أدونيس وجائزة نوبل!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 5434

    أدونيس وجائزة نوبل!




    [align=justify]أدونيس في بروكسيل، في قصر الفنون الجميلة، يوم السبت 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2009. وقد دعي إلى بروكسيل ضمن فعاليات "مهرجان الموسم" السنوي. وسيقرأ شعرا بالعربية ثم تقرأ ترجمات له بالهولندية والفرنسية. بعد ذلك سيحاوره غيرت فان استندال (Geert Van Istendael).

    ما يؤسف له حقا هو اختيار الكاتب اللائيكي البلجيكي المتطرف غيرت فان استندال، الذي كتب قبل أشهر في مجلة الكناك البلجيكية: "إن الإسلام مثل النازية، وإنه لا يوجد فرق بين مسلم متطرف وآخر معتدل لأن الإسلام كله ضد الحضارة الغربية كلها"!

    تحدثت أمس مطولا مع مدير مهرجان الموسم بخصوص اختيار الكاتب غيرت فان استندال لمحاورة أدونيس، فقال لي ما معناه إن أدونيس يصر على ذلك .. ولا أشك في أنها محاولة أخرى أخرى لأدونيس تقربه أكثر من جائزة نوبل .. فالكاتب غيرت فان استندال من مجموعة كتاب اصطلح على تسميتهم بكتاب الهوية الأوربية الجديدة التي لا يجد فيها فان استندال للإسلام أي مكان .. وهو أحد منظريها ..

    المصدر: موقع مهرجان الموسم: http://www.moussem.be/detail/10606

    وهلا غلا بكم![/align]
    عبدالرحمن السليمان
    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    www.atinternational.org
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    #2
    أستاذنا الفاضل
    الدكتور عبد الرحمن السليمان
    بالتأكيد أدونيس يستحق جائزة نوبل ، ولم الاستغراب من ذلك وهو الشخصية العلمانية الملحدة ، والمرّوجة للإباحية والفسق بحجة الحداثة ؟؟...

    الحداثة التي تهدف أولا إلى محاربة الدين وتمجيد الرزيلة والفسق والإباحية ، ودفع المرأة إلى التحرر من القيم والأخلاق والحياء، والتعدي على الطبيعة والكون والخالق ؛ بالإضافة للدعوة إلى الثورة على كل ما هوقديم وهذا يعني أنها حرب علنية على ديننا الحنيف الذي فطرنا الله عليه بحجة مواكبةالعصر الحديث ونيل الديمقراطية والحرية التي يتشدق بها الصليبي المتصهين.....

    إذا ألا يستحق أن ينال جائزة نوبل هذا الملحد الزنديق الذي لم يكن إلا ذيلا لأعداء الله ورسله التي تهدف إلى أن تسلخ الأمة عن ماضيها ، وحضارتها ، ودينها ومبادئها بحجة الحداثة !!!!؟؟؟...

    وللأسف فإن كثيرا من ينادي ويروّج لهذه الحداثة سواء كانوا شعراء أم أدباء أم مثقفين ، والعالم الرقميوالفضائيات وعالم الصحافة قد جعل الصدارة لهم.....

    وبالعودة إلى هذاالزنديق الملحد الإباحي أدونيس اسمح لي أن أنقل لكم ولكل من أراد أن يتعرّف على زبالة ما كتبه بحجةالحداثة تحت عنوان :

    أقلام الردة .... أما آن لها أن تنكسر ؟


    من سوريا : ومثل السوء المضروب من هناك (أدونيس) .. أو (علي أحمد
    سعيد) سابقاً ، ذاك القزم المتعملق .. ماذا كان وأين أصبح ؟ كان على النحلة النصيرية المارقة ، ثم تاب إلى إبليس منها ، والتحق بالشيوعية ، وتسمى بأحد أصنام القنيقيين (أدونيس) وانضم في مقتبل عمره إلى الحزب القومي السوري وتأثر برئيس الحزب النصراني (أنطوان سعادة) ثم مال إلى اليهودية بعد عمالة طويلة للماسونية ... [ ظلمات بعضها فوق بعض ] ... ومع كل هذا تتسابق الصحافة
    ودور النشر ووسائل الإعلام في عرض كفرياته التي يتفاخر بها على الشيطان .
    إن دينه الآن :
    الإلحاد المطلق ! نقول : هو حر في اختيار ما يشاء من أودية الهلاك ،
    ولكن الأمر المستغرب والسؤال المحير هو :
    لماذا الإصرار على رفع كل وضيع ،وتشريف كل رقيع في الصحافة والإعلام ، في أكثر بلاد المسلمين ؟ !
    يقول (أدونيس) في ديوان له صدر عام 1961م :
    (لا الله أختار ... ولا
    الشيطان .. كلاهما جدار ، كلاهما يغلق لي عيني ، هل أبدِّل الجدار بالجدار) !
    تعالى الله عما يقول هذا الظالم علواً كبيراً .. ويقول في كتابه
    (زمن الشعر ) ص
    156 : (من أعقد مشاكلنا مشكلة (الله) وما يتصل بها مباشرة في الطبيعة وما بعدها)
    ويقول في ديوان : (أغاني مهيار) ص 49
    (اعبر اعبر .. فوق الله والشيطان) !
    أما كتابه (مقدمة للشعر العربي) فيقول فيه في ص 131 :
    (الله في التصور الإسلامي التقليدي نقطة ثابتة متعالية ، منفصلة عن الإنسان ، لكن التصوف على مذهب الحلاج طبعاً ذوّب ثبات الألوهية .. أزال الحاجز بينه وبين الإنسان ، وبهذا المعنى قتله أي الله وأعطى للإنسان طاقاته) !
    ويقول ذلك الصنم في مجموعته الشعرية
    (3/ 150) : ( يا أرضننا يا زوجة الإله والطغاة) ..
    ويقول فيها
    ( 3/217- 218) : ...
    (الله يحل في كل شيء ! خلق الضد ليدل على المضدود ، حل في آدم وفي إبليس) ! !
    ويقول فيها (1/121) :
    (أشعلنا الشمع وصلينا ... وتمنينا .. فرأينا الله بلا ميعاد) !
    ويقول في تلك المجموعة أيضاً (1/304) :
    نمضي ولا نصغي لذاك الإله ، تقنا إلى رب جديد سواه)

    ! ! ! سبحان الحليم الصبور ، على كل شيطان كفور .
    المصدر

    مجلة البيان (238 عددا)
    المؤلف : تصدر عن المنتدى الإسلامي

    أبعد هذه الحداثة المفتوحة كلها ألا يستحق هذا الزنديق الكافر جائزة نوبل !!!!؟؟؟؟؟....

    لعنة الله على كل من نهج نهجه ، ودعا إلى الأخذ برأيه ، وسار على درب فسقه

    أمينة أحمد خشفة

    تعليق

    • وليد صابر شرشير
      عضو الملتقى
      • 21-10-2008
      • 193

      #3
      أحياناً يسرف البعض في تعظيم هذا الادونيس،وأحياناً يتم رجمه من قوله وفعاله،وثمة أنه غير ضارّ إلا على الذوق وحده،فالدين -والحمد لله-قائم والحضارة ماضية،وهذا الذي سكن الدهر ردحاً وما زال قد حز عنق أمانيه بصلافة وكبر لم أعهدهما في أحد،وحتى فرعون الذي تطاول وتزعم الألوهية،مضى وأصبح أحدوثة الدهر..
      المصيبة في هذا الشخص أنه يحسب أنه رأس حركة تنويرية في الذوق والفكر،ولقد صدّق هاجسه بعد أن نجح في تسليط الأضواء عليه؛مع أنه مستنسخ غربيّ !!!،وأمثاله في أوربا لا يعرفهم أحد،ولكنه تكلم بلساننا،وكان اسمه اسماً عربياً وكانت ديانته كذا،المهم أنه حقد على القوم حقداً بالغاً،أفسد وما زال في الذوق ليل نهار وعاونه معاونون مغمورون للشهرة وما إليها،وأوسمة الغرب وما إليها،والحضيض وما إليه،والضنك الفكريّ وما إليه..
      وحيثما تقلب في دفاتره المنسية تجد هيكلاً مسخاً مجرّداً من الهوية والطابع الشخصيّ وحتى مسحة الفكر التي ينسبها إليه من يُفتنون به...
      وإذا قلنا الحقيقة طلع علينا الطالعون بأن قولنا مردود إذ أنه صادر عن معارضيه!!وسبحان الله ألا يُعارض مثل ذلك؟؟!
      قلنا وما زلنا عند رأينا أن هذا الكائن يجب أن يُحقق،ويجب أن يقف عند حده،ويجب أن نفيق لمن يسبنا ويهيننا،ويجب أن نصحو من مزحة الأيدولوجيات المستوردة على عقولنا ولا نبرح نتشوفها ونحب التشدق بها..
      هو كاتب ..نعم هو كاتب،هو إنسان ...نعم هو إنسان،لكنه مموه،كاذب في أكثر ما يدعيه على الأمة،يجب أن نعرف عدونا،يجب ألا نفخر بمثل من يقوّض حلمنا،يجب ألا نُفتن؛فمصيبتنا أننا لمعنا من لا اسم ولا هوية له،ومصيبتنا أننا ننسى أنفسنا أمام كل حامل شهادة أكاديمية أو أوسمة عالمية(غربية)..

      نعم لنؤئر في العالم،ليقدرنا العالم،ولكن بأيّ صفة يقدرنا؟؟التقدير يكون صدقاً لا لأجل تمحّله وانسلاخه وخوائه،هذا الشخص أصبح جرثومة (وهذا ليس سباً بقدر ما هو تشخيص فكريّ لحالته!؛فهو ينخر في جدار الأمة ؛أي ذوقها وسمتها دوماً)،يجب أن يعلم أن الحرية ليست بأن يحقّر الأمة (تاريخها وحاضرها ومستقبلها)،ويجب أن يعلم أنه لو كانت هناك عوامل لهدم الأمة فهو وتابعيه معاول هدم لا تتوانى عن الضرب والتفتيت ليل نهار..
      حقيقة لقد ضُخّم حتى ظن نفسه الهولة،وأنه المخيف،وأن عقله(جبار!!)،وأنه رائد في الأدب(العربي!!!)،وأنه شاعر لا مثيل له،وناقد لامع،وشخص مهم،وحاضر قدير(وذليل قوم عز!!)..وذو النياشين والأوسمة والشهادات..فماذا بعد ذلك؟؟؛نعم:تراث من اللاجدوى ،وأباطيل،واجتهادات طفل لا يرى،ولسان امرأة حرباء جهول!!
      وعلينا كلنا الملام في تلميع مثل ذلك وأشباهه...برج البرلس(مجمع الأصالة)
      التعديل الأخير تم بواسطة وليد صابر شرشير; الساعة 29-10-2009, 23:26.
      في هذا العالم..من أينَ؟!
      نحن أينَ؟؟!
      [URL="http://magmaa-as.maktoobblog.com"]http://magmaa-as.maktoobblog.com[/URL]

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        مستشار أدبي
        • 23-05-2007
        • 5434

        #4
        [align=justify]الأخت الفاضلة بنت الشهباء،
        الأستاذ الفاضل وليد صابر شرشير،

        أهلا وسهلا بكما وشكرا جزيلا لكما على إضافتيكما االقيمتين.

        بغض النظر عن معتقدات أدونيس الدينية/اللادينية ــ فهذا ليس شأني هنا ــ فإن سلوكه مع القائمين على جائزة نوبل قد تجاوز حدود مسح الجوخ كثيرا .. فكأن لسان الرجل صار يقول: أعطوني نوبل، وخذوا ما شئتم، بما في ذلك التاريخ والوطن! فمنذ أشهر هاجم الفكر القومي العربي انطلاقا من "كردستان" .. (طبعا أنا لا أدافع هنا عن الفكر العربي القومي بل أرصد ظاهرة). واليوم يختار أشد أعداء الإسلام في الغرب محاورا له في بروكسيل، عاصمة أوربا .. هذه رسائل واضحة لمن يعنيهم الأمر، رسائل لا يخطئ قراءتها بصير..

        وتحية طيبة لكما.[/align]
        عبدالرحمن السليمان
        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
        www.atinternational.org

        تعليق

        • فائز البرازي
          عامل مثقف
          • 27-10-2009
          • 95

          #5
          إزدواجية الإنتماء / ادونيس مثلآ

          أستاذي الخلاق / عبد الرحمن السليمان
          من الظلم واللاموضوعية عدم إدخال : الزمان والمكان والمعطيات المحيطة ، بما فيها التشكلات النفسية و " الرغائبيات الإنسانية " في أي نقد ..
          أدونيس : سبعينات وثمانينات القرن الماضي .. هو غير أدونيس في القرن الواحد واتلعشرين وقبله فقط بعدة سنوات ..
          وكأن اللبن الناصع البياض .. إذا لم يحُفظ ، أو لم يحمي نفسه من عوامل الأنانية / " الذاتية " .. سيفسد ..
          أدونيس مثلآ .. ليس وحده .. رغم تنوع الأسباب لكل من شابهه .
          هناك اليوم مايمكن تسميته ( حالة ) .. تبدأ بالتغريب .. وقد حاولت عرضها ، من نماذج ثلاث ، مع الإحترام الإنساني ، والتقدير لما قدموه :
          - أدونيس ..
          - محمد أرغون ..
          - محمود درويش ..
          وسأحاول العثور على ما إدّعيته .. - مصيبآ أم مخطئآ - وأقدمه لحوار .
          خالص تقديري ومودتي

          تعليق

          • عبدالرحمن السليمان
            مستشار أدبي
            • 23-05-2007
            • 5434

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة فائز البرازي مشاهدة المشاركة
            هناك اليوم مايمكن تسميته ( حالة ) .. تبدأ بالتغريب .. وقد حاولت عرضها ، من نماذج ثلاث ، مع الإحترام الإنساني ، والتقدير لما قدموه :
            - أدونيس ..
            - محمد أرغون ..
            - محمود درويش ..
            وسأحاول العثور على ما إدّعيته .. - مصيبآ أم مخطئآ - وأقدمه لحوار .
            خالص تقديري ومودتي

            [align=justify]أخي الكريم وأستاذي العزيز: فائز برازي،

            أجمل تحية،

            ننتظر بفارغ الصبر إسهامك في موضوع حالة التغريب أو الحالة التي تبدأ بالتغريب ..

            وأنا هنا لا أمارس النقد فأنا بعيد من النقد ومدارسه، لكني أرصد ظاهرة مفادها أن بعض كتاب العرب ومفكريهم وفلاسفتهم ومثقفيهم الحاليين أصبحوا "يحجون" إلى بروكسيل ويحاضرون هنا وهناك ويأتون بالعجب ويقولون كلاما لا يفسر إلا من خلال عقلية (الملكية أكثر من الملك) و(مسح الجوخ) ربما بسبب ما أسميتَه "الرغائبيات الإنسانية". ولكن: هل تظن أن "الرغائبيات الإنسانية" تفسر وحدها هذا السلوك أو بعضه؟ أنا لا أظن ذلك. هنالك حالة انسلاخ عن مبادئ وقيم كان الناس حتى الماضي القريب يؤمنون بها، ثم كفروا بها وجعلهم كفرهم بها يتسولون في أمهات مدائن الغرب .. وأدونيس واحد منهم.

            وتحية طيبة عطرة. [/align]
            عبدالرحمن السليمان
            الجمعية الدولية لمترجمي العربية
            www.atinternational.org

            تعليق

            • فائز البرازي
              عامل مثقف
              • 27-10-2009
              • 95

              #7
              الشيزوفرينيا الإبداعية

              الشيزوفرينيا الإبداعية
              =============

              ( الشيزوفرينيا الإبداعية ) عنوان كتاب للكاتب الدكتور / مشتاق عباس / يتناول جملة من المفاهيم الإجتماعية والنفسية ، في مقاربة حقلين إبداعيين رئيسيين هما : الشعر ، والسرد . وذلك من خلال تأثير الشيزوفرينيا أو الفصام النفسي على هذين الحقلين . وهو يستند في رصده ذاك إلى تعريف الشيزوفرينيا : [ مرض نفسي حاد يصيب الذات ، فيوهن عرى ترابطها ، فينشطر الشخص إلى بنيتين قد تصلان في تعاملهما إلى درجة التضاد ، والعدوانية ] .
              وأهمية الموضوع تنبع من وجود حالات ظاهرة للناقد وللمراقب وللقارئ بما لها من إنعكاس شيزوفريني على بعض المبدعين ، والمتلقين لهذا الإبداع ، أو لتلك الأطروحات ، والغير محصورة فقط في الحقلين المذكورين : الشعر ، والسرد ، إنما تتجاوزهما إلى حقول فلسفية ثقافية وفكرية وسياسية أخرى ناتجة في معظمها عما يمكن تسميته " مقولة الإغتراب " ، كما يذكر الكاتب مثالا :
              " الإغتراب السياسي " عند / توماس هوبس / ، و " الإغتراب الإجتماعي " عند / جان جاك روسو / ، و " الإغتراب الذهني " في بعض فرضيات علماء النفس .
              بحيث أصبح ( الإغتراب ) بأشكاله ومنطلقاته المختلفة يشكل القيمة الرئيسية في النصوص" .
              وتبرئة للكاتب الأستاذ / مشتاق عباس / اقول انني إذ إقتبست عنوان كتابه ، وملامح مضامينه ، إلا أن ماسيلي مني هو ذاتي خرجت تداعياته من مجرد التأثر بالعنوان وملامح المضمون ، دون أي صلة بين ما أدّعيه هنا وبين مضمون الكتاب .
              ففي بعض حالات الإبداع لشعراء وكتاب عرب ، فإن تأثير الإغتراب : الجغرافي ، والحداثي ، والمعرفي ، يشكل حالات سائدة . فعدا عن حالات بعض الكتاب العاديين والذين تأثروا كثيرآ بضغوطات الحياة المدنية والسياسية والمعيشية والتغيير السريع في عوالم الأيديولوجيات وطبائع المصالح ، بإغترابهم عن ذاتهم المعرفية الواعية ، وإغترابهم الجغرافي والحداثي ، فإن الضغط العالي يقابله " إنسلاخ " عالي لاعن المجتمع فحسب ، بل ينسحب على ذات الكاتب ، أو المبدع .
              وإننا لنجد حالات مشابهة لمبدعين عرب كبار يمكن أن نحاكم نصوصهم من خلال طروحاتهم ، وسلوكياتهم ، وافكارهم التي يرون إبداعيتها من خلال الإنفتاح المطلق للمعرفة والحداثة ، وليس كتجديد وتطوير وكفاح فقط . إنما يصلون إلى مرحلة إبداعية تُعنى بتفسير العالم والحياة والإنسان ، مؤمنين بأن تحقق الوصول إلى هذا التفسير سيؤدي إلى تغيير العالم والحياة والإنسان .
              وفي بعض الأحيان ومع هيمنة الإغتراب على الذات وقناعاتها ومبدئيتها ، تصبح نظرة بعض المبدعين ملتصقة أكثر بالذات ، وتذهب أبعد من خلال تأثير " الشيزوفرينيا الإبداعية " المتضخمة، إلى الإقتناع التام بأنها قد تفوقت على كل الآخرين – النظرة إلى الذات - ، بل والأخطر أنها تفوقت على " ذاتها " ...

              فالشاعر المبدع : / علي أحمد سعيد اسبر / .. ( أدونيس ) الإسم الذي إختاره لنفسه تأثرآ بالأسماء السورية القديمة ذات الصلة بأدبيات حزبه القوميين السوريين ، وهو الذي بدأ في خمسينات القرن العشرين محاولاته المتواضعة في دخول مرحلة الحداثة الشعرية التي إجتهد ليؤسس مفهومآ جديدآ للإنسان والعالم مع قصائد ديوان ( أغاني مهيار الدمشقي ) ، ثم مساهمته في مجلة " شعر " الثقافية الراقية والتي شكلت بأدبائها ومبدعيها باب الولوج إلى الحداثة الشعرية . وكانت تلك المرحلة حتى أوائل سبعينات القرن الماضي وحتى توقف مجلة شعر ، هي – بإعتقادي – أنضج مرحلة إبداعية إنسجم فيها مع ذاته ، وتوجت بمرحلة لاحقة مع ظهور كتابه ( الثابت والمتحول ) الذي أثار كأي عمل إبداعي ضخم كثيرآ من الجدل والنقد والسجال والإحتجاج .
              وأكاد أعتقد أن مرحلة الإغتراب الجغرافي / باريس ، والإغتراب الحداثي المتمثل في النص واللغة ، وفي إبتعاده المطلق عن قضاياه الفكرية والسياسية – وهو عضو في القوميين السوريين - ، مع دعوته " التحررية " التي هي اساس الإنسان وهويته ، لايمكن هضمها منه . إذ لايهم مجرد التعرض للنًُظًُم من باب " فلسفتها " و " عضويتها " في " ثابتها ومتحولها " ، إذا كان الهم الأكبر في التحرر والحق خاصة مع قضية وجودية مثل قضية الصراع العربي – الصهيوني ، يشكل لديه بداية مركزية في شيزوفرينيته الإبداعية .
              لم يتكلم .. لم يعارض .. لم يواجه ( التطبيع ) الذي بدأ في اواخر سبيعينات القرن الماضي .. ادونيس يعلن في مؤتمر غرناطة عام 1994 أنه [ ليس مع التطبيع ، وليس ضده ] .. بل يعلن مبررآ أن التطبيع بين العرب و " اليهود " قديم في التاريخ .. وأنه : [ أمر لاشأن له به ] ..
              هذا الأمر / الموقف .. كان أساسآ " مقصودآ " للبناء عليه وصولآ – على ما أعتقد – إلى مرحلة : الشيزوفرينيا الذاتية بقناعته المطلقة " الذاتية " ، وهو الذي يرى نفسه : [ قديس بربري ، أو نبي مطرود ، أو إله معزول .. ] فيندفع ليخاطب نفسه قائلآ : [ عليّ ، أردت أن تجوهر العارض ] .. ويعمل لدفع الاخرين ومطالبتهم الغير مباشرة ( بجائزة نوبل ) التي لم يحصل عليها رغم ذلك ، ورغم توقعه أنها فاتته أكثر من أربع مرات ..

              مبدعنا الكبير الثاني : / محمد اركون / ..
              من الجزائر ، إلى فرنسا / باريس الثالثة ، كأستاذ لتاريخ الفكر الإسلامي في جامعة السوربون الجديدة .. تكوّن مع الإغتراب الإبداعي : الجغرافي ، والثقافي ، والذاتي ..
              ومع منتجات إبداع / اركون / وتعمقه في عالم الأبحاث التي تتناول المسلمين والعرب ، ومفهوم "العقل الإسلامي " تمييزآ مقصودآ عن مصطلح " العقل العربي " ، بإعتبار أبحاثه تركز على عدم تحرر " العقل الديني " في شروحه وتأويلاته من الإلتباسات الذهنية والعنصرية ، ومن كونه أساسآ – العقل الديني – متقيد بالوحي أو ما يسميه ( المعطى المنزّل ) بما يشكل وضع : معرفي إنطولوجي إنساني – التيار الأنسني - . وتكون أبحاثه ومرتكزاته في " أسباب ضمور الفكر الفلسفي العقلاني " في الساحة الإسلامية منذ القرن الثالث عشر الميلادي . بحيث يرى أن التراث الديني وحده لايكفي لتوليد تيار عقلاني يحترم إمكانيات الإنسان ويثق بها ، وإنما ينبغي أن يخصّبه أو يتفاعل معه ، تيار فلسفي قوي يعطي العقل كل حقوقه في الكشف المعرفي والإبداع الفكري .
              إن دراسات / محمد اركون / النظرية – التطبيقية ، تهدف إلى التحرر من التصورات الضيقة الموروثة بصفتها حقائق لاتقبل النقاش . وتهدف فيما تهدف إلى تخليص التجربة الروحية الإسلامية الكبرى من كل ماعلق بها على مدى التاريخ . وبهذا المعنى : فإن إبداع / اركون / في هذا المجال هو عمل إيجابي ضخم ، أصبح ملحآ نظرآ لتدهور " التقديس " ، وشيوع أشكال مستنفذه من فهمه وممارسته في كل أنحاء العالم الإسلامي . حيث لايمكن أن يعود " للمقدس " صفاءه ، وللدين قوته ، وللتعالي تنزيهه وسموه ، إلا بعد وضع التجربة التيولوجية الإسلامية على محك النقد التاريخي ، لتستبين نقاط التمفصل مابين : الوحي ، وما بين : التاريخ والتراث . وعندها يمكن أن نفهم ونستوعب أن التركيبات التيولوجية الإسلامية بكل أنواعها : تفسير ، فقه ، حديث ، علم كلام .. ليست إلا من صنع البشر ، وبالتالي يمكن بل يجب أن تخضع للبحث وللنقد ، بعيدآ وإبعادآ عن كونها " إمتيازآ " يحتكره الفقهاء والأئمة المجتهدين .
              ومع ذهابه أعمق بابحاثه حول الأنسنة ، والدين ، والمعرفة ، يطرح دعوة نحو إبستمولوجية أخرى.. نحو" نظرية للمعرفة " أخرى - الإبستمولوجيا هي نظرية المعرفة ، او فلسفة المعرفة ، وليسن المعرفة بحد ذاتها - . نظرية معرفية مرتبطة بين أساسيين : الدين ، والعلمنة .. بإعتبار العلمنة " موقفآ " أمام مشكلة المعرفة ، وقبل كل شيئ بإعتبارها إحدى مكتسبات وفتوحات الروح البشرية . مع الأخذ بالإعتبار أن مفهومي : الدين ، والعلمنة .. لايزالان بعيدان عن الوضوح والبلورة في كثير من المجتمعات . مع التأكيد على ان " العلمنة " عند / اركون / مرادفة "للحرية" والحرية والعلمنة عنده " مشروطة " وتختلف مشروطيتهما من مجتمع إلى آخر ، ومن عصر إلى عصر .
              وإن كان من الصعوبة عرض الفكر وأدوات التفكير واللحظات الإبداعية المنيرة لمفكر فيلسوف كالأستاذ / محمد اركون / ، فإن هذه الصعوبة ترافقها صعوبة شرح وتبيان نقاط الشيزوفرينيا الإبداعية مفصلة لديه . وبتبسيط أعتقد أنه مخل ولكن لاغنى عنه في هذه العجالة ، ادّعي تحديد بعض ملامح تلك الشيزوفرينيا الإبداعية لديه :
              1-ان / محمد اركون / سيتوجه بمعظم مؤلفاته وأفكاره وطروحاته ، إلى الجمهور الغربي وخاصة الفرنسي ، وإلى جمهور الباحثين والمهتمين . وبالتالي فإن المعروف عنه ان إنتقاداته وتعداد النواقص ، مرتبطة بطبيعة الجمهور الذي يخاطبه . فإن توجه بالخطاب لجمهور المسلمين والعرب ، فإنه سيغلظ في نقدهم وتعداد نواقصهم والصورة الخاطئة التي يشكلونها عن انفسهم وعن الأوروبيين . وعندما يتوجه بالخطاب لجمهور أوروبي فإنه ينتقد الصورة السلبية جدآ وبقوة ، الشائعة عن المسلمين أو العرب في أوساطهم .
              2-في معظم كتاباته يركز على " الألسنة " وعلى " التفكيك " .. وهما من اساسيات ظاهرة نظرية ( التفكيك وإعادة التركيب ) التي ومع وجود إرهاصات سابقة لها ، إلا أنها معتمدة اساسآ كنتاج للمفكر الجزائري اليهودي – الفرنسي / جاك دريدا / والتي إنتشرت وتبناها الكثير من المفكرين والكتاب والمبدعين . وحتى مع تراجع / دريدا / عنها قبل وفاته ، واعلانه امام أكبر تجمع علمي ثقافي أدبي ، بتراجعه عنها وتقديم إعتذاره الشديد لتبنيها - واعتقد ان ذلك قد حصل ليس كفرآ بمضمون النظرية ، بل على الأغلب نتيجة ما رآه وما لمسه / دريدا / من إستخدام مخل ومزور وبعيد عن مقاصده الفلسفية الأدبية ( للتفكيك ) – ومع بعض محددات إيجابية لها كثيرة في " النصوص " ومعالجتها ، إلا أن بعض مفكرينا ومبدعينا لايزالون متمسكين بها ومن " وجهة نظرهم ورؤياهم الخاصة لها " ، حتى وصل البعض منهم – عربآ ومسلمين – إلى إعتبار القرآن الكريم وبوجوده بين أيدينا على الأرض ، بانه قد تحول إلى ( نص ) .. واي نص .. قابل للتفكيك وإعادة التركيب . إن الإبداع الإغترابي لدى / اركون / ترك هاجس تلك النظرية في التفكيك وإعادة التركيب ، مؤثرآ عليه وعلى أنماط تفكيره الإغترابية .
              3-إننا كعرب ومسلمين ولا نزال لم ندخل ( عصر الحداثة ) بعد ، فإن المبدع المحلق / محمد اركون / يرى انه لن يكتب لنا التقدم والنجاح ، وان عقلنا السياسي لايمكن أن يهتدي إلى " حلول عالمية " مقبولة ، إلا إذا إعتمد على مبادئ فكرية يجمع عليها عقل ( ماوراء الحداثة ) – مابعد الحداثة - .
              4-مع تأثره بمبدع آخر – ميشيل فوكو – فيما يختص بموضوع الحداثة وما بعد الحداثة ، فإنه يقدم لنا صورة ملتبسة تحتاج إلى بحث وحوار ونقد ، بما يتبناه عن ان أدوات الحداثة وتقنياتها المتطورة ، يمكن أن تستخدم على وجهين :
              فهي بقدر مايمكن أن تستخدم من أجل التحرر والإبداع ، بقدر مايمكن أن تًُستَغل لغايات القمع والتدجين وسلب الحريات . وإن كان هذا يقترب من الصحة في الغرب ، إلا أنه يشكل إحباطآ لدى المجتمعات العربية والإسلامية التي لم تدخل عصر الحداثة بعد ، بل تحاول ان تفتح كوة ضوء عملية وثقافية وتحررية من القمع والتدجين وسلب الحريات والديكتاتوريات . فإن كان هذا حالها فيما قبل الحداثة ، فإنه – اركون – ينورها ويهديها ويحبطها بأن حالها لن يختلف في هذه الوقائع حتى إن دخلت عصر الحداثة ..
              وكم كان الأجدى به ان يكون أكثر تحديدآ وتوضيحآ ، ليبين أن حتى عصر الحداثة الغربي منذ بداياته وحتى مراحل تحوله إلى عصر عولمة متوحشه يمكن أن يكون بداية لعصر مابعد الحداثة – المنتقدة لعصر الحداثة - ، قد حقق – عصر الحداثة – للمجتمعات الغربية إنهاء حالات القمع والهيمنة الدينية والملكية والإستغلالية والإقطاعية ، وادخلها عصر " التنوير " والحريات .
              5-وبإعتقادي أن تلك الشيزوفرينيا قد تمكنت من بعض آرائه .. حتى فيما خص موضوع التسلط والديمقراطية . حيث تمت مقاربته لها – كما فهمتها – ضمن نسيج تفكيري متناغم ..
              إنه إذ يرى أن " الوحي " وقد شكل بالنسبة للبشرية الأوروبية "مشروعية عليا" يطيعها كل الناس دون نقاش ، وبما أن : الملك أو الإمبراطور – وفي مكان آخر " الخليفة عند المسلمين - ، يمثل شخصآ إلهيآ وليس بشريآ خصوصآ في أعين الجماهير ، وعامة الناس ، وتصبح " المشروعية " التي يتمتع بها ليست بشرية ، وإنما إلهية في أعين المؤمنين ، بكونه يمثل خليفة الله في الأرض ، وله دين الطاعة على " المواطنين " وبالتالي فلا أحد يناقش في مسألة طاعته . إلا أن هذه ( المديونية ) بهذا المعنى والتي سيطرت طوال قرون وقرون ، شهدت مذابح وحروب أديان ومذاهب في كل أوروبا ، قد سقطت بمجيئ " الثورة الفرنسية " ، وعصر التنوير .
              لكن ... – كما يقول – فقد تولدت ( مديونية جديدة ) لذات المعنى .. وهي المتمثلة :
              ( بحق التصويت العام ) – كما يقول - . فالرئيس المنتخب بهذه الطريقة يفرض " طاعته " – مديونية الطاعة – حتى على القسم المضاد الآخر من المواطنين الذين صوتوا ضده لصالح المرشح الآخر المهزوم . والسبب : هو انه حصل على : [ الأغلبية الديمقراطيةٍ] ولو بفارق صوت واحد .
              اي برأيه : أن المديونيتين ، متسلطتين ديكتاتوريتين ..
              6 – على ان أبعد مدى يصله في " شيزوفرينيته الإبداعية " ، هي : تحويل الروحي ، إلى إستثماري تجاري مادي ..
              إنه سيكثر من إستخدام كلمة [ إستثمار معطى الوحي ٍ] أو : [ إستغلال الوحي من قبل المؤمنين ٍ] بإيحاءات مادية وإقتصادية شديدة . وهو هنا ينحو متأثرآ بعالم الإجتماع الألماني الشهير / ماكس فيبر / عند دراسته للدين المسيحي وخصوصآ " البروتيستانتية " وعلاقتها بالإقتصاد والمجتمع .
              إنه الإغتراب بكل حالاته : الجغرافية ، والتاريخية ، والمعرفية ، وما بعد الحداثية .

              مثلنا الثالث : المبدع الشاعر والمفكر المرحوم / محمود درويش / ..
              الشاعر الملتزم الذي ( حمل الوطن في حقيبته وسافر ) .. ثم بعد عقود ، وكأنه قد تعب من حمل الحقيبة ، أعاد الحقيبة بما فيها إلى السارق والمحتل الذي كان يبحث عن تلك البقايا من وطن ، هًُرّبت ... وبًُدء بإعادتها له جزءآ جزءآ ، لولا تلك الجذور التي لم تغادر ، والتي بقيت أعمق وأعمق تقاوم القتل والتشريد والسرقة ، يلتف حولها تراب الوطن المغمس بالدم والآلام ، لتعطيه التماسك بدل التخلخل ، والتشبث بدل الإنفلاش ، والمقاومة بدل التنازل والتطبيع والإستسلام ..
              مبدعنا العربي الشاعر / محمود درويش / جسد لنا فلسطين أرضآ وشعبآ ومقاومة ، وزرعها في مخيالنا الجماعي وفي الضمير ، جزءآ من حياة وروح كل منّا .. أوليس هو القائل وقد سئل عقب المغادرة :
              كيف تخرج من فلسطين وأنت القائل : أبي قال مرة .. من لاوطن له ، في الثرى ماله ضريح .. ونهاني عن السفر ..
              أجاب درويش : لقد غيرت موقعي .. ولكن لم أغير موقفي ..
              ومن صديقة عاشقة لمحمود درويش الرمز والشعر والمعاناة والجدلية ، والمأساة المزدوجة : مأساة شاعر ولدت مع مأساة وطن .. أقتبس مايعبر عن الحالة .. منذ البداية وحتى النهاية ، من خلال نصوص مختارة من حكاية : ( سرحان يشرب القهوة في الكافتيريا ) ...
              يجيئون ،
              أبوابنا البحر ، فاجأنا المطر ، لا إله سوى
              الله ، فاجأنا
              مطر ورصاص ، هنا الأرض سجادة ،
              والحقائب
              غربة !!
              يجيئون
              فلتترجل كواكب تأتي بلا موعد
              والظهور التي
              إستندت للخناجر مضطرة للسقوط .
              ماذا حدث ؟
              أنت لاتعرف اليوم ، لالون ، لا صوت ، لاطعم
              لاشكل .. سيولد سرحان ، يكبر سرحان ،
              يشرب خمرآ ويسكر ، يرسم قاتله ،
              ويمزق صورته .
              ثم يقتله حين يأخذ شكلآ
              أخيرآ . ويرتاح سرحان .

              سألناه : سرحان عم تساءلت ؟
              قال : إذهبوا فذهبنا
              إلى الأمهات اللواتي تزوجن أعداءنا .
              وكنّ ينادين شيئآ شبيهآ بأسمائنا
              فيأتي الصدى حرسآ .
              ينادين قمحآ .
              فيأتي الصدى حرسآ .
              ينادين عدلآ
              فيأتي الصدى حرسآ
              ينادين يافا
              فيأتي الصدى حرسآ
              ومن يومها ، كفت الأمهات عن الصلوات ،
              وصرنا
              نقيس السماء بأغلالنا
              وسرحان يضحك في مطبخ الباخرة
              يعانق سائحة والطريق بعيد عن القدس
              والناصرة
              وسرحان متهم بالضياع وبالعدمية .
              ومن ديوانه ( كزهر اللوز أو ابعد ) .. أمسكت من قصائده ، بقصيدة .. قصيده ترسم الحالة النفسية والذهنية لهذا المبدع في إغتراباته ، من قصيدة " منفى " :
              قولا وداعآ لما كان
              قولا وداعآ لما سيكون
              وداعآ لقافية النون
              في إسم المًُثَنّى
              وفي بلد الأرجوان !

              قلت : ألا نتصالح ؟
              قال : تريث !
              فقلت : اتلك العودة المشتهاة ؟
              فقال : وملهاة إحدى إلهاتنا العابثات ،
              فهل أعجبتك الزيارة ؟
              قلت : أتلك نهاية منفاك ؟
              قال : وتلك بداية منفاك
              قلت : وما الفرق ؟
              قال : دهاء البلاغة
              قلت : البلاغة ليست ضرورية للخسارة
              قال بلى ، فالبلاغة تقنع أرملة
              بالزواج من السائح الأجنبي ، وتحمي
              ورود الحديقة من عبث الريح ..

              ومع حلول أربعينية وفاته .. يمكن فتح بعض الصفحات لوجه آخر ..
              ·صفحات الإلتصاق بالسلطة الفلسطينية .. سلطة اوسلو ..
              ·صفحات العداوات والتهديدات للمناضل المبدئي الشهيد / ناجي العلي / ، وهي المسجلة هاتفيآ من قبل ناجي ، ولأسباب إحساسه بخطر القتل المقترب منه ، تلك الحوارات التي تًُظهر كم إبتعد شاعرنا عن الحوار الوطني الفلسطيني ، ومنها :
              درويش : كفاك ياناجي .. إهاناتك لي ولأبي عمار ستشكل خطرآ عليك ..
              ناجي : أتهددني يامحمود لدفاعي عن إيماني بقضيتي وقضيتك التي يظهر أنك إستمرأت المهادنة فيها ؟
              درويش : أنا لاأهددك .. لكن اذكّرك بمن أنا وماذا أستطيع أن افعل .. وأنت تعرف موقعي وقدراتي ..
              ·درويش مطبعآ .. يعيش حالة الإغتراب النفسي والوطني والنضالي .. وفي آخر ظهور له شاعرآ في الجماهير المريدة في مدينة ابو ظبي ،عام 2005 أو 2006على ما اذكر .. والإلقاء المقطوع بالتصفيق والهتاف .. لم استطع أن : أنفعل ، أن اصفق .. وانا ممن عشق درويش شاعر الثورة وشاعر القضية .. لم أستطع أن أشعر بالفرح ، ولا بالفخر ، ولم أستطع التصفيق تفاعلآ .. لأنني ببساطة .. إحترت لمن اصفق .. لأي درويش سأصفق . ولمن ساصفق : لكلمات الشعر الإبداعية ، أم لذلك الظل الواهي الناطق بها وليس المعبر عنها ..
              كان درويش بالنسبة للشعر العربي صوتآ لأمته .. ورغم انه قد " تحرر " من حصره وإنحصاره ، ومن لعب هذا الدور .. إلا ان كثيرين من قرائه مازالوا يعتبرونه سفير فلسطين الشعري .
              وفي برلين / ألمانيا .. كًُرم الراحل / محمود درويش / بإعتبار " تحوله " إلى ( دعوات التعايش ) ، وبإعتبار ( دعواته الحضارية الجديدة ) ، لإيجاد ( حل سلمي للقضية الفلسطينية ) يحفظ الحقوق الإنسانية والمعرفية والطبيعية لكل من يعيش في فلسطين .. إنه الصوت الجديد المعبر عن [ السلام الكبير ٍ] والحقيقي والعادل للحوار بين صوتين ورؤيتين ومجتمعين ، دون أن تفرض إحداها نفسها على الأخرى .. !!!
              عاش درويش : إغترابآ في الزمان والمكان والنصوص واللغة والحياة ..

              واخيرآ ... علينا التمييز بشدة ، ودائمآ ، وبكل شيئ ..
              بين : التقدير والإعجاب .. وبين التقديس والتنزيه .
              بين : النقد وصراحة وموضوعية القول والرؤية .. وبين التجريح والتسفيه ..

              =====================
              فائز البرازي
              15/9/2008

              المقال : خاص بمجلة ( الغد العربي ) المصرية .


              تعليق

              • أبو صالح
                أديب وكاتب
                • 22-02-2008
                • 3090

                #8
                السلام عليكم وكل عام وأنتم بخير

                يا جماعة أنتم في وادي وجماعة المعنى وأهل الحداثة في وادي آخر كما تلاحظون مما كتبوه وقاموا بحذف الردود التي لا تناسبهم ونكّلوا بكتّابها ويمكنكم المقارنة بين ما ورد أعلاه وما ورد تحت العنوان والرابط التالي

                أدونيس / ضيف تحت مجهر جماعة المعنى . عبد الرشيد حاجب

                هذه الكلمة التي ألقاها أدونيس مؤخرا هي آخر ما قرأت له . وهي رغم أنها تبدو مفهومة ومستساغة لدى أغلبية هواة الشعر ، إلا أنها لا تخلو - على عادة كتابات أدونيس - من طرح إشكاليات متعددة على مستويات مختلفة منها الشعري ومنها الثقافي / السياسي ومنها التاريخي / الديني والتراثي ، فضلا عن الرؤية الفلسفية للكون والإنسان . لنقرأ أولا ثم


                والتي تبين بشكل واضح مفهوم كل طرف لمعنى حرية الرأي وكيفية التعامل مع من يختلف معهم، هل عرفتم لماذا الجانب الآخر على خطأ والمأساة هو يعلن ذلك تحت عنوان حريّة الرأي التي هو أول من يعمل على وأد والتنكيل بأي رأي مخالف له؟!!!

                وأظن ما حصل هو مثال عملي آخر لمأساة مثقف الدولة القطرية الحديثة بركيزتيها العلمانية والديمقراطية

                ما رأيكم دام فضلكم؟

                تعليق

                • عبدالرحمن السليمان
                  مستشار أدبي
                  • 23-05-2007
                  • 5434

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة فائز البرازي مشاهدة المشاركة
                  الشيزوفرينيا الإبداعية
                  =============

                  فالشاعر المبدع : / علي أحمد سعيد اسبر / .. ( أدونيس ) الإسم الذي إختاره لنفسه تأثرآ بالأسماء السورية القديمة ذات الصلة بأدبيات حزبه القوميين السوريين ، وهو الذي بدأ في خمسينات القرن العشرين محاولاته المتواضعة في دخول مرحلة الحداثة الشعرية التي إجتهد ليؤسس مفهومآ جديدآ للإنسان والعالم مع قصائد ديوان ( أغاني مهيار الدمشقي ) ، ثم مساهمته في مجلة " شعر " الثقافية الراقية والتي شكلت بأدبائها ومبدعيها باب الولوج إلى الحداثة الشعرية . وكانت تلك المرحلة حتى أوائل سبعينات القرن الماضي وحتى توقف مجلة شعر ، هي – بإعتقادي – أنضج مرحلة إبداعية إنسجم فيها مع ذاته ، وتوجت بمرحلة لاحقة مع ظهور كتابه ( الثابت والمتحول ) الذي أثار كأي عمل إبداعي ضخم كثيرآ من الجدل والنقد والسجال والإحتجاج .
                  وأكاد أعتقد أن مرحلة الإغتراب الجغرافي / باريس ، والإغتراب الحداثي المتمثل في النص واللغة ، وفي إبتعاده المطلق عن قضاياه الفكرية والسياسية – وهو عضو في القوميين السوريين - ، مع دعوته " التحررية " التي هي اساس الإنسان وهويته ، لايمكن هضمها منه . إذ لايهم مجرد التعرض للنًُظًُم من باب " فلسفتها " و " عضويتها " في " ثابتها ومتحولها " ، إذا كان الهم الأكبر في التحرر والحق خاصة مع قضية وجودية مثل قضية الصراع العربي – الصهيوني ، يشكل لديه بداية مركزية في شيزوفرينيته الإبداعية .
                  لم يتكلم .. لم يعارض .. لم يواجه ( التطبيع ) الذي بدأ في اواخر سبيعينات القرن الماضي .. ادونيس يعلن في مؤتمر غرناطة عام 1994 أنه [ ليس مع التطبيع ، وليس ضده ] .. بل يعلن مبررآ أن التطبيع بين العرب و " اليهود " قديم في التاريخ .. وأنه : [ أمر لاشأن له به ] ..
                  هذا الأمر / الموقف .. كان أساسآ " مقصودآ " للبناء عليه وصولآ – على ما أعتقد – إلى مرحلة : الشيزوفرينيا الذاتية بقناعته المطلقة " الذاتية " ، وهو الذي يرى نفسه : [ قديس بربري ، أو نبي مطرود ، أو إله معزول .. ] فيندفع ليخاطب نفسه قائلآ : [ عليّ ، أردت أن تجوهر العارض ] .. ويعمل لدفع الاخرين ومطالبتهم الغير مباشرة ( بجائزة نوبل ) التي لم يحصل عليها رغم ذلك ، ورغم توقعه أنها فاتته أكثر من أربع مرات ..

                  [...]

                  واخيرآ ... علينا التمييز بشدة ، ودائمآ ، وبكل شيئ ..
                  بين : التقدير والإعجاب .. وبين التقديس والتنزيه .
                  بين : النقد وصراحة وموضوعية القول والرؤية .. وبين التجريح والتسفيه.

                  =====================
                  [align=justify]الأستاذ الكريم فائز برازي،

                  شكرا جزيلا على إيراد هذه المقالة الجيدة، والتي سأقتصر منها على ما جاء فيها بخصوص أدونيس. وأقترح عليك نشرها كاملة في الصالون الأدبي، في ملتقى الحوار الأدبي والنقدي، على الرابط التالي، حتى يفيها الأساتذة والأستاذات ثمة حقها من البحث والتعليق:

                  http://www.almolltaqa.com/vb/forumdisplay.php?f=349

                  أدونيس اليوم ابن ثمانين سنة تقريبا. ولا شك في أن مسيرة ثمانين سنة أطول من أن نمر عليها بمشاركات سريعة. لي زميل بلجيكي في القسم الذي أدرس فيه في الجامعة ويشاركني في المكتب، يحضر أطروحة دكتوراه في أطروحة أدونيس الحداثية، لا يكاد يمر يوم إلا وتحدثنا في أدونيس وفي مدونة النصوص الأدونيسية التي اختارها للبحث، يقول لي باستمرار: الحداثة غير متفق عليها في الغرب حيث دور الدين متواضع، فكيف سيتفق الناس عليها في البلاد العربية حيث للدين فيها دور رئيس؟ ولعل لحدة طرح أدونيس العلماني من جهة، والإيغال في الترميز والتشفير في شعره من جهة أخرى، ثم الانسلاخ عن القضايا التي تهم الجماهير العربية كل ذلك أصبح يؤخذ عليه كثيرا على الرغم من موهبته وطاقاته الإبداعية الظاهرة. فالأمر لا يتعلق فقط بالتطبيع مع العدو والفكر القومي الخ، فثمة أيضا مواقف له أبعدته كثيرا من الجمهور، منها مهاجمته للحجاب في فرنسا بمقالات فيها من الجرأة على الإسلام ما لا يستطيع رئيس أعتى حزب غربي عنصري أن يأتي بها، أبعتده كثيرا من مسلمي الغرب ــ باستثناء مجموعة قليلة جدا من اللائيكيين.

                  وهنا نأتي على مسألة نرصدها هنا في الغرب كثيرا، هي ظاهرة تملق بعض المعروفين من المبدعين العرب الذين يدعون إلى الغرب، بطريقة يفهم منها أن ثمة رسائل مشفرة ترسل لأطراف تعنى بالجوائز وما إليها .. وأمثل على ذلك بالآتي: منذ ثلاث سنوات توقفت نوال السعداوي، وهي في طريقها إلى أمريكا لاستلام جائزة (وهذا بحد ذاته أمر مثير للتأمل!) في بروكسيل، وبعد يوم ادعت أمام الصحافة أن ثمة من سرق لها - في بروكسيل - مخطوطة رواية جديدة جريئة .. وأثارت ضجة إعلامية لتسيط الأضواء عليها إلا أن الصحافة والشرطة الفدرالية انتبهتا إلى الحيلة فأهملتا أمرها ثم استأنفت السفر إلى أمريكا حيث استلمت جائزتها ..

                  وسؤالي هنا: ما الذي يجعل كاتبا مثل أدونيس وكاتبة مثل نوال السعداوي وغيرهما (مثلا: محمد أركون، فاطمة المرنيسي ..) يتصرفون هكذا؟

                  هل هو عدم الاهتمام الرسمي/الشعبي الذي كانوا يتوقعونه في بلادهم، فأصبحوا يلتجئون إلى الغرب بهدف الحصول على ذلك الاهتمام المنشود، ولكن باحترام شروط اللعبة المعمول بها في الغرب؟!

                  أنا لا أشك لحظة في أن أدونيس تجاوز هذه العقدة وأصبح في الفترة الأخيرة يلح في مسألة الجائزة، وأنه أصبح في كل إلحاح جديد له يتخلى عن شيء مما كان الناس في الثمانينيات من القرن الماضي يسمونه "الثوابت القومية/الوطنية/الدينية" للأمة.

                  وأخير أود أن أشير إلى أن حديثنا هنا - وهذا الحديث موجه إلى القراء وليس إلى حضرتك أخي الأستاذ فائز - يتعلق بإلحاح أدونيس وبصنيعه في سبيل الحصول على جائزة نوبل، وليس في موهبته الشعرية أو في طاقته الإبداعية وإنتاجه الأدبي الكبير.

                  وتحية طيبة عطرة وشكرا على مرورك الثري.
                  [/align]
                  عبدالرحمن السليمان
                  الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                  www.atinternational.org

                  تعليق

                  • عيسى عماد الدين عيسى
                    أديب وكاتب
                    • 25-09-2008
                    • 2394

                    #10
                    الأساتذة الأفاضل
                    بعد السلام أقول

                    أظنكم تعلمون أن لجائزة نوبل شروط على المتحدر من أصول عربية أو إسلامية ، حيث يجب عليه التعري من كثير من القيم و الموروثات التي يحملها ، و ليس لإنتاجه الأدبي فقط ، لذلك مازال لدى أدونيس ما يتخلى عنه ربما ، حتى ينال " لعنة نوبل "

                    و حجج الحداثة التي اعتمدها لا تبرر له و لا بأي شكل من الأشكال مناهجه التي انتهجها بعيداً عن الدين و الأخلاق ، فلابد من تعرٍّ آخر .. و ربما آخر و آخر ..
                    أما عن الذين حصلوا على الجائزة من أصول عربية فهم كاتب مصري حصلها عليها في زمن سياسي معروف لم يكن يحتاج ما يحتاه أدونيس من انحدار ، و كيميائي مصري مبدع و هذا لا مجال لإنكار إبداعه و قياسه بمقاييس تعتمد على الذوق الأدبي ، لكنه يحمل جنسية غير عربية و يعمل في الدولة التي أبدع فيها ، و كذلك لا يحتاج للتخلي عن قيمه و الانحدار أيضاً .

                    للجميع تحيتي

                    تعليق

                    • عبدالرحمن السليمان
                      مستشار أدبي
                      • 23-05-2007
                      • 5434

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة أبو صالح مشاهدة المشاركة

                      ما رأيكم دام فضلكم؟
                      [align=justify]أهلا وسهلا بالوردة!

                      حديثنا هنا يتعلق بشغف أدونيس بالجوائز العالمية والعربية وحتى السورية، وبتضحياته الأخلاقية - إن صح التعبير - في سبيل الحصول عليها، وليس في أطروحاته الشعرية والأدبية التي يدور عليها الحديث في ملتقى "جماعة المعنى". ولإيضاح الغرض أدعوك إلى قراءة هذه المقالة التي نشتها الزميلة ليلى الصواف في موقع جمعيتنا هذا الصباح:

                      بدون تعليق :





                      نوبلزنيوز: أبدى الشاعر أدونيس استياءه الشديد للمعاملة التي لقيها من قبل منظمي معرض الكتاب الفرنكوفوني في بيروت الشهر الفائت، مشيرا في المقابل إلى الاهتمام المفاجئ له في الصين حيث نال جائزة “زونغ كون” الدولية للشعر قبل أيام.

                      وجدول عمل أدونيس مثقل بلقاءات في أماكن متباعدة جغرافيا، فهو يتسلم جائزة دولية للشعر في الصين، لينتقل إلى افتتاح معرض لرسوماته في أبو ظبي، وغيرها، ما يؤدي أحيانا إلى تأجيل بعض مواعيده كي لا تتضارب، كما حدث في لقائه الشعري في بروكسل الذي أقيم السبت الماضي بعد إرجاء. في العاصمة البلجيكية قرأ أدونيس بعض قصائده، وقُدمت قراءات لقصائده مترجمة للفرنسية والهولندية في أمسية تخللتها فقرات موسيقية، واستكملت الأمسية بحوار جمع أدونيس والشاعر البلجيكي غيرت فان استندال، لتكون المناسبة الختامية لمهرجان “موسم” الذي أحتفى بالثقافة العربية في عدة مدن بلجيكية. ويقول أدونيس في مقابلة مع وكالة فرانس برس في بروكسل على هامش قراءات شعرية قدمها السبت الماضي، إنه مستاء جدا مما حصل معه في معرض الكتاب الفرنكفوني في بيروت أكتوبر الماضي.

                      وكان معرض الكتاب الفرنكفوني نظم لقاء شعريا لأدونيس والذي غادر الصالة غاضبا بعد 5 دقائق، وأعلن مقاطعته للمعرض لأن “سوء التنظيم والإهمال كانا في مستوى لم يخطر لي ولا أتصوره”.

                      ويعتبر الشاعر السوري، الذي أقام في بيروت لسنوات، وغادرها ليستقر في باريس منذ بداية الثمانينيات، أن ما حصل في المعرض كان “نوعا من الغش والدناءة والسخافة الذي يغضبني كثيرا”، معتبرا أن “الغش هنا عندما أدعوك في إطار شيء ثم أعاملك على مستوى آخر”. وما يزيد استياءه أن المنظمين لم يحاولوا الاعتذار، ويعلق بالقول أن الأمور تصبح كأنها شخصية ولم أفسّرها إلا سياسيا، وكأنهم يقاصصون سوريا من خلالي.

                      ويشدد على أنه كان “مقصرا” في تعبيره عن غضبه وقتها، قائلا وهو يضحك: “أحسست أني لم أفعل ما كان يجب فعله.. كان يجب ان أضرب الطاولة أو أكسّرها أو أفعل شيئا آخر”.
                      وأعرب أدونيس عن دهشته بالاهتمام الذي يلقاه في الصين. ففي أبريل الماضي وقّع المختارات الشعرية التي صدرت مترجمة له هناك، وخلال أشهر نفدت طبعة المختارات، ويقول إنه نال استنادا على هذا النجاح جائزة “زونغ كون” الدولية للشعر، مكافأة “لمكانته الشعرية العالمية ولتأثيره في الشعر الصيني المعاصر” كما ورد في بيان الجائزة. ويقول أدونيس: “أعتقد أن الصينيين على المستوى العام أكثر فهما لشعري من الوسط الثقافي العربي”، مستندا في استنتاجه الأخير إلى النقاشات التي جمعته بمثقفين صينيين وبالجمهور الصيني، وأيضا إلى حجم مبيعات طبعة مختاراته الشعرية، التي يعاد طبعها الأن (وهو أمر لا يحدث إلا نادرا) كما يؤكد نقلا عن مثقفين صينيين.

                      وجائزة “زونغ كون” هي من أعرق الجوائز الأدبية في الصين، وتقدمها للسنة الثانية مؤسسة ثقافية مستقلة، كما يقول أدونيس موضحا أنه لو كانت الجائزة صادرة عن مؤسسة تابعة للدولة لكان موقفه مختلفا “لأني ولا مرة في حياتي أخذت جائزة دولة”.

                      وردا على سؤال إن كان مستعدا لقبول جائزة دولة من بلده سوريا، أجاب أدونيس: “أنا أعتبر نفسي أكبر شخصية سورية على الإطلاق، وإذا قبلت جائزة (سورية) يجب أن تكون أكبر جائزة تُقدم لأي شخصية”، وأضاف: “لا أقبل إطلاقا أي جائزة عادية، سواء من سوريا أو من أي بلد عربي آخر”.

                      كتــاب :حوار بين فاتح المدرس وأدونيس

                      في الذكرى العاشرة لغياب الفنان السوري الرائد فاتح المدرس صدر كتاب حمل عنوان «فاتح وأدونيس، حوار»، وفيه نص الحوار الذي جرى في دمشق ذات يوم من العام 1998، أي قبل سنة من رحيل الفنان السوري، بين المدرس والشاعر أدونيس، برعاية صاحبة غاليري الأتاسي منى الأتاسي، ومن إعدادها.

                      الكتاب مرفق بفيلم من إخراج عمر أميرالاي ومحمد ملص وأسامة محمد، يسرد فيه الفنان سيرته مع الفن والحياة، مثلما نرى عرضاً فنياً لصور عدد لا بأس به من لوحاته. في مستهل الكتاب تقديم من أدونيس، وفي آخره رسائل من المدرس إليه، وفي المتن حوار موزع على أربعة أيام بين الرجلين، حوار تبادلي لا يمترس كل منهما أمام فنه، فكلاهما خاض الفنين طويلاً، أدونيس الشاعر يمارس الرسم، والمدرس الرسام مارس الشعر أيضاً، للأول لوحات ومعارض، وللثاني قصائد ومجموعات. فالحوار لم يبقَ حبيس الاختصاصين، بل تعمق في الفكر والفلسفة، وتبسّط ليستعيد الطفولة والأحلام، وكان رزيناً وجدياً من جهة، ومتفلتاً وفيه الكثير من الشيطنة من جهة أخرى. حوار حر بكل معنى الكلمة، حرية تبادل الأدوار بين السائل والمجيب، وحرية المقاطعة والاستطراد والتعليق والممازحة. لذا أتى الحوار مسلياً ومفيداً في آن، يخض الذاكرة وينكأ جراحها ويتجرأ في تقويمها، ويرسم خرائطها بحدود غير نهائية بالطبع.


                      http://www.atinternational.org/forums/showthread.php?t=7121
                      [/align]


                      عبدالرحمن السليمان
                      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                      www.atinternational.org

                      تعليق

                      • عبدالرحمن السليمان
                        مستشار أدبي
                        • 23-05-2007
                        • 5434

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عيسى عماد الدين عيسى مشاهدة المشاركة

                        للجميع تحيتي
                        [align=justify]حياك الله أجمل تحية أخي الأستاذ عيسى. سعدت بزيارتك لهذه الصفحة رغم المناوشات السابقة ..

                        وكل عام وحضرتك والأسرة الكريمة بخير.

                        وهلا وغلا.
                        [/align]
                        عبدالرحمن السليمان
                        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                        www.atinternational.org

                        تعليق

                        • عيسى عماد الدين عيسى
                          أديب وكاتب
                          • 25-09-2008
                          • 2394

                          #13
                          لك تحيتي دكتور عبد الرحمن

                          إن الاختلاف لا يعني الخلاف ، لكن كل منا يرى الأمور من زاويته
                          و لا أعاد الله المناوشات ، فتعدد المشارب يغني الحوار ، و نحن في عالم متغير و متنوع
                          و في منطقة تلعب بمكوناتها القوى العظمى

                          تقبل معايدتي ، و كل عام و أنت بخير و عائلتك الكريمة

                          تعليق

                          يعمل...
                          X