رحيل رجل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العربي الثابت
    أديب وكاتب
    • 19-09-2009
    • 815

    رحيل رجل


    في تلك الليلة حدث تحول ما في حياة القرية،فالأهالي مجتمعون في منزل الحاج عبد الرحمان ،الذي اتسع لكل أهل القرية ،فالنساء بأطفالهن يشغلون الغرف الداخلية الثلاث إضافة إلى فناء البيت ،بينما الكبار من الرجال في غرفة الإستقبال الفسيحة و القريبة من المدخل،وفي السقيفة تجمع الشباب والمراهقون...
    ليلة استثنائية في حياة القرية،الحاج عبد الرحمان في لحظاته الأخيرة وحول مضجعه في غرفته الخاصة التي لايدخلها أحد، إمام القرية وبعض المقربين من الحاج المحتضر..
    الصمت يلف الجميع، الذين لايدركون مايحدث من الصغارناموا، والكبار دخلوا في مرحلة من السكوت الجماعي المعبرعن توجس وانتظار،فهذا الحاج كان كل شيء في القرية يجري بأعينه،فذاكرته النضالية في محاربة الإستعمارفي منتصف القرن الماضي جعلت منه الزعيم الذي يحبه الجميع ويرعاه..
    ولأنه كذلك فقد واصل نضاله بحنكة القائد المؤمن بالشعب وكان يقول:
    ـ إن مقاومة الإحتلال لا تقل أهمية عن مقاومة الجهل والتخلف .
    أحدث الحاج عبد الرحمان نظاما اجتماعيا متقدما،أساسه التضامن والتكافل،وعمل على تعليم أبناء القرية وبناتها،وطور القطاع الفلاحي بكل جديد أتيح له،حتى أن الأهالي أحسوا أنهم يعيشون بكرامة على خلاف القرى المجاورة..
    صيحات حليمة تكسر ذلك السكون،صرخات النساء تعالت في جوف تلك الليلة ، واختلطت ببكاء الصغار الذين استافقوامذعورين....
    ليلتها باتت القرية تحت سحابة قاتمة من الحزن والكآبة،وبدت أزقتها المتربة ككهوف منسية،وعم الصمت بيوتاتها ومزارعها إلا من نباح كلاب بعيدة،وأخذ الليل يطبق
    عليها دون رحمة، فاكتست سوادا حالكا..

    التعديل الأخير تم بواسطة العربي الثابت; الساعة 23-10-2009, 20:15.
    اذا كان العبور الزاميا ....
    فمن الاجمل ان تعبر باسما....
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    [quote=العربي الثابت;317510]باتت القرية تحت سحابة قاتمة من الحزن والكآبة،وبدت أزقتها المتربة ككهوف منسية،وعم الصمت بيوتاتها ومزارعها إلا من نباح كلاب بعيدة،وأخذ الليل يطبق
    عليها دون رحمة فاكتست سوادا حالكا..
    في تلك الليلة حدث تحول ما في حياة القرية،فالأهالي مجتمعون في منزل الحاج عبد الرحمان ،الذي اتسع لكل أهل القرية ،فالنساء بأطفالهن يشغلون الغرف الداخلية الثلاث إضافة إلى فناء البيت ،بينما الكبار من الرجال في غرفة الإستقبال الفسيحة و القريبة من المدخل،وفي السقيفة تجمع الشباب والمراهقون...
    ليلة استثنائية في حياة القرية،الحاج عبد الرحمان في لحظاته الأخيرة وحول مضجعه في غرفته الخاصة التي لايدخلها أحد، إمام القرية وبعض المقربين من الحاج المحتضر..
    الصمت يلف الجميع، الذين لايدركون مايحدث من الصغارناموا، والكبار دخلوا في مرحلة من السكوت الجماعي المعبرعن توجس وانتظار،فهذا الحاج كان كل شيء في القرية يجري بأعينه،فذاكرته النضالية في محاربة الإستعمارفي منتصف القرن الماضي جعلت منه الزعيم الذي يحبه الجميع ويرعاه..
    ولأنه كذلك فقد واصل نضاله بحنكة القائد المؤمن بالشعب وكان يقول:
    ـ إن مقاومة الإحتلال لا تقل أهمية عن مقاومة الجهل والتخلف .
    أحدث الحاج عبد الرحمان نظاما اجتماعيا متقدما،أساسه التضامن والتكافل،وعمل على تعليم أبناء القرية وبناتها،وطور القطاع الفلاحي بكل جديد أتيح له،حتى أن الأهالي أحسوا أنهم يعيشون بكرامة على خلاف القرى المجاورة..
    صيحات حليمة تكسر ذلك السكون،صرخات النساء تعالت في جوف تلك الليلة ، واختلطت ببكاء الصغار الذين استافقوامذعورين،لقد أخذ الموت الحاج عبد الرحمان بعيداعن القرية التي أحبها حتى الجنون ، ولا أحد في القرية يستطيع أن يملأ مكانه ،فكان موته نهاية مرحلة.....[/quote]

    الزميل القدير
    العربي الثابت
    هلا وغلا بك زميلي
    لونت لك باللون الأخضر ما رأيته يصلح أن يكون خاتمة رائعة لنصك لو أنك اعتمدته بعد ((........ استفاقوا مذعورين ))
    ولونت لك باللون الأخضر مارأيته جملا تصلح كمقال صحفي, فهي فعلا جملة صحفية.
    أما مالونته لك بالأحمر فقد رأيته نهاية أخلت بومضة النهاية وجاء فائضا عن الحاجة لأنك شرحت مسبقا حالة الإحتضار.
    كان النص القصصي سيبدوا أكثر متانة لو أنك لم تضع تلك النهاية
    ويبقى نصك جميلا يحمل قيما إنسانية رائعة
    أرجو أن لاتنزعج مني زميلي فأنت ستراني كثيرا لأني حريصة عليكم زملائي أحبتي
    وتبقى كل قراءة للنص هي كتابة جديدة له
    هلا وغلا بك ومليون مرحبا
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • مجدي السماك
      أديب وقاص
      • 23-10-2007
      • 600

      #3
      تحياتي

      اخي العربي الثابت..تحياتي
      قصة عميقة..ببعد انساني.
      مودتي
      عرفت شيئا وغابت عنك اشياء

      تعليق

      • مها راجح
        حرف عميق من فم الصمت
        • 22-10-2008
        • 10970

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة العربي الثابت مشاهدة المشاركة
        باتت القرية تحت سحابة قاتمة من الحزن والكآبة،وبدت أزقتها المتربة ككهوف منسية،وعم الصمت بيوتاتها ومزارعها إلا من نباح كلاب بعيدة،وأخذ الليل يطبق
        عليها دون رحمة فاكتست سوادا حالكا..
        في تلك الليلة حدث تحول ما في حياة القرية،فالأهالي مجتمعون في منزل الحاج عبد الرحمان ،الذي اتسع لكل أهل القرية ،فالنساء بأطفالهن يشغلون الغرف الداخلية الثلاث إضافة إلى فناء البيت ،بينما الكبار من الرجال في غرفة الإستقبال الفسيحة و القريبة من المدخل،وفي السقيفة تجمع الشباب والمراهقون...
        ليلة استثنائية في حياة القرية،الحاج عبد الرحمان في لحظاته الأخيرة وحول مضجعه في غرفته الخاصة التي لايدخلها أحد، إمام القرية وبعض المقربين من الحاج المحتضر..
        الصمت يلف الجميع، الذين لايدركون مايحدث من الصغارناموا، والكبار دخلوا في مرحلة من السكوت الجماعي المعبرعن توجس وانتظار،فهذا الحاج كان كل شيء في القرية يجري بأعينه،فذاكرته النضالية في محاربة الإستعمارفي منتصف القرن الماضي جعلت منه الزعيم الذي يحبه الجميع ويرعاه..
        ولأنه كذلك فقد واصل نضاله بحنكة القائد المؤمن بالشعب وكان يقول:
        ـ إن مقاومة الإحتلال لا تقل أهمية عن مقاومة الجهل والتخلف .
        أحدث الحاج عبد الرحمان نظاما اجتماعيا متقدما،أساسه التضامن والتكافل،وعمل على تعليم أبناء القرية وبناتها،وطور القطاع الفلاحي بكل جديد أتيح له،حتى أن الأهالي أحسوا أنهم يعيشون بكرامة على خلاف القرى المجاورة..
        صيحات حليمة تكسر ذلك السكون،صرخات النساء تعالت في جوف تلك الليلة ، واختلطت ببكاء الصغار الذين استافقوامذعورين،لقد أخذ الموت الحاج عبد الرحمان بعيداعن القرية التي أحبها حتى الجنون ، ولا أحد في القرية يستطيع أن يملأ مكانه ،فكان موته نهاية مرحلة.....

        كل جرح له خطورته
        جراح الفقد اشدها
        لغة متماسكة تنساب بتؤدة واحساس مؤثر
        تحية ألق وتقدير استاذ العربي الثابت
        رحمك الله يا أمي الغالية

        تعليق

        • هادي زاهر
          أديب وكاتب
          • 30-08-2008
          • 824

          #5
          أخي الكاتب العربي ثابت
          قصة مشوقة وصف رائع للأجواء
          محبتي
          هادي زاهر
          " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

          تعليق

          • العربي الثابت
            أديب وكاتب
            • 19-09-2009
            • 815

            #6
            الأستاذة القديرة عايده

            لك أجمل تحية، مرورك هنا كان قويّا ..بصدر أرحب من شساعة هذا العالم العربي أتقبل تعديلاتك على النص البسيط الذي رفعت به الستار عن محاولاتي اللا حقة...ما أتمناه أن يتكرر مرورك هنا،وتعديلك للنص بات ضروريا لإعادة الوهج للنهاية.
            دمت سيدة الجملة القصصية ....
            العربي
            التعديل الأخير تم بواسطة العربي الثابت; الساعة 24-10-2009, 18:27.
            اذا كان العبور الزاميا ....
            فمن الاجمل ان تعبر باسما....

            تعليق

            • رحاب فارس بريك
              عضو الملتقى
              • 29-08-2008
              • 5188

              #7
              بعضنا يموت فتموت معه ذكراه
              لأنه رحل كما حضر ولم يقم بشيء هام
              لأجل مجتمعه وأهله ونفسه قبل كل شيء
              وبطل قصتك لم يرحل برغم الرحيل
              فقد بقيت أعماله تتنفس فوق الأرض بينما
              جسده غاب تحت التراب
              تقدير
              ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

              تعليق

              • أسماء رمرام
                أديب وكاتب
                • 29-07-2008
                • 470

                #8
                ربما انتهت برحيله مرحلة،
                لكن ذكرى المرحلة لن تذهب،
                العظماء يموتون وقد أسسوا ذاكرة للوطن ،أو للأحبة ،،

                ويكونون بذلك بنوا في القلوب عرشا لايهتز بموتهم.

                كل الاحترام
                التعديل الأخير تم بواسطة أسماء رمرام; الساعة 22-10-2009, 13:32.

                تعليق

                • العربي الثابت
                  أديب وكاتب
                  • 19-09-2009
                  • 815

                  #9
                  الأستاذة الغالية مها،
                  مرورك هنا كان خاطفا لكنه مشع.حبذا لو يتكرر.
                  لك أنبل التحايا
                  ودمت متألقة.....دعواتي.
                  اذا كان العبور الزاميا ....
                  فمن الاجمل ان تعبر باسما....

                  تعليق

                  • العربي الثابت
                    أديب وكاتب
                    • 19-09-2009
                    • 815

                    #10
                    أسماء الأخضر قاسم;
                    ربما انتهت برحيله مرحلة،

                    لكن ذكرى المرحلة لن تذهب،
                    العظماء يموتون وقد أسسوا ذاكرة للوطن ،أو للأحبة ،،

                    ويكونون بذلك بنوا في القلوب عرشا لايهتز بموتهم.

                    كل الاحترام
                    الغالية أسماء،
                    عاطرة كلماتك،أشكرلك هذه الإلتفاتة الكريمة،ولك صادق المحبة.....
                    تقديري..
                    اذا كان العبور الزاميا ....
                    فمن الاجمل ان تعبر باسما....

                    تعليق

                    يعمل...
                    X