[align=center]أمسية سُقوط الرّئيسْ[/align]
لابُدّ لِعبّاس مِن الاعتناءِ بمكتب مديره .. يمسح الغبار ويلمع الكراسي ويرمي بالنفايات .. يثري الإبريق ويشبع الثلاجة الصغيرة بما طاب ولذ من الفواكه والمشروبات ومشروبات أخرى.. ولا بأس أن يلتمس لنفسه شيئا منها خفية ..أو يدس بعضا منها بين أثوابه يبهج بها صغيره الحافي .
في آخر اليوم وبين غدوه ورواحه يمسح الأثاث برفق ، إنزلق متعثرا بحواف المفروشات .. شد بإحدى المعلقات الجدارية فهوت، تهشمت شظايا .. سقط بجوارها مذعورا .. كانت من أغلى تحف صاحب عمله.. لم يهتم لما أصابه جراء التواء كاحله وأوجس في نفسه خيفة.. لم يجد بدا من إخفائها فطمرها بحديقة الوزارة متسترا..
-"صباح الخير سيدي المدير" قالها له نائبه وهو يختلس النظر لمكان المعلـّقه التي اختفت وخرج بعد أن فرغ مما دخل من اجله وفي همس ومكر يدسه قال لبعض من يثق فيهم من أعوانه :
-" لم يعد لصورة الرئيس أثر بمكتب مديرنا ..إنها مؤامرة تحاك ولا شك ضد الرئيس فترة إعادة انتخابه لعهدة أبدية "
تتالت الهمسات لتتعالى في صمت ككرة الثلج في انحدارها إلى أن وصلت قمة الهرم ..
في اليوم الثاني عادت الصورة معززة مكرمة لمكانها واعتلى النائب كرسي المدير الذي لم يعد أبدا لا إلى بيته و لا إلى العمل ..
حيويا كالنحلة ظل عباس في الخدمة.
[align=left]الجزائر اوت 2009[/align]
لابُدّ لِعبّاس مِن الاعتناءِ بمكتب مديره .. يمسح الغبار ويلمع الكراسي ويرمي بالنفايات .. يثري الإبريق ويشبع الثلاجة الصغيرة بما طاب ولذ من الفواكه والمشروبات ومشروبات أخرى.. ولا بأس أن يلتمس لنفسه شيئا منها خفية ..أو يدس بعضا منها بين أثوابه يبهج بها صغيره الحافي .
في آخر اليوم وبين غدوه ورواحه يمسح الأثاث برفق ، إنزلق متعثرا بحواف المفروشات .. شد بإحدى المعلقات الجدارية فهوت، تهشمت شظايا .. سقط بجوارها مذعورا .. كانت من أغلى تحف صاحب عمله.. لم يهتم لما أصابه جراء التواء كاحله وأوجس في نفسه خيفة.. لم يجد بدا من إخفائها فطمرها بحديقة الوزارة متسترا..
-"صباح الخير سيدي المدير" قالها له نائبه وهو يختلس النظر لمكان المعلـّقه التي اختفت وخرج بعد أن فرغ مما دخل من اجله وفي همس ومكر يدسه قال لبعض من يثق فيهم من أعوانه :
-" لم يعد لصورة الرئيس أثر بمكتب مديرنا ..إنها مؤامرة تحاك ولا شك ضد الرئيس فترة إعادة انتخابه لعهدة أبدية "
تتالت الهمسات لتتعالى في صمت ككرة الثلج في انحدارها إلى أن وصلت قمة الهرم ..
في اليوم الثاني عادت الصورة معززة مكرمة لمكانها واعتلى النائب كرسي المدير الذي لم يعد أبدا لا إلى بيته و لا إلى العمل ..
حيويا كالنحلة ظل عباس في الخدمة.
[align=left]الجزائر اوت 2009[/align]
تعليق