الذئب
استأجر (الحاج حمودي) ليأخذه بسيارته حيث الذئب! فالناس في قرية (البو جاسم) اشتكوا من ذئب يهاجمهم كل ليلة فيقتل عنمهم ويخيفهم حتى صاروا يلزمون بيوتهم بعد مغيب الشمس.
- لن يصطاده إلا انا وأنت يا حاج حمودي، أنت بقيادتك وأنا ببندقيتي.
- رحم الله أباك، فقد كان صائد ذئاب من الطراز الأول، حتى أنهم أسموه الرجل الذئب.
- تعرف وأعرف أين سيكون هذا الذئب الهائج.
- أعرف بالتأكيد، فهو لن يكون إلا في كهف آبائه وأجداده.
- إذن فموعدنا الضياء الأول من النهار.
ظلت أمه تراقبه عن كثب وهو يعد العدة والعتاد، فتذكرت أباه الذي وجدوه ممزق الأوصال وإلى جانبه ذئب قتيل هو الآخر. كان ذلك بعد أن قتل من الذئاب ما لا يعدّ ولا يحصى. لم تعترض عليه بالرغم من خوفها الشديد على حياته، فهو ابن أبيه ولن يستمع لنصيحة أو يذعن لرغبة أحد.
أمضى الطريق ينظر إلى الغيوم المتحركة بسرعة وذكرياته مع أبيه تدور في رأسه. كان يأخذه معه في رحلات صيده فيحيمان أحيانًا لعدة أيام في الصحراء..، ولم يعتادا أن يأخذا معهما أي طعام، فالطعام في الصحراء أكثر مما هو في المدينة كما قال أبوه دائمًا..، وكان فقراء المدينة ينتظران عودتهما محمليْن بالصيد الذي يكون لكل فقير فيه نصيب. أخبرته عمته أن أباه قد أطعمه قطعة من كبد ذئب وهو صغير لكن أمه أنكرت ذلك فلم يعد يعرف أيهما يصدّق. وحين كان يذهب مع أصدقائه إلى حديقة الحيوانات، كانوا يلاحظون أن الذئاب تقترب من قضبان قفصها لما يكون معهم وتتصرف بغرابة وكأنها تتودد إليه!
- جهز سلاحك فقد اقتربنا من المكان.
- كل شيء جاهز وفي انتظار أن يظهر صاحبنا.
ظلا يحومان حول المكان وينثران قطع اللحم التي جلباها معهما وهي مضمخة بالدماء ليستفزاه عسى أن يخرج لكن دون جدوى. وعندما ترجلا من السيارة لقضاء حاجتهما أحسا به ينقض عليهما بسرعة البرق! أطلق عليه النار لمرة واحدة وتوقف لأن (أبو حمودي) حال بينهما. استطاع أبو حمودي أن يطعنه بسكين ثم يهرب بجرحه إلى السيارة فعاد وانقض عليه وهو يطلق النار من بندقيته ذات الإطلاقات الخمس. ثم خيم صمت رهيب .......
استيقظ على أصوات أهالي القرية فوجد الذئب ممدًا إلى جانبه بذات الصورة التي وُجد أبواهما عليها قبل سنين وأبو حمودي واقف فوقه وهو ينزف من عدة أماكن في جسمه..،.
- كان يستطيع أن يقتلني لكنه لم يفعل واكتفى بالدفاع عن نفسه أما أنا فقد أجهزت عليه. يبدو أن من واجبي أن أدفنه دفناً يليق بخصم شريف.
- أو ربما كأخ لم تكن تعرفه.
.
استأجر (الحاج حمودي) ليأخذه بسيارته حيث الذئب! فالناس في قرية (البو جاسم) اشتكوا من ذئب يهاجمهم كل ليلة فيقتل عنمهم ويخيفهم حتى صاروا يلزمون بيوتهم بعد مغيب الشمس.
- لن يصطاده إلا انا وأنت يا حاج حمودي، أنت بقيادتك وأنا ببندقيتي.
- رحم الله أباك، فقد كان صائد ذئاب من الطراز الأول، حتى أنهم أسموه الرجل الذئب.
- تعرف وأعرف أين سيكون هذا الذئب الهائج.
- أعرف بالتأكيد، فهو لن يكون إلا في كهف آبائه وأجداده.
- إذن فموعدنا الضياء الأول من النهار.
ظلت أمه تراقبه عن كثب وهو يعد العدة والعتاد، فتذكرت أباه الذي وجدوه ممزق الأوصال وإلى جانبه ذئب قتيل هو الآخر. كان ذلك بعد أن قتل من الذئاب ما لا يعدّ ولا يحصى. لم تعترض عليه بالرغم من خوفها الشديد على حياته، فهو ابن أبيه ولن يستمع لنصيحة أو يذعن لرغبة أحد.
أمضى الطريق ينظر إلى الغيوم المتحركة بسرعة وذكرياته مع أبيه تدور في رأسه. كان يأخذه معه في رحلات صيده فيحيمان أحيانًا لعدة أيام في الصحراء..، ولم يعتادا أن يأخذا معهما أي طعام، فالطعام في الصحراء أكثر مما هو في المدينة كما قال أبوه دائمًا..، وكان فقراء المدينة ينتظران عودتهما محمليْن بالصيد الذي يكون لكل فقير فيه نصيب. أخبرته عمته أن أباه قد أطعمه قطعة من كبد ذئب وهو صغير لكن أمه أنكرت ذلك فلم يعد يعرف أيهما يصدّق. وحين كان يذهب مع أصدقائه إلى حديقة الحيوانات، كانوا يلاحظون أن الذئاب تقترب من قضبان قفصها لما يكون معهم وتتصرف بغرابة وكأنها تتودد إليه!
- جهز سلاحك فقد اقتربنا من المكان.
- كل شيء جاهز وفي انتظار أن يظهر صاحبنا.
ظلا يحومان حول المكان وينثران قطع اللحم التي جلباها معهما وهي مضمخة بالدماء ليستفزاه عسى أن يخرج لكن دون جدوى. وعندما ترجلا من السيارة لقضاء حاجتهما أحسا به ينقض عليهما بسرعة البرق! أطلق عليه النار لمرة واحدة وتوقف لأن (أبو حمودي) حال بينهما. استطاع أبو حمودي أن يطعنه بسكين ثم يهرب بجرحه إلى السيارة فعاد وانقض عليه وهو يطلق النار من بندقيته ذات الإطلاقات الخمس. ثم خيم صمت رهيب .......
استيقظ على أصوات أهالي القرية فوجد الذئب ممدًا إلى جانبه بذات الصورة التي وُجد أبواهما عليها قبل سنين وأبو حمودي واقف فوقه وهو ينزف من عدة أماكن في جسمه..،.
- كان يستطيع أن يقتلني لكنه لم يفعل واكتفى بالدفاع عن نفسه أما أنا فقد أجهزت عليه. يبدو أن من واجبي أن أدفنه دفناً يليق بخصم شريف.
- أو ربما كأخ لم تكن تعرفه.
.
تعليق