
    أي نحن الآن في لحظة الإزاحة التّاريخية بين الدّال اللغوي و المدلول المفاهيمي لهذا الدّال و الذي مثّل عند فيشر الكلمة الألمانية Einfühlung .
    لنقف قليلا ، و نفرّق ما بين ما عرفناه عن الـ sympathy و بين هذه الحالة التي سمّيت بالـ Einfühlung :

    - في المصطلح الأول أي في sympathy ، الموضوع المنظور ، أو الشخص يعنينا ، نهتم به ، نقلق عليه = we concern
    - في المصطلح الثاني أي في Einfühlung ، الموضوع المنظور أو الشخص ليس شرطا أن يعنينا أو نهتم لأمره.


    - في الاول ، الموضوع المنظور هو خارجنا خارج ذواتنا ، خارج ذات النّاظر ، و ذات الناظر تظلّ ، تبقى خارجه ، خارج المنظور .
    - في الثاني ، الموضوع المنظور هو خارجنا خارج ذواتنا ، خارج ذات النّاظر ، لكن ذات الناظر لا تظلّ في الخارج بل تقتحم المنظور ، تلجه ، تدخله و كأنها تحلّ محله، تندمج فيه.


    - في الأول ، نتيجة العلاقة بين النّاظر و المنظور تكون أن النّاظر يشعر مع الموضوع المنظور = feeling-with .
    - في الثاني نتيجة العلاقة بين النّاظر و المنظور تكون أن النّاظر يشعر شعور المنظور ، يشعر فيه ، كأنه هو= feeling-in أو feeling-into .

    - المصطلح الأول سُمّي منذ أيام الإغريق بالـ sympathy
    - المصطلح الثاني سُمّي في نهايات القرن التاسع عشر بالـ Einfühlung و بقيت التسمية هكذا و نقلت إلى كلّ اللغات كما هي بالألمانية ، بعض المترجمين نقلوها إلى الإنكليزية هكذا : esthetic sympathy ، و من الانكليزية نقلت في بعض الترجمات للّغات أخرى كترجمة حرفية للتعبير الانكليزي ، و لكن في الغالب كانت توضع أيضا الكلمة الالمانية للدّلالة بالضبط على المفهوم الجديد للـ sympathy عند فيشر.

    4. جاء الفيلسوف الألماني ثيودور ليبس و حلّل مفهوم فيشر للـ sympathy و توسّع به و من خلاله و ضع أسسا لمفاهيم جديدة في علم النفس الذي جاء فيما بعد فرويد و طوّرها لمفهوم اللاوعي أو العقل الباطني. طبعا لن نتوسع في هذا الإتجاه كونه خارج سياق موضوعنا.

    5. بعد ليبس مجموعة كبيرة من الفلاسفة طرقوا موضوع ألـ sympathy بمفاهيمها الجديدة و دخلت مختلف مجالات العلوم الإنسانية.

    6. الفيلسوف الأمريكي إدوارد تتشنر ( Edward Titchener) ، يترجم في بداية القرن العشرين المصطلح من الألمانية إلى الإنكليزية بأن قام بحذف المقطع sym- الذي تعرّضنا له في بداية البحث ، و استبداله بالمقطع em- و الذي يعني ، كما رأينا في المقدّمة : in و هكذا ظهر المصطلح ، الدّلالة اللغوية empathy في اللغة الإنكليزية لتدلّ على المفهوم الجديد ، الإزاحة التي حصلت على يد فيشر في مفهوم المصطلح القديم sympathy .

    7. لم ينتشر المصطلح انتشارا واسعا إلاّ بعد ظهور كتاب فلسفة العلوم الإجتماعية للكاتبين ماكس ويبر و وليام ديلثي عام 1963
    )) Max Weber and Wilhelm Dilthey ، cf. Maurice Natanson, Philosophy of the Social Sciences: A Reader, 1963((

    حكيم
    [/align][/cell][/table1][/align]


    ........ / يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة حكيم عباس; الساعة 16-10-2009, 12:09.

    تعليق

    • حكيم عباس
      أديب وكاتب
      • 23-07-2009
      • 1040

      #17
      رد: التّقمّص الوجداني .. Empathy

      [align=right].......... / تتمّة موضوع "التّقمّص الوجداني"[/align]

      4
      [align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
      تعليق
      1. البحث كما رأينا ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
      * استحضار المصطلحات اللغوية الدّالة على مفهوم "تقمّص الارواح" = reincarnation مثلا.
      * شرح مقتضب لمفهو التعاطف أو المشاركة الوجدانية = sympathy
      * تتبع تاريخي لنشوء و تطوّر ثمّ تبلور مفاهيم مصطلح جديد و إظهار الولادة اللغوية لهذا المصطلح = empathy
      لم يخض البحث في تفاصيل أيّا من الأقسام الثلاث ، و لم يتوسّع بإتجاه مناقشة المفاهيم كمفاهيم ، لذلك لم نجنح للخوض في تصنيف الفلاسفة و المفكرين الذين تناولوا القضايا الثلاث ، من كان مؤّيدا و من كان معارضا و ما حجّة كلّ منهم ، بل اخترنا أبرز الفلاسفة الذين ساهموا مساهمات فعالة في تطوير مفاهيم المصطلح و في ولادته اللغوية ، و هذا كان مقصورا فقط على القسمين الأخيرين ، أي التعاطف و التّقمّص الوجداني ، أما القضية الأولى و هي تقمّص الأرواح لم نتوسّع بها في أي اتّجاه يتجاوز الدلالات اللغوية .


      2. يظهر البحث و كأنّه مبتور في الموقع ما بعد القسم الأول الذي يعالج تقمّص الارواح . إذ من مقدّمة تطرح المصللحات اللغوية الدّالة على تقمّص الأرواح ، قفز البحث ليعالج "التعاطف" ثمّ "الاعتناق" أو "التّقمّص الوجداني" ، إذ لا علاقة فلسفية أو فكرية بين القسم الأول و القسمين الأخيرين !! فلماذا وقع البحث في هذا التداخل غير المبرّر و جمع بين أجزاء لا تمتّ لبعضها بصلة؟
      الحقيقة كان هذا متعمّدا و عن سابق تخطيط ، إذ واحدة من أهداف البحث وضع مشكلة الترجمة على مائدة الحوار من خلال مثل حي.
      كيف؟
      لو تأملنا المصطلحات الإنكليزية الدالة على تقمّص الأرواح و بين المصطلحين الدالين على "التعاطف" و "الاعتناق" ماذا نلاحظ؟
      الـ sympathy و الـ empathy لغويّا قريبان من بعضهما البعض إذ ولد الثاني من الأول بتغيير المقطع الأول من الكلمة ، لكن كلاهما لا يمتّ بأي صلة لغوية لأي من المصطلحات الدّالة على تقمّص الارواح ، اليس كذلك؟ لأن المفاهيم متباعدة جدا و لا علاقة لتقمّص الأرواح بالتعاطف أو الاعتناق.
      لكن لو تأملنا المصطلحات العربية لوجدنا أن كلمة التّقمص تشترك في مصطلح "تناسخ الأرواح" و في مصطلح "الاعتناق" فهل يا ترى هذه الترجمة صحيحة و موفّقة؟
      هل يمكن استخدام كلمة "التّقمّص" في الحالتين؟
      ألا يمكن الحصول على ترجمة عربية أدق؟
      ما المشكلة التي تعاني منها الترجمة هنا؟ هل هذه إفرازات الترجمة السطحية على أيدي مترجمين غير متخصّصين في أنواع محدّدة من المعارف و العلوم إلى جانب تخصّصهم اللغوي؟
      ما مدى التاثير الفكري و المعرفي الناتج عن مثل هذه الترجمات؟؟

      3. عُرض القسم الأول من البحث الخاص بتقمّص الأرواح من خلال زوايا متعدّة غربية و شرقية و نوّه بشكل واضح إلى وجود هذا المفهوم في ثقافات كل شعوب الأرض كونه قضية عالمية كونية شاملة تخص الإنسان .
      بالمقابل ، عُرض القسم الثاني و الثالث دون أن يحتوي على إحالات و إسنادات من خارج الثقافة الغربية ، و لم يتطرق للمقارنة بين الثقافات المتعدّدة و تأثيرها فيما بينها ، و لم يتطرّق البحث إلى تاريخ نشوء هذه المفاهيم و تطوّرها في ثقافات أخرى. أي عرضت البحث في جزئيه الآخيرين (التعاطف و الاعتناق) بالضبط كما تعرض و تنشر البحوث في الغالبية العظمى من البحوث الغربية في الغالبية العظمى من المواضيع ، يعني هذا هو (الستاندرد) الغربي في عرض البحوث و في معالجة القضايا على معظم المستويات.
      أقصد من ذلك إظهارحقيقة ساطعة و هي أن الغرب حين يكتب يكتب و كأن لا وجود لأحد على هذه الكرة الأرضية غيره ، و أن هذا هو إنتاجه و ما عليكم يا أيّها البشر إلا أن تطلعوا و تتبعوا!!!
      و هذا برأيي هو أحد المظاهر الرئيسية "لنظرية المركزية الثقافية الأوروبية" و افرازاتها التي تتسلّل و تنساب فينا كما في غيرنا دون مقاومة تذكر.
      فمن المثل العملي ، في القضية المطروحة هنا ،في هذا البحث ، هل يا ترى يتمتع المنهج الغربي المشار إليه بالموضوعية التي يتغنى بها؟
      هل فعلا هم موضوعيون حين يبحثون و يكتبون أم أن موضوعيّتهم هي أيضا عنصرية ؟ موضوعية عنصرية ، بمعنى أن الموضوعية مثلما الديمقراطية مثلما التحضّر مثلما آلاف القضايا الأخرى ، حكر عليهم و لا تكتسب الصّفة إلاّ بين أيديهم ، و إلاّ إذا خرجت من عندهم؟
      هل حقا في هذه القضايا لا توجد مشاركات لثقافات أخرى و مساهمات لنشوء و تبلور مفاهيم هذه المصطلحات؟
      أين الفلسفة الهندية و التأمل و تطلّعات اليوجا؟
      اين المعري؟
      أين التصّوف في التاريخ الإسلامي؟
      أين المصطلحات الصوفية و مفاهيمها مثل : الوحدة ، والفناء ، والاتحاد ، والحلول ، والسكر ، والصحو ، والكشف ، والبقاء ،والمريد ، والعارف ، والأحوال ، والمقامات... الخ


      محاور الحوار

      1. المحور الأول: يشمل المداخلات حول البحث نفسه و هذا ينقسم للشقين:
      ا. حول شكليات البحث من لغة و تنسيق و منهج
      ب. حول المضمون المعرفي و استخداماته ، أي ما جاء به من معلومات و استخداماتها عمليا في مختلف المجالات.
      2. المحور الثاني : الترجمة و مشاكلها ، تحديدا فقط في الجانب الذي أظهره البحث.
      3. المحور الثالث : إسهامات الثقافات غير الغربية في نشوء و تبلور المفاهيم التي تطرّق لها البحث تحديدا و حصرا ، مع التركيز على دور الثقافة العربية الإسلامية.

      تعليمات نظامية(يجب على المشارك الإلتزام بها)
      أرجو من جميع الأخوات الفاضلات و الأخوة الأفاضل الذين يودّون المشاركة في الحوار ، الالتزام التّام بما يلي:
      1. التقيّد بالمحاور المحدّدة للنّقاش.
      2. استخدام لغة عربية فصحى سليمة بأقصى ما يستطيعون.
      3. معالجة النّصوص و الأفكار لا معالجة شخصيّة الكاتب.
      4. إبداء الرأي بحريّة تامة دون اللجوء للهجوم على الغرب و شتمه و تسفيهه بل مناقشته بالدّليل و برقي و كأنّه بيننا .
      5. عند كتابة المداخلة الرّجاء ضع عنوانا لها بالمحور الذي تودّ المداخلة فيه ، يعني إذا أردت المداخلة في المحور الأول مثلا و بالتّحديد في قسم "ب" منه ، كما هو مصنّف أعلاه عنون مداخلتك هكذا:
      المحور الأول
      ب. حول المضمون.
      و عند انتهاء مداخلتك و أردت المداخلة في محور آخر ، ابدأ عنوانا جديدا على نفس الصفحة (أو صفحة أخرى خيارك) ، مُبيّنا في أي المحاور تريد استكمال مداخلتك أي تضع عنوانا جديدا ينصّ على المحور الذي تريد المداخلة به . و إذا أردت أن تشمل في مداخلتك ردّا على مداخلة زميل قبلك ، أيضا ابدأ عنوانا جديدا على نفس الصفحة و اكتب : رد على مداخلة رقم ...
      أتمنى للجميع الفائدة و المتعة و أتمنى من الجميع الالتزام بقواعد الحوار و محاوره كما ذكر،
      كما أرجو من الأساتذة الأفاضل المشرفين على هذا القسم ، عدم إظهار أي مداخلة لا تلتزم بمحاور الحوار أو بترتيب و تنسيق المداخلة كما بُيّن.

      مع كلّ الاحترام و التّقدير للجميع
      حكيم
      [/align][/cell][/table1][/align]


      انتهى
      التعديل الأخير تم بواسطة حكيم عباس; الساعة 15-10-2009, 19:56.

      تعليق

      • سالم زاهر
        أديب وكاتب
        • 26-10-2008
        • 31

        #18
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        بحث جميل ومنطقي بعض الشئ

        لفتت انتباهي عبارة
        وارجو منك التفصيل أكثر عنها لو سمحت

        من العنصر الأول : حقيقة كوننا "كائن حي" مكوّن من حياة و موت ، أي روح و جسد ، تشبثنا بالروح ، أبقيناها حيّة و بحثنا لها عن حاضنة في جسد آخر ، جدّدنا ميلادها ، في المرّة الأولى ولدنا و إياها سويّا ، في المرة الثانية نحن اخترعنا ميلادها من خلال مفهوم أطلقنا عليه تسمية "تقمّص الروح" .
        تقبل تحياتي
        سالم

        تعليق

        • د. م. عبد الحميد مظهر
          ملّاح
          • 11-10-2008
          • 2318

          #19
          ا[align=right]
          الأستاذ الفاضل حكيم عباس

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          مقالتك نشرت يوم 13اكتوبر 2009

          ما هى الرسالة التى أردت توصيلها من خلال مقالتك؟

          هل تعتقد ان رسالتك وصلت؟

          و تحياتى

          [/align]

          تعليق

          • حكيم عباس
            أديب وكاتب
            • 23-07-2009
            • 1040

            #20
            [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]

            الدكتور الفاضل عبدالحميد مظهر
            يحيّاتي الطيّبة

            و الله إنّي اشكرك جزيل الشكر على همّتك و نشاطك و تطلّعاتك و عنادك القوي الذي لا يملّ ..
            أشكرك فقد أثلجت صدري..

            لا... يا سيّدي .. للأسف الشديد ، لا... لا ... لم يصل منها ما يذكر. ما أردته هو التالي:

            1. أن أعرّف أولا على وجود هذا المصطلح "التّقمص الوجداني" في الثقافة العالمية و ما يحمل معه من نشوء و تطوّر و تبلور لمجموعة من المفاهيم.

            2. إنطلاقا من التّعريف على هذه المفاهيم ، أردت أن أضيء زاوية في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية ، لم تنصف و تمّ القفز عنها بكلّ وقاحة فيما يخصّ هذا الموضوع ، بالذّات الفلسفة العربية الإسلامية في الصوفيّة و ما انبثق عنها ، فقد كان لنا باع طويل و فريد في هذا المجال ، تمت الاستفادة منه عالميا ثم أقصي تماما من هذا الوسط الفلسفي التّخصّصي.

            3. أردت أيضا أن أبيّن مدى أهميّة "التّقمص الوجداني" في الثقافة المعاصرة إذ تمدّدت على كثير من المجالات ، من عمل المخابرات المنظّم و مراقبة الآخرين فكريّا و ثقافيّا إلى فلسفة الفن و كلّ ما بينهما.

            هذا ما كنت أخطّط له و قد نبهت لذلك في داخل مقالتي و في نهايتها عندما وضعت محاور النّقاش... لكن للأسف ، تمّ الهجوم على الموضوع بشكل فجائيّ و شرس ، على أنه ترويج للفلسفة الهندوسية و دعوات للظلامية و الابتعاد عن النورانية (!!).. فهجر الموضوع و فشل ، كان هجوما لم يكن بحسباني ... كان وقعه عليّ عنيفا ، إذ أدركتُ للمرّة الألف كم نحن أسرى و مقعدون .. يا دكتور عبد الحميد ، لقد أقعدني و أبكاني هذا الموضوع ... لكن لا بأس من نبش الجراح ففيها من العبرة الكثير..

            أشكرك جزيل الشكر.. جزيل .. جزيل الشكر

            حكيم
            [/align][/cell][/table1][/align]
            التعديل الأخير تم بواسطة حكيم عباس; الساعة 21-12-2009, 21:08.

            تعليق

            • عبدالرحمن السليمان
              مستشار أدبي
              • 23-05-2007
              • 5434

              #21
              [align=justify]
              المشاركة الأصلية بواسطة حكيم عباس مشاهدة المشاركة
              [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]

              [/align][/cell][/table1][/align]
              المشاركة الأصلية بواسطة حكيم عباس مشاهدة المشاركة
              [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
              لا... يا سيّدي .. للأسف الشديد ، لا... لا ... لم يصل منها ما يذكر.
              ...

              2. إنطلاقا من التّعريف على هذه المفاهيم ، أردت أن أضيء زاوية في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية ، لم تنصف و تمّ القفز عنها فيما يخصّ هذا الموضوع ، بالذّات الفلسفة العربية الإسلامية في الصوفيّة و ما انبثق عنها ، فقد كان لنا باع طويل و فريد في هذا المجال ، تمت الاستفادة منه عالميا ثم أقصي تماما من هذا الوسط الفلسفي التّخصّصي.

              [/align][/cell][/table1][/align]


              الدكتور الفاضل حكيم عباس،

              السلام عليكم،

              قرأت الموضوع بعناية فائقة. وعلى الرغم من أن معلوماته معروفة بالنسبة إليّ لكني أعجبت كثيرا بطريقة التلخيص والعرض والتسلسل، فهذه - بحد ذاتها - مساهمة رائعة.

              أما عن قلة الاهتمام - أو بالأحرى قلة مشاركة الناس فيه - فلأن قليلين جدا يستطيعون الحديث في موضوع كهذا. وهذا يذكرني ببعض المواضيع التخصصية التي أنشرها هنا وهناك***. وأرى أن في مجرد قراءة الناس لها تحقيقا لبعض أهدافي في كتابة تلك المواضيع. طبعا سأسعد أكثر إذا وجدت من يهتم بها ويحاورني فيها. لذلك اعتبر مجرد قراءة عشرة أشخاص لمقال لي والاستفادة منه نجاحا نسبيا.

              المشاركة الأصلية بواسطة حكيم عباس مشاهدة المشاركة
              [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]

              [/align][/cell][/table1][/align]
              المشاركة الأصلية بواسطة حكيم عباس مشاهدة المشاركة
              [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
              2. إنطلاقا من التّعريف على هذه المفاهيم ، أردت أن أضيء زاوية في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية ، لم تنصف و تمّ القفز عنها بكلّ وقاحة فيما يخصّ هذا الموضوع ، بالذّات الفلسفة العربية الإسلامية في الصوفيّة و ما انبثق عنها ، فقد كان لنا باع طويل و فريد في هذا المجال ، تمت الاستفادة منه عالميا ثم أقصي تماما من هذا الوسط الفلسفي التّخصّصي.

              [/align][/cell][/table1][/align]


              الفلسفة الصوفية كنز كبير لم يوف حقه من الدرس .. ويُستفاد منه عالميا .. وثمة نصوص صوفية غاية في الأهمية من الناحية الفلسفية .. وفي بروكسيل "طريقة صوفية بلجيكية" أقل أعضائها علما مهندس أو طبيب .. رئيسهم الدكتور (عمر فن دن بروك)! ومن العجيب أن المركز الإسلامي في بروكسيل، وهو يتبع للسعودية، عينه منذ سنوات مسؤولا عن العلاقات العامة! ولا شك في أن الفراغ الروحاني في الغرب هو الذي يجعل مثقفين غربيين كثيرين يدخلون الإسلام عبر التصوف الإسلامي .. وهذا الاهتمام بالتصوف تزايد حتى حل محل الاهتمام
              التقليدي للغربيين المتعطشين للروحانية باليوغا وغيرها من فلسفات الشرق الروحانية.

              وتحية طيبة.
              ـــــــــــــــــــــــــــــ

              *** انظر مثلا: http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=476

              [/align]
              عبدالرحمن السليمان
              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
              www.atinternational.org

              تعليق

              • محمد جابري
                أديب وكاتب
                • 30-10-2008
                • 1915

                #22
                الأستاذ عبد الرحمن السليمان

                الأستاذ عباس حكيم، يحاول تعمية الحقائق عن هذا الموضوع والذي هو عقيدة عند الدروز.
                ومن طبيعة الدروز لا يكتبون ولا يبينون عقائدهم وقد أتقن التبليغ والوصية الدينية.
                التعديل الأخير تم بواسطة mmogy; الساعة 28-03-2024, 14:55.
                http://www.mhammed-jabri.net/

                تعليق

                • د. وسام البكري
                  أديب وكاتب
                  • 21-03-2008
                  • 2866

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
                  الأستاذ عبد الرحمن السليمان

                  الأستاذ عباس حكيم، يحاول تعمية الحقائق عن هذا الموضوع والذي هو عقيدة عند الدروز.
                  ومن طبيعة الدروز لا يكتبون ولا يبينون عقائدهم وقد أتقن التبليغ والوصية الدينية.
                  الأستاذ الفاضل محمد جابري
                  أرجو التروّي في اتهام الباحثين، فليس كل ما لا يتفق مع مذاهبنا ومعتقداتنا هو نقض لها، أو التبشير بها، بل لا بدّ من فُسحة للحوار الفكري وتلاقح الأفكار، وإلا سنصل إلى ما يُسمّى بـ الإرهاب الفكري، وهذا ما لا نرتضيه أبداً.
                  إنّ الموضوع أكبر من عقيدة مِلة أو عقيدة طائفة، وما فلسفتنا الإسلامية إلا مزيج من فلسفات متعددة، استطاع الفلاسفة المسلمون صهرها في بوتقة الإسلام، لكنّ فلاسفتنا صيَّرُوها تتمحور في العقيدة الإسلامية، ومَن يُنكر ذلك ؟ ! ولو بقينا هكذا على (الرواية فقط) أو بما يُسمّى بالدليل النقلي أو السّماعي لَما استطاع الإسلام أن يصمد أمام التيارات والفلسفات التي تُثير الشّبهات العقيدية، والمشكلات والمسائل الفكرية العويصة.

                  فلنمنح أنفسنا مجالاً رحباً من الحوار، وإذا كنّا نملك أدلة وبراهين مناقضة، فلنَخُض فيها، وأمّا الحجر على أفكار الآخرين بحجج واهية، فلن تمنحنا إلا مزيداً من الإنغلاق والتحجر؛ وهذا هو الأشد ضرراً على العقيدة الإسلامية، لأن عصرنا هذا (بل التاريخ يشهد أن هذا في كل عصر) يعترف بالأدلة الفكرية والعقلية الساندة للدليل السّماعي، ولا تظنّنَّ أن الحوار الداخلي في الفكر الإسلامي نفسه (أقصد بين المؤمنين بعقيدته الأساسية التوحيد والنبوة) يعتمد على الدليل النقلي فقط كالآيات الكريمة أو أحاديث الرسول (ص)، بل كثيراً ما يعتمد على الأدلّة العقلية والمنطقية.

                  إنّ كل عمل لا يستند إلى نظرية، أو فلسفة أو فكرٍ ما، فهو عملٌ أعمى، وهذا ينطبق على مجالات الحياة العلمية والفنية والإنسانية كافة.
                  مع التقدير.
                  د. وسام البكري

                  تعليق

                  • عبدالرحمن السليمان
                    مستشار أدبي
                    • 23-05-2007
                    • 5434

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
                    الأستاذ عبد الرحمن السليمان

                    الأستاذ عباس حكيم، يحاول تعمية الحقائق عن هذا الموضوع والذي هو عقيدة عند الدروز. ومن طبيعة الدروز لا يكتبون ولا يبينون عقائدهم وقد أتقن التبليغ والوصية الدينية.
                    [align=justify]
                    الأستاذ الفاضل محمد جابري،

                    بغض النظر عن ديانة الأستاذ حكيم عباس أو مذهبه - وهذا أمر مخصوص بالأستاذ لا دخل لنا به - فإني أراك تسرعت في الحكم على أن الموضوع عقيدة مخصوصة بالدروز وأن الأستاذ حكيم عباس يمارس التقية الدينية!

                    فعقائد التقمص والحلول وتناسخ الأرواح عقائد شرقية نشأت مع الهندوسية والبوذية وهي غريبة كليا عن ديانات الوحي (الإسلام والنصرانية واليهودية)، وما علق منها في بعض التيارات الإسلامية (التصوف مثلا عند الحلاج وابن عربي وغيرهما) وكذلك عند بعض المذاهب المنبثقة عن الإسلام (مثل النصيرية والإسماعيلية والدروز) من اعتقاد يتصل بالحلول والتقمص، إنما كان نتيجة لتلاقح الفلسفات الشرقية والغربية بالتصوف الإسلامي في بغداد في العهد العباسي.

                    إذن يتعلق الأمر بتيارات فلسفية وافدة من الشرق، لذلك لم يعرفها العرب جيدا مثلما عرفوا فلسفة اليونان التي اهتم بها فلاسفة المسلمين .. لذلك كل مساهمة في التعريف بها مساهمة مفيدة لمثقفينا ومثقفاتنا.

                    وتحية طيبة عطرة.
                    [/align]
                    عبدالرحمن السليمان
                    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                    www.atinternational.org

                    تعليق

                    • محمد جابري
                      أديب وكاتب
                      • 30-10-2008
                      • 1915

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري مشاهدة المشاركة
                      الأستاذ الفاضل محمد جابري
                      أرجو التروّي في اتهام الباحثين، فليس كل ما لا يتفق مع مذاهبنا ومعتقداتنا هو نقض لها، أو التبشير بها، بل لا بدّ من فُسحة للحوار الفكري وتلاقح الأفكار، وإلا سنصل إلى ما يُسمّى بـ الإرهاب الفكري، وهذا ما لا نرتضيه أبداً.
                      إنّ الموضوع أكبر من عقيدة مِلة أو عقيدة طائفة، وما فلسفتنا الإسلامية إلا مزيج من فلسفات متعددة، استطاع الفلاسفة المسلمون صهرها في بوتقة الإسلام، لكنّ فلاسفتنا صيَّرُوها تتمحور في العقيدة الإسلامية، ومَن يُنكر ذلك ؟ ! ولو بقينا هكذا على (الرواية فقط) أو بما يُسمّى بالدليل النقلي أو السّماعي لَما استطاع الإسلام أن يصمد أمام التيارات والفلسفات التي تُثير الشّبهات العقيدية، والمشكلات والمسائل الفكرية العويصة.

                      فلنمنح أنفسنا مجالاً رحباً من الحوار، وإذا كنّا نملك أدلة وبراهين مناقضة، فلنَخُض فيها، وأمّا الحجر على أفكار الآخرين بحجج واهية، فلن تمنحنا إلا مزيداً من الإنغلاق والتحجر؛ وهذا هو الأشد ضرراً على العقيدة الإسلامية، لأن عصرنا هذا (بل التاريخ يشهد أن هذا في كل عصر) يعترف بالأدلة الفكرية والعقلية الساندة للدليل السّماعي، ولا تظنّنَّ أن الحوار الداخلي في الفكر الإسلامي نفسه (أقصد بين المؤمنين بعقيدته الأساسية التوحيد والنبوة) يعتمد على الدليل النقلي فقط كالآيات الكريمة أو أحاديث الرسول (ص)، بل كثيراً ما يعتمدون على أدلّتهم العقلية والمنطقية.
                      [b][color=#0000ff][/


                      color]
                      [/b
                      ]
                      إنّ كل عمل لا يستند إلى نظرية، أو فلسفة أو فكرٍ ما، فهو عملٌ أعمى، وهذا ينطبق على مجالات الحياة العلمية والفنية والإنسانية كافة.
                      مع التقدير.
                      الأستاذ د. وسام البكري؛

                      مع كل احترامي وتقديري أراك انفعلت أكثر من اللازم، فالمخالف للرأي أو العقيدة ليس مقصيا أو متهما وإلا لكان ضمن قانون الملتقى المنحى الفكري لأصحابه كما تفعل ذلك بعض المنتديات، فإن قلت بأن هذا الفكر ينتسب للعقيدة الفلانية، ومن عادة أصحابها التكتم عنها، وبأن السيد قد بلغ وأجاد الحبكة، فهل هذا ثناء أم اتهاما؟؟؟

                      وأراك رددت بعنف غير معهود فيك، وأقول كان عليك أن تثبت عكس ما جاء في مداخلتي، فالرد العلمي هي الضربة القاضية المسكتة...

                      وما على المخالف إلا مراجعة تصريحات الإخوة الدروز في موضوع أصحاب النار لإسماعيل الناطور. وأرى في هذا الموضوع مداخلة لأحد النبهاء الفضلاء من الدروز.

                      فالحوار العلمي يستند للأدلة لكنني أراك تكلمت هنا بصفتك الإدارية، لا بصفتك محاورا. فقد سبق أن اختلفنا، وكنت أكثر، أكثر لطافة.

                      فتبادل المعارف ليس اتهاما، بل حوارا.

                      أما عن قولك : " وأمّا الحجر على أفكار الآخرين بحجج واهية، فلن تمنحنا إلا مزيداً من الإنغلاق والتحجر؛ وهذا هو الأشد ضرراً على العقيدة الإسلامية، لأن عصرنا هذا (بل التاريخ يشهد أن هذا في كل عصر) يعترف بالأدلة الفكرية والعقلية الساندة للدليل السّماعي،

                      وأقول ومن قال العكس؟ وأين؟

                      وتضيف : " ولا تظنّنَّ أن الحوار الداخلي في الفكر الإسلامي نفسه (أقصد بين المؤمنين بعقيدته الأساسية التوحيد والنبوة) يعتمد على الدليل النقلي فقط كالآيات الكريمة أو أحاديث الرسول (ص)، بل كثيراً ما يعتمدون على أدلّتهم العقلية والمنطقية."

                      أستاذي الكريم؛
                      كتبت عدة مواضيع في العقيدة الإسلامية، وبخاصة فيما يتعلق بأفعال الله وهي أصعب الميادين وأكبرها حساسة ويعتبرها الفقهاء "الفقه الأكبر"ولم ألتفت إلى فلسفة بل ما كان سبيلي في ذلك إلا الدليل من كتاب وسنة.

                      نعم نجد المعتزلة والأشعرية الماتريدية وغيرهم من مفكرين غرتهم نظرتهم، أو تاب منه صاحبه ولزق الناس به مثل الأشعري، من يستندون إلى الفلسفة والانحرافات في التأويل ووو...

                      وكل عقيدة خارج الكتاب والسنة شخصيا أنا منها براء؛ إذ الكتاب جاءنا بتمامه ولا نقص فيه وما فرط الله فيه من شيء. أما السنة فلا تؤسس للعقيدة لكون أكثرها ورد من باب الخبر الآحاد، الذي لا يفيد اليقين، وإنما تأتي شارحة ومفصلة ما أجمل في الكتاب.
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 22-12-2009, 09:23.
                      http://www.mhammed-jabri.net/

                      تعليق

                      • محمد جابري
                        أديب وكاتب
                        • 30-10-2008
                        • 1915

                        #26
                        الأستاذ عبد الرحمن السليمان؛

                        رددت على أخي د. وسام البكري بما رأيته ردا علميا، ويأتي ردك له محالفا، فإني أعتذر عن هذه المداخلة، والتي فعلا لم أجد فيها من الروية ما يترك فرصا للتأويل، وقد كتبتها في وقت كان فيه النوم يغالبني.
                        التعديل الأخير تم بواسطة mmogy; الساعة 28-03-2024, 14:56.
                        http://www.mhammed-jabri.net/

                        تعليق

                        • مصطفى شرقاوي
                          أديب وكاتب
                          • 09-05-2009
                          • 2499

                          #27

                          الأستاذ // الحكيم عباس ...

                          كان مني التركيز والإنتباه قدر الإمكان لبحثكم العميق وما هو أعمق من الداخل .... واسمح لي بمداخله عامه ........ فيالمحاورة الأول . حول المضمون المعرفي و استخداماته ، أي ما جاء به من معلومات و استخداماتها عمليا في مختلف المجالات.
                          ولكن اسمح لي في المبتدأ بأن أقوم بعمل مقارنه سريعه ومفارقه بين "الشعور الوجداني - الإلهام الروحي -التخيل الإبتكاري " وهذه التفرقه للفصل بين الأحاسيس والأفكار ....
                          وعن الشعور : فجميعنا يشعر كلنا يحٌس فأنت تشعر نفس شعوري عندما يتم وخزنا في مكان حساس كلانا يتألم ولكن هذا الشعور مع التكرار لأحدنا يفقده الشعور بالألم أو لنقل يجعله معتادا على هذا الوخز فلا يتألم مثلما تألم في المبتدأ ..... إذاً الشعور يترقى ويختلف من شخص لآخر حسب تجاربه .

                          الإلهام وهو العمليه الروحيه التي تتم من خلال الحس الداخلي والعالم الغامض الذي لا يعرفه بشر على ظهر البسيطه وبالرغم من أن شخصكم الفاضل فرق بين التقمص الوجداني وأبعده عن الروح إلا أننا نراه واضحاً جلياً عندما تفضلت بذكر المشاركه المتوقعه من الشخص الذي يهاتفني وتوقع ما يحدث وقمت بربطها بالعقل فأنا لا أعرف كيف نربط حركه حسيه بالفكر العقلي وكان من الأولى أن نربطها بالتواصل الروحي الذي هو أقرب للحقيقه من التقمص أو الحلول .... فنحن تعلمنا من معلمنا صلى الله عليه وسلم بأن " الأرواح جنود مجنده من تعارف منها ائتلف ومن تنافر منها اختلف " وكذا كان من الاولى أن تجد أشخاصا تألفهم من مجرد المقابله او المكالمه فضلا عن معاشرتهم هذا من وجهة نظري في الجزئيه الخاصه بالإلهام الروحي .

                          التخيل الإبتكاري : هو ما يستخدمه أساتذة التصوف بداية من الوحده وحتى هلوساتهم بالإتحاد والحلول وعلى مختلف أشكاله نجد بأنهم يستخدمون آليات فتح أذهان من يجالسهم بنبرات صوت معينه وتعبيرات وجه محدده وإستخدام لغة ميلتون بتعميم المخصوص فيجد الشخص بداخله اتساعا بقدر حرفة الشيخ أو المريد الذي أمامه حيث فتح باب التصاوير الذهنيه أمر ليس باليسير إذ لابد من شخص تتوافر فيه حكمة التصوير اللفظي مع التعبير الحركي والإستجابه بحسب الإستعداد .

                          السبب في المقارنه السابقه .... هي مفارقه أراك ذكرتها في نصوصك التي هي موضوع البحث بحيث دار الحوار بحسب قراءتي له بين الحس والشعور - الإلهام من المنظور الروحي - التخيل الإبتكاري .
                          لذا فقد برز من الفلاسفه الأسماء الشهيره وهذا ما يجعل الفلسفه غالبه على طرحك القيم ..

                          ولكن أيضا تعلمنا بأن هناك روح خالده لا تموت بمجرد انتقالها من هذا العالم الذي قمت وتفضلت بتصويره في جزء بحثك الأول وهو ما يختص بتعريف الإنسان والذي ورد فيما معناه أنه هو الكائن الذي جاء إلى الدنيا وهو ليس وحيدا وسيذهب الى القبر وحيدا فهل نفهم من هنا أن الروح انتهى دورها بمجرد انتقالها للعالم البرزخي ؟
                          بالطبع لا فهناك أرواحا لا تموت كما ذكرت لكم آنفا وهي روح الشهيد بنص كلام الله عز وجل " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا .. بل أحياء ) وعن أرواحهم فهي خاصه بهم تسرح لأجلهم في الجنه وتتنعم لهم في هيئة حواصل طير خضر ولو كان التقمص لكان أولى أن نقوم بذكر هذه النقطه وهي نقطة انتقال الروح من الجسد الآدمي الذي هو آله تنتهي بمجرد الموت بينما تأتي الطير الخضر لترتدي تلك الروح وتتقمصها وتسرح بها وتنعمها , وأيضاً فباقي الأرواح تنعم وتعذب وترى كما لو أنها حية فقط الجسد ملقى والكيف مجهول والدليل على ذلك منامكم بالليل والنهار .


                          الشاهد في الأخير : أنه لا يصح أن نفصل الوجدان أو التخيل الإبتكاري عن العمليه الروحيه فالروح لها غذاء ولن تتغذى هذه الروح وتحيا إلا بتفاعل الحس والوجدان مع الخيال الخصب الحي وبحسب دقة ما جاء من أخبار لهذه الروح وكذا التصاوير تجد الروح ترتقي لتعيش حياةً مختلفةً تماما هي الحياة المرسومه في ذهنه الحاضرة أمام شعوره الذاهبه بروحه حيث هذا الشئ المرسوم إن لم يكن أصبح أصلا اصيلا لهذه الروح .. وبحسب شفافية الروح وسرعة استجابتها تكون التلبيه , فنحن نسمع عن الجلسات الروحيه وعن كلمة الروحانيات ولكن ليس الجميع يستخدمها استخداماتها الصحيحه إذ جئت في نهاية بحثك بأسماء بعض من يستخدمون هذا الفن التصويري لجلب المشاهد الحسيه لهذه الروح فمنهم من يستخدمها لأهوائه الشخصيه ومنهم من يستخدمها ليتربح منها كـ " الدجال " ومنهم من يستخدمها لحقائق باقيه غاليه وقيم هو بصددها يريد إيصالها للجميع في قالب يبلغ من القبول المبلغ العظيم وكل بحسب شفافيته وجلاء سريرته ... ويبقى بحثك جاريا ولن ينتهي واظنه لن يغلق لأن مسألة الروح مسأله خفيه مبهمه لن ندرك منها إلا بقدر ما أوتينا من العلم وما معنا من العلم لا يكفي للولوج في بحر الحديث عنها ..................... لك خالص التحيه
                          التعديل الأخير تم بواسطة mmogy; الساعة 28-03-2024, 14:57.

                          تعليق

                          • د. م. عبد الحميد مظهر
                            ملّاح
                            • 11-10-2008
                            • 2318

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
                            الأستاذ عبد الرحمن السليمان

                            الأستاذ عباس حكيم، يحاول تعمية الحقائق عن هذا الموضوع والذي هو عقيدة عند الدروز.
                            ومن طبيعة الدروز لا يكتبون ولا يبينون عقائدهم وقد أتقن التبليغ والوصية الدينية.
                            الأستاذ الفاضل محمد جابرى

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                            تحية طيبة

                            حتى تتضح الحقيقة من النقاش السابق ، وحتى نحاور بهدوء ، و حتى نلتزم بالمنهج العلمى ، فالرجاء التالى:..

                            اولاً: أنت قلت..
                            الأستاذ عباس حكيم، يحاول تعمية الحقائق عن هذا الموضوع
                            و لم تثبت هذه العبارة.

                            المنهج العلمى يبدأ بوضع المعلومات والحقائق ( عقيدة الدروز فى المقالة السابقة) مع التوثيق السليم أولا ، ثم يحللها ثانيا ، ثم يصل لإستنتاجات ظنية ثالثاً ( اليقين يحتاج علم أكثر من التحليل لأن أكثر ما يدور فى مجال الفكر ظنى بإختلاف درجات الظن) ، ثم يعرض ما توصل إليه. ومن هنا يمكن التأكد او عدمه من...تعمية الحقائق

                            ثانياً: قلت:

                            والذي هو عقيدة عند الدروز. ومن طبيعة الدروز لا يكتبون ولا يبينون عقائدهم
                            و المنهج العلمى يحتم من اجل صحة المقارنة بين ما ذكر و بين عقيدة الدروز ان نشرح ونوثق عقيدة الدروز من مصادرها و مقارنها بما ذكر فى المقالة. و هنا إشكالية فكرية و هى:...

                            إذا كان من طبيعة الدروز عدم تبيين و لا كتابة عقائدهم ...فكيف يستطيع الإنسان ان يعرفها و هى مخبوءة فى عقول وقلوب الدروز؟ هل هناك كتابات لدروز تخلوا عن عقيدتهم و كتبوا عنها و فضحوها؟

                            ملحوظة: ما ينقل وينسخ على الأنترنت يجب توثيقه بالإعتماد على طرق التوثيق المتفق عليها علميا فى الجامعات و مراكز الابحاث ، فغالب ما ينقل على النت لا يوثق به

                            ثالثاً: و قلت
                            وقد أتقن التبليغ والوصية الدينية.
                            عبارة غير مفهومة ،اتقن التبليغ و الوصية....

                            اتقن من الفاعل؟..فعل الإتقان...
                            و كيف اتقن ؟
                            وما هى الوصية؟

                            و اعتقد بتوضيح النقاط السابقة ستتضح الأمور و يمكن للقارىء ان يقتنع ان الأستاذ عباس حكيم يدعو للمذهب الدرزى بإتقان

                            أو لا يقتنع القارىء

                            ومن هنا نرى الرأى و الرأى الآخر و على القارىء ان يحكم

                            وتحياتى
                            التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 22-12-2009, 15:49.

                            تعليق

                            • د. م. عبد الحميد مظهر
                              ملّاح
                              • 11-10-2008
                              • 2318

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى شرقاوي مشاهدة المشاركة
                              [align=center]
                              الأستاذ // الحكيم عباس ...
                              [/align]
                              كان مني التركيز والإنتباه قدر الإمكان لبحثكم العميق وما هو أعمق من الداخل .... واسمح لي بمداخله عامه ........ فيالمحاورة الأول . حول المضمون المعرفي و استخداماته ، أي ما جاء به من معلومات و استخداماتها عمليا في مختلف المجالات.
                              الأستاذ الفاضل مصطفى شرقاوي

                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                              أشكرك على اسلوب الطرح و العرض و السؤال ، و هذا ما نرجوه فى ملتقى الحوار الفكري و الثقافى. المناقشة بهدوء و بعقل لتتضح الحجج.

                              وتحياتى

                              تعليق

                              • حكيم عباس
                                أديب وكاتب
                                • 23-07-2009
                                • 1040

                                #30

                                تحيّة طيّبة لجميع الأساتذة الأفاضل
                                أشكركم جزيل الشكر على مداخلاتكم الطيّبة

                                1. ما أودّ توضيحه ، و بكلّ بساطة ، هذا بحث ، دوري فيه التنسيق و الترتيب و التّجميع و لم أخترعه و لم أضع فيه بنات أفكاري ، بحث و الله العظيم بحث كأيّ بحث يقوم به أكاديمي أو متخصّص عن أي موضوع .

                                2. موضوع بحثي هو ما ترجم بالعربية "التّقمّص الوجداني" = empathy و ليس موضوع بحثي هو "التّقمّص" = تناسخ الأرواح =reincarnation ، لكنّني أوردت في المقدّمة حديثا عن تناسخ الأرواح كي أضع أمام إخوتي المنشغلين بالترجمة قضية مهمة ، و هي اللّبس الذي يحدثه المصطلحان "التقمص" و "التّقمص الوجداني" و لا يوجد أي علاقة بينهما (أنظر إلى الأصل الانكليزي مثلا كم يتباعدان) لأطرح السؤال: كيف نتلافى مثل هذه الأمور في الترجمة ؟ و هذا أحد المحاور التي ثبّتها في نهاية الموضوع للحوار. هذه النقطة بالذات ، انطلق منها من هاجم الموضوع و كأنّه ترويج لتناسخ الأرواح و فلسفتها ، و أخيرا ترويج لمعتقدات الدّروز !!!! يا إخوان لقد قلت أيضا في المقدّمة أن تناسخ الأرواح من معتقدات الدروز ، فأين التمويه و أين الترويج؟؟
                                لم تفتني أي كبيرة أو صغيرة فيما يخص الحيطة من التأويل إلاّ و نبهّت لها ، و مع ذلك حصل و ما زال يحصل هذا التأويل الغريب.. طيّب ، بعد ما أكتب بصريح العبارة عن الّلبس بين تقمص الأرواح و التقمص الوجداني ، و بصريح العبارة عن مشاكل الترجمة و أضعه محور للنقاش ، و بصريح العبارة أكتب عن معتقد الدروز و غيرهم ، و بصريح العبارة أقول هدفي أن نفهم ما معنى التقمص الوجداني و كيف ساهمنا من خلال الفلسفة الصوفية فيه ، و بصريح العبارة أريد ان أضيء على دور الحضارة و الثقافة العربية الإسلامية في هذا المجال ... بعد كلّ هذا و بعد كل كلامي الواضح يأتيني متشكّك بكلام لا أفهم من أين و كيف و لماذا؟؟ تعمية الحقيقة !!!!!!!! أي حقيقة؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فليتكرّم علي اي متطوّع أو فاعل خير و يرحمني و يقول لي اي حقيقة ؟؟ أي حقيقة التي اريد ان أعمي البشر عنها؟؟؟!!!
                                فعلا شيء يجعل الإنسان يفكر في جدوى حتى الكتابة نفسها .. لماذا نكتب أصلا، طالما كل منّا تبرمج على شيء و يعمل ضمن برنامجه و لا يرى إلاّ ما يريد ..!!

                                3. لو قمت ببحث عن مدى دقة وتنظيم قيادة الأركان في جيش الدّفاع الإسرائيلي ، هل سأتّهم بالتّجسس لصالح إسرائيل ، و الترويج للصهيونية؟؟؟؟

                                أقسم بالله العظيم أن هذا بحث .. بحث ، كما كان يفعل العرب منذ ألف سنة و يزيد يترجمون و يبحثون ، فهل هذا غريب و هجين عنّا إلى هذا الحد؟؟؟

                                هل يعقل أن يتعرض موضوع بحثي محض للهجوم مرّتين في ملتقى النخبة؟؟!!

                                الشكر الجزيل للأستاذ الدكتور وسام البكري و الدكتور عبدالرحمن السيمان على جهودهما لمحاولة وضع الموضوع في نصابه الصحيح .

                                تحياتي
                                حكيم

                                التعديل الأخير تم بواسطة mmogy; الساعة 28-03-2024, 14:58.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X