ذاكرة مستعارة
أجل هي ذكريات،وتكون كلمات تكتب على ورق وماء، لكنها حقيقة تسكن في حجرات القهر.
أعرف كم محرج أن يكون البوح، لكنها العفوية.
سأكتب ما كان ... وإلى متى سيبقى الحزن؟
ليست قصة قصيرة، بل خاطرة تحملها ذاكرتي.
أعرف كم محرج أن يكون البوح، لكنها العفوية.
سأكتب ما كان ... وإلى متى سيبقى الحزن؟
ليست قصة قصيرة، بل خاطرة تحملها ذاكرتي.
كنا ثلاث فتيات، وكنت السمراء الصغيرة، بيتنا على ناصية الحديقة العامة.
كم فرحنا, وكم كان اللهو بعض من عشقنا الطفولي، أذكر في تلك الليلة حين جاء .
فتحت الباب لأني الصغيرة، كانت أنفاسه كرائحة الجراب، عدت إلى غرفتي مسرعة وكأنني الريح، أخذت أسترق السمع وأتخيل ذلك الوجه الطولي القسمات، تذكرت ثمار البلوط فوق اسوار بيتنا القديم، وتذكرت وجه جارتنا حين عادت من التلال بعد ان هاجمهما الذئب, كانت تحمل من الفزع ملامح زوج أمي.
بكيت, ولم أقدر سوى أن أسترق السمع, فأخواتي كن على الأسرة كالأغلفة البيضاء، ولم يبقى على مسمع السكون إلا أنا.
سمعته يقول لأمي:
ـ أين أنت ؟ هل اختفى صوتك ؟
خرجت مسرعة إليه.
كان الحديث يختصر حين يكون كالهمس، لم يكن بين الكلمات معه سوى الغثيان، ابتعد الحوار خلف الظلام, وعدت الى سريري.
أذكر جيداً كم كنت خائفة أن يعود، وأذكر أختي الوسطى. كانت تتجرأ على البقاء دون غطاء حتى في الليالي الباردة.
في تلك الليلة, سمعت وقع خطوات تترنح على الممر الخشبي, أغمضت عيوني وكأنني في حلم، اقترب من الباب، و أيضا من جسدها ينظر بعيون تلهث.
تحركت تلك البغيضة، اقترب أكثر، لم أستطع أن أحبس الأنفاس المتسارعة.
التفت نحوي, ثم سارع إلى وضع الغطاء الأبيض على الجسد الكاذب وكأنه الأب الحنون، وكأنه اقترب ليكون كحلم أبيض.
أشرقت الشمس في الصباح، وذهبت الى غرفة والدي، وذكريات أصبحت خلف عمري الصغير.
كم فرحنا, وكم كان اللهو بعض من عشقنا الطفولي، أذكر في تلك الليلة حين جاء .
فتحت الباب لأني الصغيرة، كانت أنفاسه كرائحة الجراب، عدت إلى غرفتي مسرعة وكأنني الريح، أخذت أسترق السمع وأتخيل ذلك الوجه الطولي القسمات، تذكرت ثمار البلوط فوق اسوار بيتنا القديم، وتذكرت وجه جارتنا حين عادت من التلال بعد ان هاجمهما الذئب, كانت تحمل من الفزع ملامح زوج أمي.
بكيت, ولم أقدر سوى أن أسترق السمع, فأخواتي كن على الأسرة كالأغلفة البيضاء، ولم يبقى على مسمع السكون إلا أنا.
سمعته يقول لأمي:
ـ أين أنت ؟ هل اختفى صوتك ؟
خرجت مسرعة إليه.
كان الحديث يختصر حين يكون كالهمس، لم يكن بين الكلمات معه سوى الغثيان، ابتعد الحوار خلف الظلام, وعدت الى سريري.
أذكر جيداً كم كنت خائفة أن يعود، وأذكر أختي الوسطى. كانت تتجرأ على البقاء دون غطاء حتى في الليالي الباردة.
في تلك الليلة, سمعت وقع خطوات تترنح على الممر الخشبي, أغمضت عيوني وكأنني في حلم، اقترب من الباب، و أيضا من جسدها ينظر بعيون تلهث.
تحركت تلك البغيضة، اقترب أكثر، لم أستطع أن أحبس الأنفاس المتسارعة.
التفت نحوي, ثم سارع إلى وضع الغطاء الأبيض على الجسد الكاذب وكأنه الأب الحنون، وكأنه اقترب ليكون كحلم أبيض.
أشرقت الشمس في الصباح، وذهبت الى غرفة والدي، وذكريات أصبحت خلف عمري الصغير.
الآن كبرت، صرت أفهم معنى اليتم. أخرجت من خزانتي أوراق وصحف قديمة كانت لوالدي، تصفحت ثم بكيت، أعجبتني في إحدى الصحف قصيدة قديمة قرأتها، كانت لكاتب لا أعرفه يقول فيها :
من عامين
وأنا أعرض قلبي في سوق الحب
أتعشم أن تأتي عينان كعينيك
محملتان بأسرار الشعر
بزرقة بحر الشعر
وخضرة غابات الشعر
وأضواء الشعر الفيروزية
عامان...
وأنا أتعشم أن تمسح عرقي
كف حنطية
فأشم أريج الحناء
وأحس بأن العالم ... أجمل
عامان ..
وأنا ثاو في سوق الحب
كغصن مهمل
ينكسر الوقت ... وينكسر القلب
ويرشقني العشاق المبتهجون
بماء الجدول
فأعود يكبلني الغيظ
أضمد بالآهة جرحي
وأقرر:
ما زلت على قيد الحب الأول!
(مصطفى غنيم .. )
أجل هكذا كان اسمه ..
خاطرتي لم تكن سوى اعترافات صبية, وجدتها عند باب حديقتي.
قالت في نهايتها :
اقرأها لمن تشاء، حتى تعرف السماء، كم حزن العيون الصغيرة.
وأنا أعرض قلبي في سوق الحب
أتعشم أن تأتي عينان كعينيك
محملتان بأسرار الشعر
بزرقة بحر الشعر
وخضرة غابات الشعر
وأضواء الشعر الفيروزية
عامان...
وأنا أتعشم أن تمسح عرقي
كف حنطية
فأشم أريج الحناء
وأحس بأن العالم ... أجمل
عامان ..
وأنا ثاو في سوق الحب
كغصن مهمل
ينكسر الوقت ... وينكسر القلب
ويرشقني العشاق المبتهجون
بماء الجدول
فأعود يكبلني الغيظ
أضمد بالآهة جرحي
وأقرر:
ما زلت على قيد الحب الأول!
(مصطفى غنيم .. )
أجل هكذا كان اسمه ..
خاطرتي لم تكن سوى اعترافات صبية, وجدتها عند باب حديقتي.
قالت في نهايتها :
اقرأها لمن تشاء، حتى تعرف السماء، كم حزن العيون الصغيرة.
تعليق