[align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]حوار الحضارات و شرقنا الفاتن[/align][/cell][/table1][/align]
[align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]الشرق .... الغرب…. كلمتان أصبحتا مصطلحين ، الأول يعني كل ما يختزنه الشرق الجغرافي من تقاليد و عادات و أسلوب حياة ومفاهيم و ثقافة و منظومات قيم و أخلاق و معتقدات و صولا إلى الإرهاب . أمّا الثاني ، الغرب ، يعني نفس الأشياء في مكان جغرافي آخر لكن بدون الإرهاب.
فمنذ أن استفاق الغرب ، جلب معه الّنزعة للفصل بينه و بين الشرق ، كأمر طبيعي (!) بين أي شيئين مختلفين ضدّين . الفصل لا يعني التقابل ، إلا أن القيمتين هما قيمتان إنسانيتان متقابلتان حقيقة. لماذا خضع المؤرخون و المفكرون و رجال الدّين و انصاعوا للسياسيين و أجبروهم على إتّخاذ وضعية التقابل التاريخي و الحضاري و القيمي ؟؟ لا ندري . لكن علينا أن ندري.
محصلة حاصل أن تبدأ المقارنة بين أيّ قيمتين متقابلتين ، من بوابة المقارنة دخلنا إلى المُفاضلة ، أيّهما أفضل ؟ هنا كانت بداية العنصرية ، ومن هنا ابتدأ بطش الغرب العنصري بالشّرق . و حين تخطىّ هذا البطش حدود الخيال في حيوانيته و غرائزيته و ساديته و إجرامه ، " فقّسوا " لنا بمصطلح "الإرهاب " علّه يوازن شيئا من ما يقومون به ، ما يسمّونه في علم النّفس بـ "الإسقاط". ( نلخص هذه الحركة التاريخية على النّحو التّالي: فصل القيم – التقابل – المقارنة – المفاضلة – العنصرية – البطش . في كلّ مرحلة هناك خلفية داعمة تعصبية دينية ، ضرورة سياسية ، أو حاجة اقتصادية ، أو كلّها معا )
القوي هو الذي يفرض القتال و يؤجّج الصّراع ، المتفوق في الصّراع هو الذي يعمّم و ينشر ثم يفرض و جهة نظره و يكتب التاريخ . بديهيات تنطبق على معظم القضايا التي تشغل بال البشرية ، لكنّ الغرب تجاوز حدود البديهيّات التاريخية ، و لم يكتفِ بكتابة التّاريخ ، بل يريد أن يفرض نظام قيمه و تفاصيل ثقافته ، و يمحق أي خصوصية فوق كوكب الارض لسواه.
الشرق لم يكن قويا طيلة ثلاث مائة أو أربع مائة سنة خلت (إن لم يكن أكثر ، عمليا منذ سقوط الأندلس) ، حملت هذه القرون في رحمها عنصرية و فوقية و إمبريالية الغرب ، التي تتوّجت باستعمار الشرق . الإستعمار مثل الطاقة ، لا تفنى و لا تستحدث ، بل تتحول من شكل لآخر . الاستعمار يختفي كمباشر و يتحول إلى أشكال مختلفة أكثر عصرية و مواكبة : استغلال الثروات (الطاقة) ، السوق (التجارة الحرّة ثم اليوم العالمية و العولمة)،الثقافة من أجل إضعاف الخصوصية و الأصالة منبع التمرد و الرفض . كل ذلك في بوتقة النهوض بشعوب العالم الثالث !!! مساعدتها على التحضّر !!! تحويلها إلى ديمقراطية !!! في ظلّ سيطرة تقنيّة و علمية و معلوماتية شاملة على الأرض و في الفضاء.
لأن المعركة ساخنة ، و نتائجها تحدّد كل شيء في الغرب ، من مستوى معيشة الفرد الواحد ، و صولا لمنظومته الأخلاقية و مرتكزاته الثقافية التي على أساسها ظل قرونا يشعر بالزّعامة و القيادة و الفوقية ، لذلك ، جُندت في الغرب كل الطاقات لإبقاء السيطرة و الوضع على ما هو عليه . ابتداءا بتعلّم اللغة العربية و التعرّف على الإسلام و البوذية في الهند و الشرق الأقصى ، و رحلات الاستكشاف و التبشير ، و المساعدات الإنسانية من مدارس وجامعات و مستشفيات و جمعيات و دعم مادي متنوع و متشكل ، إلى الماقدونالد والكاوبوي و الباسكن روبنز ....الخ
الاستشراق يضمّ في ثناياه معظم هذه الأدوات . هذا لا يعني بأي شكل أن ليس هناك جانب إيجابي لكل واحدة من هذه الأدوات إذا ما أخذت لوحدها ، و لايعني عدم وجود غربيين ، أفرادا ، لم يكونوا عنصريين و لم يكونوا فوقيّين و لا سلبيين و لا مستعمرين. لكن بالتأكيد استغل دورهم و أعمالهم ، جُندت لخدمة الهدف الرئيسي.
الفضيحة الكبرى التي سمّت الأشياء بأسمائها ، وعرت الغرب على حقيقته ، و كشفت عن خطابه الاستعماري المتأصّل الفوقي الرّافض للتّبدّل في جوهره و الذي يصبغ جلّ حركته ، كان كتاب ادوارد سعيد ، "الاستشراق" . سريعا تسلّلت رؤية المفكر العربي المغترب إلى كلّ جوانب الحياة الثقافية و السياسية الغربية.
معالجة ادوارد سعيد ، كانت واضحة ، جلية ، قوية ، قاسية ، حادة كسكين أربكت الغرب .المتابع للثقافة الغربية ، لاحظ تأثير الارتباك الثقافي ، و كيف بدأ يلوح بالأفق شبح انهيار أخلاقي للثقافة الغربية في جانبها الاستشراقي و إدعائها بتأدية رسالتها الإنسانية .
طبيعي أن ترد الثقافة الغربية . واحدة من أهم الردود على يد صموائيل هانتنقتون صاحب مصطلح آخر بنفس خطورة مصطلح ادوارد سعيد "صراع الحضارات" ، لكن بالإتجاه المعاكس. ترتب على هذا المصطلح حركة عملية على أرض الواقع و هي إستشراس الغرب في الهجوم على الشرق ، خاصة العربي ثم الإسلامي ، هجوما مبرمجا ومنهجيا يبدأ من التّعامل على مستوى الفرد ، و يتوج في الإجرام و استعراضات القوة العارية و البطش المباشر في العراق و لبنان و فلسطين وأفغانستان ، رأس حربته ، الأصولية الدينية المتصهينة و المأدلجة بالفوقيّة و العنصرية ، المفعمة بالدور التاريخي المُناط بها من الله لمصلحة الإنسان و الخير!!
معالجة ادوارد سعيد ، كانت واضحة ، جلية ، قوية ، قاسية ، حادة كسكين أربكت الغرب .المتابع للثقافة الغربية ، لاحظ تأثير الارتباك الثقافي ، و كيف بدأ يلوح بالأفق شبح انهيار أخلاقي للثقافة الغربية في جانبها الاستشراقي و إدعائها بتأدية رسالتها الإنسانية .
طبيعي أن ترد الثقافة الغربية . واحدة من أهم الردود على يد صموائيل هانتنقتون صاحب مصطلح آخر بنفس خطورة مصطلح ادوارد سعيد "صراع الحضارات" ، لكن بالإتجاه المعاكس. ترتب على هذا المصطلح حركة عملية على أرض الواقع و هي إستشراس الغرب في الهجوم على الشرق ، خاصة العربي ثم الإسلامي ، هجوما مبرمجا ومنهجيا يبدأ من التّعامل على مستوى الفرد ، و يتوج في الإجرام و استعراضات القوة العارية و البطش المباشر في العراق و لبنان و فلسطين وأفغانستان ، رأس حربته ، الأصولية الدينية المتصهينة و المأدلجة بالفوقيّة و العنصرية ، المفعمة بالدور التاريخي المُناط بها من الله لمصلحة الإنسان و الخير!!
هذا ما يحدث علنا و ذاك ما يحدث خلف الستار في عالم الثقافة و النُّظم الأخلاقية و القيم و المفهوم الفلسفي عن الحياة و عن أنفسنا و حقوق كل مناعلى وجه هذا الكوكب.
للشرق سحر جذاب لأي إنسان يعيش في الغرب ، هذه حقيقة يجب عدم إغفالها .
أذكر قبل إثنى عشر عاما زارني في قريتي أحد الأصدقاء العزيزين جدا ، و هوغربي بالأصالة لا بالتّجنس ، من أحد الدول الأوروبية . و عندما حلّ الليل و تقدم ، خرجنا نسير معا بين الحقول خارج القرية ، و كانت ليلة شبه مظلمة . نظر إلى السماء و أطال النظر ، طلب أن نجلس فوق الحشيش و نصمت و أدعه ينظر إلى السماء ... امتثلت لرغبته ، و بعد بعض الوقت قال: الآن فهمت لماذا خرج كل الأنبياء من هذه الأرض( و يقصد الشرق) ، و الآن عرفت لماذا كل رُسُل السّماء من هنا . السماء هنا قريبة جدا ، هي مباشرة فوق الرأس، أنظر إلى النجوم ما أكثرها ... ما أقربها ... تكاد تسقط فوق رأسي....
أذكر قبل إثنى عشر عاما زارني في قريتي أحد الأصدقاء العزيزين جدا ، و هوغربي بالأصالة لا بالتّجنس ، من أحد الدول الأوروبية . و عندما حلّ الليل و تقدم ، خرجنا نسير معا بين الحقول خارج القرية ، و كانت ليلة شبه مظلمة . نظر إلى السماء و أطال النظر ، طلب أن نجلس فوق الحشيش و نصمت و أدعه ينظر إلى السماء ... امتثلت لرغبته ، و بعد بعض الوقت قال: الآن فهمت لماذا خرج كل الأنبياء من هذه الأرض( و يقصد الشرق) ، و الآن عرفت لماذا كل رُسُل السّماء من هنا . السماء هنا قريبة جدا ، هي مباشرة فوق الرأس، أنظر إلى النجوم ما أكثرها ... ما أقربها ... تكاد تسقط فوق رأسي....
هذا هو الشرق الفاتن و المقدس . إعجاب و افتنان بالشرق ، خالص و صادق ، لا علاقة له بكل ما قلناه عن الشرق و الغرب و صراعهما ، لكن حتى هذا استغل تماما و ما يزال ، و باعتراف صديقي!!!.
عندما نقول الاسشراق بمفهوم ادوارد سعيد ، نعني كلّ الجوانب الثقافية بما في ذلك الفن الذي لم يسلم من نرجسية الغرب و تمركزه حول ذاته .
جاء الفنّانون الغربيون و اشتموا رائحة الشرق و استحموا تحت شمسه و عادوا لديارهم يرسموننا خيولا و معارك و صيد و مواجهة حيوانات مفترسة و تحف و سجاد شرقي ، و آثار و مساجد ومآذن و صلاة و صحاري.
جاء الفنّانون الغربيون و اشتموا رائحة الشرق و استحموا تحت شمسه و عادوا لديارهم يرسموننا خيولا و معارك و صيد و مواجهة حيوانات مفترسة و تحف و سجاد شرقي ، و آثار و مساجد ومآذن و صلاة و صحاري.
المرأة تحتل أكثر من نصف هذه الأعمال الفنية ، جلساتها الرومنسية و ملابسها المزركشة ، ذات الألوان الصاخبة ، تشبه ثياب "الجيبسي" (النور) في أوروربا . الأكثرهي أعمال "النود" (العاريات). لوحات العاريات يقاربن نصف الأعمال الفنية . تركز ظهورهن في موضوعين : الاول حريم ( بالمعنى التركي للكلمة ، الزوجات الكثيرات و جيوش الجاريات) يرقصن و يتعرين و الثاني في الحمامات العامة عاريات... يداعبن العبيد بشكل فاضح ، أو يدلك أجسادهنّ البيضاء الأخّاذه عبيد سود ( اسقاط لعنصرية مزدوجة) .
يجب أن لا نغفل حقيقة أن هذا الموضوع طُرح في الفن الغربي أيّام ما كان الغرب محافظا اجتماعيا و متدينا متزمتا ، يجمع الجيوش الصليبية و الفرسان الحمر و حراس الهيكل ... إلى آخر القائمة لتخليص بيت المقدس من براثن الهمجيين الوثنيين و قبائل البدو و العرب البدائيين . حتى يومنا هذا في القرى الأوروبية ، و بين فلاحيها و أوساط المتدينين ما زلنا نسمى بالوثنيين = heathen أو pagan
تقرأ بهذه اللوحات العرض الإباحي ، الفوقي ، العنصري الاستهزائي لنسائنا الشبقات المُحتقرات من رجالنا الماجنين المشتعلين شهوانية غرائزية ، الوثنيين الكفرة . من هنا بدأت الصور النمطية للعرب التي نبكي ليل نهار منها اليوم . من أراد أن يبحث تاريخيا و فكريا كيف بدأت هذه النّمطيّات عن الشرق ، عليه أن يبدأ من تسجيل المؤرخين و المستشرقين و ملاحظات الرحّالة و لوحات فناني "الاورينتليزم" .
هذه الصور ضُخمت لأول مرّة أثناء الحملات الصليبية لتشحذ بها همم الجماهير ثم ضُخمت ثانية أيام الاستعمار المباشر للشرق كي تقنع شعوبها أن هناك ما يستحق التضحية و الاستشهاد في سبيل تخليص الانسانية من هذه الهمجية . ثم ضُخمت للمرة الثالثة من قبل الصهيونية العالمية و ما زالت و التي رسختها و أدخلتها إلى مكانيين مهمين 1. لوسائل الإعلام و 2. إلى هوليود ، ففلتت من عقالها ، فقدت السيطرة نهائيا عليها ، فصارت تتفاعل لوحدها و تتمادى في ابتكار نمطيات جديدة أكثر تسلية و أكثر إجحافا.. الآن تُضخم للمرة الرابعة من قبل أمريكا لإبراز الإرهاب و تركيبته التي تستحق أن يضحي الإنسان المتحضر الحر من أجل تفكيكه...و نشر الديمقراطية عنوان "صراع الحضارات" خاصة هاتنغتون .. و هكذا أصبح الشرق بكل ما يحتويه من مفاتن و قدسية ، يُنتج غربيا حسب أهداف المرحلة ، تنتجة ماكينة الإعلام المدعومة بجيوش من المثقفين و المفكرين الذين يغنّون جميعا على سلّم موسيقيّ واحد ، و هو الخطاب الاستعماري العنصري الذي كشفه ادوارد سعيد .
هذه الصور ضُخمت لأول مرّة أثناء الحملات الصليبية لتشحذ بها همم الجماهير ثم ضُخمت ثانية أيام الاستعمار المباشر للشرق كي تقنع شعوبها أن هناك ما يستحق التضحية و الاستشهاد في سبيل تخليص الانسانية من هذه الهمجية . ثم ضُخمت للمرة الثالثة من قبل الصهيونية العالمية و ما زالت و التي رسختها و أدخلتها إلى مكانيين مهمين 1. لوسائل الإعلام و 2. إلى هوليود ، ففلتت من عقالها ، فقدت السيطرة نهائيا عليها ، فصارت تتفاعل لوحدها و تتمادى في ابتكار نمطيات جديدة أكثر تسلية و أكثر إجحافا.. الآن تُضخم للمرة الرابعة من قبل أمريكا لإبراز الإرهاب و تركيبته التي تستحق أن يضحي الإنسان المتحضر الحر من أجل تفكيكه...و نشر الديمقراطية عنوان "صراع الحضارات" خاصة هاتنغتون .. و هكذا أصبح الشرق بكل ما يحتويه من مفاتن و قدسية ، يُنتج غربيا حسب أهداف المرحلة ، تنتجة ماكينة الإعلام المدعومة بجيوش من المثقفين و المفكرين الذين يغنّون جميعا على سلّم موسيقيّ واحد ، و هو الخطاب الاستعماري العنصري الذي كشفه ادوارد سعيد .
على هذه الكثبان ، و أمام هذه التّحديات الجسام ، يأتي من يُنظّر علينا بما يُسمّى "حوار الحضارات" !!!!
الحوار على أي أرضية ؟
أي حوار بين مُستعمِر و مستعمَر؟
اي حوار مع من يسحق كلّ شيء خارج جفرافيته و خارج تاريخه و خارج قيمه ... إن كنوز الإنسانية التي تضمّها بلاد ما بين النهرين(عراقنا الحبيب) لم تعد تعني له شيئا ، لأنّها شهادة خيبته ، فاستباحها للمجرمين و الضياع و النهب و الدّمار..تحاور من؟؟
حوار الحضارات هو تحضير لـ "كامب ديفد" أوسع و أشمل من خاصة السادات ، هذه المرة استسلام و توقيع على اندثارنا إلى الأبد ، لكن في عرس احتفالي لشراذم مثقفينا الذين يروّجون لحلاوة سكين الغرب ، كيف تستقرّ في القلب باردة منعشة ، فتنقلنا إلى الجنان... جنان التصالح الحواري بين متقابلين متضادين تاريخيّا و قيميّا ... إذا كانت هذه هي الجنة ، فلا أريدها .. أنا أول الداخلين إلى النّار طواعية.
الحوار على أي أرضية ؟
أي حوار بين مُستعمِر و مستعمَر؟
اي حوار مع من يسحق كلّ شيء خارج جفرافيته و خارج تاريخه و خارج قيمه ... إن كنوز الإنسانية التي تضمّها بلاد ما بين النهرين(عراقنا الحبيب) لم تعد تعني له شيئا ، لأنّها شهادة خيبته ، فاستباحها للمجرمين و الضياع و النهب و الدّمار..تحاور من؟؟
حوار الحضارات هو تحضير لـ "كامب ديفد" أوسع و أشمل من خاصة السادات ، هذه المرة استسلام و توقيع على اندثارنا إلى الأبد ، لكن في عرس احتفالي لشراذم مثقفينا الذين يروّجون لحلاوة سكين الغرب ، كيف تستقرّ في القلب باردة منعشة ، فتنقلنا إلى الجنان... جنان التصالح الحواري بين متقابلين متضادين تاريخيّا و قيميّا ... إذا كانت هذه هي الجنة ، فلا أريدها .. أنا أول الداخلين إلى النّار طواعية.
حكيم
[/align][/cell][/table1][/align]
تعليق