[quote=زياد بنجر;325626]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشاعر زياد بنجر
أنت آخر إنسان في هذا الملتقى أتوقع منه ردا كهذا فأين أدب الحوار والذوق الرفيع الذي تحدثت عنه ؟
ولعلمك أنا لاأخلط بين الجد والهزل ولايشابه الهزل عندي الجد والحق عندي حق والباطل عندي باطل .
وفي الحقيقة أنا لاأفهم كيف أن شاعراً مثلك لايتقبل النقد حتى ولو كان لصالحه , فاقتطعت عبارة مداعبة من كل الرد الذي كان في مجمله لصالح قصيدتك لترد علي وحتى بعد أن احتملت ردك الأول بحسن نية وأوضحت مقصدي في الرد الثاني جاء ردك مخيبا للآمال بعيداً عن الصورة الجميلة التي رسمتها للشاعر والأخ زياد بنجر فكانت خيبة أملي كبيرة .
لقد احترمت فيك مشاركاتك وآرائك التي تبين فيها أخطاء الآخرين وكنت أقرؤها باهتمام فهذا واجبك كمشرف في هذا الملتقى وأنت مشكور على ذلك فكيف لاتقبل لنفسك ماتقبله للآخرين؟
أنا شخصياً قد مللت من المجاملات في المنتديات الأدبية لأنها تضر أكثر مما تفيد وإذا أعجبني شيء في هذا الملتقى فهو تلك الآراء النقدية التي يبديها بعض الأساتذة في النصوص التي تنشر فيه وهذا ماتفتقده المنتديات الأخرى .
إن الأحرى بالذي يعتبر نفسه فوق النقد أن لاينشر نتاجه الأدبي ويحتفظ به لنفسه.
وبالنسبة لرأيي فيما يتعلق باستعمال غريب اللغة في الشعر فالمسألة هنا أن الشعر كان في العصر الجاهلي يعتبر الصحيفة الرسمية للعرب ومانعتبره اليوم مفردات غريبة كانت مفهومة لكل العرب مع اختلاف التذوق الشعري للمتلقي بحسب علمه بأشعار العرب وسعة إدراكه للمعنى الدقيق .
وبعد نزول القرآن الكريم اختلفت اللغة المستعملة في أشعار العرب حيث أدت اللغة الساحرة للقرآن الكريم إلى تنقية اللغة العربية في العصر الجاهلي وانعكس ذلك في أشعار العرب فشعر حسان بن ثابت قبل الإسلام يختلف عن شعره بعده, وقد أدرك الشعراء في العصور التي تلت ذلك مفهوم التطور في اللغة الشعرية لتخاطب العصر الذي يعيشون فيه , ولنقرأ أشعار جرير وأبي تمام والبحتري وأبي العلاء المعري والمتنبي لندرك هذا التطور في اللغة المستخدمة في الشعر فتكاد أشعارهم أن تكون بلغة العصر الذي نعيش فيه فهذا المعري يقول :
غير مجد في ملتي واعتقادي = نوح باك ولاترنم شادي
تعب كلها الحياة فما أع = جب إلا من راغب في ازدياد
خفف الوطء ماأظن أديم ال = أرض إلا من هذه الأجساد
أو قول أبي فراس الحمداني
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر= أما للهوى نهي عليك ولاأمر
بلى أنا مشتاق وعندي لوعة = ولكن مثلي لايذاع له سرُّ
أو قول أبي تمام
أنت في حِلًّ فزدني سقما = أفن جسمي واجعل الدمع دما
محنة العاشق في ذل الهوى = فإذا استودع سراً كَتما
ليس منا من شكا علته = من شكا ظلم حبيب ظَلما
أو قول البحتري
بات نديماً لي حتى الصباحْ = أغيدُ مجدول مكان الوشاحْ
كأنما يضحك عن لؤلؤ = منضَّد أو بردٍ أو أقاحْ
أمزج كأسي بجنى ريقه = وإنما أمزج راحاً براحْ
وأخيراً المتنبي
إذا شد زندي حسن رأيك فيهم =ضربت بسيف يقطع الهام مغمدا
وماالدهر إلا من رواة قصائدي = إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشدا
فسار به من لايسير مشمراً = وغنى به من لايغني مغردا
أجزني إذا قلت شعراً فإنما= بشعري أتاك المادحون مرددا
ودع كل صوت غير صوتي فإنني = أنا الطائر المحكي والآخر الصدى
وفي هذا العصر فإن الشعراء الذين طار صيتهم في الآفاق كأحمد شوقي وحافظ ابراهيم ونزار قباني وغيرهم قد أدركوا هذه الحقيقة فخاطبوا أهل عصرهم بلغتهم مع محافظتهم على تراثهم اللغوي وأصالتهم فأثروا اللغة العربية وحافظوا على لغة القرآن التي ابتعدت عن غريب اللغة فحفظ الناس أشعارهم وتابعوها واجتهدوا في فهم معانيها فحتى لو تضمنت كلمة غريبة أو اثنتين كان محبو الشعر يجتهدون في معرفة معانيها فخدموا بذلك لغة القرآن الكريم .
أخي زياد أستميحك عذرا إذا كنت قد أخطأت في حقك وسأكتفي من الآن فصاعدا بكلمات الاطراء على مواضيعك مادمت لاتتقبل النقد فأنا لاأريد إغضابك وفقدان صداقتك .
توفيق الخطيب
المشاركة الأصلية بواسطة توفيق الخطيب
مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشاعر زياد بنجر
أنت آخر إنسان في هذا الملتقى أتوقع منه ردا كهذا فأين أدب الحوار والذوق الرفيع الذي تحدثت عنه ؟
ولعلمك أنا لاأخلط بين الجد والهزل ولايشابه الهزل عندي الجد والحق عندي حق والباطل عندي باطل .
وفي الحقيقة أنا لاأفهم كيف أن شاعراً مثلك لايتقبل النقد حتى ولو كان لصالحه , فاقتطعت عبارة مداعبة من كل الرد الذي كان في مجمله لصالح قصيدتك لترد علي وحتى بعد أن احتملت ردك الأول بحسن نية وأوضحت مقصدي في الرد الثاني جاء ردك مخيبا للآمال بعيداً عن الصورة الجميلة التي رسمتها للشاعر والأخ زياد بنجر فكانت خيبة أملي كبيرة .
لقد احترمت فيك مشاركاتك وآرائك التي تبين فيها أخطاء الآخرين وكنت أقرؤها باهتمام فهذا واجبك كمشرف في هذا الملتقى وأنت مشكور على ذلك فكيف لاتقبل لنفسك ماتقبله للآخرين؟
أنا شخصياً قد مللت من المجاملات في المنتديات الأدبية لأنها تضر أكثر مما تفيد وإذا أعجبني شيء في هذا الملتقى فهو تلك الآراء النقدية التي يبديها بعض الأساتذة في النصوص التي تنشر فيه وهذا ماتفتقده المنتديات الأخرى .
إن الأحرى بالذي يعتبر نفسه فوق النقد أن لاينشر نتاجه الأدبي ويحتفظ به لنفسه.
وبالنسبة لرأيي فيما يتعلق باستعمال غريب اللغة في الشعر فالمسألة هنا أن الشعر كان في العصر الجاهلي يعتبر الصحيفة الرسمية للعرب ومانعتبره اليوم مفردات غريبة كانت مفهومة لكل العرب مع اختلاف التذوق الشعري للمتلقي بحسب علمه بأشعار العرب وسعة إدراكه للمعنى الدقيق .
وبعد نزول القرآن الكريم اختلفت اللغة المستعملة في أشعار العرب حيث أدت اللغة الساحرة للقرآن الكريم إلى تنقية اللغة العربية في العصر الجاهلي وانعكس ذلك في أشعار العرب فشعر حسان بن ثابت قبل الإسلام يختلف عن شعره بعده, وقد أدرك الشعراء في العصور التي تلت ذلك مفهوم التطور في اللغة الشعرية لتخاطب العصر الذي يعيشون فيه , ولنقرأ أشعار جرير وأبي تمام والبحتري وأبي العلاء المعري والمتنبي لندرك هذا التطور في اللغة المستخدمة في الشعر فتكاد أشعارهم أن تكون بلغة العصر الذي نعيش فيه فهذا المعري يقول :
غير مجد في ملتي واعتقادي = نوح باك ولاترنم شادي
تعب كلها الحياة فما أع = جب إلا من راغب في ازدياد
خفف الوطء ماأظن أديم ال = أرض إلا من هذه الأجساد
أو قول أبي فراس الحمداني
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر= أما للهوى نهي عليك ولاأمر
بلى أنا مشتاق وعندي لوعة = ولكن مثلي لايذاع له سرُّ
أو قول أبي تمام
أنت في حِلًّ فزدني سقما = أفن جسمي واجعل الدمع دما
محنة العاشق في ذل الهوى = فإذا استودع سراً كَتما
ليس منا من شكا علته = من شكا ظلم حبيب ظَلما
أو قول البحتري
بات نديماً لي حتى الصباحْ = أغيدُ مجدول مكان الوشاحْ
كأنما يضحك عن لؤلؤ = منضَّد أو بردٍ أو أقاحْ
أمزج كأسي بجنى ريقه = وإنما أمزج راحاً براحْ
وأخيراً المتنبي
إذا شد زندي حسن رأيك فيهم =ضربت بسيف يقطع الهام مغمدا
وماالدهر إلا من رواة قصائدي = إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشدا
فسار به من لايسير مشمراً = وغنى به من لايغني مغردا
أجزني إذا قلت شعراً فإنما= بشعري أتاك المادحون مرددا
ودع كل صوت غير صوتي فإنني = أنا الطائر المحكي والآخر الصدى
وفي هذا العصر فإن الشعراء الذين طار صيتهم في الآفاق كأحمد شوقي وحافظ ابراهيم ونزار قباني وغيرهم قد أدركوا هذه الحقيقة فخاطبوا أهل عصرهم بلغتهم مع محافظتهم على تراثهم اللغوي وأصالتهم فأثروا اللغة العربية وحافظوا على لغة القرآن التي ابتعدت عن غريب اللغة فحفظ الناس أشعارهم وتابعوها واجتهدوا في فهم معانيها فحتى لو تضمنت كلمة غريبة أو اثنتين كان محبو الشعر يجتهدون في معرفة معانيها فخدموا بذلك لغة القرآن الكريم .
أخي زياد أستميحك عذرا إذا كنت قد أخطأت في حقك وسأكتفي من الآن فصاعدا بكلمات الاطراء على مواضيعك مادمت لاتتقبل النقد فأنا لاأريد إغضابك وفقدان صداقتك .
توفيق الخطيب
تعليق