مسابقة أحسن عمل أدبي بالملتقى 2009 متصفح ( 2 )( المقالات)

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد برجيس
    كاتب ساخر
    • 13-03-2009
    • 4813

    مسابقة أحسن عمل أدبي بالملتقى 2009 متصفح ( 2 )( المقالات)

    الأخوة الكرام
    في هذا المتصفح نتلقى موضوعاتكم

    تحت المصنفات الأتية


    المقالات بأنواعها
    الساخرة ، الفكرية والثقافية والإجتماعية والسياسية
    و كذلك القراءات النقدية
    مع أطيب تمنياتنا بالتوفيق للجميع
    القربُ من ذاتِ الجمالِ حياتي
    بالعقل لا بالعين ذًقْ كلماتـي
  • محمد عبد الواحد
    عضو الملتقى
    • 16-08-2009
    • 132

    #2
    مقال بعنوان: تربية ذوق الطفل.
    تربية الذوق السليم، فى مشاعر، وأحاسيس الأطفال، من المهمات الجليلة، التي ينبغي، أن تنال الحظ الوافر من الدراسة، فكلما كان ذوق الطفل سليما، فإنه سيثمن ويقدر الجمال، وفق الفطرة الإنسانية، وحسب الأخلاق الإسلامية، وسيشعر بالسعادة، والتكيُّف مع نفسه، ومع مجتمعه تكيفا مناسبا، فلا يشعر بالقلق، ولا بالاضطرابات النفسية العنيفة، ولا يلجأ إلى التفكير المنغلق على الذات، ولا إلى الغضب والحقد على من حوله، وإذا ضبط عواطفه، فسوف يحب حبيبه هونا ما، ويبغض عدوه هونا ما، لاحتمال تغيير الظروف وانقلاب العدو إلى حبيب، وبالعكس.
    ومن القضايا المهمة فى تربية الذوق السليم، عند الأطفال، العناية بتنمية المشاعر والعواطف، تنمية صحيحة، وفق حاجات ومتطلبات المجتمع، والعناية أيضا بتهذيب الأحاسيس، والمشاعر الطبيعية، عن طريق تقديم الأغاني، والرسوم، والألعاب، التى تجلب الانتباه، وتشد العواطف، تقديما مدروسا ومحكما، وبذلك يتم توجيه الأطفال إلى الأغراض المطلوبة، عن طريق الأمور المحبوبة، بأمانة وإخلاص.
    ولأن الاهتمام بالمواد الفنية، التى تربى في الطفل، صفة أو ملكة التذوق، والشفافية، وحب النظام، والإنجاز، والإبداع، وغير ذلك، مما هو جميل ومفيد، ولمكانة الطفل، عند الله تعالى، وعند المجتمع، يستوجب أن ندرس جوانب مهمة، من شئونه وقضاياه، المتعلقة بتوجيهه إلى حسن التكيف، وضبط الانفعالات، وإلى معرفة وتقدير مواطن الجمال، أينما كانت، بالتدريب على الأوزان والألحان العربية، وعلى جمال اللغة والمعاني النفيسة والشريفة، وبالتدريب على مزاولة الرسم والخط، والتعبير عن المشاعر والأحاسيس، لتهذيبها، وبالوقاية من سوء الأمية والعولمة.
    ينزعج العربي بطبعه، من كل جديد، بسبب شدة إفراطه، فى المحافظة، على الأسس والثوابت المتعارف عليها، حيث يرفض كل ما لا يعرفه، بشدة، ولا يقبل عرضه، ويصدر عليه الأحكام المسبقة، باعتباره أجنبي، أو غير واضح، أو غير مفيد، فهو ينزعج ويتألم ألما شديدا، من كلمة الموسيقى، والرسم، واللعب، ويعتبرها دعوة إلى التغريب والتخريب، وإفساد الأخلاق، ونشر الرذائل والفواحش، وبذلك فات العربَ أمران، الأول: عدم الاستفادة من تحسين الذوق، وحب الجمال والنظام، وعدم معرفة حسن التكيف وضبط الانفعالات، فتجد العربي يكاد يقتل أخاه من شدة الغيظ، فإذا تعانقا: أخذهما البكاء الشديد، والنحيب الكثير، للتعبير عن شدة الحب والمودة، أي أن الحب والكره يجولان بإفراط، وبلا اتزان، وقد يقترف الإنسان أكبر الأخطاء بسبب التسرع، أو بسبب سوء فهم الصديق، أو سوء تفسير كلام الخصم، والثاني: دخول الأعداء على هذه الجوانب الفطرية الطبيعية، وتوجيه الناس إلى ما يريدون، بدون رقيب ولا حسيب، وأصبحت كل المجتمعات، غير محصنة من العبث الإعلامي، المتمثل فى استعمال أسلحة: الأغاني، والرسوم والألعاب، أسوأ ما يكون الاستعمال، بالغناء الفاحش، والرسم الرديء، الذي تمتلئ به كل البيوت، وفى السيارات، والمقاهي، وأصبح العربى، يتخبط فى ظلمة، لا يدرى ما أصابه، ولم يستطع التفكير فى الخلاص والنجاة، ناهيك عن التفكير فى المستقبل، والتخطيط وتحديد الأهداف.
    ولما كان التعليم العربى يعتمد المنهج القديم، منهج التلقين بالقهر والإهانة، فقد تذوق المعلمون هذا الأسلوب، وباتوا مدافعين عنه، ويضوبون الأمثلة على نجاحه، باعتبار أنه قد حدث مرة، أو أكثر: أن طفلا ما، شرد يوما، وضجر من الدراسة، فلما ضرب ضربا شديدا، استقام، وأصبح من الأوائل، وباعتبار أن المعلمين الناجحين هم الذين لا يرحمون الأطفال، ويضربونهم الضرب الشديد، بغض النظر عن مستوياتهم العلمية، لأن التأهيل بالخبرة، وأصبح الكلام عن منهج التعليم الحديث، لا يمثل لهم إلا دعوة إلى الاستهتار، وتغليب الطلاب على المعلمين، مصورين المسائل العلمية أو العلوم أمورا غير محبوبة، وغير مرغوبة، لذلك يجب إجبار الناس عليها، ولكن العكس هو الصحيح، فإن العلم إذا قدم على صورته الصحيحة، أقبل عليه الطلاب كما تقبل النار على الهشيم، أو كما يقبل الماء فى الجداول، ونحو ذلك مما يطول ذكره، ولا فائدة من التعليم الذى يجعل تصرفات المتعلمين، مثل تصرفات غيرهم، بدون حلم ولا صبر ولا تعقل ولا روية، ومن الأدلة الطريفة على أن القهر يمنـــع الفهم، ويغلق الرغبة، ما سمعته مرة من كاسترو، رئيس كوبا، وهو يحكي قصة طفولته، على التلفزيون، مما قاله: لقد حاولت كتابة الشعر فى الغزل، وانهمكت فى الفصل لترتيب بعض الأوزان، فلم أشعر بالمدرس، حتى أخذ منى الورقة، فتألمت ألما شديدا، ولكن بعدما قرأها على التلاميذ، وضحك زملائي عليَّ، بسخرية شديدة، أصابنى الإحباط، وكرهت الكلام على الشعر، ولم أحاول كتابة الشعر بعدها أبدا، ولا ينبغي كثرة الجدال، فى هذه الأمور، فكل حزب بما لديهم فرحون، ولأن التعود، والنقش في العقول لا يمكن إنكاره، أو تجاهله، والصواب هو مراعاة الأحوال كلها، لأجل الانتقال إلى منهج التعليم الحديث، منهج مزاولة التعليم بحرية ورغبة، مع ضرورة الحث عليه، وبيان مزاياه،.وتوفير وسائله، فالمواد الترفيهية التي لا تلق استحسانا، ولا قبولا في المجتمع العربي، مثل الإنشاء والتربية الموسيقية، والفنية "التي لا تحظى بكتب خاصة إلى يومنا هذا"، هي فى الواقع وفى الحقيقة: أفضل من كل العلوم، ومقدمة عليها، لأنهــا هي التي تساهم فى بناء شخصية المواطن، من حيث اكتساب المهارات، وتهذيب الأذواق، واستنتاج الأساليب الصحيحة، فالإنسان الذي يستطيع أن يعبر عن مشاعره وانطباعاته بالطريقة الصحيحة والمناسبة: يشعـــر بالقوة، والسعادة والاعتزاز بالنفس، والذى يعجز عن ذلك يركن إلى العجز والخوف، ويلجأ إلى التحايل والكذب، لتبرير العجز، الأمر الذى يحتم على المسئولين والمعلمين: الاهتمام بهذه المواد، اهتماما مضاعفا، للمساهمة فى بناء أجيال ناضجة وواعية وصحيحة ومستقيمة.
    الفن هو: وسيلة من وسائل خدمة الإنسان، يتصل بتحديد الأهداف، عن طريق الجانب الحسى، ومخاطبة الوجدان، لتحديد السلوك الفردى، حيث ترسخ لديه شعورا بمفاهيم جديدة، تعكس الانفعالات والأفعال الحقيقية، و التذوق هو: الإحساس بالجمال، والاستمتاع به أينما كان، فهو التغيير الذى يحدثه هذا الجمال على الإحساس ويتأثر به، وعملية التذوق هى: عملية اتصال بين المتذوق والجمال، سواء كان عملا فنيا أو مشهدا طبيعيا، فهى: عملية مزدوجة تقع بين الفنان والمتذوق، أو هى عملية تفاعل بين الرسالة والإحساس بالجمال عند المتذوق.
    مكانة الفن فى التعليم مهمة وضرورية، فالفن مصدر من مصادر التعبير والتوجيه، والإشباع الذاتى، ونمو التفكير المتشعب، ونمو المهارات الأساسية، للإدراك الحسى، والاتصال البصرى، واكتساب الخبرات، والتفاعل مع الذات والبيئة، فالتركيز على عوامل القراءة والكتابة والحساب، هو تركيز على عامل واحد، لا يشمل المدى الواسع من القدرات الفكرية، الضرورية لبقاء الإنسان، كالقدرة على التساؤل، والبحث واكتشاف الأشكال والنظم، والعلاقات الجديدة، ولا شك فى أن زيادة الوعى، عن طريق الحواس يزيــــد فى فرص التعليم، وإن توجيه الطفل وطاقاته إلى غايات تربوية وتعليمية سامية، يكون من خلال، إطلاع المعلمين على الدراسات المتخصصة، فى تربية الطفل وتعليمية، والإطلاع على الأوزان، والأناشيد العربية المناسبة، والاطلاع على فن رسوم الأطفال، وعلى ألعابهم وصناعاتهم المفيدة، والمحاولات الجادة والمستمرة، للبحث عن السبل والأساليب الفعالة والنافعة، حتى تمكوا من معرفة أفضل وأيسر الطرق، لتوجيه الطفل إلى الغايات المنشودة، فيعلمون الأطفال مثلا: الترنم وحسن الأداء، وكيفية استعمال أدوات الرسم المتاحة، للتعبير عما يريدون، مع التشجيع والرعاية والترشيد، وابتداء من كيفية رسم النقطة، والخط، ثم تكوين المثلثات، والمربعات، والدوائر، وصولا إلى رسم الأشياء السهلة مثل: المقص، والكوب، والوردة، والنخلة، والسيارة، ثم التدريب عن طريق الشف، أو عن طريق المربعات، مع المبالغة فى توفير الأدوات، مثل الأقلام والكراسات، والورق المقــوى، والصلصال، والألعاب مثل: السيارات، والساعات، والآلات الحاسبة، والدراجات، وتوفير مجلات الأطفال في المدارس، التى تحتوى على الرسوم، والقصص، والفكاهات، والألغاز، والألعاب، والمسابقات الفكرية والعلمية والأدبية.وفى مجال الكتابة يجب أن يتعلم الطفل رسم الحروف، بالطريقة الصحيحة، أي حسب قواعد خط النسخ، الذي تكتب به الكتب، والمجلات والصحف،أما بعد تقدم الطفل وحفظه الحروف، فإنه بوجه إلى الكتابة بخط الرفعة، الذى يناسب الكتابة اليدوية، ويناسب السرعة فى الكتابة، فيتدرب على قواعده ليعرف الحروف المطموسة، ويتجنب التشكيل والمسافات بين الحروف والكلمات.

    ـــ التربية الموسيقية مصدر مهم من مصادر توجيه الطفل، إلى الأهداف المنشودة، لذا يجب تدريب الأطفال على تذوق الألحان والأنغام العربية، وعلى حب المعاني الإنسانية العظيمة، وذلك عن طريق التدريب على الأوزان الخفيفة، المحببة لديهم، حيث إنه من المعلوم، أن كل عــالم كبير، مهما طال عمره، لا يستطيع نسيان قطع المحفوظات، التي حفظها فى طفولته، والتي رسمت منهجــه، وأسلوبه في الحياة، ومن تلك الأوزان والمعاني مثلا:ـ
    1ــ وزن الرجز.
    أـ ـــ إن الصلاة أربعٌ وأربــــــعُ
    ثم ثلاثٌ بعــــــــدهن أربعُ
    وركعتان "الصبحََ" لا تـُضـيعُ.
    ب ـــ قواعد الإسلام خمسٌ واجبـــاتْ
    . وهــــى الشهادتان شرط الباقياتْ
    ثم الصلاة والزكاة فى القطــــعْ
    . والصوم والحـــج على من استطع
    2ــ وزن مجزوء الرمل:ــ
    أــ طلع البدر علينــــــا = من ثنيات الــوداع
    وجب الشكـر علينـا = ما دعــــــا لله داع
    ب ــ أقـــبل الصبح يغــنى = للحيــــاة الناعســـة
    أقبل الصبح جمــــيلا = يمــــلأ الأفق بهـــــــــــاهْ
    واتبعينى يا شيـــهى = بين أسراب الطيــــــــــــور
    واملئى الوادى ثغـــــاء = ومراحـــــا وحبـــور
    واسمعى همس السـواقى = وانشَقى عطر الزعــــــور
    وانظرى الــوادى يُغشِيـ = وانشَقى عطر الزهــور
    لا تزال الألحان والأناشيد من مظاهر الحياة الاجتماعية الماسة، والناس محتاجون إليها، ولا يمكنهم العيش بدونها، ابتداءً من الغناء للأطفال، سواء فى المهود، لأجل النوم أو السرور، أوفى الفصول لأجل تحريك الشعور، وتهذيب العواطف والانفعالات، وذلك لربطهم بحب الأهل، والمجتمع وحب الوطن عن طريق التغنى بالأناشيد الوطنية، والأغانى الاجتماعية، ولترسيخ المحفوظات فى أذهانهم، ومن الأمثلة الملموسة على أهمية الألحان أو الأوزان والشعر فى التعليم: أنه لو قلنـا للأطفال: "إن الديك مفيد وجميل يوقظ الناس فى الصباح..." فإنهم لا يستجيبون لذلك مثل استجابتهم لقول القائل: "ديكى ديكى أنت صديقى"، " تشرب مائى من إبريـقى"، ولذلك يحب الأطفال تهجئتهم: آ. إى. أو، با. بى. بو، وقد نظم بعضهم تهجئة الحروف، كما يلى:ــ
    ألفٌ: أرنبْ، يجرى يعلبْ = يأكلُ جزرا كىْ لا يتعــــبْ
    باء: بطةْْ، نطتْ نطـــــــةْ = وقعتْ، ضحكتْ منها القطة
    تاء: تــــاجٌ، فوق الرأسِِِِْ = فيه الذهبُ فيه المــاسِ
    والدليل على اهمية الشعر فى التعليم، أنه إذا قلنا للتلاميذ مثلا: "هناك عجوز اسمها ربابة، تملك ديــــكا وعشرَ دجاجاتٍ، وتستعملُ الزيتَ والخلَّ فى الأكلِ والدِّهان"، فإنهم لا يستجيبون لذلك، مثل استجابتهم لقول بشار بن برد المشهور:ــ
    ربابةُ ربةُ البيــتِ= تصبُّ الخلَّ فى الزيت
    لها عشـرُ دجاجـاتٍ= وديكٌ حسنُ الصــــوت
    وقد قام العلماء قديما بضبط علومهم فى المنظومات الشعرية لأنها تساعد على تخليد الحفظ فى الذاكرة، ومثال ذلك ألفية ابن مالك فى علم النحو، ومتن الرحبية فى علم المواريث، ومتون علم التوحيد وعلم التجويد، وغيرها، كما أنه يمكن بالنظم جمع كثير من المعلومات بصورة مختصرة مثل: قول سليمان الجمزورى فى منظومة تحفة الأطفال:ـــ
    وبعد هذا النظم للمـــريد .. فى النون والتنوين والمـــدود
    سميته بتحفة الأطفـــال..عن شيخنا الميـهيِّ ذى الكمال
    للنون إن تسكن وللتنوين ..أربعة أحكــام فخــذ تبينى
    فالأول الإظهــار قبل أحرف..للحلق ستٌ رتبت فـلتـرف
    همز فهـــاء ثم عين حــاء.. مهملتان ثم عيــن خــاء



    وضبط ابن مالك فى الألفية، كان وأخواتها، وإن وأخواتها بقوله:ــ
    ككان ظل بات أضحى أصبح/أمسى وصار ليس بـــــرح
    لإن أن ليت لكنَّ ليـت لعلْ/ كأن عكس ما لكان من عمل
    فإذا كانت الكلمات الجميلة، والأوزان والأنغام، تجذب السامعين، وتأخذ بألبابهم، فإن استعمالها وتهيئتها فى التعليم، من المهمات التى لا بد منها، لأنها تساعد على تيسير التعليم، وترسخه فى الصدور والأذهان، وبالمثل يمكن الاستفادة فى التعليم باستغلال رغبة النفس البشرية، وميولها إلى الرسوم، والألعاب، وجعلها فى مسارات تعليمية مفيدة وفق التوجيهات المنشودة، والأهداف المرسومة.
    ـــ تعــد مكانة التربية الفنية، مهمة جدا، فى تيسير التعليم، وفى الترفيه وتهذيب الأخلاق، وأول ما يجب على المعلم، والأسرة معرفته، هو أن رسوم الأطفال هى: انعكاس لشخصياتهم الشعورية، ومفتاح لفهم خواطرهم، ومرآة للمزاج وأعماق الشخصية، سواء كان ذلك الرسم عن طريق نظرية: أن التعليم معرفة المقومات الفنية والجمال، أو عن طريق نظرية: أن التعليم هو: مزولة النشاط العقلى والمعرفى، ومن نظريات علم رسوم الأطفال، أو تفسيـــر رسوم الأطفال: النظرية الواقعية الساذجة: والنظرية الإدراكية، والنظرية التحليلية، والنظرية السلوكيـة، ومن مقوماته: التسطيح، والخلط بين المسطحات والمجسمات فى حيز واحد، والمبالغة والحذف، والشـــفوف، والتمثيل الزمانى والمكانى، والجمع يين اللغة الشكلية واللفظية، أما تنظيم الطفل للعناصر فى الفراغ، فمنه التنظيم التناثرى، والتنظيم الحشوى: والتنظيم التصفيفى، والتنظيم شبــــه التصفيفى: والتنظيم المحورى، وتصنف مراحل النمــو الفنى للأطفال، بمرحلة الشخبطة، ومرحلة التبصر، ومرحلة بداية الإيجاز الشكلى، ومرحلة الإيجاز الشكلى، ومرحلة بزوغ الواقعية، ومرحلة الواقعية المزيفة، أما الفروق الفردية يبن الذكور والإناث والصم، فتختلف باختلاف الجنسين سواء فى تفضيل الموضوعات المختلفة، أو بالرموز، أو بالطابع العام، أو بالتفاصيل، مثل: الألوان، والاهتمام بالجنس الآخر.
    ـــ أما توجيه ذوق الطفل، زمن الأمية والعالمية، فقد كان يوجه زمن الأمية "زمن الاحتلال والفقر" بمقطوعات شعبية، تقولها النساء للأطفال اعتزازا بهم أو لتسليتهم، أو ينشدها الأطفال، فرادى أو جماعات، وكانت البنات تمارس حق المتابعة والحفظ، وليس لهن حق رفع الصوت، ولا الجهر بالطرب والسرور، غير أنهن يندمجن مع النساء بشكل تام، فى غناء الأفراح، ويشاركن فى الغناء، ويطلب منهن باستمرار مواصلة التصفيق ورفع الصوت، والجهر بالطرب والفرحة، لذلك فالبنات فى الأفراح أكبر من يطالب بالغناء، وقد ينفردن بأنفسهن، في حلقات خاصة، إذا توقفت النساء عن الغناء، كما كانت للأطفال في ذلك الوقت رسومهم وألعابهم التي يطول البحث فيها، وفي هذا العصر عصر العولمة أصبح المجتمع العربي كله، متذبذبا، فى الذوق والحياة، وصار الطفل لا يستطيع الغناء، ولا الرسم، ولا اللعب، واختلطت عليه المفاهيم والأذواق، والآلات، وفسد انسجامه مع الفن، ولم يعد يفكر في بناء شخصيته، ولا نجوميته، واستقلاله، وحبه للعمل، وذلك بسبب تعدد وكثرة الأجهزة الفعالة، ولم تتكون فى مشاعره وانفعالاته الأحاسيس الإنسانية، ولا العواطف الوطنية والاجتماعية، وذلك لأنه يستمع كل يوم إلى أغنية، خالية من المعانى المهمة، ولكنها مثيرة بالأصوات والأضواء، أكثر مما سمعه فى اليوم السابق، وتزاحمت على فكره الأنغام، من الأجهزة الإعلامية التى لا حصر لها، ولا مراقب عليها، والتى قد تهدف إلى خلخلة الثوابت الخصوصية لجميع الأمم، وأصبحت الأصوات لا تدل على شىء، غير تفويت الوقت، كالمخذرات، ،، كما فى الرسوم المتحركة، التى ضخمت الخيالات وأصبحت ملازمة للطفل فى قصص القط والفأر، وغيرها، ففاته فهم المسلمات، مثل معرفة العداء الطبيعى بين بعض المخلوقات، كالثعالب والدجاج، والكلاب والذئاب، وتأسس فى خلده أن الأنغام لا علاقة لها بالآداب والفنون الإنسانية، بل لم يعد قادرا على معرفة أن للمعانى الشريفة فضلا وميزنا، وبذلك صار لكل طفل أغنية لا يعرفها صديقه، ومفاهيم لا تتوافق مع أى: طفل آخر، مثل:ــ
    شخبط شخبيط لخبط لخبيــــــط
    مسك الألـــــوان ورسم ع الحيط
    أعمل إيه وإياك يا حمـــــــــادة
    اللى عملتة أســــــــــــــــوأ عادة
    وفى مجال الرسم والألعاب، وفرت الأجهزة الحديثة للأطفال رسوما كثيرة وفائقة، من حيث الدقة والألوان، فوقف الطفل أمامها حائرا، محبطا، لم يفكر فى محاكاتها ولا فى الاستفادة منها، مع توفر جميع وسائل الرسم،من كراسات وأقلام وألوان، ومع احتواء الرسام فى جهاز الكمبيوتر، على كل ممتلزمات الرسم، من نقل ودمج وقص وتلوين، وصار استقبال الرسوم الدائم، وزحمة أنواعها عائقا عن التفكير فى الرسم، وقاتلا لمخزون التذوق عنده، وأما دور التعليم ورجالاته فلم يعطوا مادة الرسم أو التربية الفنية أو التربية الموسيقية أو مادة التعبير، بعض ما تستحق من أهمية، ولم يتصورا أنها أساس كبير في بناء المجتمع الواعي والصحيح، وأنها تؤسس للذوق السليم، وحسن التكيف وضبط الانفعالات.
    وتأسيسا على ما تقدم، فإنه إذا عرف السبب، بطل العجب، وأصبح العلاج ممكنا وميسورا، مما يستوجب حسن النوايا، لأجل تربية ذوق الطفل.
    ـــ أرجو المعذرة عن السهو والخطأ، وأرجو التصويب ـــ
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبد الواحد; الساعة 03-11-2009, 15:15.
    ==================
    قال الله تعالى:
    يأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغْلُظ ْعليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير. 9...73،
    وقال الله تعالى:
    يأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغْلُظ ْعليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير. 66...9.

    تعليق

    • محمد عبد الواحد
      عضو الملتقى
      • 16-08-2009
      • 132

      #3




      من أغـــاني أبي القاســــم الشابي:ــ


      أقـــبلَ الصبحُ يُغــنِي = للحيــــــــــاةِ الناعسَـــة ْ
      أقبل الصبحُ جمــــيلاً = يمــــلأُ الأفقَ بهـــــــــــاهْ
      واتْبعينِي يا شيـــاهِي = بين أسرابِ الطيــــــــــــورْ
      وامْــلئِي الوادِي ثـُغـــــاءً = ومَراحـــًــا وحُبـــورْ
      واْسْمعِي همسَ السـواقِي = وانشَقى عِطرَ الزهـــــورْ
      وانظرِي الْــوادِي يُغشِــيـ = ـــــهِ الضبــابُ المستنيـــــرْ .
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبد الواحد; الساعة 06-11-2009, 19:54.
      ==================
      قال الله تعالى:
      يأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغْلُظ ْعليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير. 9...73،
      وقال الله تعالى:
      يأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغْلُظ ْعليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير. 66...9.

      تعليق

      • محمد الحمّار
        أديب وكاتب
        • 28-09-2009
        • 286

        #4
        نحن نعيش خارج التاريخ بسبب الاحتباس التواصلي، والحل هوالاجتهاد الدائري

        سأشترك بالموضوع التالي:




        تحياتي
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد الحمّار; الساعة 06-11-2009, 21:10. سبب آخر: استبدال موضوع بموضوع ثان
        اللهمّ اشرَحْ لِي صَدرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي واحْللْ عُقدَةً مِن لِسانِي يَفْقَهُوا قَولِي

        تعليق

        • حســــن عبدالحميد الدراوي
          أديب ومفكر
          • 09-10-2009
          • 73

          #5
          مقال أدبي للمشـــاركة .. بقلم : حســـــــن عبدالحميد الدراوي .

          بســـــــــــم الله الرحمن الرحيم




          الرياض في : 05 /11/2009م



          حضـــــرات الســــادة :



          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          مقال أدبي للمشــــاركة .

          لكم تحياتي

          محبكم

          حسـن عبدالحميد الدراوي




          منذ فترة وفي السنوات الأخيرة أستوقفتني كلمة سمعتها في نشرات الأخبار وفي الصحف العربية ولكنني سرعان ما قلت في نفسي أن هذه العبارات وتلك الكلمات ستذوب ولكن وبكل صراحة سرت ودوت دويا عاصفا بل وسمعناها من ساسة كبار وتحدثت مع زملائي واخواني حول مفهوم ودلالات هذه الكلمة فالمصطلح الجديد الذي لم يكن مستعملا من قبل هو مصطلح { الآخــــــر } .
          ولذا أتساءل أي آخر هذا الذي تتحدثون عنه ونحن أمة العرب منذ آلاف السنين نحترم ونقدر هذا الآخر فلم نغبطه في أية لحظة من لحظات تاريخنا الطويل وهذا الآخر الذي تتحدثون عنه موجود بيننا وفي تراثنا وفي ثقافتنا .
          ألم نعترف ب باستير ، أرخميدس ،أديسون ، بلوم { في مجال التربية والتعليم } والقائمة طويلة وطويلة للآخر في ثقافتنا .
          ألم نعترف بالآخر هذا في عالم السيارات التي نستخدمها وأصبحت الأسماء على ألسنة الصغار قيل الكبار مثل {فورد ، كاديلاك ، كلايزر ، مرسيدس ، بنز } .
          ألم يكن هذا هو الآخر بالنسبة لنا .
          ألم ننطق بكلمات كثيرة للآخر مثل : سينما ، راديو ، تلفزيون ، كولدير ، فيزا كارد ، ماستر ، موبايل ...... القائمة طويلة .
          ألم نقول المتحف الروماني والحي اللاتيني والحي الأفرنجي ،ألم نقول المتحف الروماني والمتحف الإغريقي علما بأن قوالب البناء والعمال والبنائين من بلادنا ومن أهلنا ولم نستوردهم من الرومان أوالإغريق ولكننا ياسادة نحترم الآخر وثقافته ألم نبقي على هذه الأسماء دون تحريف أوتبديل وورثها لنا الآباء والأجداد .
          نحن نحترم تلك الأسماء وهي جزء من ثقافتنا وهذا الاحترام نابع من ثقافة أصيلة ومن دين قويم علمنا أن نحترم الآخر ونعتز به .
          المشكلة ياسادة ليست فينا نحن فهم اللذين لا يعترفون بنا ومن آن لآخر يصدرون الينا المشاكل ، الآخر بالنسبة لنا ثقافة .
          الآخر أطلق علينا مسميات من قاموسه هو مثل الدول النامية أوقل النايمة ومرة أخرى يقول دول العالم الثالث .
          لهذا وجب علينا أن نخاطبهم بلغتهم وبأسلوبهم وبطريقتهم قائلين له : أنت معترف بك في ثقافة العرب وفي حياتهم اليومية وعليك أيها الآخر أن تزيل هذه المغالطات الثقافية من فهمك عنهم وكفى افتراءات على أمة مســـالمة .... أمة مثقفة ... أمة لها تاريخ سحيق وثقافة راقية تجلك أيها الآخر وتحترمك.








          **********************************


          مع خالص تحياتي لك أيها الآخر
          محبكم






          حســـــــــــن عبدالحميد الدراوي



          د . حســــــن الدّراوي

          ـ عضو إتحاد كُتاب مصـــــر .
          ـ عضو كُتاب الإتحاد الأفروأســــيوي

          تعليق

          • د.أسماء هيتو
            عضو الملتقى
            • 08-09-2009
            • 131

            #6
            عذرا .. فقد أخطأت بالإضافة هنا
            التعديل الأخير تم بواسطة د.أسماء هيتو; الساعة 06-11-2009, 20:01.

            تعليق

            • يسري راغب
              أديب وكاتب
              • 22-07-2008
              • 6247

              #7
              السؤال المطروح هنا
              هل المقاله فن مستقل بذاته
              هل هي مختلفه عن الزوايا اليوميه الثابته
              هلى هي تقترب من الدراسه
              هل هي جزء من بحث علمي
              المقاله في رايي هي مالا تقل ولا تزيد عن 200 كلمه
              يجب ان تكون لها ابجدياتها في الشكل مثل المضمون
              يجب ان تضم معلومات جديده
              يجب ان تنتقد وتقدم التبرير للنقد
              يجب ان تبحث في موضوع حيوي ومعاصر
              وتقبلوا مني كامل الاحترام والتقدير

              تعليق

              • سعيدة الرغوي
                أديب وكاتب
                • 04-10-2009
                • 228

                #8
                سأشارك بهذا المقال ...
                هـــــــــــــــي...من تــــــــــــــــــــــــكون؟

                تعليق

                • عواطف الجوفي
                  كاتبة واقعية
                  • 21-06-2009
                  • 62

                  #9
                  بدوي يدعو إلى التعايش

                  بسم الله الرحمن الرحيم




                  التعايش \ هو التمازج أو التداخل أو الانسجام وشرعاً الولاء
                  وعكسه الأنفصام وشرعاً البراء

                  والتعايش هـُنا هو ولــيد العولمة الأم , وشقيقه حوار الأديان , وعكسه صراع الحضارات وهذه الأم تُربي أبناءها
                  على الحداثة والتنوير

                  يقول المثل الشعبي المصري :
                  دبور وزن على خراب عشه
                  ويقول المثل الشعبي السعودي :
                  لـــ بغى ربك يْقرد النملة خلق لها جناحين

                  وفي كل الأحوال عندما يقوم فرد أو جماعة على خوض تجربة غير مدروسة ومـُسبقة الفشل فإن النتائج ستكون
                  وخيمة سيما وإن كانت تجربة مصير وإعادة صياغة مـُعتقد .

                  والتعايش بين الكائنات دائماً يكون محمود لأنه يحدث بدافع الألفة والتي هي أهم مقومات هذا التعايش
                  لكن التعايش بين البشر هو من المُـحدثات الباطلة وذريعة للجور على الآخر

                  فهو لا يقوم على الألفة لكنه يأتي بغرض الائتلاف غير المحمود والذي يـُجبر الفئة الأضعف على التنازل والتضحية في سبيل رضى وبقاء الفئة القوية كي تتمك الفئة الضعيفة من العيش بأمان حتى لو كانت العبودية
                  هي الثمن

                  وهذا التعايش ماهو إلا جريرة للتواطؤ من الجانب الضعيف والتوافق غير المُـتفق

                  فالتعايش مثلاً ؛ بين السـود والبيـض هدفه تبادل المصالح المُطلقة ( غير المشروعة )
                  والتعايش بين المسيحيين واليهود غايته الاستحواذ على المـُقدرات
                  والتعايش بين الدول العظمى هو لذات الأهداف والهدف الرئيسي هو الهيمنة على الثروات والمُعتقدات والأوطان
                  وفي كل الأحوال فإن المـُسلمين في الغالب هم الضحية وهم المُستهدفون دائماً

                  حقاً عش دهراً ترى عجباً
                  لا أدري لماذا نحن نصوم عمراً وفي النهاية نفطر على بقايا الطعام
                  فنحن بالذات كعرب لا نملك خُطى ثابتة وليس ثمة جدية في تقرير المصير فدائماً يكون العمل من أجل عملاً آخر
                  ودائماً ما نستخدم الفعل لأجله فلا قيمة لبقية الأفعال ولا تجسيد لمبدأ وهذا ما تثبته مؤتمراتنا الخارجية وقراراتنا
                  الداخلية

                  إبتداءً بحوار الأديان والذي كان المُحاور فيه مُـجرد مـُتلقي وانتهاءً بجامعة كاوست العملاقة فالعلم ذريعة الاختلاط

                  أذكر عندما طالب الغرب بإنصاف المرأة السعودية وإعطائها حقوقها وإنها مظلومة قام المعنيون بالأمر
                  في السعودية وتمخضوا فأنجبوا قناة الإخبارية ليس لأجل مصداقية الخبر لكن لتعيين المُذيعات السعوديات
                  ولسان الحال يقول هذه هي المرأة السعودية تظهر في التلفزيون من دون تقييد

                  أخيراً
                  لا يمكن للخنازير أن تستوطن الصحراء وتحل محل الابل ولا أن تزرع رمالها أشجار الكاكاو عوضاً
                  عن النخيل وسنابل القمح فشمسنا المُحرقة لا يعتاد عليها غيرنا


                  عواطف الجوفي
                  التعديل الأخير تم بواسطة عواطف الجوفي; الساعة 08-11-2009, 21:23.
                  [align=center]
                  مدونتي
                  http://awatf.blogspot.com/
                  [/align]

                  تعليق

                  • يسري راغب
                    أديب وكاتب
                    • 22-07-2008
                    • 6247

                    #10
                    ارشح هذا المقال
                    -------------
                    انهيار امة أولى القبلتين,,للبيت رب يحميه

                    انهيار امة أولى القبلتين,,للبيت رب يحميه
                    -----------------------------------------
                    ((مابين السطور))
                    بقلم///// سعيد موسى


                    -------------
                    ما أن أقدمت حركة طالبان الإسلامية على تهشيم صنم "بوذا" في أفغانستان حتى قامت واستنكرت امة الإسلام قبل امة الأوثان ووصفوه بالعمل الجبان والعدوان على الحضارة والأديان، فسبحان الله الذي لايضر مع اسمه شيء، سبحان الذي اشترى من المؤمنين أموالهم وأنفسهم بان لهم الجنة، فباعوا دينهم بدنيتهم، وفضلوا دنياهم على آخرتهم، سبحان الله عندما نسالم المجوس واليهود ولا تأخذنا غيرة على أقدس مقدساتنا الإسلامية، نم قرير العين يافاروق رضي الله عنك وأرضاك، نم قرير العين ياصلاح الدين والمجد في مماتك ومحياك، نم قرير العين ياحبيبي يامحمد يارسول الله، فأمتك بلغت المليار وصدق قولك أيها الصدوق، امة كغثاء السيل تتداعى عليها الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، ماتت الحمية واندثرت وحدة الأمة التي تغرق في ظلام ملذات الدنيا ونعم الحياة، وإذ بالنعمة نقمة وبالملذة خزي وعار في الدنيا، فما بال امة المليار المتصنمة عندما تقف بين يدي البارئ، ماذا سيقولون لرب العزة، أم يضنون أنهم غير ملاقوه، والذي نفسي بيده لتسألن يا امة أولى القبلتين قبل أن يسأل حكامكم الجبناء، وجميعنا نحيا حياة مودع وكأن غدا اللقاء، القدس تهود والأقصى يحرق ويدنس، والحفريات من مجرمي خزعبلات"أمناء جبل الهيكل" على مدار الأربع والعشرون ساعة على قدم وساق، يستغلون هذا الصمت البوذي المقيت، للانقضاض على المسجد الأقصى وأحداث انهيار مؤكد لمسجد قبة الصخرة حيث يزعمون أن المسجد هذا بني على أنقاض هيكل سليمان، أليس غريبا أن تنبري امة الأوثان بعقيدتهم الكافرة ليستميتوا بالدفاع والقتال عن خزعبلات الباطل، وانتم يا امة الحق لا يحرك فيكم حرق قبلتكم الأولى وتدنيس باحات مسجدكم أي ساكن، فوالله إنكم السكون والموت ذاته، امة اختارت الذلة وتركت العزة للأعداء، فزادكم الله ذلة وهوان، أين فيكم ومنكم همة الفاروق أين فيكم ومنكم غيرة وحمية صلاح الدين، أينقصكم عتاد؟ أينقصكم رجال؟ أينقصكم مال؟ لا والله لقد انعم الله عليكم بكل هذا فخنتم عهد الله وتخاذلتم كما بنو إسرائيل موسى عن طاعة الله ورسوله فحل عليكم الذلة واللعنة، أقصاكم وقبلتكم تستصرخكم ولا مجيب، أين انتم ومنكم وثبة المعتصم عندما نادته امرأة واااه معتصماه، إنكم تمثلون تاريخ الانهيار انهيار امة وانهيار مجد في مواجهة العدوان الصهيوني اليهودي والصمت والدعم الصليبي، لكن مالا يتخيله عقل ولا يتصوره دين أن تحظى عملية تدنيس قبلتكم الأولى وحرق أقصاكم سابقا والتجهيز لهدمه حاليا أن تصمتوا صمت بوذا وهبل، بل والله لبوذا وهبل امة الأوثان تتداعى كلما مسه منكم الشرفاء والمخلصين وما اقلهم فيكم وانتم كغثاء السيل، ألا تخشون من سخط الله، نعلم إنكم خدرتم شعوبكم من أبناء الأمة، بمفاتن ومتاعب الحياة وبسوط الجلاد وزنازين الإجرام، لكن ألا تخشون من سخط الله يا امة محمد وهو منكم براء.

                    أعرب انتم .. بل مستعربون وصلاح الدين والعروبة منكم براء... أمسلمون انتم.. بل متأسلمون ومحمد وعمر والإسلام منكم براء.. فرسان فضائيات لايزايد عليكم.. خطباء شعارات عصماء جوفاء تتغلبون بها على من عاداكم..يا امة العار والمليار لا أسف عليكم اليوم ياجوقة الصمت الرهيب، ما أكثر هيئاتكم وروابطكم وما اقل بركة علمائكم، مزيدا من الخطابات الملتهبة عير الإذاعات والفضائيات فلن نصدقكم.. مزيد من قمع شعوبكم فلن نسامحكم... ما بالكم تتمسحون بالمجوس وقتلة الصحابة وتهادنون اليهود قتلة الرسل وتصادقون عبدة بوذا والعجل، ويترعرع بينكم عبدة النار والشيطان،وتباركون بينكم دعاة المثلية ودعارة المسيار، فأي امة انتم ولماذا نعول عليكم من ارض الرباط إلى امة الانفلات، والمصيبة المصيبة في ذروة الجريمة اليهودية تتبادلون عبر فضائياتكم المهازل السياسية في رجم وتكفير وتخوين الآخر وكأنكم لستم من سدنة معابد الخيانة وفي عقر جمهورياتكم وممالككم اليهود وبني بوذا امنين على أموالهم وأعراضهم وكنائسهم تتغنون بأخلاق الإسلام وحضارة العرب، وانتم يا دعاة الأخلاق مسيلمة اصدق منكم، قبلتكم الأولى تدنس على مرأى ومسمع منكم وصوت المنادي ينادي للنفير والجهاد، فتطلقون العنان لألسنتكم أخرسكم الله، وتتعالى صيحات أسلحتكم اللغوية قاتلكم الله، وكل يستدعي رابطة علمائه التابعة للنظام وهيئة علمائه التابعة للحزب، وكأن العدوان محتاج إلى مزيد من تشريع الجهاد بعد تشريع وحكم الله، تدعون من ممالككم وجمهورياتكم المتخاذلة لتحرضون امة الانهيار وتنسون أنفسكم وأمتكم التي تتبع سياستكم وتخشى بطشكم، وكأنكم تقولون لشعوبكم هذا السخط الخطابي والفضائي إنما هو للاستهلاك المحلي الإعلامي وللبيت رب يحميه فليذهب أهل الرباط ويقاتلون وهانحن هنا في قصورنا وممالكنا ونعمنا وأنعامنا راعون وقاعدون لابارك الله فيكم وفي سلطانكم الزائل وقبلتكم تدنس وانتم كما برود الخنازير لا غيرة ولاحمية غير نواح العجزة عن بعد، صخب فضائيات لايعدو كونه زوبعة في فنجان حتى ينتهي اليهود من هجمة التدنيس ببركة صمتكم وعجزكم، إنفلات السُن تئول الكلم عن مواضعه"فيأمرون بالبر وينسون أنفسهم", "فلن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" ابعد هذا الصمت عن تدنيس قبلتكم الأولى موالاة، ابعد التسابق في الاستنكار المخزي المبتذل من مولاة، يا امة الهوان اصمتوا فخير من مهاتراتكم الإعلامية هو الصمت فإنكم أموات كرامة أموات مجد أموات عزة,, أذلاء جبناء عملاء لابارك الله فيكم أزال الله سلطانكم وبدل نعمتكم نقمة وفرحكم حزنا وانتم تكدسون السلاح بالمليارات والبلايين لقتال أنفسكم وقتال كل الأحرار والمؤمنين, لا أمل منكم ولإرجاء من غير الله نستعوضه فيكم خيرا أن يبدل امة الانهيار قادة خير منكم أن يبدل صمت العار بثورة تنسف جذور سلاطينكم وجمهورياتكم وممالككم والله قادر على أن يقول للشيء كن فيكون، فان لم يحرك تدنيس قبلتكم سخطكم وغضبكم فسخط الله اقرب إليكم من حبل الوريد إلا من رحم ربي.

                    أما انتم يامعشر فتح وحماس، أما انتم يا أهل الرباط فاتقوا الله ولا تكونوا سلعة بخسة في يد هؤلاء التجار المستعربون والمتأسلمون، اتقوا الله في شعبكم وفي شهدائكم وفي أسراكم وفي مقدساتكم، تتصارعون على جيفة هي السلطة ويأخذكم بريق الجاه والنفوذ والكرسي والسلطة والمال، تتركون خندق المقاومة وتقبلون أن تكونوا حماة بني صهيون في المدن وعلى الحدود اتقوا الله، اتقوا أخذة عزيز مقتدر فوالله إن الحفاظ على الانقسام خيانة لله ورسوله والوطن والمقدسات، إن الانقسام قمة الوفاء والولاء لبني صهيون وأوليائهم من المستعربون والمتأسلمون، لقد حباكم الله بحمر النعم بالرباط في المقدس وأكناف بيت المقدس، ارفعوا أيديكم عن ثورة وغضب شعبكم وعن مقاومته التي لا تنخدع بشعارات الاستراتيجيات والتكتيك وحقيقة الأمر حفاظ على جيفة ونعائم ونعم السلطة الاوسلوية وما تخادعون غير أنفسكم " وتمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"كفى انقسام وكفى مهاترات وتخوين وتكفير وتدليس عبر الإذاعات والفضائيات والإعلام الموجه والذي لم يعد أي شعار حزبي ينطلي على أي شبل فلسطيني اتقوا الله يجعل لكم من مصيبتكم مخرجا، بعد أن خذلتكم امة الانهيار وانتم صفوتها ورأس الاستهداف فيها، ماذا بقي لكم بعد تدنيس مسرى رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم، وانتم بسلطاتكم في غزة والضفة فرحون ولاهون، ماذا تنفعكم المسميات والوزارات والمال والجاه إن لم تطلقوا العنان للغضب الشعبي بكل الأدوات المتاحة بالصواريخ والعمليات الاستشهادية في عقر مغتصبات العدو، إنكم تغضبون الله وتحرفون الكلم عن مواضعه حسب أهوائكم الحزبية في خدمة سلطات قزمة زائلة، وسط الهجمة الصهيونية تتجلى الفضائيات والمواقع الالكترونية بمهاجمة الحزب الآخر وكفى الله المؤمنون شر القتال إنها الطامة الكبرى نعوذ بالله من غضب الله، إنكم بتهدئتكم وتسويتكم تثلجون صدر العدو المغتصب الذي لم يقدم على تدنيس مقدسات استخلفكم الله بصونها وحمايتها من فراغ، بل لان الأعداء يعلمون علم اليقين أن سلطة الحزب ومنافع السلطة هي لديكم أهم من مقدساتكم فاتقوا الله ، فإنكم ملاقوه والموت في ارض الرباط يلازمكم في كل شبر وفي كل ثانية فلتتصالحوا على عهد الله أن تتراصون كالبنيان يشد بعضه بعضا في مواجهة العدو الصهيوني اليهودي الغاشم، ولتوجه كل البنادق والخطابات التعبوية في مواجهة العدو لا في مواجهة فتح وحماس اتقوا الله فإنكم ملاقوه براية على المحجة البيضاء لاراية خضراء وصفراء وحمراء"فلكل نفس ما كسبت وعليها ما اكتسبت" لن يشفع لكم اعتقادكم بأنكم على حق وغيركم على باطل والعكس صحيح، فالحق في مصالحتكم ووحدتكم في كل الخنادق العسكرية والسياسية، والباطل في تشرذمكم لتنفذوا أيدلوجية عدوكم "فرق تسُد" اتقوا الله في شعبكم اتقوا الله في دينكم اتقوا الله في وطنكم اتقوا الله في مقدساتكم، لا تخذلونا وقد طالت مأساة مناكفاتكم العبثية وفرقتكم، فمجرم من يتعمد هذه المرة إفشال المصالحة، خائن من يتعمد هذه المرة تفويت فرصة المصالحة، ألا تعقلون وتتفكرون وتتأملون في عشية اقتراب موعد المصالحة، يكثف العدو من عدوانه ومن همجيته وهجمته على غزة والضفة والقدس، المصيبة في أن يهب البعض ليستغل العدوان فيطعن في الآخر من أبناء وطنه ويبرئون العدو من جرائمه اتقوا الله، فشعبكم متعطش إلى الوحدة التي سلبتموها منه باسم سراب نعيم السلطة التي وهبها لكم فأنتجتم له انقساما واقتتالا ومهاترات إعلامية يندى لها الجبين، فكفى فرقة وحروب إعلامية قذرة كفى واتقوا اللهفان العدو متربص وحريص على تكريس الانقسام وهو على عتبات شن عدوان دموي جديد ألا تتفكرون، لن يمنعه من ممارسة هوايته الدموية الأيدلوجية حرصكم على تهدئة ولا رغبتكم في مفاوضات، بل سيبادلكم التهدئة بالقتل الجماعي والحصار والاغتيالات، وسيبادلكم المفاوضات بمزيد من العدوان والتهويد، فاتقوا الله وأصلحوا فيما بينكم واصطلحوا على عهد الله ورسوله، والله وحده الذي يعلم خائنة الأنفس وما تخفي الصدور، تصالحوا وتصارحوا فان الأقصى يناديكم.
                    -------------
                    منشور في ملتقى المقاومه على الرابط التالي

                    التعديل الأخير تم بواسطة يسري راغب; الساعة 20-11-2009, 17:02.

                    تعليق

                    • يسري راغب
                      أديب وكاتب
                      • 22-07-2008
                      • 6247

                      #11
                      ارشح هذا المقال
                      للزميل / علي جاسم
                      ----------------
                      الأشكال المختلفة لتفسير التاريخ
                      ---------------------
                      اولا / مفهوم التاريخ :-
                      1ـ المفهوم الروائي للتاريخ
                      2ـ المفهوم اللاهوتي للتاريخ
                      3ـ المفهوم الفلسفي للتاريخ
                      ثانيا ـ مصادر الخطأ في التاريخ
                      ثالثاـ الروح النقدية في التاريخ
                      رابعاـ وسائل إعادة البناء العلمي للتاريخ
                      ------------------------------
                      أولاـ مفهوم التاريخ :-
                      ------------------
                      1ـ المفهوم الروائي للتاريخ
                      المؤرخون القدماء، كما هيرودوت مثلا، لم ينشغلوا كثيرا بدقة الأحداث. دورهم اقتصر على إعادة إنتاج الأساطير أو الأحداث التي سمعوها. إعادة الإنتاج هذه تركبت من الذكريات التي بقيت في ذاكرة الناس. وحتى وقت حديث حتى أصبح التاريخ يعتمد على شهود معاصرين للأحداث. ونذكر هنا أن المؤلفات الأولى المتعلقة بتاريخ روما و أثينا، لا تظهر الكثير من الدقة مثلا.
                      أفضل الكتاب الرومان، يعتبرون دائما أن التاريخ هو فن و الكاتب أو المؤلف يتفنن بزخرفته. إنه ،وفق الرومان دائما، " عمل يقوم فيه خطيب"؛ إذا هؤلاء المؤرخين يتناولون التاريخ "كخطب" ترتب الأحداث والأفعال بشكل يبرر طروحاتهم أو تزود سردهم بالأمثلة الجيدة. كما أنهم كانوا يختارون شخصيات محاربة أو أبطال وأباطرة، ويجعلونهم يتكلمون، مختارين الخطب الرنانة والكلمات الجميلة والقوية، عبر حوار مصطنع بين هذه الشخصيات. (مثل : أوثان ، فيسباسيان). لقد كان في هذه الخطب والحوارات المصطنعة ( قصة طارق بن زياد) الكثير من التخيل، ثم تأتي الأجيال تنتهي باعتبار هذه المخيلة وكأنها حقيقة عصماء وتبدأ بإعادتها واجترارها.
                      المفهوم الروائي للتاريخ لم يمت مع المؤرخين القدماء. لقد عاش رغم الانتقادات الكثيرة وحتى القرن العشرين بقي فعالا. هناك أمثلة على ذلك، مثل كتاب "حياة المسيح" لرينان والذي هو عبارة عن حكاية أو رواية. ويمكن القول هنا أن نجاح مثل هذه الكتب يعود بشكل خاص للجانب الروائي فيها. فالقارئ العادي يبحث في التاريخ عن الأحداث الغريبة والعجيبة التي يتم سردها بشكل غنائي.

                      2ـ المفهوم اللاهوتي للتاريخ
                      اليونانيون، في كابتهم و سردهم للتاريخ أدخلوا الإلهيات كثيرا في الأفعال الإنسانية. ففي كل صفحة وصف "لهوميروس" نرى الله يظهر وكـأنك تقرأ كتابا دينيا يهوديا قديما. الرومانيون أيضا خلطوا بين الأفعال الإنسانية والأفعال الإلهية. ( عملية الخلط هنا لا تختلف كثيرا عن اليوم، عندما يتدخل الكهنوت الديني في تفاصل حياتنا اليومية، كيف نأكل ونشرب وننام...فهذا امتداد وبشكل آخر لهذا الخلط في الوظائف).
                      مع انتصار المسيحية ولد مفهوم لاهوتي صرف وخالص للتاريخ. وبدأ يتراكم قرنا بعد قرن. وفي قراءة سريعة للتاريخ من القرن الخامس وحتى القرن الثامن عشر، نجد أن علم اللاهوت يسيطر و يدير الروح الإنسانية، كل الآراء مأخوذة من اللاهوتيات، و المسائل الفلسفية ،السياسية،التاريخية اعتبرت دائما أو نظر إليها من وجهة نظر لاهوتية. فالروح اللاهوتية هي في بعض المعاني الدم الذي سال شرايين العالم الأوربي حتى عصر "ديكارت" و" بيكون".
                      والمؤلفات التاريخية المكتوبة خلال هذه الفترة الطويلة تبين إلى أية درجة التأثيرات الدينية استطاعت السيطرة على الفكر الإنساني. ففي فرنسا مثلا، الملك لويس السادس كان يعتقد كثيرا بحماية القديسين، ومقتنعا كما يقول المؤرخون الفرنسيون، أنهم يتدخلون من غير توقف في الأفعال الإنسانية، وهم فقط يستطيعون تأمين الانتصارات في الحروب والانتصارات الدبلوماسية.
                      وحتى وقت نسبيا حديث، كان الكثير من الفلاسفة يعتقدون أو يتقاسمون هذا الاعتقاد البسيط و الساذج أحيانا. فالمفاهيم اللاهوتية للتاريخ لم تبدأ بالاختفاء إلا في اليوم الذي بدأت في العلوم تتقدم وتؤكد أن جميع الظواهر في الكون خاضعة لقوانين صارمة لا تعرف الأهواء والتقلبات. ولكن مع عملية الابتعاد عن المفاهيم الروائية و اللاهوتية للتاريخ كان من الواجب اكتشاف مفاهيم أخرى من أجل شرح مجرى الأحداث التاريخية. انطلاقا من هذا الواجب الإجباري ولد ما نستطيع أن نسميه المفهوم الفلسفي للتاريخ.

                      3ـ المفهوم الفلسفي للتاريخ
                      -----------------
                      هذا المفهوم يقول لنا أن الأحداث التاريخية هي تخضع لظروف أو مشروطة بضرورات بعيدة عن الصدفة أو لإرادة عليا إلهية سماوية. و العلم يجهد لتحديد هذه الضرورات، لكن تعقيداتها لا تسمح بأن نأمل أو ننتظر بأن تكون هذه الضرورات دائما يمكن تحديدها.
                      كل حدث تاريخي هو بالتأكيد عقلاني، ضمن هذا المعنى إنه يمتلك سببا، ولكن هذا لا يعني أن يتطابق أو يتناسب مع مخطط ما. تأثير العوامل أو الدوافع الكبرى، كما كان مثلا في العصر القيصري الذي كان ضروريا للحظات معينة من التاريخ الروماني، خطوة مختلف البلدان في أوربا نحو الوحدة، كل هذا يبين بوضوح وجود العديد من الأسباب العامة. مع ذلك التاريخ هو مليء بالأحداث التي كان من الممكن أن تكون مختلفة جدا عن الطريقة التي حدثت بها، لأنه لا يوجد قانون ثابت أدى لوقوعها أو لضرورة حدوثها بهذه الطريقة أو تلك. فمثلا تاريخ وتطور إنكلترا كان من الممكن أن يتغير لو أن النورمانديين انتصروا في معركة" هاستنكس"، حيث في اللحظات الأخير الدوق "غيوم" تخيل إستراتيجية أدت لنجاحه وحمايته من كارثة ستقود النورمانديين إلى فكرة معاودة الحرب أو الغزو لإنكلترا. لو أن هانيبال الباحث عع الاستيلاء على روما لتحويلها إلى مستعمرة قرطاجية نجح في محاولته، لكان كل مجرى التاريخ القديم قد تغير. (إذا هناك أسباب عامة تؤدي لنتائج محددة).
                      -------------------------
                      ثانيا ـ مصادر الخطأ في التاريخ
                      المؤرخون يعترفون بشكل عام اليوم بضعف قيمة الطرق القديمة في دارسة التاريخ وفلسفته. في كتاب وهو ملخص للعديد من الدروس نشر في جامعة السوربون في باريس، كتب Seingnobos"سينبوس": وبسبب أننا لم نر،فإن الملاحظات التي استخدمت في القديم لسرد التاريخ لا تعكس سوى آراء أصحابها أو كتابها".
                      لذلك الروح النقدية كان عليها أن تتطور عبر التاريخ قبل أن يكون من غير الممكن إصلاح الأخطاء السابقة ولاسيما تحديد ما هو عام في الحالات الخاصة. ولكن مهما كانت حكمة وبصيرة المؤرخ فمن الصعب بالنسبة له الانسحاب من تحت التأثيرات الناتجة عن قناعاته الدينية و السياسية ولاسيما عن المشاعر التي تربطه بالمكان الذي يعيش فيه. وفي معظم الأحيان سيختار ما يبرر أو يظهر أنه يبرر أفكاره،أهواءه ،معتقداته ، ثم يبعد الأفكار الأخرى.
                      وحتى لو كانت الأفكار المدونة في الملفات إذا كانت دقيقة وصارمة، فإنها لا تشكل مواد لبناء يمكن تشييده في الحال أو فورا. المعلومات المتعددة حول الأحداث التاريخية الحديثة نسبيا تكون متناقضة في معظم الأحيان، فما بالنا بالأحداث القديمة، حيث يمكن إيجاد مبررات دائمة لأفكارنا التي نطرحها وندافع عنها. في التاريخ ، ليس هناك أسهل من أن تساند رأيا أو أطروحة مخالفا، وهذا أمر تقريبا مستحيل في العلوم لأن أي زعم ليس له قيمة في العلوم إلا إذا كان مبررا بالملاحظة و التجربة.
                      و الباحثون الشباب اليوم بعد أن يمضوا نهارا طويلا في المكتبات و الأرشيف للبحث عن ملفات قديمة لا يريدون أن يكونوا نسخة عن هذه الملفات، بمعنى لا يريدون إعادة واجترار ما حصل في الماضي كما هو، هنا تتدخل الروح النقدية لتعطي جيلا آخر يقرأ التاريخ بعينين وعقل مختلف تماما عن القدماء. فعقل نقدي يسمح لنا بطرح آراء جديدة ويسمح بتعميق الأبحاث و إعادة تفكيك الشخصيات الماضية، ومحاولة فهم أمجادها إن كانت في الحقيقة صحيحة كما وصلت إلينا.
                      اليوم نرى بشكل واضح أن قراءة التاريخ وإعادة تعريف فلسفته أصبحت عملا للعلماء والمتخصصين، حيث كانت في الماضي من مهمات العاملين على الأدب في معظم الحالات. فالعلم اليوم وحده الكفيل بإبطال مفعول الأفكار السابقة والخاطئة عن التاريخ. والعلم هو من أعاد تركيب وبناء التطور الفيزيائي و الفكري عند الإنسان، مثلا علم " باليونتولوجي" Paléontologie (وهو علم يبحث بالمستحثات القديمة) و الأنثروبولوجيا استطاعت تبديل التوصيف الأدبي للملفات التاريخية بشكل علمي جديد بحيث لم يعد هذا التاريخ مجموعة من الخطابات الحماسية.
                      ---------------------
                      ثالثاـ الروح النقدية في التاريخ
                      رأينا في الفقرة السابقة أن تفسير الأحداث التاريخية الماضية فيه الكثير من الأخطاء. وحتى نحكم علي التاريخ وأخطائه لا بد في البداية من أبعاد وبشكل كلي التأثيرات القومية والوطنية،الدينية والسياسية والتي تسيطر وتحدد قسما كبير من حكما على التاريخ. فسبب هذه التأثيرات نرى المؤلفات و الكتابات في مختلف البلدان وحول نفس الحدث تحتوي على توصيفات وسرد للحدث بشكل مختلف كليا وغير متشابه.
                      إن معظم الأحداث التاريخية وقعت بسبب تعاقب لمجموعة من الأسباب غير المرئية. لذلك الطرق القديمة في قراءتها لم تعد تنفع في شيء. فالتاريخ لا يتكلم بل نحن الذين يكتبونه و يدوننه. ومن أكبر الأخطاء ومصادرها في عملية تفسير التاريخ أو الأحداث الماضية، يأتي من أن الكتاب و المؤرخين يبحثون لشرح الأحداث الماضية بأفكار الحاضر، بدلا من قراءتها وفق المشاعر والأهواء التي رافقتها أثناء حدوثها.
                      المهمة هنا في غاية الصعوبة، فعلينا مثلا فهم روح معتقد أو مؤمن تسيطر عليه قناعاته الدينية، فهم ثائر هائم محلق بأحلامه لثورية..الخ. ومن أجل متابعة طبيعة هؤلاء و الأحداث التي ترافقهم يجب الوصول إلى إعادة تنشيط و إحياء ما يمكن أن نسميه "روح العصر". هذه الروح نفهما ونفككها بأداة عميقة وأساسية هي العقلية النقدية، تلك العقلية التي غيرت الكثير بل معظم المفاهيم عن التاريخ.

                      رابعاـ وسائل إعادة البناء العلمي للتاريخ
                      ---------------------------
                      1ـ تحديد الأحداث بواسطة الشهادة.
                      الشهادة هي مهمة و أساسية ولولا أهميتها لما أعطي لها هذا الدور الكبير في التاريخ والقضاء.حتى وقت متأخر نسبيا (بداية القرن العشرين)، بمعنى حتى الوقت الذي بدأت فيه الأبحاث السيكولوجية المتخصصة تلعب دورها في قراءة التاريخ، قيمة الشهادة لم يعترض عليها نهائيا خاصة إذا افترضناها أنها تأتي من نية صادقة. هذه الشهادة كانت كقاعدة مبنية على تصديق الكلام من الشاهد وفق روايته للأشياء التي رآها.
                      إذا الراوي أو الشاهد ليس لديه أسباب شخصية يدافع عنها، وليس خاضعا لتأثيرات دينية أو سياسية، فلماذا لا نصدقه ؟ لأي سبب شخص موثوق يروي حدثا كان شاهدا عليه بشكل غير أمين؟
                      الأبحاث الحديثة لعلم النفس التجريبي قوضت نهائيا هذه الثقة و أنهتها من عملية الشهادة. وبينت الأبحاث هذه أن وفي الأحداث البسيطة، والتي ليس فيها أية أهواء، لا يوجد أية مصلحة تتدخل، ولكن من المستحيل الحصول على معلومات مؤكدة بالتمام والكمال. الطبيب البروفسور "بيرنهايم" لاحظ أنه من الصعب جدا الحصول على وصف أمين لحدث تمت ملاحظته. أيضا الشهادة من قبل مجموعة رأت حدثا معينا ليس بأفضل من ذلك عند علماء النفس.
                      التجارب الأكثر أهمية حول هذا الموضوع تلك التي قام بها البروفسور "كليباريد" من جامعة جنيف. حيث الأشخاص الذين يخضعون للتجربة ليسوا عاديين بل مجموعة مختارة من الطلاب الأذكياء. الشهادات التي تم الحصول عليها كانت مؤلمة. من بين الأسئلة المطروحة على الطلاب، واحدة منها على الأقل كانت مذهلة :
                      هل يوجد نافذة داخلية تؤدي إلى مدخل أو من جهة مدخل الجامعة، على اليسار و نحن داخلون حيث نصبح في مواجهة غرفة موظف الاستقبال؟
                      معرفة وجود هذه النافذة و التي يمر أمامها الطلبة كل يوم، تم رفضها من قبل 44 طالبا من أصل 45.

                      2ـ تحديد الأحداث التاريخية من خلال دراسة الآثار، النقوش و الميداليات
                      بشكل عام، المؤرخون لا يرتبطون كثيرا بأهمية الآثار أو الأعمال الفنية الأخرى. علما أنها تظهر من بين المصادر الأكثر تأكيدا للتاريخ. إنها كتب لا تكذب، فيها توضيح كبير، لم يتم فهمه إلى في مراحل متأخرة.فالنسبة للعديد من الحضارات تشكل الآثار المصدر الوحيد الذي يسمح بإعادة بنائها. بفضل هذه الكتب المصنوعة من الحجارة، كما في العراق مصر وسورية مثلا،عرفنا أن شعوبا كانت موجودة من قبل على المسرح العالمي. ( نذكر هنا كيف أن هذه الآثار تشكل اليوم جزء من الهوية الوطنية للشعوب).

                      3ـ تحديد العديد من الظواهر الاجتماعية من خلال الإحصاء
                      إن مفهوم تحديد الأشياء بدا أكثر فأكثر منذ زمن طويل يسيطر على الفكر العلمي والهدف كان في البداية معالجة العديد من الظواهر التي بدأت تصبح ظواهر جماعية، تعبر عن الجماعة أكثر مما هي حالة فردية. خاصة أن الحالات الجماعية تظهر بشكل أكثر وضوحا والفردية تكون في الغالب غير مرئية.
                      الطرق الإحصائية أخذت دورا كبيرا في علوم الاقتصاد السياسي و العلوم الاجتماعية.و الملفات الإحصائية تظهر من بين الأكثر دقة التي يمكن أن نستخدمها اليوم لدراسة تطور اجتماعي لشعب معين.
                      في عملية التاريخ، هذه الطريقة مهمة لأنها تدرس تطور شعب ما من جميع النواحي وفي جميع المجالات.رغم أن هذا النوع من الدراسة يحتاج لعناء وجهد كبيرين.

                      4ـ تحديد عقلية شعب من خلال إنتاجه الأدبي
                      الملفات الأدبية بكل أنواعها (شعر،رواية..الخ) تشكل وسيلة جيدة لإعادة قراءة بنية وتاريخ شعب معين.

                      5ـ تحديد معنى الكلمات في دراسة التاريخ.
                      عدم التفاهم بين العقليات المختلفة هو من أهم أسباب الصراع الذي يملأ التاريخ. إنه يشارك بالإضافة إلى ذلك،بجعل قراءة الماضي وفلسفته قراءة صعبة. عدم الفهم أو التفاهم هذا لديه سببين رئيسين هما :الاختلافات في العقلية، و في اللغة المستخدمة.
                      الشعوب، كما الأفراد، لها قابلية عقلية مختلفة، نفس الكلمات و نفس الأحداث تؤدي إلى ردات فعل مختلفة.

                      وفي النهاية نقول، إذا لم نستطع وضع قواعد علمية للتاريخ واضحة وأكيدة، فإنه سيترجم و تترجم فلسفته وفق لغات وعقليات وفهم مختلف.
                      ----------------------------------
                      اصل المقال في الملتقى التاريخي على الرابط التالي
                      التعديل الأخير تم بواسطة يسري راغب; الساعة 20-11-2009, 17:23.

                      تعليق

                      • يسري راغب
                        أديب وكاتب
                        • 22-07-2008
                        • 6247

                        #12
                        ارشح هذا المقال من ملتقى الراي العام
                        قسم / الحوار الحر على الرابط التالي :-

                        للكاتبه / اداب عبد الهادي
                        -------------------------



                        الأيدي القذرة-آداب عبد الهادي


                        رغم التنازلات التي يقدمها النظام الرسمي العربي عامة لأعدائنا الصهاينة المحتلين من الأمريكيين و الإسرائيليين إلا أن هذه التنازلات لا تكفيهم ولا تشبع نهمهم في السيطرة والاحتلال وضم أراض وهدم بيوت وقتل وتشريد الملايين من العرب،بحجة أن حلمهم الكبير لم يُحقق بعد ،لكنهم حتى لو -لا قدر الله- وتحقق حلم إسرائيل من الفرات إلى النيل فإن مطامعها ستزيد لتطال العالم العربي كله من المحيط إلى الخليج.
                        هذا الفكر التوسعي الاستيطاني عند اليهود الصهاينة لن يتوقف عند حد ولن توقفه أي قوة إلا قوة واحدة وحيدة ولا ثانية لها ألا وهي قوة(الشعب) وأعني هنا الشعب العربي ،بوحدته وإيمانه وصلابته وشجاعته، هي القوة الوحيدة التي تحبط المشروع الصهيوني والأمريكي،لأن التجربة ما تزال ماثلة أمام أعيننا سواء في مصر حيث أحبط الشعب المصري العظيم مشروع التطبيع مع العدو، أو في (العراق).
                        نعم الشعب العراقي والمقاومة العراقية هي وحدها التي أفسدت المخطط الصهيوني في العراق ،رغم كل ما حصل في العراق ورغم الرهان على الشعب إلا أن العراق لم يهزم و سينتصر ومن سيجلب النصر له هو الشعب العراقي والمقاومة العراقية الباسلة التي تبذل الدم على مدار ساعات اليوم من أجل إعادة تحريره وكسر القدم الصهيونية ومنعها من دخوله.
                        وإسرائيل والقوى الصهيونية في العالم ،تدرك تماماً أن الشعب العربي هو الحجرة العسرة التي تقف أمام تقدمها وتوسعها وليس الأنظمة ولا الحسابات الدولية أو الإقليمية لمخططاتها الإستراتيجية.
                        لذلك لا تلبث العقول الصهيونية الخبيرة بالتخريب من وضع مخططات ودراسات وأبحاث خاصة بتخريب البنيان الاجتماعي العربي،وإفساد الشباب العربي وتعطيل العقل العربي بأشكال وصور شتى منها على سبيل المثال وليس الحصر،(البرامج التليفزيونية الصهيونية في التلفزة العربية كستار أكاديمي المنسوخ والممسوخ عن ستار أكاديمي الفرنسي وبرنامج سوبر ستار(البرنامج القزم) عن برنامج سوبر ستار الأمريكي وبرامج العري والمسابقات التي تختص بتغيير المفاهيم العربية وحل محلها المفاهيم والقيم الصهيونية وأيضاً برامج (لعبة كرة القدم).
                        قبل ربع قرن وربما أكثر لم تكن مباريات كرة القدم داخل اللعبة السياسية الصهيونية،لكن بعد الفشل الذريع وخيبة أمل زعماء الصهيونية العالمية بتحقيق مآربهم في أرضنا والسيطرة الفعلية على شعبنا العربي تم التوجه إلى كرة القدم باعتبارها تشكل اهتماماً شعبياً عربياً وعالمياً ،وبما أن العرب جزء من العالم فهم يتفاعلون وينفعلون مع أحداثه ،ولا بأس أن يُستخدم هذا العنصر (لعبة كرة القدم) بذكاء كما استُخدمت من قبله عناصر أثبتت صحتها وحققت أهدافها ومن هذه الأهداف سأذكر لكم هذا الهدف المضحك المبكي:
                        في برنامج سوبر ستار الأول(لأنه ما شاء الله سيصل إلى المائة) توصلت الموهوبتان ديانا كرزون الأردنية ورويدا عطية السورية إلى التصفيات النهائية،وليتم اختيار إحداهن فهذا مرتبط بعدد الاتصالات الهاتفية ورسائل (الـsms) وفي الأسبوع الأخير قبل إعلان النتائج سخر الأردن جيوشاً جرارة للتصويت لديانا كرزون ،وسخرت شركات الاتصالات في سوريا جيوشاً جرارة أخرى للتصويت لرويدا عطية إلى أن وصل الأمر بالبلدين الشقيقين كما وصل الأمر بين مصر والجزائر الآن وكادت تحدث أزمة سياسية بين البلدين والشعبين الشقيقين لأن شرف كل بلد مرتبط (بالست المتسابقة)يعني أصبح شرف الأدرن مرتبط بفوز ديانا كرزون وشرف سوريا مرتبط بفوز رويدا عطية.
                        وسخرت الملايين من أجل عيني ديانا ورويدا(و للحق هما تستحقان أنا أؤكد ذلك) وأصبح هم الشعبين الشقيقين لمدة أسبوع هو رويدا وديانا ،وغزة حينها تأن جريحة والجياع في إقليم أوغادين (الصومال الغربي) يموتون وآخرون تسكن في مؤخراتهم العناكب وتحيك حولها الخيوط وهم مازالوا على قيد الحياة.
                        وبالنتيجة انتصرت الأردن على سوريا ،قيل في حينها أن جهات مجهولة صوتت لديانا كرزون (كرمال عيون الملك عبد الله) لأن التحريات أكدت أن عدد الأصوات التي خرجت لصالح رويدا عطية من سوريا يفوق عدد سكان الأردن فكيف انتصرت ديانا كرزون لولا دعم الأصوات المجهولة المصدر لها،وقالوا أيضاً أن الغاية من الموضوع هو كسر رأس سوريا اليابس (والله أعلم).
                        وتكررت الحادثة في دورة أخرى من هذا البرنامج وحصل على سوبر ستار العرب شاب فلسطيني رغم وجود متسابق مصري وجزائري وسوري ولبناني وليبي،فكيف انتصر المتسابق الفلسطيني وقهر كل أولئك المتسابقين (وأذكر حينها كتب أحد الزملاء الصحفيين : والله لو صوتت كل فلسطين ولبنان وسوريا لهذا المتسابق فلن ينتصر لأن كل تلك الأصوات بمجموع عدد سكان تلك الدول لا يعادل عدد سكان القاهرة ،فكيف لو صوت للمتسابق المصري فقط من الإسكندرية والقاهرة وبور سعيد لحصد على أصوات تعادل مجموع أصوات كل المتسابقين))، وتصوروا هنا استنزاف الفكر والطاقة .
                        من المفترض أن هذه البرامج ترفيهية وحسب، لكنها وضعت أساساً (ودون وعي منا) لجس نبض الشارع العربي من خلال قياس درجات التماسك والتآلف والمحبة والوحدة بين أبناء الشعب العربي ،وكيف يمكن التلاعب بهذا الشعب والسيطرة عليه وهل هذا يمكن أم لا.
                        (هل يمكن أن يقتتل الشعب العربي فيما بينه أم هذا افتراض صعب،لأنه من غير الممكن أو من المستحيل أن يقتتل الشعب اليهودي في أي مكان في العالم ،بل الاقتتال بين يهودي وآخر يعتبر ضربا من المستحيل).
                        لكن هل هذا ينطبق على الشعب العربي،وتمت التجربة وتوصلت الصهيونية إلى ما مفاده (نعم يمكن أن نجعل الشعب العربي شعب متقاتل،فهو ليس شعبا واحدا بل وضعيف تسهل السيطرة عليه ويسهل التحكم فيه ،والتجربة الأخيرة كانت تجربة المبارزة الكروية بين الجزائر ومصر.
                        التي أضحت في النهاية مهزلة.
                        حتى الكتاب والأدباء والمثقفين دخلوا في هذه اللعبة وبعضهم بدأ يتباكى على الفريق المصري وآخر يغازل الفريق الجزائري وكأن أحد الفريقين عربيا والآخر يهوديا.
                        ومن أجج سعير هذه اللعبة هي حكومات البلدين ،ووصل الأمر بهما إلى تسيير جيوش جرارة لمرافقة الفريقين إلى السودان بينما لم يسييروا فرداً واحداً إلى جنوب السودان لوقف التمرد والشروع بتقسيم السودان ولم يتفضل أيا منهم بالذهاب إلى دارفور لتكذيب قرار المحكمة الدولية بحق الرئيس البشير بتهمة الإبادة الجماعية، بينما سخروا الناس والعباد والطائرات وقامت البلد ولم تقعد وكأن يوم القيامة أتى،ولم يكتفوا بذلك بل وصل بهم الأمر أيضا إلى استدعاء سفرائهما كل من بلد الآخر،وفي ذات الوقت ما تزال الناس تموت في العراق وغزة والصومال والسودان وغيرها.
                        أليست هذه مصيبة،أليس هذا ما يريده الصهاينة ،أليست هذه لعبتهم القذرة، والله لو كان أحد الفريقين يبارز فريقاً أجنبياً لقلنا (معلش)، لكن كلا الفريقين عربيا،و يخص كل العرب،والهدف النهائي من هذه المباريات هو هدف ترفيهي للشعوب ومن المفترض ألا تسمح الحكومات بالتدخل السياسي في هذا الموضوع وتدعه فترة ترفيهية لشعوبها المستكينة والمسكينة.
                        إن كان نظامنا الرسمي العربي غبياً ومتآمراً،علينا نحن الشعوب ألا نكون كذلك،علينا ألا ندعهم يراهنون على وحدتنا وتماسكنا ومحبتنا المتأصلة لبعضنا البعض.
                        أنا وكثير مثلي من مصريين وجزائريين وباقي العرب،نريد لمصر أن تكسب في هذه الجولة ونريد للجزائر أيضاً أن تكسب الجولة ،هناك مصريون يؤيدون الفريق الجزائري وجزائريون يؤيدون الفريق المصري، ونؤيد الأكثر فناً في هذه المباريات والأكثر إبداعاً،لا شك هناك أفراد في كلا الفريقين على درجة عالية من الحرفية والإبداع،وكلاهما كبيراً وعظيماً ،وكلاهما فخرا لنا،لكن الفخر يكون أكبر وأعظم عندما تكون المبارزة مع الفرق الأجنبية الأخرى.
                        لكن هل تعتقدون أن الأيدي الصهيونية القذرة ستسمح للجزائر بالوصول إلى كأس العالم ،أو هل سيسمحون لها بأكثر من الفوز على الفلبين أو غينيا بيساو أو جزر الرأس الأخضر ،حتى لو كانت مصر هي الرابح في هذه الجولة لن يسمحوا لها بتجاوز حد معين،والحد الذي أرادته الأيدي القذرة ،تحقق وانتهى مع الأسف ،والحكومات هي التي ساعدت على تحقيقه وإضاعة الطعم الحلو لهذه المبارزة بين فريقين عربيين عظيمين .
                        الفريق المصري لم يهزم ،هو فقط لم يربح في هذه الجولة ولا مشكلة في ذلك فهو أمام فريق عربي شقيق يحبه ويعجب بأدائه،ويبقى الفريق المصري فريقاً عربياً كبيراً وعظيماً ،أدى دوره على أكمل وجه بل كان نموذجا ومثالاً يحتذى به،ويكفي كل من يريد أن يفهم لعبة كرة القدم أن يتابع ويتعلم من أداء هذا الفريق.
                        نحن العرب سعداء لأن بيننا لاعبون بهذه العظمة وبهذا الأداء الرائع الذي يتفوق بلا أدنى شك على فرق الأرض قاطبة لو حق الحق ووضع في نصابه.
                        من هنا أقول لا يرضى الفريق الجزائري بإثارة الضغائن ولا يقبل الفريق المصري بأي من أعضائه أن يتباكى أحد عليه بل يزعجه ذلك،كما أنه يتمتع بروح رياضية عالية،سيما وأن له تاريخ كروي كبير ورائع، وهذه النتيجة لا تؤثر على عظمة مصر وقوتها و ريادتها في كل المجالات ،فمصر العظيمة بتاريخها وشعبها بأدبائها الذين تربينا على آدابهم وفنانينها الذين ربينا على فنهم ومثقفيها ومفكريها ورياضييها وشعبها المبدع الخلاّق اللطيف الظريف الطيب الذي يحبه كل مواطن عربي ويستمتع بسماعه وهو يرطن بلهجته المصرية الجميلة الرائعة اللطيفة، هذه النتيجة الكروية التي استغلتها الأيدي القذرة لتعبث بعواطف الشعب العربي وتثير البغضاء والشحناء بيننا لن تؤثر علينا،ولن تؤثر على كون مصر أم العرب و أم الدنيا وستبقى إلى الأبد أم الدنيا شاء من شاء وأبى من أبى وأعني بالضبط بمن أبى وشاء ، أعداء الأمة العربية والإسلامية من اليهود والصهاينة وعملائهم وأعوانهم في العالم أجمع.
                        فأبو الهول مازال شامخاً عظيماً متباهياً بعظمته فهو لم يبكي ولم يؤثر به خدش الحقد على أنفه(كما تفضلت إحدى الكاتبات بالقول) ،بل مازال شامخاً مع أهرامات تحدت بكل عظمتها كل الرياح التي اقتربت منها دون أن تتمكن من مسها بسوء تصيح بوجه أبي الهول قائلة (عمرها ما هزتك الريح يا أبا الهول) ولن تهزه مادام الشعب المصري والشعب الجزائري ومعهما كل الشعب العربي متحابين متضامنين يعيش كل منهم في قلب الآخر،وكلنا نقول مصر أم الدنيا حبيبتي وحبيبة كل العرب والجزائر حبيبتي وحبيبة كل العرب والسودان والعراق والصومال وفلسطين وسوريا ولبنان والأردن وكل دولنا العربية الجميلة و شعبنا العربي المبدع المكافح الرائع.
                        وبالنهاية أقول، لو أني كنت مسؤولة عن الفريق الجزائري البطل والرائع لاستعنت من أجل الجولة القادمة، بلاعبين من الفريق المصري، وشكلت فريقاً عربياً (يمثل كل العرب) بلاعبين مصريين وجزائريين أتحدى بهم فرق العالم وأحرز النصر بالقوة، وأؤكد للأيدي القذرة أن الشعب العربي ليس محط رهان.
                        -----------------

                        سوريا في 20/11/2009


                        التعديل الأخير تم بواسطة يسري راغب; الساعة 21-11-2009, 20:00.

                        تعليق

                        • محمد برجيس
                          كاتب ساخر
                          • 13-03-2009
                          • 4813

                          #13
                          نشكر جميع الأخوة و الأخوات اللذين شرفونا إما بالإطلاع أو بالإشتراك في المسابقة
                          و اليوم نغلق باب الترشيح تمهيدا لفرز الموضوعات و من ثم إعلان الفائزين
                          شكرا لكم جميعا

                          مغـــــــــــــــلق
                          القربُ من ذاتِ الجمالِ حياتي
                          بالعقل لا بالعين ذًقْ كلماتـي

                          تعليق

                          يعمل...
                          X