[frame="1 98"]انظر إلى حسن هلال بدا** يهتك من أنواره الحندسا

كمنجل قد صيغ من فضة** يحصد من زهر الدجى نرجسا[/frame]
جاء في لسان العرب معنى : ( الحندس )
الحِنْدِس: الليل الشديد الظُّلمة، قال اسحاق بن خلف:

لولا أُميمَةُ لم أجزع مـن الـعَـدَمِ ولم أُقاسِ الذُجى في حِنْدِسِ الظُّلَمِ

وقال ابن الأعرابي: الحِنْدِس: الظُّلمة، والجمع: الحَنَادِس، قال ذو الرُّمَّة:

ورَملٍ كأوراك العَذارى قَطَعتُهُ إذا جَلَّلَتها المُظلِماتُ الحَنَادِسُ

ويقال لِلَّيالي الثَّلاث اللاتي بعد الظُّلم: الحَنَادِس.وتَحَنْدَسَ الليل: أظْلَمَ، قال العجّاج يصف الليل:

وَحْفاً خُدارِيّاً كأنَّ سُنْدُسا ظَلماءُ ثِنْيَيْهِ إذا تَحَنْدَسا
====
وعليه فإن ابن المعتز يصف جمال ظهور الهلال ونوره فيطلب من صاحبه المتخيل على عادة الشعراء العرب قائلا :

شاهد صاحبي جمال وروعة الهلال وقد ظهر نوره الفضي الجميل
يبدد ظلام الليل (الدامس الشديد الظلمة )

وهذه الصورة كلها في البيت الأول هي المشبه في التشبيه التمثيلي المكتمل في البيتين معا

والمشبه به هو : ( المنجل ) في البيت الثاني
وهو آلة حصاد للزرع تشبه في تقوسها ( الهلال )
ومعنى البيت الثاني :
أن الهلال المشبه في البيت الأول مثل : المنجل اللامع الأبيض المصنوع بمهارة صائغ الحلي وهو يجني ويحصد نجوم الليل المظلم (الدجى) التي
تشبه في جمالها زهور النرجس في البستان .

وهنا نرى أن الصورة البيانية ( تشبيه تمثيلي )
تشبيه صورة كلية متراكبة من عدة أجزاء بأخرى مكونة أيضا من عدة أجزاء

كما نقول مثلا في كلامنا العادى :

القمر في السماء وسط النجوم اللامعة كأنها عقد من اللؤلؤ نثر حباته فوق بساط أزرق .
=========
والله أعلم . مع تحياتي لأبرار جمال عبد الكريم