وَرْدُنا...مَتى يَغْفُو؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صقر أبوعيدة
    أديب وكاتب
    • 17-06-2009
    • 921

    وَرْدُنا...مَتى يَغْفُو؟

    وَرْدُنا...مَتى يَغْفُو؟


    صقر أبوعيدة


    أَيَا أُمّاهُ لَوْ رَضَعوا من اللّوْزِ الذي كُنّا لهُ نَحبُو
    لَما ترَكوا مَعاطِفَهم على الحاناتِ واسْتَلَبُوا
    هَواءَ الطّيرِ والْتَحَفُوا دَثائِرَنا
    وما عَضُّوا أَياديكِ التي تَعِبتْ لهمْ تدْعُو
    وما عَطِشَتْ حَمَاماتٌ على جُبّ
    وما سالتْ دُموعُ التّينِ بالغضَبِ
    *****
    نَظرْناهُم
    وقدْ عُدْنا من القَيْظِ الذي أدْمَى حناجِرَنا
    وما زالتْ شمائِلْنا تُناديهم
    تعالوا نحْرُثِ الأرضَ التي شالتْ أَثافينا
    لِنَبْنِيَ صَرْحَ أَحلامٍ لنا وَجَبَا
    فقد تعِبتْ أهالينا ولمْ تغرقْ على فَرْشِ
    ألمْ يَبنُوا بأسنانٍ لهم صَدِئَتْ بَساتِينا
    وقد حاكُوا فَؤادَ الأرضِ بالرمْشِ
    *****
    دَعَوْناهُم
    فقد جاءُوا على سَيْلٍ من الصّدْعِ
    وأوْكارٍ بها جَفّتْ حَواصِلُهم
    وأسفارٍ ومابَرِحتْ تُجافيهم
    وتَنْفِرُ منْ مَلامِحِهم
    وأشجانٍ تُثيرُ مدارَ فُرْقَتِهم
    *****
    ولو جُبِلوا من الطينِ الذي كُنّا بهِ نلْهُو
    لما ألْقَوا أمانينا على المَوجِ الذي زَبَدَا
    ولو مَجّوا منَ الثدْيِ الّذي كُنّا لَثَمْناهُ
    لَهَبَّتْ من عُيونِهِمُ المَصابيحُ
    وما شقَّتْ خَناجِرُهم جُيوبَ الأرضِ والبحرِ
    وما وَلَجَتْ أُخَيَّاتٌ مَعاقِلَ كان فيها مجْدُ أحبابٍ
    ولكنْ هلّتِ الأنْفاسُ بالحبَلِ
    فقد جاءوا بليلٍ ما لهُ قَدَمُ
    وأنيابٍ منَ المقْتِ الذي شَربُوا
    فحَطّوْهُ على أكتافِنا غَصْباً وَبَلْ رَكبُوا
    ولو كانتْ شرايينٌ لهم دَمِيَتْ
    لما أَنِفُوا منَ البطْنِ التي حَمَلتْ
    *****
    أَيَا أُمّي
    أَيُرْضيكِ الّذي صَنَعوا ؟!
    ألمْ يأتُوا وقد غُلِبوا على الوطنِ
    ألم يأتوا بلا عِيرٍ ولا رسنِ
    ألم يبكوا لأُسِّ البيتِ والكفَنِ
    فكيف إذنْ نَصيرُ لهم خُيولاً في الميادينِ
    ودرباً يرقصُ الشهداءُ في أنحائِهِ غَضَباً
    *****
    أيا أمي
    ألا تدْرينَ كيفَ تمورُ شأْفَتُنا التي حَملتْ بِما جَلَبوا
    وهاجَ البحرُ بالأنواءِ والفُلكِ التي شَرَعوا
    وهلْ تُروَى مدامِعُنا بِآبارٍ لها حَلَبوا
    فهل ننْسَى دُموعاً لم تزلْ في مِرْطِها تنْدَى ؟
    ولونَ الشارعِ الـمُدمَى
    فلا نامتْ جُفونُ البحرِ ذيَّاكَ الذي سَلَبوا
    ولا كَحَلتْ عُيونُ نِسائِنا بِهِمُو
    فما باسُوا جبينَ الصبحِ وانْقَلَبوا
    على أعقابِهمْ قَسْراً وَما كَسَبُوا
    وليداً يكْتَوي دمعاً على أُمّ لها يحْبُو
    *****
    نَسَوا أنّا دَعوناهم لِحمْلِ الظّعنِ والحُلُما
    أيا وطني
    فهلْ عادوا إلى البطنِ التي خَدَجَتْ ؟
    فلا لَوْزِي ولا أُمّي بِهمْ حَملَتْ
    *****
    وما فعلَ الذي ألقَى على أبوابِنا جَبلا ؟
    ويمضي ثاوياً قَبرا
    أيا أماهُ هلْ وَرَدُوا ؟
    فما زالتْ حدائِقُنا تَنوءُ بها تعاريجُ
    ولا يغفو بها وَرْدُ
    ولا طفلٌ لهُ طَيّارةٌ تَشْدُو

    ولم نقْطِفْ لَـنا وَطَنا
    [/center]
  • تاقي أبو محمد
    أديب وكاتب
    • 22-12-2008
    • 3460

    #2
    ولا نقطف لنا وطنا ولانعرف لنا سكنا تحيتي لعذوبة ألفاطك وسامق معانيك،ودمت بألق.


    [frame="10 98"]
    [/frame]
    [frame="10 98"]التوقيع

    طَاقَاتُـــــنَـا شَـتَّـى تَأبَى عَلَى الحسبَانْ
    لَكنَّـنَـا مَـوتَـــــــى أَحيَـاءُ بالقــــــــرآن




    [/frame]

    [frame="10 98"]
    [/frame]

    تعليق

    • أحمد عبد الرحمن جنيدو
      أديب وكاتب
      • 07-06-2008
      • 2116

      #3
      أعرف أين تأخذنا في كل قصيدة
      إلى عالمك الآخر الأبعد من مداركنا والأقرب للسحر
      أنت تكتب الجميع بقلمك أدامه الله للجميع
      وأدام عليك شفافية بوحك
      ونقاء طرحك وصفاء حرفك
      بانسياب لغوي
      وحضوري صوري بارع ومبدع
      إكملت قصيدتك الراقية الرائعة
      دمت للروعة وللشعر منارة
      يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.
      يا سكون الليل يا خوف السكونْ.
      إنني أنزف من تكوين حلمي
      قبل آلاف السنينْ.
      فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.
      إن هذا العالم المغلوط
      صار اليوم أنات السجونْ.
      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      ajnido@gmail.com
      ajnido1@hotmail.com
      ajnido2@yahoo.com

      تعليق

      • صقر أبوعيدة
        أديب وكاتب
        • 17-06-2009
        • 921

        #4
        [align=center]شاعرنا تاقي
        كرم منك هذا المرور وهذا الثناء
        حفظك الله[/align]

        تعليق

        • صقر أبوعيدة
          أديب وكاتب
          • 17-06-2009
          • 921

          #5
          [align=center]شاعرنا أحمد جنيدو
          كرم منك أن تضيء لنا المتصفح دائما
          نفتخر بقراءاتكم وثنائكم
          أخي
          حفظك الله[/align]

          تعليق

          • أبو جواد
            أديب وكاتب
            • 03-01-2008
            • 401

            #6
            الرائع صقر أبو عيدة


            رائع هذا البواح

            ماتع هذا القريض


            رغم الألم الدفين ، والوجع السحيق

            لكنك أشجيتنا ، أسعدتنا

            لقد لامست حدود الوجع بداخلنا

            بصدق الحرف ، وجدية الطرح ، وبالفكر المستنير

            لك محبتي وتقديري

            تعليق

            • صقر أبوعيدة
              أديب وكاتب
              • 17-06-2009
              • 921

              #7
              [align=center]حبيبنا الشاعر أبا جواد
              كرم منك هذا المرور والثناء
              أنتم خير من يسعدني برأيه ورأي هذا الملتقى النبيل
              دمتم للشعر والشعراء
              أخي
              حفظك الله[/align]

              تعليق

              • زياد بنجر
                مستشار أدبي
                شاعر
                • 07-04-2008
                • 3671

                #8
                أخي المبدع " صقر أبو عبيدة "
                قد أبدعت و أمتعت صدقاً
                هذا نهج جميل في أدب القضيَّة
                بوركت و بورك قلمك الرَّائع
                تحيَّاتي و دعواتي
                لا إلهَ إلاَّ الله

                تعليق

                • صقر أبوعيدة
                  أديب وكاتب
                  • 17-06-2009
                  • 921

                  #9
                  [align=center]حبيبنا وشاعرنا زياد
                  دمت شاعرا ومبدعا وداعما للشعر والشعراء
                  هذا دأبكم أيها النبيل
                  شكرا لثنائكم الكريم
                  حفظكم الله[/align]

                  تعليق

                  • د.احمد حسن المقدسي
                    مدير قسم الشعر الفصيح
                    شاعر فلسطيني
                    • 15-12-2008
                    • 795

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة صقر أبوعيدة مشاهدة المشاركة
                    وَرْدُنا...مَتى يَغْفُو؟


                    صقر أبوعيدة

                    أَيَا أُمّاهُ لَوْ رَضَعوا من اللّوْزِ الذي كُنّا لهُ نَحبُو
                    لَما ترَكوا مَعاطِفَهم على الحاناتِ واسْتَلَبُوا
                    هَواءَ الطّيرِ والْتَحَفُوا دَثائِرَنا
                    وما عَضُّوا أَياديكِ التي تَعِبتْ لهمْ تدْعُو
                    وما عَطِشَتْ حَمَاماتٌ على جُبّ
                    وما سالتْ دُموعُ التّينِ بالغضَبِ
                    *****
                    نَظرْناهُم
                    وقدْ عُدْنا من القَيْظِ الذي أدْمَى حناجِرَنا
                    وما زالتْ شمائِلْنا تُناديهم
                    تعالوا نحْرُثِ الأرضَ التي شالتْ أَثافينا
                    لِنَبْنِيَ صَرْحَ أَحلامٍ لنا وَجَبَا
                    فقد تعِبتْ أهالينا ولمْ تغرقْ على فَرْشِ
                    ألمْ يَبنُوا بأسنانٍ لهم صَدِئَتْ بَساتِينا
                    وقد حاكُوا فَؤادَ الأرضِ بالرمْشِ
                    *****
                    دَعَوْناهُم
                    فقد جاءُوا على سَيْلٍ من الصّدْعِ
                    وأوْكارٍ بها جَفّتْ حَواصِلُهم
                    وأسفارٍ ومابَرِحتْ تُجافيهم
                    وتَنْفِرُ منْ مَلامِحِهم
                    وأشجانٍ تُثيرُ مدارَ فُرْقَتِهم
                    *****
                    ولو جُبِلوا من الطينِ الذي كُنّا بهِ نلْهُو
                    لما ألْقَوا أمانينا على المَوجِ الذي زَبَدَا
                    ولو مَجّوا منَ الثدْيِ الّذي كُنّا لَثَمْناهُ
                    لَهَبَّتْ من عُيونِهِمُ المَصابيحُ
                    وما شقَّتْ خَناجِرُهم جُيوبَ الأرضِ والبحرِ
                    وما وَلَجَتْ أُخَيَّاتٌ مَعاقِلَ كان فيها مجْدُ أحبابٍ
                    ولكنْ هلّتِ الأنْفاسُ بالحبَلِ
                    فقد جاءوا بليلٍ ما لهُ قَدَمُ
                    وأنيابٍ منَ المقْتِ الذي شَربُوا
                    فحَطّوْهُ على أكتافِنا غَصْباً وَبَلْ رَكبُوا
                    ولو كانتْ شرايينٌ لهم دَمِيَتْ
                    لما أَنِفُوا منَ البطْنِ التي حَمَلتْ
                    *****
                    أَيَا أُمّي
                    أَيُرْضيكِ الّذي صَنَعوا ؟!
                    ألمْ يأتُوا وقد غُلِبوا على الوطنِ
                    ألم يأتوا بلا عِيرٍ ولا رسنِ
                    ألم يبكوا لأُسِّ البيتِ والكفَنِ
                    فكيف إذنْ نَصيرُ لهم خُيولاً في الميادينِ
                    ودرباً يرقصُ الشهداءُ في أنحائِهِ غَضَباً
                    *****
                    أيا أمي
                    ألا تدْرينَ كيفَ تمورُ شأْفَتُنا التي حَملتْ بِما جَلَبوا
                    وهاجَ البحرُ بالأنواءِ والفُلكِ التي شَرَعوا
                    وهلْ تُروَى مدامِعُنا بِآبارٍ لها حَلَبوا
                    فهل ننْسَى دُموعاً لم تزلْ في مِرْطِها تنْدَى ؟
                    ولونَ الشارعِ الـمُدمَى
                    فلا نامتْ جُفونُ البحرِ ذيَّاكَ الذي سَلَبوا
                    ولا كَحَلتْ عُيونُ نِسائِنا بِهِمُو
                    فما باسُوا جبينَ الصبحِ وانْقَلَبوا
                    على أعقابِهمْ قَسْراً وَما كَسَبُوا
                    وليداً يكْتَوي دمعاً على أُمّ لها يحْبُو
                    *****
                    نَسَوا أنّا دَعوناهم لِحمْلِ الظّعنِ والحُلُما
                    أيا وطني
                    فهلْ عادوا إلى البطنِ التي خَدَجَتْ ؟
                    فلا لَوْزِي ولا أُمّي بِهمْ حَملَتْ
                    *****
                    وما فعلَ الذي ألقَى على أبوابِنا جَبلا ؟
                    ويمضي ثاوياً قَبرا
                    أيا أماهُ هلْ وَرَدُوا ؟
                    فما زالتْ حدائِقُنا تَنوءُ بها تعاريجُ
                    ولا يغفو بها وَرْدُ
                    ولا طفلٌ لهُ طَيّارةٌ تَشْدُو

                    ولم نقْطِفْ لَـنا وَطَنا
                    [/center]
                    اخي صقر
                    قصيدة في منتهى الروعة
                    موضوعها جميل اظنه يتناول المتنكرين
                    للأرض .. وللإنسان الفلسطينيين .
                    العائدين الذين ظنناهم منقذين فإذا بهم
                    (يركبون ) مع الاعداء فوق ظهورنا .
                    واصبحوا مع الايام المشكلة وليس الحل
                    بعد ان تنكروا للأم التي ارضعتهم
                    وللأرض التي يفترض انهم اتوا لإنقاذها .
                    آه كم هم كثر يا عزيزي هذه الايام بيننا !
                    صدقت والله يا صقر .
                    اشكرك على هذه المشاعر
                    وعلى هذا الالتزام
                    وعلى هذه القصيدة الباذخة بجمال فكرتها
                    وبأناقة لغتها
                    وبسلاستها
                    وبصورها المبهرة .
                    عزيزي
                    احييك .. واشكرك على هذا الجمال
                    دمت بخير
                    وتثبت

                    تعليق

                    • صقر أبوعيدة
                      أديب وكاتب
                      • 17-06-2009
                      • 921

                      #11
                      [align=center]أستاذنا وشاعرنا د. أحمد
                      هذا كرم كبير منكم أيها النبيل
                      وثناؤكم يكفيني لأسعد بظهور هذه القصيدة
                      كما قلت شاعرنا
                      ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
                      أستاذنا
                      بوركت ودمت مبدعا ومشجعا
                      حفظك الله[/align]

                      تعليق

                      • يوسف أبوسالم
                        أديب وكاتب
                        • 08-06-2009
                        • 2490

                        #12
                        الشاعر صقر أبو عيدة

                        ما أرحب سرد هذه القصيدة
                        وما أغزره وأنقاه
                        ظل يتصاعد مع نبرة المفردات
                        إلى أن وصل إلى حدة وهدير
                        ونشيج معا وهو يقول
                        ولم نقطف لنا وطنا
                        وهنا بيت القصيد
                        الوطن المسلوب
                        والذي صار أيقونة تفك حجب المخادعين وتبطلها
                        وتميط اللثام عن المنافقين والأفاقين
                        شكرا لك على هذا الهطول

                        تعليق

                        • سرور البكري
                          عضو الملتقى
                          • 12-12-2008
                          • 448

                          #13
                          الشاعر المتألق
                          صقر أبو عيدة
                          :
                          صورٌ شِعريةٌ ساحرة
                          تخللتها المعاني العميقة
                          والاستخدامات المكثفة للإستعارات الجميلة الموضوعية
                          :
                          سرّني الغرق في بحر قصيدكَ هنا
                          فكل ما فيه يقطرُ صدقاً وتأثيراً
                          فسلمت يداك شاعرنا لهذا العزف المنفرد
                          ولكَ عاطر التحايا

                          تعليق

                          • صقر أبوعيدة
                            أديب وكاتب
                            • 17-06-2009
                            • 921

                            #14
                            [align=center]أستاذنا وشاعرنا أبا سالم
                            جميل منكم هذا الثناء
                            يكفي منكم المرور فهذا كرم منكم
                            شاعرنا
                            دمت بحفظ الله [/align]

                            تعليق

                            • صقر أبوعيدة
                              أديب وكاتب
                              • 17-06-2009
                              • 921

                              #15
                              [align=center]
                              شاعرنا الحبيب سرور
                              ما تكرمت علينا به من ثناء يقطر من بين أيديكم فهو شرف لي
                              قراءتكم الكريمة للنص تشجيع لي
                              فهو شيء يسير مما عندكم
                              أيها النبيل
                              حفظك الله
                              [/align]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X