دياجير
,
,
سأقف على حافة نهرٍ جافٍ
وأمد كفيّ إليه محاولاً الحصول على بعض حبيبات من تُرب
كي أُمارس التيمم من دنس التصديق
وسأدهن عقلي الصغير بالحرص
كي يتعلم كيف يواجه العتمة بثبات
وكيف ينال ما يريد ممن يريد وقتما يريد
وهو لم يخسر شيئًا يُذكر
وسأدرب القلب على أن يوفر الحُب
في زمنٍ زاد فيه القحط
وأوشك جفاف المشاعر أن يتسبب في مأساة عظيمة
وأجساد المُحبين قد تمددت على الطرقات
عظام لا لحم يكسوها .. تشعر بالبرد
والزمهرير يحتلهم ولا قدرة تتوافر عندهم لثورة
بعد أن ولدت أحلامهم مشوهة .. مُخيفة
فكانت كالشمس السوداء التي سطعت على وطنٍ أبيض
فلم تمنحه ضوءً بل منحته الظلام الشديد
هكذا قد كان الإيمان يُغريني بالمكوث في أحضان الحكمة
هكذا رأيت الحياة
بما فيها ومن فيها ديجورًا . . !
فــ . . . .
( 1 )
الخوف ديجور
يخالط الأنفاس فتعلو وتهبط مُسرعة
كأنها تتسابق في مضمار مع الزمن .. يُطوع العقول
ويجعل القلوب هشة .. لينة
والأشياء اللينة .. سهلة التشكيل والإعادة
الخوفُ وجهٌ قبيحٌ
تخيلته كثيرًا فكان يُصيبني في الليل بالأرق
رُبما كان يُعاقبني على محاولتي
تدنيس قدسيته بالتفكير في ماهيته
ما الخوف إلا شعورًا مُظلمًا .. قاتلاً
باعثًا على الصمت
فسُحقًا للخوف .. مليون مرة
,
,
( 2 )
الصمت ديجور
فكم من صمتٍ أفنى
وكم من صمتٍ تسبب في ظن الخضوع
وأسلمنا فُرادى للخنوع
حين ولدت
وجدت التنين يُدمر كل الأرض
وأبي يعمل وكذلك كل الأهل وكل الناس
لا أحدًا يجرؤ أن يعترض الموكب
كي لا ينفث فيه التنين عظيم النار
الصمت مُنجي
هكذا علمني الناس فصرت جمادً
يحكمني الصمت
وحين كبرت علمت بأن الصمت ديجور
,
,
( 3 )
اليأس ديجور
فخيوط اليأس تُقيد كل الفراشات
والأمل تُباغته الطعنات .. فتُرديه صريعًا
اليأس قوي التأثير
مثله كمثل كافة الشرور .. سهلٌ الوصول إلي مقبرته
صعبٌ الخروج من بين طياته
فهومُتشابك .. مُعَقد .. مُعقِدٌ
كلما حاول من سقط فيه الهروب .. تعثر فسقط
فتكثُر به الكدمات .. وتزيد لديه نسبة الإحباطات
كلمات الغير تعملقه
وتُقزم كل الأفعال .. وتُحقرها
حتى الزوال .. فلا نشعرها
لن تبلغ أبدًا ما تصبو إليه .. الطريق طويل
الفرص ضئيلة فلا تُجهد نفسك
يُجهِدون ولا يجتهدون
ونسير في متاهاتهم مُغيبين
حتى نصير من اليأس ولليأس
ولم نعرف أن اليأس ديجور
,
,
( 4 )
الحب ديجور
وكيف للحُب ألا يصير ديجورًا
والناس تهدر معانيه وتُلقي بما بقي من الحُب
في عرض الأنا
الأنا .. هي السبيل
الأنا .. حُبٌ جميل
الأنا .. غرضٌ نبيل
أنانية البشر جعلت من الحُبِ وباءً
لا تتكئ على مشاعر طيبة
كي لا تسقط على عنقكِ من سطح الوهم
فتموت أو يكسر لكَ قلب
لا تمتلك سواه .. وقد أظلمت منه رقعات كثير
بآثار تزداد بالتقادم
الحُب .. أصبح سلعةً .. الجسد
فيها له النصيب الأكبر .. والأرواح هباء
الحُب أصبح للتلاعبِ بالمشاعر
للخيانة والخداع
وكم هو مؤلم .. أن نتعلم كيف نكون ضوءً
كي نعمي عيون من ينظر إلينا
وفي عينيه آمال بالحياة
نحن نستطيع أن نخدع الجميع
بكلمات نتشدق بها ولا نستطيع إليها سبيلا
ولكننا لا نستطيع أن نخدع أنفسنا
وتظل حقارتنا في كل طريق نسير فيه
في كل مرآة ننظر إليها
وفي كل عينٍ تلمحنا وتُبجلنا
فلن نرى في هذه الأشياء جميعها إلا أنفسنا
الحُبُ
صار ديجورًا بأفعالِ البشر
ورغباتهم المريضة في الانتقام
وسعيهم الدائم لتقويض القيم وتجويف المبادئ .
,
,
انتهى
اِحتِرامي
مهدي سيد
,
,
سأقف على حافة نهرٍ جافٍ
وأمد كفيّ إليه محاولاً الحصول على بعض حبيبات من تُرب
كي أُمارس التيمم من دنس التصديق
وسأدهن عقلي الصغير بالحرص
كي يتعلم كيف يواجه العتمة بثبات
وكيف ينال ما يريد ممن يريد وقتما يريد
وهو لم يخسر شيئًا يُذكر
وسأدرب القلب على أن يوفر الحُب
في زمنٍ زاد فيه القحط
وأوشك جفاف المشاعر أن يتسبب في مأساة عظيمة
وأجساد المُحبين قد تمددت على الطرقات
عظام لا لحم يكسوها .. تشعر بالبرد
والزمهرير يحتلهم ولا قدرة تتوافر عندهم لثورة
بعد أن ولدت أحلامهم مشوهة .. مُخيفة
فكانت كالشمس السوداء التي سطعت على وطنٍ أبيض
فلم تمنحه ضوءً بل منحته الظلام الشديد
هكذا قد كان الإيمان يُغريني بالمكوث في أحضان الحكمة
هكذا رأيت الحياة
بما فيها ومن فيها ديجورًا . . !
فــ . . . .
( 1 )
الخوف ديجور
يخالط الأنفاس فتعلو وتهبط مُسرعة
كأنها تتسابق في مضمار مع الزمن .. يُطوع العقول
ويجعل القلوب هشة .. لينة
والأشياء اللينة .. سهلة التشكيل والإعادة
الخوفُ وجهٌ قبيحٌ
تخيلته كثيرًا فكان يُصيبني في الليل بالأرق
رُبما كان يُعاقبني على محاولتي
تدنيس قدسيته بالتفكير في ماهيته
ما الخوف إلا شعورًا مُظلمًا .. قاتلاً
باعثًا على الصمت
فسُحقًا للخوف .. مليون مرة
,
,
( 2 )
الصمت ديجور
فكم من صمتٍ أفنى
وكم من صمتٍ تسبب في ظن الخضوع
وأسلمنا فُرادى للخنوع
حين ولدت
وجدت التنين يُدمر كل الأرض
وأبي يعمل وكذلك كل الأهل وكل الناس
لا أحدًا يجرؤ أن يعترض الموكب
كي لا ينفث فيه التنين عظيم النار
الصمت مُنجي
هكذا علمني الناس فصرت جمادً
يحكمني الصمت
وحين كبرت علمت بأن الصمت ديجور
,
,
( 3 )
اليأس ديجور
فخيوط اليأس تُقيد كل الفراشات
والأمل تُباغته الطعنات .. فتُرديه صريعًا
اليأس قوي التأثير
مثله كمثل كافة الشرور .. سهلٌ الوصول إلي مقبرته
صعبٌ الخروج من بين طياته
فهومُتشابك .. مُعَقد .. مُعقِدٌ
كلما حاول من سقط فيه الهروب .. تعثر فسقط
فتكثُر به الكدمات .. وتزيد لديه نسبة الإحباطات
كلمات الغير تعملقه
وتُقزم كل الأفعال .. وتُحقرها
حتى الزوال .. فلا نشعرها
لن تبلغ أبدًا ما تصبو إليه .. الطريق طويل
الفرص ضئيلة فلا تُجهد نفسك
يُجهِدون ولا يجتهدون
ونسير في متاهاتهم مُغيبين
حتى نصير من اليأس ولليأس
ولم نعرف أن اليأس ديجور
,
,
( 4 )
الحب ديجور
وكيف للحُب ألا يصير ديجورًا
والناس تهدر معانيه وتُلقي بما بقي من الحُب
في عرض الأنا
الأنا .. هي السبيل
الأنا .. حُبٌ جميل
الأنا .. غرضٌ نبيل
أنانية البشر جعلت من الحُبِ وباءً
لا تتكئ على مشاعر طيبة
كي لا تسقط على عنقكِ من سطح الوهم
فتموت أو يكسر لكَ قلب
لا تمتلك سواه .. وقد أظلمت منه رقعات كثير
بآثار تزداد بالتقادم
الحُب .. أصبح سلعةً .. الجسد
فيها له النصيب الأكبر .. والأرواح هباء
الحُب أصبح للتلاعبِ بالمشاعر
للخيانة والخداع
وكم هو مؤلم .. أن نتعلم كيف نكون ضوءً
كي نعمي عيون من ينظر إلينا
وفي عينيه آمال بالحياة
نحن نستطيع أن نخدع الجميع
بكلمات نتشدق بها ولا نستطيع إليها سبيلا
ولكننا لا نستطيع أن نخدع أنفسنا
وتظل حقارتنا في كل طريق نسير فيه
في كل مرآة ننظر إليها
وفي كل عينٍ تلمحنا وتُبجلنا
فلن نرى في هذه الأشياء جميعها إلا أنفسنا
الحُبُ
صار ديجورًا بأفعالِ البشر
ورغباتهم المريضة في الانتقام
وسعيهم الدائم لتقويض القيم وتجويف المبادئ .
,
,
انتهى
اِحتِرامي
مهدي سيد
تعليق