كتب مصطفى بونيف
أحبك ..أحبك والخبز سيأتي !

فتح صاحبي ديوانا لنزار قباني ثم قرأ بعلو صوته
" وإني أحبك ..لكن أخاف التورط فيك
أخاف التقمص فيك .."
نظر إلي صاحبي وهو يكاد يذوب كالأيسكريم ...ثم سألني وهو يتنهد
- هل هناك شيئ أهم من الخبز يا موس ؟
وسرعان ما صعقته بإجابتي
- طبعا ، إن اللحم أهم من الخبز بكثير !
انتفض صاحبي وثار في وجهي " هكذا أنت دائما همك على بطنك ، أليس لقلبك هموم كبقية الشباب ..الحب أهم من الخبز .."
ثم عاد ليقرأ على مسامعي قصائد العشق والغرام ..بينما رحت أغط في نوم عميق ، لأنني تعودت أن يكبس علي النوم لو جاء أحدهم على سيرة الحب ، ولا أجد منوما خيرا من أغاني عبد الحليم ( بحلم بيك أنا بحلم بيك) ، وقصائد الغرام إذا أصابني أرق !!.
رأيت فيما يرى النائم ..خير اللهم اجعله خيرا ..أنني أركب حصانا أبيضا
كأنني أحمد مظهر في فيلم الناصر صلاح الدين ...
لحقني صاحبي قائلا : - إلى أين تمضي يا موستافا ؟
فأجبته بثقة الفرسان : - أنا ذاهب إلى ديار سوسو العامرية ، لقد أرسلت لي مساج على المهتاف ، تطلب مني أن أذهب إليها .
- سأرافقك يا فارس العرب ويا حامي الحمى ، إن أهلها قوم جهالة ، فلو تمكنوا منك قطعوك إربا إربا ، ورموا بلحمك إلى كلاب السكك !.
- لا ترافقني ثكلتك أمك ، وإذا شعرت بخطر سوف أرسل لك رنة . هيا يا رونو
( رونو هو اسم الحصان ) .
وبعد ساعة ..وصلت إلى حديقة الزيتونة حيث تواعدت مع محبوبتي .
أرسلت إليها رنة ..( أكثر حاجة بحبها فيك هي ده ) ...، فارسلت هي الأخرى رنة على محمولي ( حبيبي على نياتو ..كل البنات إخواتو ) .
انطلقت مسرعا إلى شجرة الزيتون ، فوجدتها تجلس تحتها وقد وضعت على أذنيها سماعات الأيبود .
اقتربت منها وصرخت : - حبيبتي سوسو العامرية !.
وما إن رأتني حتى وقفت واللهفة في عينيها :
- موستافا ابن عمي حاج عندنا ....أمبوسيبل ..أمبوسيبل !!
أخذت أنظر في عينيها ، ورحت أدنو من وجهها بشفتي لأسرق منها قبلة على طريقة أفلام زمان ...لكنها أفلتت بخفة ، ليرتطم وجهي بجذع الشجرة ، حتى كاد أن يقع الصف الأول من أسناني ..
وراحت تبكي ..
- هناك خبر سيئ يا موس ...
- ماذا هل رفعت الحكومة الأسعار مرة أخرى ؟، لن يهدأ لها بال حتى يشتغل الشعب كله في الدعارة !.
- أبي يا موس أبي ..
كنت أمسح أنفي بمنديل ورق بعد أن تهشم في حادث الاصطدام بالشجرة .
- ما به والدك يا حبيبتي هل ارتفع سكره ، أم هل طفحت بواسيره مرة أخرى ؟
مسحت دمعة كبيرة فرت من عينيها : - أبي يريد أن يزوجني عنوة من ابن خالي لا لشيئ سوى أنه يعمل في الإمارات .
ثارت ثائرتي واشتد غضبي وارتفع صوتي
- وماذا يعني أن ابن خالتك يشتغل في الإمارات ؟، إن الحب لا يقدر بالمال ، ولا بالدراهم ، إن ما في قلبي أغلى من كل كنوز الدنيا .
هدأت من روعي وقالت مبتسمة :
- لا تقلق يا حبيبي ، لقد رفضت رفضا قاطعا ، وقلت له لن أتزوج إلا بمن أحب !.
رمقتها بنظرة عاشقة و أنا واثق بأن الأخ روميو لم ينظر بمثلها إلى الدلوعة جولييت ، وحاولت أن أمسك يدها بيدي على طريقة كليبات الأغاني العربية ، لكن يدي اصطدمت بجذع الشجرة ...
وسرعان ما أرسلت محبوبتي حزنا آخر وقالت بصوت جريح
- أمي يا موس يا أمي !
- ما بها أمك هل ارتفع ضغطها أم أن أزمة الصرع قد عادت إليها بعد التعديلات الدستورية الأخيرة وفضيحة تقرير غولدستون . فقناة الجزيرة لن تقفل إلا بعد أن تصاب الشعوب العربية كلها بالزهايمر !.
- أمي تريد أن تزوجني من ابن خالتي الآخر عنوة ، لا لشيئ سوى لأنه يشتغل في السلك الدبلوماسي .
- بدأت أشعر أن خالتك هذه خلقها الله لتنغض علي عيشي ..هي وهذه الشجرة المفترية .
هدأت محبوبتي من غضبي وقالت مبتسمة
- لا تقلق يا حبيبي ، لقد رفضت وقلت لها لن أتزوج إلا بمن أحب ، وإلا سأقطع شراييني بالموس !.
نظرت إلى وجهها الملائكي ، وابتسمت ابتسامة لم يبتسمها الأخ قيس لمحبوبته الدلوعة ليلى ...حتى أصابه الجنون . وقمت بتطويقها بغتة بذراعي محاولا عناقها على طريقة أفلام الحب عند العرب والعجم ...لكنها تملصت بخفة ورشاقة فوجدت نفسي أحتضن جذع النخلة ، ليتهشم وجهي ، وأشياءا أخرى من جسمي !
صرخت متألما :
- ما هذه الشجرة التي قفزت على حظي الأسود ..؟ أشعر بأنني لن أخرج من هذا المكان إلا على نقالة ...لم يفشل قصص الحب في التاريخ إلا مثل هذه الشجرة ..
ضحكت محبوبتي ..واقتربت مني ..بدأت تدنو مني ..تقترب ..تقترب أكثر ..لتسمح لي أخيرا أن أطوقها بذراعي ..وما إن دنوت منها ..حتى استيقظت على ارتطام وجهي بالطاولة التي كنت أجلس عليها بينما كان صاحبي يقرأ على مسامعي قصيدة ( أحبك ، أحبك والبقية تأتي ) ...
توجهت إلى الحمام لأغسل أنفي الذي بدأ ينزف وأنا ألعن سنسفيل العشق وقصص العشق !!.
مصطفى بونيف
أحبك ..أحبك والخبز سيأتي !

فتح صاحبي ديوانا لنزار قباني ثم قرأ بعلو صوته
" وإني أحبك ..لكن أخاف التورط فيك
أخاف التقمص فيك .."
نظر إلي صاحبي وهو يكاد يذوب كالأيسكريم ...ثم سألني وهو يتنهد
- هل هناك شيئ أهم من الخبز يا موس ؟
وسرعان ما صعقته بإجابتي
- طبعا ، إن اللحم أهم من الخبز بكثير !
انتفض صاحبي وثار في وجهي " هكذا أنت دائما همك على بطنك ، أليس لقلبك هموم كبقية الشباب ..الحب أهم من الخبز .."
ثم عاد ليقرأ على مسامعي قصائد العشق والغرام ..بينما رحت أغط في نوم عميق ، لأنني تعودت أن يكبس علي النوم لو جاء أحدهم على سيرة الحب ، ولا أجد منوما خيرا من أغاني عبد الحليم ( بحلم بيك أنا بحلم بيك) ، وقصائد الغرام إذا أصابني أرق !!.
رأيت فيما يرى النائم ..خير اللهم اجعله خيرا ..أنني أركب حصانا أبيضا
كأنني أحمد مظهر في فيلم الناصر صلاح الدين ...
لحقني صاحبي قائلا : - إلى أين تمضي يا موستافا ؟
فأجبته بثقة الفرسان : - أنا ذاهب إلى ديار سوسو العامرية ، لقد أرسلت لي مساج على المهتاف ، تطلب مني أن أذهب إليها .
- سأرافقك يا فارس العرب ويا حامي الحمى ، إن أهلها قوم جهالة ، فلو تمكنوا منك قطعوك إربا إربا ، ورموا بلحمك إلى كلاب السكك !.
- لا ترافقني ثكلتك أمك ، وإذا شعرت بخطر سوف أرسل لك رنة . هيا يا رونو
( رونو هو اسم الحصان ) .
وبعد ساعة ..وصلت إلى حديقة الزيتونة حيث تواعدت مع محبوبتي .
أرسلت إليها رنة ..( أكثر حاجة بحبها فيك هي ده ) ...، فارسلت هي الأخرى رنة على محمولي ( حبيبي على نياتو ..كل البنات إخواتو ) .
انطلقت مسرعا إلى شجرة الزيتون ، فوجدتها تجلس تحتها وقد وضعت على أذنيها سماعات الأيبود .
اقتربت منها وصرخت : - حبيبتي سوسو العامرية !.
وما إن رأتني حتى وقفت واللهفة في عينيها :
- موستافا ابن عمي حاج عندنا ....أمبوسيبل ..أمبوسيبل !!
أخذت أنظر في عينيها ، ورحت أدنو من وجهها بشفتي لأسرق منها قبلة على طريقة أفلام زمان ...لكنها أفلتت بخفة ، ليرتطم وجهي بجذع الشجرة ، حتى كاد أن يقع الصف الأول من أسناني ..
وراحت تبكي ..
- هناك خبر سيئ يا موس ...
- ماذا هل رفعت الحكومة الأسعار مرة أخرى ؟، لن يهدأ لها بال حتى يشتغل الشعب كله في الدعارة !.
- أبي يا موس أبي ..
كنت أمسح أنفي بمنديل ورق بعد أن تهشم في حادث الاصطدام بالشجرة .
- ما به والدك يا حبيبتي هل ارتفع سكره ، أم هل طفحت بواسيره مرة أخرى ؟
مسحت دمعة كبيرة فرت من عينيها : - أبي يريد أن يزوجني عنوة من ابن خالي لا لشيئ سوى أنه يعمل في الإمارات .
ثارت ثائرتي واشتد غضبي وارتفع صوتي
- وماذا يعني أن ابن خالتك يشتغل في الإمارات ؟، إن الحب لا يقدر بالمال ، ولا بالدراهم ، إن ما في قلبي أغلى من كل كنوز الدنيا .
هدأت من روعي وقالت مبتسمة :
- لا تقلق يا حبيبي ، لقد رفضت رفضا قاطعا ، وقلت له لن أتزوج إلا بمن أحب !.
رمقتها بنظرة عاشقة و أنا واثق بأن الأخ روميو لم ينظر بمثلها إلى الدلوعة جولييت ، وحاولت أن أمسك يدها بيدي على طريقة كليبات الأغاني العربية ، لكن يدي اصطدمت بجذع الشجرة ...
وسرعان ما أرسلت محبوبتي حزنا آخر وقالت بصوت جريح
- أمي يا موس يا أمي !
- ما بها أمك هل ارتفع ضغطها أم أن أزمة الصرع قد عادت إليها بعد التعديلات الدستورية الأخيرة وفضيحة تقرير غولدستون . فقناة الجزيرة لن تقفل إلا بعد أن تصاب الشعوب العربية كلها بالزهايمر !.
- أمي تريد أن تزوجني من ابن خالتي الآخر عنوة ، لا لشيئ سوى لأنه يشتغل في السلك الدبلوماسي .
- بدأت أشعر أن خالتك هذه خلقها الله لتنغض علي عيشي ..هي وهذه الشجرة المفترية .
هدأت محبوبتي من غضبي وقالت مبتسمة
- لا تقلق يا حبيبي ، لقد رفضت وقلت لها لن أتزوج إلا بمن أحب ، وإلا سأقطع شراييني بالموس !.
نظرت إلى وجهها الملائكي ، وابتسمت ابتسامة لم يبتسمها الأخ قيس لمحبوبته الدلوعة ليلى ...حتى أصابه الجنون . وقمت بتطويقها بغتة بذراعي محاولا عناقها على طريقة أفلام الحب عند العرب والعجم ...لكنها تملصت بخفة ورشاقة فوجدت نفسي أحتضن جذع النخلة ، ليتهشم وجهي ، وأشياءا أخرى من جسمي !
صرخت متألما :
- ما هذه الشجرة التي قفزت على حظي الأسود ..؟ أشعر بأنني لن أخرج من هذا المكان إلا على نقالة ...لم يفشل قصص الحب في التاريخ إلا مثل هذه الشجرة ..
ضحكت محبوبتي ..واقتربت مني ..بدأت تدنو مني ..تقترب ..تقترب أكثر ..لتسمح لي أخيرا أن أطوقها بذراعي ..وما إن دنوت منها ..حتى استيقظت على ارتطام وجهي بالطاولة التي كنت أجلس عليها بينما كان صاحبي يقرأ على مسامعي قصيدة ( أحبك ، أحبك والبقية تأتي ) ...
توجهت إلى الحمام لأغسل أنفي الذي بدأ ينزف وأنا ألعن سنسفيل العشق وقصص العشق !!.
مصطفى بونيف
تعليق