
خرج من الحمام نظيفآ يغني على غير عادته
وقف أمام المرآة يجاهد آثار
[align=right]'خمسون عامآ' نحتت نفسها على ملامحه[/align]
المتحجرة من كثرة تذكيره بأنه (رجل) يمثل وجه القوه!
تحسس أثر جرح غائر توسط جبينة
أمال قبعته قليلا ووضع (الشماغ) على اكتافه المكتنزه
ولف به عنقه
لم يبدو منه غير أنفه أمام المرآه
أزاح طرف (الشماغ) عن فمه
حاول أن يغتصب ابتسامة
غاصت دون شفاهه
غرق بقارورة عطر وخرج
في الطريق كان يتحسس جيوب معطفه الممتلئة
بالهدايا والنقود
مستدفئآ بمحادثات "الماسنجر " وتلك القلوب المتوهجة
في لياليه الوحيده الباردة
بدأ يتلو تراتيل الحب من ذاكرة لازالت ندية بروايات ومشاهد
رومانسية
اطرق بنظره للأرض عندما أتت تمشي على استحياء تحمل فنجان قهوة
فغر فاه فجأه من تلامس أكفهما
سطعت ابتسامة من بين غمازتيها أضاءت قلبه الدامس
بدأ جبينه ينطف عرقا
وضع شماغه وقبعته على الطاوله دون
وعي بحركه لاإراديه معلنآ ان قلبه الرحااال منذ سنين
قد أناخ مطيته أخيرآ
وكأنه يقدم لها (هيبة) شماغه التي أجبر على
لبسها والتمثل بها في دور رجل بلا قلب
سنين طويله!
بدا جبينه المشجوج ورأسه الأصلع
فتح أزرار ثوبه السميك
وافرغ مافي جيوبه على الطاولة !
شاهدها وهي تتهلل بشرا وسعادة
التفت ناحية أبيها محرجآ
اقتربت منه وخطفت جهاز الجوال الجديد
وقذفت في أذنه كلمة "أحبك" وذهبت مسرعه للداخل
عاد هو إلى الفندق وكلمة "أحبك" يتردد
صداها بين جدران قلبه
وابتسامتها أوردت بروحه حوض الشمس
في المساء أتى على الموعد ولم يجد أحدآ !
تردد كثيرا على الشقة
عندما سأل الحارس اخبره أنها "شقة مفروشة" !
بعد الغد عاد إلى وطنه خالي الوفاض إلا من
كلمة"أحبك" المزيفه !
(تقرقع داخل قلبه كـ لعب الأطفال
الرخيصه ! )
بعد أربعة عشر يوما أمضاها في تقليب ذكرايات خمسون
عامآ من الحرمان و القمع
وتمثيل أدوار لاتمثله !
( باع ) وطنه
وسافر ليشتري بثمنه حبآ
ولو كان مزيفآ !!

حـنـان مـسـلم
2009
تعليق