الأخ الفاضل أحمد عيسى كتب قصة قصيرة بعنوان ::: أقنعــة:::
ذكرني بمقالة قديمة لي...
أضعها هنا..
لا أدري إن كان مكانها هنا مناسبا، وإلا فأرجو أن يقوم الأخ المشرف بنقلها حيث يحسبها تصلح أن تكون
سمعته يصيح في الطريق..
"للبيع.. للبيع... من عنده شيء للبيع...
أغراض مطبخ ... غرف نوم قديمة.. كنبايات... كراسي...
من يبيع.. من يبيع...."
هل هذا صحيح!!!!
هل أستطيع أن أتخلص مما أريد فأعرضه للبيع
عندما سمعت الصرخات وجدت أذني تشنفت إليها..... ووجدت في تفكيري البضائع تتوالى و رأيت صورها واحدة تلو الأخرى تعرض في ذهني... رأيت الأشكال وذكرياتي الكثيرة مع كل عرض...
وجدت بضاعتي التي أحب أن أبيعها...
ووجدتني على عكس ما ظننت، أتمنى أن أتخلص من الكثير الكثير...
وجدت تعلقي بأغراضي كذبة كبرى لا حقيقة لها ولا أصل...
رحت أبحث بين بضاعتي عما أريد بيعه... وهذه فرصة ربما لا تتكرر .. فربما أجد من يشتري فأربح..
وماذا أبيع...
وأين أجد بين أكوام ما أملك شيئاً أبيعه فيُربحني... أي حمل سأضعه عن كتفي أستعيض به ثمناً ربما ألقاه كنزاً في يوم لا تنفع فيه البضائع...
بحثت ووجدت الكثير ، لكنني بقيت غير راض... أمر يقلقني أظن أنني نسيته ...لازال في الأكوام شيء أشعر به ولا أستطيع تحديد كنهه يجب أن أعرضه للبيع أول البضائع.
. فتشت في ذهني و تحيرت ثم وقفت أذرع الغرفة جيئة وذهاباً... نظرت لنفسي في المرآة فرأيته... رأيت ما أريد بيعه... ولم يحجبه عني إلا أنه أقرب الأمور مني... بل هو يلتصق بي حتى لم أعد أشعر بالتصاقه... وما هو في الحقيقة إلا أكبر جدار يفصلني عن الناس ويفصل الناس عني... بل ربما هو الجدار الذي عليّ أن أزيله قبل كل الحواجز لأجد طريقي للجنة...
نظرت فرأيته... قناعي البغيض... وجهاً ليس بوجهي وملامحاً ليست لي... رسمتها بمهارة وزورتها ببراعة... حتى كادت تخدع أقرب الناس مني... بل لربما خدعتني قبل كل الناس...
رأيت قناعي ملتصقاً بوجهي...
كم اعتنيت به وتأكدت من خفائه... وكم أعدت رسمه وتيقنت من إتقانه...وكم أخفيت أطرافه وجعلتها تتداخل مع جلدي حتى تنغرس فيه.... قناع أضعه فيخفي ما خلفه تماما عن كل الناس ... فلا يعلم الحقيقة وراءه إلا خالق الناس...
رأيتني فرأيت قناعي ورأيت حقيقة نفسي خلفه ... رأيت تلك البضاعة التي سأبيعها...
من يشتري مني القناع...
بأي سعر خذوه... بل خذوه دون ثمن... بل ربما أعطي فوقه ما أملك... وربما لا أجد في كل ما أملك شيئاً أعطيه لمن يقبل أخذ هذا القناع...
جميل قناعي... جمال أبليس الذي أخفى خلف قناعه تكبره... وجمال النار التي تقترب منها الفراشة فتحرق جناحيها... وجمال الثلج الذي يبتلع البائس الفقير في ليالي الشتاء من كانون... وجمال عاهرة أخفت في عروقها سموم الخبث والأمراض وخلف مساحيقها قذارة الروح والأخلاق.....
من يشتري مني القناع... بل من يشتري الأقنعه... فهي كثيرة أتقنتها وأتقنت وضعها ...
لكل مكان قناع ولكل مجلس ملامح ولكل زمن لون... ما أكثرها... لا أكاد أجد لها عدداً...
هل أتخلص منها يوماً أم ستبقى ملتصقة تخنقني وتضع بيني وبين الناس الحجب وتزيدني ابتعاداً عن النعيم لحظة بعد لحظة واقتراباً من الجحيم يوما بعد يوم........
من يشتريها.. وهل سأبيعها ... بل هل سأستطيع أن أمزقها يوماً فأرى ملامح وجهي التي نسيتها خلف الأقنعة منذ زمن بعيد.....
ذكرني بمقالة قديمة لي...
أضعها هنا..
لا أدري إن كان مكانها هنا مناسبا، وإلا فأرجو أن يقوم الأخ المشرف بنقلها حيث يحسبها تصلح أن تكون
سمعته يصيح في الطريق..
"للبيع.. للبيع... من عنده شيء للبيع...
أغراض مطبخ ... غرف نوم قديمة.. كنبايات... كراسي...
من يبيع.. من يبيع...."
هل هذا صحيح!!!!
هل أستطيع أن أتخلص مما أريد فأعرضه للبيع
عندما سمعت الصرخات وجدت أذني تشنفت إليها..... ووجدت في تفكيري البضائع تتوالى و رأيت صورها واحدة تلو الأخرى تعرض في ذهني... رأيت الأشكال وذكرياتي الكثيرة مع كل عرض...
وجدت بضاعتي التي أحب أن أبيعها...
ووجدتني على عكس ما ظننت، أتمنى أن أتخلص من الكثير الكثير...
وجدت تعلقي بأغراضي كذبة كبرى لا حقيقة لها ولا أصل...
رحت أبحث بين بضاعتي عما أريد بيعه... وهذه فرصة ربما لا تتكرر .. فربما أجد من يشتري فأربح..
وماذا أبيع...
وأين أجد بين أكوام ما أملك شيئاً أبيعه فيُربحني... أي حمل سأضعه عن كتفي أستعيض به ثمناً ربما ألقاه كنزاً في يوم لا تنفع فيه البضائع...
بحثت ووجدت الكثير ، لكنني بقيت غير راض... أمر يقلقني أظن أنني نسيته ...لازال في الأكوام شيء أشعر به ولا أستطيع تحديد كنهه يجب أن أعرضه للبيع أول البضائع.
. فتشت في ذهني و تحيرت ثم وقفت أذرع الغرفة جيئة وذهاباً... نظرت لنفسي في المرآة فرأيته... رأيت ما أريد بيعه... ولم يحجبه عني إلا أنه أقرب الأمور مني... بل هو يلتصق بي حتى لم أعد أشعر بالتصاقه... وما هو في الحقيقة إلا أكبر جدار يفصلني عن الناس ويفصل الناس عني... بل ربما هو الجدار الذي عليّ أن أزيله قبل كل الحواجز لأجد طريقي للجنة...
نظرت فرأيته... قناعي البغيض... وجهاً ليس بوجهي وملامحاً ليست لي... رسمتها بمهارة وزورتها ببراعة... حتى كادت تخدع أقرب الناس مني... بل لربما خدعتني قبل كل الناس...
رأيت قناعي ملتصقاً بوجهي...
كم اعتنيت به وتأكدت من خفائه... وكم أعدت رسمه وتيقنت من إتقانه...وكم أخفيت أطرافه وجعلتها تتداخل مع جلدي حتى تنغرس فيه.... قناع أضعه فيخفي ما خلفه تماما عن كل الناس ... فلا يعلم الحقيقة وراءه إلا خالق الناس...
رأيتني فرأيت قناعي ورأيت حقيقة نفسي خلفه ... رأيت تلك البضاعة التي سأبيعها...
من يشتري مني القناع...
بأي سعر خذوه... بل خذوه دون ثمن... بل ربما أعطي فوقه ما أملك... وربما لا أجد في كل ما أملك شيئاً أعطيه لمن يقبل أخذ هذا القناع...
جميل قناعي... جمال أبليس الذي أخفى خلف قناعه تكبره... وجمال النار التي تقترب منها الفراشة فتحرق جناحيها... وجمال الثلج الذي يبتلع البائس الفقير في ليالي الشتاء من كانون... وجمال عاهرة أخفت في عروقها سموم الخبث والأمراض وخلف مساحيقها قذارة الروح والأخلاق.....
من يشتري مني القناع... بل من يشتري الأقنعه... فهي كثيرة أتقنتها وأتقنت وضعها ...
لكل مكان قناع ولكل مجلس ملامح ولكل زمن لون... ما أكثرها... لا أكاد أجد لها عدداً...
هل أتخلص منها يوماً أم ستبقى ملتصقة تخنقني وتضع بيني وبين الناس الحجب وتزيدني ابتعاداً عن النعيم لحظة بعد لحظة واقتراباً من الجحيم يوما بعد يوم........
من يشتريها.. وهل سأبيعها ... بل هل سأستطيع أن أمزقها يوماً فأرى ملامح وجهي التي نسيتها خلف الأقنعة منذ زمن بعيد.....
تعليق