انفجار..
هوايته بيع الريح بعد تنقيته مما يشوبه.. يتقن تصفيفه؛ يتناوله خاما، ويدخل تحسينات عليه، ويجتهد في ذلك اجتهادا فلا يكل ولا يمل.
لن تستطيع كميات الريح الكثيرة التي يجلبها للسوق الانفلات منه، يعبئها في قنان صنعت من البلور، يحكم ربطها، يلونها بأصباغ مختلفة.. يتقدم منه الناس في السوق، يعرضون عنه الشراء بالجملة فيقبل، ويدخر لمن يأتون متأخرين كمياتهم المستحقة، إنه يعرف جيدا حب الناس وتعلقهم باستهلاك منتوجه.. المتسوقون كلهم يعرفونه بهمته ونشاطه؛
يستعين بمساعدين له في جلب كميات كافية من المادة الخام؛ يدخلون بها عبر البر وعبر البحر مهربة أحيانا، ومصرح بها في الكثير من المرات..
ابتعت رطلا في قنينة شدني منظرها بلونها البلوري المغري، وعدت مغتبطا إلى البيت، وزعت شيئا على بعض من لقيت من معارفي في الطريق، فسخر بعضهم مدعين أنها سلعة مغشوشة؛
لم أجارهم في أحكامهم لعلمي بجهلهم بنوعية السلعة التي تلاقي رواجا في السوق ..
استقبلتني ربة البيت بوجه متجهم كعادتها، أبنت لها جانبا من الزجاجة، فلم تصدق أنني من يجرؤ على إيثارها وإسعادها بزجاجة عطر..وأرسلت زغرودة حلوة ابتهاجا بما رأت..
- أي عطر يا مخلوقة قلت..؟ هذه زجاجة ريح ..ازدادت فرحتها أكثر حتى كاد يغمى عليها وهي ترى حسنه وتمدده في تلك الزجاجة البلورية..
ومن دون تراخ، قامت لتضعه في خزانتها وتحكم عليه الإغلاق..وراحت الابتسامة تملأ عليها دنياها، حتى ظننت أن جنيا عتيا قد جلبته معي في القنينة، وسمعتها تدندن: سلام يا سلام ريح في بيتنا؛
عاتبني ضميري على تفريطي في إرضاء المخلوقة منذ مدة، وبخاصة والريح متوفرة في السوق، وبأثمان بخسة تكاد تكون في متناول الجميع، وعزمت أن أدخل كل أسبوع قنينة منه إرضاء لها، فما أجمل أن ترضي من تحب بقنينة ريح..
تغيرت حالتي الأسرية، فقد صارت السعادة تملأ كل ركن من أركان البيت، وفعلت القنينات التي جلبتها للبيت فعلتها بفعل ما نشرت الزوجة على أولادها من حبور وزهو، وندمت أشد الندامة على مضي كل هذه العمر حارما زوجتي من ريح تملآ عليها حياتها، وعاتبتها عتابا لطيفا أنها لم تخبرني بمحبتها للريح..
لن تستطيع كميات الريح الكثيرة التي يجلبها للسوق الانفلات منه، يعبئها في قنان صنعت من البلور، يحكم ربطها، يلونها بأصباغ مختلفة.. يتقدم منه الناس في السوق، يعرضون عنه الشراء بالجملة فيقبل، ويدخر لمن يأتون متأخرين كمياتهم المستحقة، إنه يعرف جيدا حب الناس وتعلقهم باستهلاك منتوجه.. المتسوقون كلهم يعرفونه بهمته ونشاطه؛
يستعين بمساعدين له في جلب كميات كافية من المادة الخام؛ يدخلون بها عبر البر وعبر البحر مهربة أحيانا، ومصرح بها في الكثير من المرات..
ابتعت رطلا في قنينة شدني منظرها بلونها البلوري المغري، وعدت مغتبطا إلى البيت، وزعت شيئا على بعض من لقيت من معارفي في الطريق، فسخر بعضهم مدعين أنها سلعة مغشوشة؛
لم أجارهم في أحكامهم لعلمي بجهلهم بنوعية السلعة التي تلاقي رواجا في السوق ..
استقبلتني ربة البيت بوجه متجهم كعادتها، أبنت لها جانبا من الزجاجة، فلم تصدق أنني من يجرؤ على إيثارها وإسعادها بزجاجة عطر..وأرسلت زغرودة حلوة ابتهاجا بما رأت..
- أي عطر يا مخلوقة قلت..؟ هذه زجاجة ريح ..ازدادت فرحتها أكثر حتى كاد يغمى عليها وهي ترى حسنه وتمدده في تلك الزجاجة البلورية..
ومن دون تراخ، قامت لتضعه في خزانتها وتحكم عليه الإغلاق..وراحت الابتسامة تملأ عليها دنياها، حتى ظننت أن جنيا عتيا قد جلبته معي في القنينة، وسمعتها تدندن: سلام يا سلام ريح في بيتنا؛
عاتبني ضميري على تفريطي في إرضاء المخلوقة منذ مدة، وبخاصة والريح متوفرة في السوق، وبأثمان بخسة تكاد تكون في متناول الجميع، وعزمت أن أدخل كل أسبوع قنينة منه إرضاء لها، فما أجمل أن ترضي من تحب بقنينة ريح..
تغيرت حالتي الأسرية، فقد صارت السعادة تملأ كل ركن من أركان البيت، وفعلت القنينات التي جلبتها للبيت فعلتها بفعل ما نشرت الزوجة على أولادها من حبور وزهو، وندمت أشد الندامة على مضي كل هذه العمر حارما زوجتي من ريح تملآ عليها حياتها، وعاتبتها عتابا لطيفا أنها لم تخبرني بمحبتها للريح..
جمعت ما شاء الله لي أن أجمع من قنينات حتى امتلأت كل خزائن البيت، ولم يعد هناك مكان يمكنه أن يستوعب المزيد.. ولكن سعادتنا ما كان لها أن تطول؛ فإن يدا مخربة امتدت في غفلة منا إلى تلك القنينات وفتحتها دفعة واحدة، فإذا بها تتحول إلى إعصار مدمر شردنا من المدينة التي أحال أجواءها دخانا أسود، وترددت أصداء الانفجار في كامل المعمورة.
تعليق