أمسية سُقوط الرّئيس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو يونس الطيب
    أديب وكاتب
    • 06-03-2009
    • 57

    أمسية سُقوط الرّئيس

    [align=center]أمسية سُقوط الرّئيسْ[/align]
    لابُدّ لِعبّاس مِن الاعتناءِ بمكتب مديره .. يمسح الغبار ويلمع الكراسي ويرمي بالنفايات .. يثري الإبريق ويشبع الثلاجة الصغيرة بما طاب ولذ من الفواكه والمشروبات ومشروبات أخرى.. ولا بأس أن يلتمس لنفسه شيئا منها خفية ..أو يدس بعضا منها بين أثوابه يبهج بها صغيره الحافي .
    في آخر اليوم وبين غدوه ورواحه يمسح الأثاث برفق ، إنزلق متعثرا بحواف المفروشات .. شد بإحدى المعلقات الجدارية فهوت، تهشمت شظايا .. سقط بجوارها مذعورا .. كانت من أغلى تحف صاحب عمله.. لم يهتم لما أصابه جراء التواء كاحله وأوجس في نفسه خيفة.. لم يجد بدا من إخفائها فطمرها بحديقة الوزارة متسترا..
    -"صباح الخير سيدي المدير" قالها له نائبه وهو يختلس النظر لمكان المعلـّقه التي اختفت وخرج بعد أن فرغ مما دخل من اجله وفي همس ومكر يدسه قال لبعض من يثق فيهم من أعوانه :
    -" لم يعد لصورة الرئيس أثر بمكتب مديرنا ..إنها مؤامرة تحاك ولا شك ضد الرئيس فترة إعادة انتخابه لعهدة أبدية "
    تتالت الهمسات لتتعالى في صمت ككرة الثلج في انحدارها إلى أن وصلت قمة الهرم ..

    في اليوم الثاني عادت الصورة معززة مكرمة لمكانها واعتلى النائب كرسي المدير الذي لم يعد أبدا لا إلى بيته و لا إلى العمل ..
    حيويا كالنحلة ظل عباس في الخدمة.



    [align=left]الجزائر اوت 2009[/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو يونس الطيب; الساعة 22-10-2009, 13:33.
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    أبو يونس الطيب
    هلا وغلا بك بعد غيبة
    نص مشوق
    رمزية نعرفها جيدا
    ومكائد ماعادت غريبة عن واقعنا مع الأسف
    الحال كما هو الحال دائما
    فهل سيأتي اليوم الذي سنتغير به
    لاأدري
    ويبقى البسطاء رقما صعبا
    تحياتي ومودتي
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • مها راجح
      حرف عميق من فم الصمت
      • 22-10-2008
      • 10970

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أبو يونس الطيب مشاهدة المشاركة
      [align=center]أمسية سُقوط الرّئيسْ[/align]
      لابُدّ لِعبّاس مِن الاعتناءِ بمكتب مديره .. يمسح الغبار ويلمع الكراسي ويرمي بالنفايات .. يثري الإبريق ويشبع الثلاجة الصغيرة بما طاب ولذ من الفواكه والمشروبات ومشروبات أخرى.. ولا بأس أن يلتمس لنفسه شيئا منها خفية ..أو يدس بعضا منها بين أثوابه يبهج بها صغيره الحافي .
      في آخر اليوم وبين غدوه ورواحه يمسح الأثاث برفق ، إنزلق متعثرا بحواف المفروشات .. شد بإحدى المعلقات الجدارية فهوت، تهشمت شظايا .. سقط بجوارها مذعورا .. كانت من أغلى تحف صاحب عمله.. لم يهتم لما أصابه جراء التواء كاحله وأوجس في نفسه خيفة.. لم يجد بدا من إخفائها فطمرها بحديقة الوزارة متسترا..
      -"صباح الخير سيدي المدير" قالها له نائبه وهو يختلس النظر لمكان المعلـّقه التي اختفت وخرج بعد أن فرغ مما دخل من اجله وفي همس ومكر يدسه قال لبعض من يثق فيهم من أعوانه :
      -" لم يعد لصورة الرئيس أثر بمكتب مديرنا ..إنها مؤامرة تحاك ولا شك ضد الرئيس فترة إعادة انتخابه لعهدة أبدية "
      تتالت الهمسات لتتعالى في صمت ككرة الثلج في انحدارها إلى أن وصلت قمة الهرم ..

      في اليوم الثاني عادت الصورة معززة مكرمة لمكانها واعتلى النائب كرسي المدير الذي لم يعد أبدا لا إلى بيته و لا إلى العمل ..
      حيويا كالنحلة ظل عباس في الخدمة.



      [align=left]الجزائر اوت 2009[/align]

      نص عميق كالســـــر ..يعرض ضمائرا أعيتها الغياب
      بسيط اللغة والسرد
      تحية واعجاب
      رحمك الله يا أمي الغالية

      تعليق

      • أبو يونس الطيب
        أديب وكاتب
        • 06-03-2009
        • 57

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
        الزميل القدير
        أبو يونس الطيب
        هلا وغلا بك بعد غيبة
        الاخت عائدة
        اسعدتني كلمات الترحيب .. وانا احط الرحال ثانية بين اهلي واحبتي
        والله ما غيبتنا عن هذا الجو المليء بمشاعر الود والاخاء الا ظروف الكد
        شكرا لك

        تعليق

        • شهلاء بن نبي
          • 11-10-2010
          • 9

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أبو يونس الطيب مشاهدة المشاركة
          [align=center]أمسية سُقوط الرّئيسْ[/align]
          لابُدّ لِعبّاس مِن الاعتناءِ بمكتب مديره .. يمسح الغبار ويلمع الكراسي ويرمي بالنفايات .. يثري الإبريق ويشبع الثلاجة الصغيرة بما طاب ولذ من الفواكه والمشروبات ومشروبات أخرى.. ولا بأس أن يلتمس لنفسه شيئا منها خفية ..أو يدس بعضا منها بين أثوابه يبهج بها صغيره الحافي .
          في آخر اليوم وبين غدوه ورواحه يمسح الأثاث برفق ، إنزلق متعثرا بحواف المفروشات .. شد بإحدى المعلقات الجدارية فهوت، تهشمت شظايا .. سقط بجوارها مذعورا .. كانت من أغلى تحف صاحب عمله.. لم يهتم لما أصابه جراء التواء كاحله وأوجس في نفسه خيفة.. لم يجد بدا من إخفائها فطمرها بحديقة الوزارة متسترا..
          -"صباح الخير سيدي المدير" قالها له نائبه وهو يختلس النظر لمكان المعلـّقه التي اختفت وخرج بعد أن فرغ مما دخل من اجله وفي همس ومكر يدسه قال لبعض من يثق فيهم من أعوانه :
          -" لم يعد لصورة الرئيس أثر بمكتب مديرنا ..إنها مؤامرة تحاك ولا شك ضد الرئيس فترة إعادة انتخابه لعهدة أبدية "
          تتالت الهمسات لتتعالى في صمت ككرة الثلج في انحدارها إلى أن وصلت قمة الهرم ..

          في اليوم الثاني عادت الصورة معززة مكرمة لمكانها واعتلى النائب كرسي المدير الذي لم يعد أبدا لا إلى بيته و لا إلى العمل ..
          حيويا كالنحلة ظل عباس في الخدمة.



          [align=left]الجزائر اوت 2009[/align]

          عبّاس كان له ان يفعل ما توجّب عليه، و المكيدة - و لو ضمنيا في نفسه - كانت ستبلغ الذروة في نصك البديع الموجز لو تمّ التركيز اكثر على الحالة النفسية .
          وقفة مع حواف المفروشات / و الصحيح حوافي المفروشات
          .
          اخي القاص المبدع ابو يونس جميل ما قرات لك.

          تعليق

          • عبد الرحمان سوفطة
            عضو الملتقى
            • 20-10-2010
            • 12

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة أبو يونس الطيب مشاهدة المشاركة
            [align=center]أمسية سُقوط الرّئيسْ[/align]
            لابُدّ لِعبّاس مِن الاعتناءِ بمكتب مديره .. يمسح الغبار ويلمع الكراسي ويرمي بالنفايات .. يثري الإبريق ويشبع الثلاجة الصغيرة بما طاب ولذ من الفواكه والمشروبات ومشروبات أخرى.. ولا بأس أن يلتمس لنفسه شيئا منها خفية ..أو يدس بعضا منها بين أثوابه يبهج بها صغيره الحافي .
            في آخر اليوم وبين غدوه ورواحه يمسح الأثاث برفق ، إنزلق متعثرا بحواف المفروشات .. شد بإحدى المعلقات الجدارية فهوت، تهشمت شظايا .. سقط بجوارها مذعورا .. كانت من أغلى تحف صاحب عمله.. لم يهتم لما أصابه جراء التواء كاحله وأوجس في نفسه خيفة.. لم يجد بدا من إخفائها فطمرها بحديقة الوزارة متسترا..
            -"صباح الخير سيدي المدير" قالها له نائبه وهو يختلس النظر لمكان المعلـّقه التي اختفت وخرج بعد أن فرغ مما دخل من اجله وفي همس ومكر يدسه قال لبعض من يثق فيهم من أعوانه :
            -" لم يعد لصورة الرئيس أثر بمكتب مديرنا ..إنها مؤامرة تحاك ولا شك ضد الرئيس فترة إعادة انتخابه لعهدة أبدية "
            تتالت الهمسات لتتعالى في صمت ككرة الثلج في انحدارها إلى أن وصلت قمة الهرم ..

            في اليوم الثاني عادت الصورة معززة مكرمة لمكانها واعتلى النائب كرسي المدير الذي لم يعد أبدا لا إلى بيته و لا إلى العمل ..
            حيويا كالنحلة ظل عباس في الخدمة.



            [align=left]الجزائر اوت 2009[/align]

            الأخ الكريم أبو يونس الطيب أنا جد سعيد بوجودي بصفحة قصتك ، وفي الحقيقة فإن القصة القصيرة الحديثة قد مرت بعدة مراحل تطورت من خلالها وأصبحت تعتمد على تراكيب جملية وصياغات إيحائية تعطى للفكرة الجمالية المطلوبة .
            لكن من خلال قراءتي لقصتك وجدت - بغض النظر عن المدلول العام - نوعا من عدم التركيز في بعض التراكيب الجملية والتي أعطت - إن صح التعبير - بعض السذاجة للمعنى . فقد جاء في قولك مثلا (بما طاب ولذ من الفواكه والمشروبات ومشروبات أخرى.. ) فتكرار لفظة المشروبات منعت التقصي من جانب القارئ وميعت بذلك المعني ، وكان من الأجدى أن تترك له هذا وحتى يتنبه لذكاء الكاتب كذلك. و في (أو يدس بعضا منها بين أثوابه يبهج بها صغيره الحافي .) هنا لفظة الأثواب هي جمع ثوب وفي لغتنا العامية (القندورة) فنقول دس منها بين ثيابه ..فكم ثوبا يلبس هذا الرجل ؟ وفي (في آخر اليوم وبين غدوه ورواحه يمسح الأثاث برفق) كأن تقول مثلا في آخر اليوم وبينما هو في غدوه ورواحه ماسحا الأثاث..وفي (وخرج بعد أن فرغ مما دخل من اجله) كأن تقول مثلا وخرج بعد أن فرغ من تسليم الملفات أو الأوراق بما أنه بمكتب المدير .وفي (تتالت الهمسات لتتعالى في صمت ككرة الثلج في انحدارها إلى أن وصلت قمة الهرم ..) فكيف تتالت الهمسات لتتعالى في صمت ؟ ثم في الشق الثاني إذا كنت تقصد أن الكرة تنحدر لتتعالى فهذا خطأ لأن ردة فعل الشيئ المنحدر هو الصعود ،و كذلك لا نستطيع أن نقارن بين مدرك و محسوس في متضادين كرة الثلج و الهمسات بل تتجه المقارنة حسب اتجاه المدلول .
            شكرا أخي الكريم على منحي هذه الفرصة ، ومزيدا من إبداعك حتى نستمتع به.
            التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرحمان سوفطة; الساعة 22-10-2010, 18:48.

            تعليق

            • أبو يونس الطيب
              أديب وكاتب
              • 06-03-2009
              • 57

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة شهلاء بن نبي مشاهدة المشاركة
              عبّاس كان له ان يفعل ما توجّب عليه، و المكيدة - و لو ضمنيا في نفسه - كانت ستبلغ الذروة في نصك البديع الموجز لو تمّ التركيز اكثر على الحالة النفسية .
              وقفة مع حواف المفروشات / و الصحيح حوافي المفروشات.
              اخي القاص المبدع ابو يونس جميل ما قرات لك.
              الكريمة شهلاء
              لك منى الف شكر دمت دائما قريبة من نصي
              مودتي

              تعليق

              • أبو يونس الطيب
                أديب وكاتب
                • 06-03-2009
                • 57

                #8
                شكر وامتنان

                المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحمان سوفطة مشاهدة المشاركة
                الأخ الكريم أبو يونس الطيب أنا جد سعيد بوجودي بصفحة قصتك ، وفي الحقيقة فإن القصة القصيرة الحديثة قد مرت بعدة مراحل تطورت من خلالها وأصبحت تعتمد على تراكيب جملية وصياغات إيحائية تعطى للفكرة الجمالية المطلوبة .
                لكن من خلال قراءتي لقصتك وجدت - بغض النظر عن المدلول العام - نوعا من عدم التركيز في بعض التراكيب الجملية والتي أعطت - إن صح التعبير - بعض السذاجة للمعنى . فقد جاء في قولك مثلا (بما طاب ولذ من الفواكه والمشروبات ومشروبات أخرى.. ) فتكرار لفظة المشروبات منعت التقصي من جانب القارئ وميعت بذلك المعني ، وكان من الأجدى أن تترك له هذا وحتى يتنبه لذكاء الكاتب كذلك. و في (أو يدس بعضا منها بين أثوابه يبهج بها صغيره الحافي .) هنا لفظة الأثواب هي جمع ثوب وفي لغتنا العامية (القندورة) فنقول دس منها بين ثيابه ..فكم ثوبا يلبس هذا الرجل ؟ وفي (في آخر اليوم وبين غدوه ورواحه يمسح الأثاث برفق) كأن تقول مثلا في آخر اليوم وبينما هو في غدوه ورواحه ماسحا الأثاث..وفي (وخرج بعد أن فرغ مما دخل من اجله) كأن تقول مثلا وخرج بعد أن فرغ من تسليم الملفات أو الأوراق بما أنه بمكتب المدير .وفي (تتالت الهمسات لتتعالى في صمت ككرة الثلج في انحدارها إلى أن وصلت قمة الهرم ..) فكيف تتالت الهمسات لتتعالى في صمت ؟ ثم في الشق الثاني إذا كنت تقصد أن الكرة تنحدر لتتعالى فهذا خطأ لأن ردة فعل الشيئ المنحدر هو الصعود ،و كذلك لا نستطيع أن نقارن بين مدرك و محسوس في متضادين كرة الثلج و الهمسات بل تتجه المقارنة حسب اتجاه المدلول .
                شكرا أخي الكريم على منحي هذه الفرصة ، ومزيدا من إبداعك حتى نستمتع به.
                الفاضل عبد الرحمن
                انا ايضا جد سعيد بما جدت به من نقد بناء ..فلك منى الشكر الجزيل .. اتمنى ان تحضى كل نصوصي بقراءة مماثلة
                مودتي
                التعديل الأخير تم بواسطة أبو يونس الطيب; الساعة 09-06-2011, 20:16.

                تعليق

                يعمل...
                X