]
إلى كل الحالمين بمستقبل مشرق...وكل المتفائلين
الرومانتيكية / بقلم : سعيدة الرغوي
الصمت والحر الشديد ...وعيون تسبح في اللامنتهى والهسيس وهي تبحث في
كل الزوايا عن وقت ضائع ، عن عالم مختلف لا ربما.
ضوضاء المدينة ، قدرها الحالم ، وشتات أفكارها.
اليوم اختارت إقصاء الكل ، أرادت عنونة بوابة الحاضر ، الإطلال عنوة على المستقبل لاستشرافه.
وعلى غير عادتها غادرت المنزل الذي تقطنه منذ عدة سنوات ، وهي تصبو للرحيل ، وللتملص من شرنقة المدينة التي احتوتها ورسمت أخاديد حياتها المبهمة.
" حفيظة" ..بقامتها الطويلة ، وجسدها المكتنز ، لطالما استهوتها الروايات الكلاسيكية الحالمة ، الكلمات المعسولة والمنمقة التي تسلب الأفئدة ، وتستحوذ على الألباب .
كل ماهو رومانسي يأسرها ، يرتحل بها ، ويمنيها في الاستمرار رغم أود مسار حياتها ،وصعوبة المسالك التي اعترضتها وتعترضها ، حتى صارت تدعى لدى كل معارفها وأصدقائها " بالرومانتيكية البدينة " ، هذه التسمية لم تثير حافظتها يوما ، بقدر ما أكسبها القوة والصلابة والجلد.
حان موعد الرحيل ، توديع أمس طويل ، وتراتيل الليل الموحشة وصديقتنا " حفيظة " ممسكة بألبوم صور تتصفحه بترو، علها بذلك تسترجع بعض الذكريات التي لا تزال عالقة بخلدها الذي شحنته كرور الزمن وصروفه ، وكومته تجاعيد السنين ، فاستوقفتها إحدى الصور ، واستغرقت في التفكير ، وكأنها بذلك تبحث عن سطور لحقائق ضيعها الزمن المهترئ ، لا ربما الأمر على ذاك النحو، أو لاربما هو شيء آخر.
انتزعت الصورة من الألبوم ، ووضعتها على منضدة قرب سريرها ، وقامت تجول الغرفة طولا وعرضا ، عساها بتلك الطريقة تتخلص من قيود كبلتها كل هذا الوقت الذي انصرم.
ونجحت بالفعل في الخروج من متاهة الضياع ، وانتشلت فكرها من متاهات قد لا تنتهي إن هي استمرت على هذه الحال.
همست بكل وثوق وصرامة نمت عنهما مقلتيها العسليتين اللتين بقدر ما تنمان عن الحزن الدفين ، بقدر ما يختزلان التحدي والصلابة والعنفوان..
كل الزوايا عن وقت ضائع ، عن عالم مختلف لا ربما.
ضوضاء المدينة ، قدرها الحالم ، وشتات أفكارها.
اليوم اختارت إقصاء الكل ، أرادت عنونة بوابة الحاضر ، الإطلال عنوة على المستقبل لاستشرافه.
وعلى غير عادتها غادرت المنزل الذي تقطنه منذ عدة سنوات ، وهي تصبو للرحيل ، وللتملص من شرنقة المدينة التي احتوتها ورسمت أخاديد حياتها المبهمة.
" حفيظة" ..بقامتها الطويلة ، وجسدها المكتنز ، لطالما استهوتها الروايات الكلاسيكية الحالمة ، الكلمات المعسولة والمنمقة التي تسلب الأفئدة ، وتستحوذ على الألباب .
كل ماهو رومانسي يأسرها ، يرتحل بها ، ويمنيها في الاستمرار رغم أود مسار حياتها ،وصعوبة المسالك التي اعترضتها وتعترضها ، حتى صارت تدعى لدى كل معارفها وأصدقائها " بالرومانتيكية البدينة " ، هذه التسمية لم تثير حافظتها يوما ، بقدر ما أكسبها القوة والصلابة والجلد.
حان موعد الرحيل ، توديع أمس طويل ، وتراتيل الليل الموحشة وصديقتنا " حفيظة " ممسكة بألبوم صور تتصفحه بترو، علها بذلك تسترجع بعض الذكريات التي لا تزال عالقة بخلدها الذي شحنته كرور الزمن وصروفه ، وكومته تجاعيد السنين ، فاستوقفتها إحدى الصور ، واستغرقت في التفكير ، وكأنها بذلك تبحث عن سطور لحقائق ضيعها الزمن المهترئ ، لا ربما الأمر على ذاك النحو، أو لاربما هو شيء آخر.
انتزعت الصورة من الألبوم ، ووضعتها على منضدة قرب سريرها ، وقامت تجول الغرفة طولا وعرضا ، عساها بتلك الطريقة تتخلص من قيود كبلتها كل هذا الوقت الذي انصرم.
ونجحت بالفعل في الخروج من متاهة الضياع ، وانتشلت فكرها من متاهات قد لا تنتهي إن هي استمرت على هذه الحال.
همست بكل وثوق وصرامة نمت عنهما مقلتيها العسليتين اللتين بقدر ما تنمان عن الحزن الدفين ، بقدر ما يختزلان التحدي والصلابة والعنفوان..
" لما يا حفيظة كل هذا الانزعاج البادي على سكناتك ، لما لا تدعين الأصوات المخنوقة بدواخلك تنكشف للعالم المرئي ، ولما لا تتجردي من الخناق الذي يكتم أنفاسك ولهتاتك..ولما ، ولما...؟؟.
خرجت من الغرفة الكئيبة ، وأوصدت الباب خلفها وخطت بضع خطوات وئيدة ، وبذلك أقفلت ملف الجراحات القديمة التي أسرتها سنوات عدة.
وفي الخارج بدا لها العالم مختلفا ، إلا أن كل ذلك لم يزدها إلا إصرارا على خوض غمار الحياة الجديدة وكلها طموح وإرادة لرسم غد مشرق مزدان بأبهى الحلل ، استقلت الحافلة التي سوف تقلها إلى المكان الذي سيشهد ولادتها الجديدة ، وبعد سويعات تصل إلى مقصدها ، وقد كان لها ذلك بفعل جلدها وتحديها لكل العراقيل التي اعترضتها .
في حي " القدس " بمدينة الوئام ستقيم " حفيظة " وستفتح صفحة جديدة ، حيث ستبدأ العمل في إحدى شركات توزيع الملابس الجاهزة ، وستحظى بسمعة طيبة لدى الزبناء ولدى رؤوساء عملها ، وقد تسنى لها كل ذلك بفضل حسها الفني وذوقها المتميز ، ودرايتها بعالم الأزياء ، فقد عملت في سابق عهدها بحياكة الملابس لجاراتها وأقاربها ، الشيء الذي ساعدها في عملها الجديد ، ولما انتقلت إلى المدينة الجديدة ، صقلت موهبتها تلك بالدراسة في إحدى دور الأزياء ، فكان ذلك سببا في تفوقها في هذا المجال ، حيث أصبحت من اللواتي لهن باع طويل في ميدان تصميم الأزياء ، ونظرا للمساتها المتفردة ، استطاعت أن تكتسب شهرة بين رفيقاتها في عالم الموضى ، وقد وضعت لتصميماتها شهرة خاصة " الرومانتيكية " ومااختيارها لتلك التسمية إلا لكونها لا زالت تتذكر لقبها في الماضي .
وجاء صيف أيلول فنشطت عروض الأزياء فلم تفوت " حفيظة " المناسبة لتنزل إلى الجمهور بآخر لمساتها وإبداعاتها في عالم الموضى والأزياء، واضطرتها العروض زيارة العديد من البلدان ، فكان لزاما عليها أن تساير المستجدات ، فلم تعد حفيظة تلك الفتاة المفاضة ، بل أصبحت مهفهفة ، ورشيقة القوام ، بفعل مدوامتها على التمارين الرياضية .
وعملت على اتباع نظام خاص في التغدية ، وهكذا زاد عدد معجبيها ، وصارت امرآة جذابة تأسر أفئدة و ألباب الرجال ولم تمض أعوام حتى صارت إحدى أهم الأسماء اللامعة في عالم الأزياء والملابس ..وقد تحقق لها كل ذلك بفضل جلدها ، وعزمها على تجاوز العثرات التي كانت تعترض سبيلها ، ، وكذا بفضل إصرارها على الخروج من عالم الإنزواء والظل ، إلى حيث الأضواء والشهرة ، بيد أنها لم تترك عالم الأضواء يأسرها كلية ، بل عملت بفضل ما اكتسبته في هذا المجال على توسيع مداركها العلمية ، فأتمت دراستها الجامعية وبحصولها على شواهد علمية عالية برهنت لنفسها أنها يمكنها المضي قدما لتحقيق ذاتها ولوأد الأفكار التي كانت حبيستها في الماضي ، والتي جعلتها في سنوات خلت تعيش حياة بئيسة ، وتستمر فصول الحياة ، وتستمر حفيظة في الكفاح والتألق .
خرجت من الغرفة الكئيبة ، وأوصدت الباب خلفها وخطت بضع خطوات وئيدة ، وبذلك أقفلت ملف الجراحات القديمة التي أسرتها سنوات عدة.
وفي الخارج بدا لها العالم مختلفا ، إلا أن كل ذلك لم يزدها إلا إصرارا على خوض غمار الحياة الجديدة وكلها طموح وإرادة لرسم غد مشرق مزدان بأبهى الحلل ، استقلت الحافلة التي سوف تقلها إلى المكان الذي سيشهد ولادتها الجديدة ، وبعد سويعات تصل إلى مقصدها ، وقد كان لها ذلك بفعل جلدها وتحديها لكل العراقيل التي اعترضتها .
في حي " القدس " بمدينة الوئام ستقيم " حفيظة " وستفتح صفحة جديدة ، حيث ستبدأ العمل في إحدى شركات توزيع الملابس الجاهزة ، وستحظى بسمعة طيبة لدى الزبناء ولدى رؤوساء عملها ، وقد تسنى لها كل ذلك بفضل حسها الفني وذوقها المتميز ، ودرايتها بعالم الأزياء ، فقد عملت في سابق عهدها بحياكة الملابس لجاراتها وأقاربها ، الشيء الذي ساعدها في عملها الجديد ، ولما انتقلت إلى المدينة الجديدة ، صقلت موهبتها تلك بالدراسة في إحدى دور الأزياء ، فكان ذلك سببا في تفوقها في هذا المجال ، حيث أصبحت من اللواتي لهن باع طويل في ميدان تصميم الأزياء ، ونظرا للمساتها المتفردة ، استطاعت أن تكتسب شهرة بين رفيقاتها في عالم الموضى ، وقد وضعت لتصميماتها شهرة خاصة " الرومانتيكية " ومااختيارها لتلك التسمية إلا لكونها لا زالت تتذكر لقبها في الماضي .
وجاء صيف أيلول فنشطت عروض الأزياء فلم تفوت " حفيظة " المناسبة لتنزل إلى الجمهور بآخر لمساتها وإبداعاتها في عالم الموضى والأزياء، واضطرتها العروض زيارة العديد من البلدان ، فكان لزاما عليها أن تساير المستجدات ، فلم تعد حفيظة تلك الفتاة المفاضة ، بل أصبحت مهفهفة ، ورشيقة القوام ، بفعل مدوامتها على التمارين الرياضية .
وعملت على اتباع نظام خاص في التغدية ، وهكذا زاد عدد معجبيها ، وصارت امرآة جذابة تأسر أفئدة و ألباب الرجال ولم تمض أعوام حتى صارت إحدى أهم الأسماء اللامعة في عالم الأزياء والملابس ..وقد تحقق لها كل ذلك بفضل جلدها ، وعزمها على تجاوز العثرات التي كانت تعترض سبيلها ، ، وكذا بفضل إصرارها على الخروج من عالم الإنزواء والظل ، إلى حيث الأضواء والشهرة ، بيد أنها لم تترك عالم الأضواء يأسرها كلية ، بل عملت بفضل ما اكتسبته في هذا المجال على توسيع مداركها العلمية ، فأتمت دراستها الجامعية وبحصولها على شواهد علمية عالية برهنت لنفسها أنها يمكنها المضي قدما لتحقيق ذاتها ولوأد الأفكار التي كانت حبيستها في الماضي ، والتي جعلتها في سنوات خلت تعيش حياة بئيسة ، وتستمر فصول الحياة ، وتستمر حفيظة في الكفاح والتألق .
تعليق