الذئب وأخوه - قصة مكي النزال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مكي النزال
    إعلامي وشاعر
    • 17-09-2009
    • 1612

    الذئب وأخوه - قصة مكي النزال



    الذئب

    استأجر (الحاج حمودي) ليأخذه بسيارته حيث الذئب! فالناس في قرية (البو جاسم) اشتكوا من ذئب يهاجمهم كل ليلة فيقتل عنمهم ويخيفهم حتى صاروا يلزمون بيوتهم بعد مغيب الشمس.
    - لن يصطاده إلا انا وأنت يا حاج حمودي، أنت بقيادتك وأنا ببندقيتي.
    - رحم الله أباك، فقد كان صائد ذئاب من الطراز الأول، حتى أنهم أسموه الرجل الذئب.
    - تعرف وأعرف أين سيكون هذا الذئب الهائج.
    - أعرف بالتأكيد، فهو لن يكون إلا في كهف آبائه وأجداده.
    - إذن فموعدنا الضياء الأول من النهار.

    ظلت أمه تراقبه عن كثب وهو يعد العدة والعتاد، فتذكرت أباه الذي وجدوه ممزق الأوصال وإلى جانبه ذئب قتيل هو الآخر. كان ذلك بعد أن قتل من الذئاب ما لا يعدّ ولا يحصى. لم تعترض عليه بالرغم من خوفها الشديد على حياته، فهو ابن أبيه ولن يستمع لنصيحة أو يذعن لرغبة أحد.
    أمضى الطريق ينظر إلى الغيوم المتحركة بسرعة وذكرياته مع أبيه تدور في رأسه. كان يأخذه معه في رحلات صيده فيحيمان أحيانًا لعدة أيام في الصحراء..، ولم يعتادا أن يأخذا معهما أي طعام، فالطعام في الصحراء أكثر مما هو في المدينة كما قال أبوه دائمًا..، وكان فقراء المدينة ينتظران عودتهما محمليْن بالصيد الذي يكون لكل فقير فيه نصيب. أخبرته عمته أن أباه قد أطعمه قطعة من كبد ذئب وهو صغير لكن أمه أنكرت ذلك فلم يعد يعرف أيهما يصدّق. وحين كان يذهب مع أصدقائه إلى حديقة الحيوانات، كانوا يلاحظون أن الذئاب تقترب من قضبان قفصها لما يكون معهم وتتصرف بغرابة وكأنها تتودد إليه!

    - جهز سلاحك فقد اقتربنا من المكان.
    - كل شيء جاهز وفي انتظار أن يظهر صاحبنا.

    ظلا يحومان حول المكان وينثران قطع اللحم التي جلباها معهما وهي مضمخة بالدماء ليستفزاه عسى أن يخرج لكن دون جدوى. وعندما ترجلا من السيارة لقضاء حاجتهما أحسا به ينقض عليهما بسرعة البرق! أطلق عليه النار لمرة واحدة وتوقف لأن (أبو حمودي) حال بينهما. استطاع أبو حمودي أن يطعنه بسكين ثم يهرب بجرحه إلى السيارة فعاد وانقض عليه وهو يطلق النار من بندقيته ذات الإطلاقات الخمس. ثم خيم صمت رهيب .......
    استيقظ على أصوات أهالي القرية فوجد الذئب ممدًا إلى جانبه بذات الصورة التي وُجد أبواهما عليها قبل سنين وأبو حمودي واقف فوقه وهو ينزف من عدة أماكن في جسمه..،.
    - كان يستطيع أن يقتلني لكنه لم يفعل واكتفى بالدفاع عن نفسه أما أنا فقد أجهزت عليه. يبدو أن من واجبي أن أدفنه دفناً يليق بخصم شريف.
    - أو ربما كأخ لم تكن تعرفه.


    .

    واستـُشهدَ الأملُ الأخيرُ
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    #2
    رد: الذئب وأخوه - قصة مكي النزال

    صديقي العزيز مكي

    أحييك على اللغة الجميل و الروح الحكيمة في السطور

    كما لو كنت تحكي لنا بطولات الأجداد التي افتقدناها منذ رحيل القدماء

    و ها أنت بكامل بهاؤك تتحفنا بواحدة منهن .. جمال في الأسلوب و قدرة جميلة على التنقل بهدوء دونما نشعر ..

    صباحك كما اللبن الحليب و أهلاً بك في هذا الركن الذي يحتاج لمثالك الحكماء ,,

    محبتي لك مكي حبيبي
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

    تعليق

    • مكي النزال
      إعلامي وشاعر
      • 17-09-2009
      • 1612

      #3
      رد: الذئب وأخوه - قصة مكي النزال

      المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
      صديقي العزيز مكي

      أحييك على اللغة الجميل و الروح الحكيمة في السطور

      كما لو كنت تحكي لنا بطولات الأجداد التي افتقدناها منذ رحيل القدماء

      و ها أنت بكامل بهائك تتحفنا بواحدة منهن .. جمال في الأسلوب و قدرة جميلة على التنقل بهدوء دونما نشعر ..

      صباحك كما اللبن الحليب و أهلاً بك في هذا الركن الذي يحتاج لمثلك من الحكماء ,,

      محبتي لك مكي حبيبي
      صباحك ورد يا غالي

      هي آخر ما كتبت في مجال القصة القصيرة ولا أخفي عليك أن فيها بعض الواقع! فكان هناك رجل في مدينتي يصطاد الذئاب أينما كانت وهي هوايته المفضلة. وباقيها من نسج خيال القاص بالتأكيد عذا أن بعض أهلنا يطعمون أطفالهم قطعة صغيرة من كبد الذئب!!!
      أشكر لك هذا البهاء وأنا معكم في القصة كما أنا في أي مكان أقدر أن أشارك فيه بمتواضع ما أملك من أدوات.
      تحية كبيرة لقلبك الأبيض
      دمت وسلمت غاليا.

      .

      واستـُشهدَ الأملُ الأخيرُ

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        رد: الذئب وأخوه - قصة مكي النزال

        الزميل القدير
        مكي النزال
        لاتستغرب مني لو قلت لك أني أحب الذئاب!!
        ربما لأنها رمزا للقوة
        وربما لأننا نسمي الرجل الشجاع في العراق ونطلق عليه كلمة((( ذيب أمعط))
        على الأكثر هو ذاك
        وكم أحب تلك النصوص التي توثق بطولات الرجال وشجاعتهم
        نص قوي وفيه رمزية عالية
        أحببته كثيرا
        تحياتي لك ومودتي
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • مكي النزال
          إعلامي وشاعر
          • 17-09-2009
          • 1612

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
          الزميل القدير
          مكي النزال
          لاتستغرب مني لو قلت لك أني أحب الذئاب!!
          ربما لأنها رمزا للقوة
          وربما لأننا نسمي الرجل الشجاع في العراق ونطلق عليه كلمة((( ذيب أمعط))
          على الأكثر هو ذاك
          وكم أحب تلك النصوص التي توثق بطولات الرجال وشجاعتهم
          نص قوي وفيه رمزية عالية
          أحببته كثيرا
          تحياتي لك ومودتي
          نعم، وأظنك لست بعيدة عن الفكرة هنا عائدة!
          فهنا الذئب هو ذاك الذي يحبه أهلنا العراقيون!
          والذي يطعمون جزءا من كبده لأطفالهم
          وقد (يخاوونه)!
          ممتن لحسن ثنائك ورقيق شعورك
          دمت وسلمت

          .



          واستـُشهدَ الأملُ الأخيرُ

          تعليق

          • غاده بنت تركي
            أديب وكاتب
            • 16-08-2009
            • 5251

            #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            قصة رائعة
            ولو أني لا أحب الذئب وأخافه
            بس فيه مكي يحمينا

            شكراً يا رائع فعلاً نص قوي جداً ،

            سلمت ،
            نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
            الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
            غادة وعن ستين غادة وغادة
            ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
            فيها العقل زينه وفيها ركاده
            ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
            مثل السَنا والهنا والسعادة
            ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

            تعليق

            • مكي النزال
              إعلامي وشاعر
              • 17-09-2009
              • 1612

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة غاده بنت تركي مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              قصة رائعة
              ولو أني لا أحب الذئب وأخافه
              بس فيه مكي يحمينا

              شكراً يا رائع فعلاً نص قوي جداً ،

              سلمت ،
              لا تخافي الذئب يا غالية
              هو أفضل من ذئاب البشر
              ويقولون أنه أخو أخيه
              والله يحمينا من الشرور
              أشكر لك روعة التواصل
              ورفيع الأدب وحسن الذائقة
              بارك الله فيك

              .

              واستـُشهدَ الأملُ الأخيرُ

              تعليق

              يعمل...
              X