[align=center]
كنت أمشي ذات يوم في السوق ..لأشتري متطلبات بيتي وأولادي ..وإذ بإمرأة تجلس على الأرض وكأنها تجلس على عرش ..ليست إمرأة عادية إنما إمرأة رسمت السنين تجاعيد وجهها فزادتها جمالا على جمال وصبغت بشرتها الشمس بلونها الذهبي..وكأن الشمس قطعة منها او انها قطعة هي من نور الشمس ، كانت تلك بائعة الخضرة التي منها إشتريت ولها ابتسمت فتبسمت فشكرت حتى أمضي عنها ولكني مامضيت.. لأنها ..وقبل أن أغادرها محيية ..وجدتها تهديني فوق ماأشتريت ..فاستحييت منها وأخذت مااليا أهدت والى سبيلي إهتديت..ولكني مانسيت أن تلك المرأة أهدتني بهدية هي لدي أكبر هدية فما أجمل الابتسامة ناهيك عن الفضل والأمانة فلم تطلب مني زيادة أي زيادة على العكس كانت في منتهى الأمانة..وبعد يومين ذهبت لأهادي زوجي بهدية ..وتعمدت المشي على قدميية..لأني قلت في نفسي لمن أمشي إن لم أمشي اليه ولمن تتعب قدميية..فقررت ومشيت ..وبينما أمشي في الطرقات لمحت عيني رجل يجلس على الارض كما كانت تجلس تلك المرأة ولكن هيهات هيهات لجلستها وجلسته ..فعندما جلست كانت على عرش الكرامة تجلس أعزها ربها لما أعزت نفسها..اما هو فقد ذل نفسه ومد يده للماره أعطاه من أعطاه ومنع عنه من منع ..وعنه امتنع..فاستغربت ووقفت وتذكرت الجلسة على الارض وكلنا على الارض يجلس وكلنا نمد الايدي ولكن يد عليا تلك التي امتدت يد العز ورب العزة يد تطلب من العلي القدير الحيي الستير..ووجه استغرابي انه لماذا يمد يد واحدة في حين انه يستطيع ان يمد الاثنان ويحافظ معها على كرامة الانسان ان مدها لرب الاكوان الله الحنان المنان وقلت في نفسي مهما أخذت من الناس كم ستأخذ يا إنسان من مثلك في النهاية هو انسان ..لكنك ان توجهت لرب الناس لإله الناس أعطاك بلا حساب فلماذا العذاب ؟!حزنت على حال الرجل حزنت (!)..لكني أكملت وذهبت إلى ما اليه توجهت لأشتري الهدية فقد كنت بها معنية وكانت لها نفسي
مرضية..فمددت حينها كلتا يدايية ودعوت ربي يارب إحفظ من له الهدية مهدية.. يارب كحل بمرءآه عينية واجعل يارب نفسه عني راضية مرضية

[/align]