قلمان ...وعروسٌ موْءودة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عائشة نور الدين
    أديب وكاتب
    • 31-10-2009
    • 90

    قلمان ...وعروسٌ موْءودة

    كانت تسرع إليه بورقها كلما كتبت نصا ليشرق بإطلالته،ويزهو بتعديل يجريه أو عبارة يضيفها.كثيرا ما كان يؤنبها على نسيانها بعض الهمزات وعلامات الترقيم فكانت تتهرب من تأنيبه بمرح يتجاذبان بهجته.
    ذات نص قال لها: تكتبين بتعالٍ. لا بد من ترويض قلمك لتكون نصوصك أبسط فتصل حيث تريدين.أنت تكتبين للمرأة ،وهذه الأكاديمية في كتابتك ترهقها ،فهي تريد الوصول للفكرة بسلاسة قلمك وانسياب كلماتك.
    - إذن أترك لك هذه المهمة.ردت عليه برضى.
    - لعلنا نبدا معا.أجابها.أنا أكتب وأنت تكملين.
    - نكتب ماذا ،وكيف أكمل؟تساءلت باستغراب.
    - الكتاب. سوف نعمل على تأليف كتاب يجمع قلمينا؛ فنصوصنا عندما تمتزج تكون ذات روعة وتميز.
    حلّقت بها هذه العبارة عاليا.فهي تعشق الكتابة وتعشق أكثر أن تكتب معه.
    بدأت العمل في كتابهما الحلم.كانت تقتنص ساعات السحر في مناجاة الله ودعائه بتوفيقهما ،وكان قلمها يجود بخفة الروح في تلك الساعات ويخط من الفكر والفائدة صفاء الفجر وهدوءه. عندما قرأ أول ما كتبت حملته الدهشة إلى أبعد أفق،فلم يستطع التفريق بينه وبين ما كتب.تستفهم،تتساءل،وتتعجب وتجيب تماما بنفس أسلوبه.أي قارئ لن يستطيع التفريق بين القلمين.
    - هذا لأننا روح واحدة.قالت له بعدما رأت الدهشة في وجهه،والعجب فوق جبينه.
    - لقد تغير أسلوبك في الكتابة.أردف قائلا.كتابتك بكرٌ ولدت على يدي.
    - بل أنا من ولدت على يديك.ردت بعفوية .
    استمرت في الكتابة؛فكان كل يوم أروع من سابقه.سهرا وصليا سويا وكتبا معا.هنا عبارة تحتاج تعديلا،وهذه فكرة يلزمها التوضيح ،وذاك نص لابد من ضبطه.أسرعا في سباق مع الزمن فلا وقت يضيعانه.
    ذات يوم قالت له:اليوم سمعت فلانا في الإذاعة يعرض مواقف بسيطة عن أصول التعامل مع الطفل؛فدعوت الله أن أراك على إحدى القنوات ناجحا وعظيما لأنك عظيم.
    - أنتِ عوض أمي .رد عليها ممتنا.ماكان أحد ليتمنى لي الخير غيرها كما تفعلين .رحمها الله.
    جلست تقرأ ما كتبا سويا بعد أن غاب في الزحام ،ونازعتها فيه الغربة،وأثقلتها مطرقة غيابه.كانت الكلمات رائعة بسيطة تماما كما أراد.
    كانت بهية متألقة و عروسا زُفت لغير من ترضى.
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 01-11-2009, 14:59. سبب آخر: خطأ إملائى
    [poem=font="Andalus,7,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/198.gif" border="outset,10,limegreen" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    فيهزني ألمي وأنشد راحتي=في بضع آياتٍ من القرآنِ
    [/poem]
  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10970

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة عائشة نور الدين مشاهدة المشاركة
    كانت تسرع إليه بورقها كلما كتبت نصا ليشرق بإطلالته،ويزهو بتعديل يجريه أو عبارة يضيفها.كثيرا ما كان يؤنبها على نسيانها بعض الهمزات وعلامات الترقيم فكانت تتهرب من تأنيبه بمرح يتجاذبان بهجته.
    ذات نص قال لها: تكتبين بتعالٍ. لا بد من ترويض قلمك لتكون نصوصك أبسط فتصل حيث تريدين.أنت تكتبين للمرأة ،وهذه الأكاديمية في كتابتك ترهقها ،فهي تريد الوصول للفكرة بسلاسة قلمك وانسياب كلماتك.
    - إذن أترك لك هذه المهمة.ردت عليه برضى.
    - لعلنا نبدا معا.أجابها.أنا أكتب وأنت تكملين.
    - نكتب ماذا ،وكيف أكمل؟تساءلت باستغراب.
    - الكتاب. سوف نعمل على تأليف كتاب يجمع قلمينا؛ فنصوصنا عندما تمتزج تكون ذات روعة وتميز.
    حلّقت بها هذه العبارة عاليا.فهي تعشق الكتابة وتعشق أكثر أن تكتب معه.
    بدأت العمل في كتابهما الحلم.كانت تقتنص ساعات السحر في مناجاة الله ودعائه بتوفيقهما ،وكان قلمها يجود بخفة الروح في تلك الساعات ويخط من الفكر والفائدة صفاء الفجر وهدوءه. عندما قرأ أول ما كتبت حملته الدهشة إلى أبعد أفق،فلم يستطع التفريق بينه وبين ما كتب.تستفهم،تتساءل،وتتعجب وتجيب تماما بنفس أسلوبه.أي قارئ لن يستطيع التفريق بين القلمين.
    - هذا لأننا روح واحدة.قالت له بعدما رأت الدهشة في وجهه،والعجب فوق جبينه.
    - لقد تغير أسلوبك في الكتابة.أردف قائلا.كتابتك بكرٌ ولدت على يدي.
    - بل أنا من ولدت على يديك.ردت بعفوية .
    استمرت في الكتابة؛فكان كل يوم أروع من سابقه.سهرا وصليا سويا وكتبا معا.هنا عبارة تحتاج تعديلا،وهذه فكرة يلزمها التوضيح ،وذاك نص لابد من ضبطه.أسرعا في سباق مع الزمن فلا وقت يضيعانه.
    ذات يوم قالت له:اليوم سمعت فلانا في الإذاعة يعرض مواقف بسيطة عن أصول التعامل مع الطفل؛فدعوت الله أن أراك على إحدى القنوات ناجحا وعظيما لأنك عظيم.
    - أنتِ عوض أمي .رد عليها ممتنا.ماكان أحد ليتمنى لي الخير غيرها كما تفعلين .رحمها الله.
    جلست تقرأ ما كتبا سويا بعد أن غاب في الزحام ،ونازعتها فيه الغربة،وأثقلتها مطرقة غيابه.كانت الكلمات رائعة بسيطة تماما كما أراد.
    كانت بهية متألقة و عروسا زُفت لغير من ترضى.
    أدخلتنا أجواء جميلة سكبت فيها روحين رسما نبض جميل
    كانت النهاية المدهشة ذكرى لرحيل غامض مؤلم
    نص جميل
    نرجو مزيدا من التقدم لك استاذة عائشة
    رحمك الله يا أمي الغالية

    تعليق

    • عائشة نور الدين
      أديب وكاتب
      • 31-10-2009
      • 90

      #3
      اشكر تذوقك الرقيق اختي مها
      اهلا بك
      [poem=font="Andalus,7,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/198.gif" border="outset,10,limegreen" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
      فيهزني ألمي وأنشد راحتي=في بضع آياتٍ من القرآنِ
      [/poem]

      تعليق

      يعمل...
      X