طفلة
بقلم : مجدي السماك
هو فستان قصير بهت لونه منذ شهور، فتحول إلى زهري بعد أن كان أحمر فاقع ، في داخله جسم طفلة، هو جسم صغير ونحيف . الفستان قصير ويتدلى منه ساقان أسمران و رفيعان كدبوسين، و يبرز من أعلاه ذراعان مستديران ينتهيان بكفين صغيرين و طريين كالعجوة . الكفان ممسكان بطنجرة فيها عدس مطبوخ .. و فوق الطنجرة رغيف . في جيب الفستان الأيمن رأس بصل، وفي الجيب الأيسر فجلة .
تمشي ببطء متوجهة إلى أبيها في عمله، فهو ينتظر طعامه وقد انتصف النهار من ساعة أو أكثر، والجو ساخن . توقفت أمام مطعم كباب تنظر إلى شاب منفوخ الجسم ينش على أصابع الكباب الممدة فوق الفحم المستعر.. وتحدق في الكباب بعينين صغيرتين كحبتين من الحصرم. انفها الصغير يشم رائحة الشواء اللذيذة ويتنسمها بهدوء، وتستنشقها بملء رئتيها و تطيل حبسها في صدرها كأنها تخشى عليها من الضياع إن هي زفرتها.
الشاب له رأس كبير محمول على كتفين بلا رقبة، و وجهه متورد و مستطيل كالسبورة. اخذ يطردها مطلقا العنان لسيل من الشتائم وصلت إلى جدود جدودها .. و أصابت في طريقها الإخوة والأعمام والأخوال . فزعت الطفلة و هربت جريا عدة أمتار مبتعدة عنه اتقاء لشره . لكنها توقفت مرة أخرى وأدارت جسمها إلى جهته، و قد أخذت تستنشق ما يتسرب إليها من بقايا رائحة الشواء ودخانه. ثم أنزلت الطنجرة وما عليها إلى الأرض و فركت أنفها بظهر كفها و حكت كتفها الأيمن، وأزاحت عن وجهها خصلات شعر خروبي .. ثم عادت والتقطت الطنجرة ثانية وتابعت النظر إلى المطعم و استمرت تشم الرائحة اللذيذة .
ظهر والدها فجأة وأخذ منها الطنجرة وأنّبها لتأخرها.. وطلب منها العودة إلى البيت بأقصى سرعة. لكنها عادت وتوقفت قليلا أمام مطعم الكباب .. ثم مضت.. على مهل.
بقلم : مجدي السماك
هو فستان قصير بهت لونه منذ شهور، فتحول إلى زهري بعد أن كان أحمر فاقع ، في داخله جسم طفلة، هو جسم صغير ونحيف . الفستان قصير ويتدلى منه ساقان أسمران و رفيعان كدبوسين، و يبرز من أعلاه ذراعان مستديران ينتهيان بكفين صغيرين و طريين كالعجوة . الكفان ممسكان بطنجرة فيها عدس مطبوخ .. و فوق الطنجرة رغيف . في جيب الفستان الأيمن رأس بصل، وفي الجيب الأيسر فجلة .
تمشي ببطء متوجهة إلى أبيها في عمله، فهو ينتظر طعامه وقد انتصف النهار من ساعة أو أكثر، والجو ساخن . توقفت أمام مطعم كباب تنظر إلى شاب منفوخ الجسم ينش على أصابع الكباب الممدة فوق الفحم المستعر.. وتحدق في الكباب بعينين صغيرتين كحبتين من الحصرم. انفها الصغير يشم رائحة الشواء اللذيذة ويتنسمها بهدوء، وتستنشقها بملء رئتيها و تطيل حبسها في صدرها كأنها تخشى عليها من الضياع إن هي زفرتها.
الشاب له رأس كبير محمول على كتفين بلا رقبة، و وجهه متورد و مستطيل كالسبورة. اخذ يطردها مطلقا العنان لسيل من الشتائم وصلت إلى جدود جدودها .. و أصابت في طريقها الإخوة والأعمام والأخوال . فزعت الطفلة و هربت جريا عدة أمتار مبتعدة عنه اتقاء لشره . لكنها توقفت مرة أخرى وأدارت جسمها إلى جهته، و قد أخذت تستنشق ما يتسرب إليها من بقايا رائحة الشواء ودخانه. ثم أنزلت الطنجرة وما عليها إلى الأرض و فركت أنفها بظهر كفها و حكت كتفها الأيمن، وأزاحت عن وجهها خصلات شعر خروبي .. ثم عادت والتقطت الطنجرة ثانية وتابعت النظر إلى المطعم و استمرت تشم الرائحة اللذيذة .
ظهر والدها فجأة وأخذ منها الطنجرة وأنّبها لتأخرها.. وطلب منها العودة إلى البيت بأقصى سرعة. لكنها عادت وتوقفت قليلا أمام مطعم الكباب .. ثم مضت.. على مهل.
Magdi_samak@yahoo.com ديسمبر 2007
تعليق