مسابقة أحسن عمل أدبي بالملتقى 2009 متصفح ( 3 )( القصة و الرواية)

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد برجيس
    كاتب ساخر
    • 13-03-2009
    • 4813

    مسابقة أحسن عمل أدبي بالملتقى 2009 متصفح ( 3 )( القصة و الرواية)

    الأخوة الكرام
    في هذا المتصفح نتلقى موضوعاتكم
    تحت المصنفات الأتية

    القصة
    القصة القصرة
    الروايـــــــــة
    المسرحية

    مع أطيب تمنياتنا بالتوفيق للجميع

    هام جدا : المتصفح خاص باستقبال النصوص ، ومن له استفسار أو تعليق فليتفضل للرابط أدناه :
    http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...t=41796&page=2

    تحياتي.
    القربُ من ذاتِ الجمالِ حياتي
    بالعقل لا بالعين ذًقْ كلماتـي
  • مجد أبو شاويش
    عضو أساسي
    • 08-09-2009
    • 771

    #2
    أتشرف بتقديم مشاركتي
    وهي قصة قصيرة جداً

    بعنوان : رحيل !
    . حين تنعدم الاحتمالاتُ , ويكبرُ في الصغارِ البكاءْ .. ويستّل الجُوع سيفهُ , يجزّ رقابَ أحلامِهْ .. وتتعلّمُ الخيمةُ فنّ الخُضوعِ , فتخرّ سَاجدةً إثرَ طَعناتِ المَطرْ .. لا سَبيلَ سِوى الرّحِيلْ ! . .


    محبّتي ,
    [align=center]
    مُدونتِي :
    [COLOR=black].{[/COLOR][URL="http://d7lm.maktoobblog.com"][COLOR=red] [B]ضِفافُ حُلمْ[/B][/COLOR][/URL][COLOR=red] [/COLOR][COLOR=black],![/COLOR]
    [/align]

    تعليق

    • محمد عبد الحميد خطاب
      أديب وكاتب
      • 29-10-2009
      • 56

      #3
      قصة قصيرة جدا
      حبيبتي
      توقف عند جملة (أحببتك ، أقولها من أعماق قلبى .. ) مسح كل ما كتبه علي ملف الورد .. تأمل بعمق لوحة مفاتيح الكمبيوتر ، وتذكر كيف كان يكتب بحرارة ، وهو يخط بيده خطاباته إليها ، ممسكا قلمه المفضل ، ومشاعره تتدفق من سنه .. طوفان من كلمات ملتهبة تشعل قلب حبيبته ، ويزيد وجه الصفحة اشراقا . أغلق جهاز الكمبيوتر ، وبدأ يكتب بقلمه الازرق (ها قد عدت حبيبتي ... )



      دعوة للحب
      http://khatab38.blogspot.com/
      http://khatab38.riwayat.org/index.htm

      تعليق

      • محمد عبد الحميد خطاب
        أديب وكاتب
        • 29-10-2009
        • 56

        #4
        المسرحية غنوة للسلام
        المنظر الاول
        ديكور : .. قصر الحاكم .. صالة القصر : الحائط المواجهة للجمهور بها باب جانبى يفضى الى داخل القصر بجانبه شباك كبير مسدود بأسياخ حديدية .
        الحائط الايسر امامه كرسى العرش يرتفع ثلاث درجات .. تفترش سجادة حمراء الارض حتى نهاية الصالة .. الحائط الايمن باب يفضى الى الخارج .
        يدخل من الجانب الايسر عدة جنود يتقدمهم القائد .. يتوقف القائد مذهولا عند رؤية كرسى العرش يرفع يده اليمنى للجنود كى يتوقفوا .. ينظر بانبهار الى المقعدين المزخرفين وهو يتحرك تجاهه فى رشاقه فى الوقت ذاته يتجه ثلاث جنود ناحية الباب المواجه .. اما باقى الجنود فيتابعون الموقف .
        يدور حول المقعدين ثم يجلس على احدهما وينظر الى الجنود بتعالى وعظمه .. ويشير الى احدهما فيتقدم نحوه واضعا سلاحه تحت قدمه ويركع ثم يحمل سلاحه ويقف خلفه .
        الامبراطور : ها .. اخيرا .. كرسى العرش { يكلمهم بشموخ } يارجال من زعيمكم
        الجنود : { ينظر الجنود الى بعضهم البعض ثم يصيحون فى وقت واحد } عاش الامبراطور الجالس على العرش { يرفع يده لتحيتهم فتزداد همتهم } وعاشت زوجة الامبراطور التى لم تجلس على العرش بعد .. واولاد الامبراطور الذين لم ينجبهم بعد .
        الامبراطور : شكرا . والان انصرفوا كلكم ما عدا قادة الانقلاب { ينصرفوا الجنود ما عدا خمسة رجال فقط } طريق طويل وشاق جدا . هو طريق الحرية .. الحرية دره المماليك وصولجان العزة والكرامة .. نعم لقد قطعنا طريق طويل يا اصدقاء لكى نصل الى العرش ،لا ولذلك وجب علينا المحافظة على المكاسب التى حققناها .. اليس كذلك ؟
        الجميع : طبعا يا زعيم
        الامبراطور : { لنفسه } زعيم الظاهر انهم لم يفهموا بعد { للقاده } يجب ان نبدا العمل فورا وسوف نبدا بتوزيع المناصب القيادية واولى هذه المناصب منصب الامبراطور امبراطور البلاد .. انا انصب نفسى امبراطورا مطلقا للبلاد ولكم مطلق الحرية فى اختيارى امبراطورا للبلاد او عدم الموافقة { صمت } واعدكم بشرفى ان من يعارض وجودى كإمبراطور لن أؤذيه ولن المسه .. بل سأسمح له بمغادر البلاد فى امان .. فمهما يكن فانتم ساهمتوا بجهد رائع من اجل الحرية .
        الجميع : نحن جميعا موافقون على وجودكم كإمبراطور للبلاد . اطال الله بقائكم طوال الدهر ربيب نعمتنا وحامى حمانا وقصر عمر اعدائكم اعداء الشعب .
        الامبراطور : والان رفقا بمستقبلكم ومستقبل اولادكم .. ومن اجل دموع الرجاء التى تسح من اعينكم .. ولاجل الحب الجارف الذى تحملونه لى .. اعلنكم اننى موافق .. نعم وافقت ان اكون اول امبراطور منتخب للبلاد نعم وافقت . فلا يجب ان يتخلى الزعيم عن شعبه ابدا .
        الجميع : الشكر لك يا اعظم امبراطور حكم البلاد { يتقدم كلا منهم ويركع امامه ويضع سلاحه تحت قدميه ويرجع للخلف }
        الامبراطور : والان .. حتى تعرفوا الى اى مدى انا راجل ديمقراطى ساترك لكم تحديد موعد تنصيبى امبراطورا للبلاد .
        الجميع : الشكر لك يا امبراطورنا الحكيم
        الامبراطور : ما رايكم فى يوم السبت ؟
        الجميع : عظيم يا امبراطورنا الحكيم
        الامبراطور : اذا ابلغوا الشعب بالميعاد . اريدهم ان يحضروا الاحتفال جميعا ويفرحوا .
        الجميع : { همهمات بكلمات متناثرة } ناس ! .. ناس ! لم نجد احد .. هل رايتم احد ؟
        الامبراطور : {يصرخ فيهم } ما هذا ؟ .. ما بالكم تتحدثون مثل قطيع من الاغنام هاجمتهم الذئاب . فلتحدثونى بما افهمه بدلا من هذه الثرثرات التى لا افهمها .. الناس .. الناس ماذا اصابهم ؟
        سمعان : يا سيدى القائد . انا سمعان خادم مطيع لسيادتكم وقائد لاحدى فصائل الجيش التى كان لها الشرف فى المشاركة فى الحرب تحت قيادتكم .
        الامبراطور : لم أسائلك عن نفسك وانما نسألكم عن الشعب
        سمعان : يا مولاى اعطنى الفرصة وساشرح لك كل شئ
        الامبراطور : { بتعجب } تشرح ماذا ؟ انا لم أسائلك عن المجهول .. لم أسائلك عن عدد حصى الطريق .. كل ما سالت عنه { يسكت } الناس .. اين الناس ؟ اياكم تكونوا { يهزون راسهم لاعلى واسفل } قتلتوهم جميعا ؟
        سمعان : يا سيدى نحن لم نقتلهم جميعا بل طردناهم من إمبراطوريتنا العظيمة
        الامبراطور : اى ذنب جنيت ليبتلينى الله بكم .. كلما استوليت على مدينة تخلوها من الناس .. عشر سنين وانا اطارد الناس دون طائل ..
        سمعان : يا سيدى
        الامبراطور : { يتكلم كانه يبكى } انا ليس لى حظ فى الدنيا .. ياربى هو حلم واحد ان اكون امبراطورا مثل كل الإمبراطورات على وجه البسيطة .. لى شعب يقوم على خدمتى { يتحرك تجاه الجمهور } كثير على ان اكون حاكم بحق وحقيقى .. نفسى فى شعب .. ولو عدد قليل من الناس . احكمهم .. اقتل هذا ، اعفوا عن هذا ، اشرد هذا { يسكت قليلا } ارزقنى بشعب يارب حتى يتحقق حلمى . يارب كثير على ان يكون لى شعب .
        سمعان : لا يا مولاى
        الامبراطور : اذا فلما تفعلون هذا بى ؟
        سمعان : لاننا نخاف على سلامتكم يا مولاى
        الامبراطور : ممن
        سمعان : من الشعب .. فالبلاد التى تحتلها شعوبها مثقفة ذاكرتها تعى كل شئ وليس من السهل عليهم قبول ملك جاهل مثلك يا مولاى
        الامبراطور : ماذا تقول .؟ جاهل ! انا جاهل !!
        سمعان : لا اقصد يا مولاى جاهل بالمعنى المعروف عنك عند الناس انك لا تعرف القراءة والكتابة ولكن الجهل بطبائع هذه الشعوب يا مولاى . فهى شعوب شريرة لا امان لها
        القائد : ايعد هذا سببا لتطردوا شعبا باكمله .. اتركوا لى بعضهم لا أتباهى بهم امام الإمبراطوريات الاخرى .
        سمعان : طلب بسيط يا مولاى
        الامبراطور : { بسخرية } طلب بسيط .. تقول طلب بسيط
        سمعان : نعم يا مولاى
        الامبراطور : كيف وانت تقول { يقلده } نحن لم نقتلهم بل طردناهم من إمبراطوريتنا العظيمة
        سمعان : لقد تركنا يا سيدى العجائز والسيدات والاطفال
        الامبراطور : عظيم :{ يتوقف عن الكلام وكانه بهت } عجائز وسيدات واطفال وماذا افعل بهم ؟
        سمعان : يامولاى : المسنين لا حول لهم ولا قوة نستطيع ان نفرض عليهم ارادتنا كيفما نشاء ولا طموح لهم ولا امل والنساء كذلك .. اما الاطفال فهم غايتنا .. نربيهم على افكارنا ونطعمهم مبادئنا وهكذا يشبون على طاعة مولاى وحبه . وهكذا ايضا نخلق شعبا جديدا بعيدا عن الشعب القديم الذى ترعرع على افكار ومبادئ الحاكم العادل ..اقصد الظالم حمدان
        الامبراطور : اذا فقد طردتم الشباب
        سمعان : نعم يا مولاى طردناهم بعد ان هزمناهم فى موقعة الانتصار العظيمة
        الامبراطور : ولكن الا يشكلون خطرا على دولتنا ؟
        سمعان : فى الحقيقة يا مولاى
        الامبراطور : { مقاطعا } لا اخشى شيئا فى دنياى هذه سوى كلمة الحقيقة هذه فهى دائما تاتى بما لا يرضينى .
        سمعان : فى الحقيقة يا مولاى انهم كونوا .. بل اعادوا تكوين جيشهم وتنظيم صفوفهم ليشنوا حربا علينا
        الامبراطور : حربا علينا
        سمعان : لكننا يا مولاى لن نسكت عليهم .سوف نلقنهم درسا لن ينسوه
        الامبراطور : عظيم .. عظيم .. اذن فلتنتهى مشاورتكم بخصوص مستقبل البلاد واخبرونى بالنتائج فيما بعد . والان أترككم لاخذ قسطا من الراحة { يتتاوب } لم نستريح منذ فترة طويلة { يتحرك فيجتمعوا فى حلقة للتشاور لكنه يتوقف فيعودوا كما كانوا } سمعان تعالى هنا
        سمعان : سمعا وطاعه يا مولاى
        الامبراطور : سمعان
        سمعان : نعم يا مولاى
        الامبراطور : سمعان سوف اكلفك بمهمة صعبة نوعا ما
        سمعان : الصعب يهون يا مولاى لاجلكم
        الامبراطور : ممتاز يا سمعان اعرف انك تستطيع عمل الكثير لذلك { يتوقف}
        سمعان : اامر يا مولاى
        الامبراطور : بالطبع انت تعلم يا سمعان انى الى هذه اللحظة لم اتزوج ولم انجب وليا للعهد
        سمعان : { لنفسه } بالطبع ما دمت لم تتزوج فانت لم تنجب { للامبراطور } اه لا تنكا الجراح يا مولاى . انا ايضا لم اتزوج حتى الان
        الامبراطور : سوف ازوجك يا سمعان بعد ان اتزوج انا
        سمعان : تتزوج يا مولاى
        الامبراطور : اخفض صوتك يا ابله
        سمعان : اه لقد نسيت { بصوت هامس } تتزوج يا مولاى خبر عظيم .. و متى يتم الزفاف يا مولاى . لاشك انه سيكون اسعد يوم فى حياة الامبراطورية .. متى يتم الزفاف يا مولاى ؟
        الامبراطور : هذا ما اردتك شانه
        سمعان : انا يا مولاى طوع امرك
        الامبراطور : اريدك ان { يقترب من اذنه وبصوت قريب من الهمس } اريدك ان تختار لى بنفسك زوجة وابن
        سمعان : { باندهاش } ماذا ؟ زوجه وابن
        الامبراطور : نعم زوجة اتزوجها وابن ليكون ولى العهد
        سمعان : لكنى اعلم يا مولاى ان الفرد منا يتزوج اولا ثم ينجب من صلبه ابن يورثه .. لا ان يتزوج اسرة باكملها
        الامبراطور : اسمع ما اقوله لك .. انت تعلم اننا نعيش حياة غير مستقرة لذلك اريد تكوين اسره باسرع ما يمكن لترث العرش من بعدى بعد عمر طويل طبعا .. فهمت
        سمعان : فهمت يا مولاى
        الامبراطور : الحمد لله .. اذا نفذ ما اقوله لك
        سمعان : سمعا وطاعه يا مولاى .. سأفتش فى طول البلاد وعرضها وآتيك بأجمل امراة وافضل طفل من يليقوا بمولاى .
        الامبراطور : عظيم يا سمعان انا مسرور منك لذلك ساعينك وزيرا لإمبراطورية باذنجلنتان{ يتوقف عند الكلمة ويكررها باذنجلنتان اسم غير لائق لنسميها باذنجانه باذنجانه واحدة تكفى }
        سمعان : اقترح يا مولاى ان نسميها باسم مولاى : امبراطورية رشدان
        الامبراطور : لا لا اخشى ان يتهمنى الشعب بالغرور
        سمعان : على العكس تماما يا مولاى انه فخر وشرف لهم ان يقترب اسم امبراطوريتنا باسمك يا مولاى ارجوك لا تحرم الشعب من هذا الشرف
        الامبراطور : اذا فلنغير اسم امبراطوريتنا الحبيبة الى امبراطورية رشدان ولنغير اسماء الشهور الاولى من كل سنة ليصبح رشدان . اطلق منادى فى البلاد يخبرهم بهذا الاسم { يخرج يتبعه الحارس } لا تنسى ما كلفتك به
        سمعان : بالطبع يا مولاى { ينظر للقادة } والان بما انى وزيرا للبلاد سوف اختار منكم ممثلى البلاد { صوت من الخارج يدخل على اثره نساء واطفال وعجائز تبدو ملابسهم رثه وفى حالة من الاعياء }



        اظلام

        المشهد الثانى

        ديكور : نفس الديكور السابق
        الشعب { شيوخ ونساء واطفال مصطفون بطولة الصالة .. يبدو عليهم الاعياء والتعب .. ملابسهم رثه ووجه مترب ومعظمهم يضعون جبيرة على احدى ايديهم ، وعدسة سوداء تحجب احد اعينهم .}
        تجلس على كرسى العرش امراه بهية الطلعة تضع تاج على راسها .وعدسة سوداء على احدى عينيها ويجلس على احدى درجات السلم المؤدية لكرسى العرش . طفل صغير ، ايضا فى احدى عينية عدسة سوداء . وجبيرة فى يده اليسرى .
        خمسة جنود يمثلون حاجزا بين الشعب وكرسى العرش { الشعب جالس على الارض }
        الام جالسة على العرش تحدث ابنها
        الام : تعالى يا سامر . تعالى يا ابنى اجلس بجانبى
        سامر : لا يا امى مكانى الحقيقى ليس هنا .. مكانى الحقيقى هناك بين ابناء بلدى .. اعيش بينهم .. مثلى مثلهم العب معهم { الاولى } اعفر وجهى وملابسى بالتراب وارجع لكى اخر النهار توبخينى وتهددينى { يقلدها } ان لم تكف عن لعبك فى الشارع سوف أضربك .. اى والله سوف اضربك علقة ساخنه تكون خير رادع لك . وانا اضحك وانت تضحكين وتأخذينى فى حضنك وتقبلينى . وعلى صوتك الدافئ انام كل ليلة وأنتى تحكى لى حكاية الشاطر حسن .. وتقولين لى اتمنى ان أراك يوما بطلا مثله . اتذكرين يا امى ؟
        الام : نعم يا بنى لكن ..
        سامر : اذا لماذا لا نعود الى بيتنا وننتظر هناك لحين عودة والدى من الجيش
        الام : اصمت يا بنى .. اصمت
        سامر : لماذا يا اماه
        الام : لان { بتردد } اه ماذا اقول ؟ . يا ابنى لقد مات ابيك فهمت الان ؟
        سامر : { بحزن } مات .. كيف يا اماه
        الام : مات كما مات اخوك .. وكما ماتت اختك .. وهل هذا شئ يحتاج الى تفسير
        سامر : أو تعلمين يا اماه انى اكره الموت كما اكره ذلك المنتفخ تيها وغرورا
        الام : من هو ؟
        سامر : الإمبراطور
        الام : لكنك لم تراه حتى الان فكيف عرفت انه ممتلئ تيها وغرورا ؟
        سامر : لقد رايته
        الام : لا لم تراه
        سامر : بل رايته
        الام : واين رايته ونحن لم نأتى الى هنا سوى هذه اللحظة فقط
        سامر : عندما هاجموا قريتنا يا امى .. كانوا كثيرين ويحملون أسلحة ترج النيران منها كما تتساقط المطر من السماء .. يوم رايتهم يقتلون اخى .. خفت يا امى .. جريت نحو عشة الفراخ فى مؤخرة منزلنا ورايته هناك .
        هامش / لعبة للصبية من التراث الشعبى
        الام : رايت من ؟ الامبراطور ..
        سامر : لم يكن امبراطور انذاك
        الام : وماذا كان ؟
        سامر : يارق دجاج يا امى .. لقد قال هذا بلسانه
        الام : اصمت
        سامر : لن اصمت حتى تصدقينى
        الام : اصمت اذا فقد صدقتك لكن لا تخبر احد بذلك . فلا يصح ان تقول ذلك عن اباك الجديد
        سامر : ماذا . ابى !! هذا سارق دجاج
        الام : اصمت يا بنى بالله عليك .. لقد اختارنى الامبراطور لاكون زوجته واختارك لتكون ابنه
        سامر : لن اقبل
        الام : يا سامر يا حبيبى الم تقل انك تحب ان تكون بطلا
        سامر : نعم لكنى لم اقول انى اريد ابا جديدا
        الام : لكنك يا بنى لو وافقت على ان يكون الامبراطور والدك فسيعم السلام بلادنا الحزينة وتعود الابتسامة { تشير الى افراد الشعب } الى الشفاه .. انظر اليهم يا ولدى كم هم بؤساء انها فرصتنا الوحيدة لانقاذ انفسنا وانقاذهم .
        سامر : هل تعتقدين هذا يا اماه
        الام : بالطبع يا بنى
        سامر : اذا فقد قبلت
        الام : عظيم يا بنى لكن من اجل خاطر امك ياولدى لا تذكر شيئا عن سرقة الفراخ والا هلكنا جميعا
        سامر: ولكنى رايته
        الام : بنى
        سامر : كما تحبين يا اماه
        الام : رعاك الله ياولدى
        { صوت بوق يعلن عن قدوم الامبراطور . حارس ينهض جميع الجالسين } تعال يا بنى هنا بجانبى { يدخل الامبراطور وخلفه الوزير الاكبر وخمسة وزراء والحارس .. يجلس الامبراطور على كرسى العرش بجانب الإمبراطورة لكنه عندما يراها يقفز من مكانه .. يحاول الابن ان يرتمى فى حضنه لكنه يبتعد عنه }
        الامبراطور : ياه .. ياساتر .. بسم الله الرحمن الرحيم .. يا حراس { الحارس يسحب الابن }
        سامر : يا مولاى انا ابنك .. انا ولى العهد
        سمعان : { للحارس } اتركه { للامبراطور } انت يا مولاى فطن عبقرى تحب ان تختبر صلابة ابنك امام الشعب
        الامبراطور : انا
        سمعان : لكن اطمئن يا مولاى ابنك عظيم مثلك تماما { يقترب منه وبصوت هامس } يا مولاى هذا هو ابنك وهذه زوجتك الجالسة على كرسى العرش اليس هذا ما اتفقنا عليه ؟
        الامبراطور : اه ما اتعس حظى فى الدنيا .. حتى الزواج حظى فيه سيئ
        سمعان : { يهمس له } يا مولاى .. يا مولاى .. انت امرت وانا نفذت
        الامبراطور : ليتك ما نفذت .. لقد امرتك ان تختار لى زوجة وابن .. لا ان تاتى لى باحفاد دراكولا
        سمعان : يا مولاى للأعمال العظيمة ثمن
        الامبراطور : اى اعمال عظيمة هذه .. اتسمى هذه الاعمال عظيمة .. امبراطورة تخبى احدى عينيها بعدسة سوداء مثل القراصنة .. وابن يده فى جبيرة ويضع على عينه عدسة سوداء .. ابن بالتقسيط يعنى اخذ نصفه الان والباقى على عشرون عاما .. وتريدى ان اقدم للشعب اعمالك العظيمة هذه . لا بد انه اصابك مسا . لا بل اصابنى انا عندما وثقت بك
        سمعان : العفو يا مولاى .. اعطنى فرصه اشرح لك
        الامبراطور : لا تشرح لى ولا اشرح لك .. خذهم من هنا حالا . لا اريد اسرة .. حسبى الله ونعم الوكيل
        سمعان : كما تحب يا مولاى .. لكنى اطمع فى ان تسمعنى
        الامبراطور : تحدث : افرغ ما فى جوفك .. هيا انى اسمعك
        سمعان : يا مولاى الاعمال العظيمة اتلى اقصدها هى فتوحات مولاى .. او تذكر يا مولاى قبل بدء رحلة الكفاح ضد الظلم مركزنا فى الجيش {الامبراطور يزوم } كنت سيادتكم مجرد عسكرى لا طلع ولا نزل
        الامبراطور : اه لقد بان حقدك على لانك كنت مساعد وانا عسكرى { لنفسه } اسرق الفراخ .. ورغم ذلك اصبحت زعيمك .
        سمعان : على العكس يا مولاى .. انا سعيد لانى تشرفت بقيادتك .. كل ما اقصده اننا ابدعنا من الصغر واخذنا الحكم بقوة السلاح مما كان له بعض الجوانب السلبية منها ان الشعب يكرهنا وانه لم يقبلنا الا انه مجبر على ذلك هذا من ناحية .. ومن ناحية اخرى فهم الجنود خطبة سيادتكم العصماء باننا نقصقص اجنحة الظلم خطا وقصقصوا اجنحة الشعب {يزوم }والنتيجة كما ترى شعب مشوه نتيجة جهل { يزوم } الجنود .. لذلك كانت هذه الوسيلة الوحيدة لكسب ود الشعب .
        الامبراطور : { يفكر قليلا } او تعلم سبب صبرى عليك حتى الان ؟
        سمعان : ما السبب يا سيدى ..؟
        الامبراطور : اخلاصك وبعد نظرك
        سمعان : شكرا يا سيدى .. لكن للاسف اسات الفعل هذه المرة . عذرا يا سيدى ساخذها من هنا الان
        الامبراطور : { باستنكار } تاخذ مين ؟ { لابنه } ابنى يا حبيى تعالى فى حضن ابيك { يتجه ناحيته لكنه يتفاداه } ويتجه ناحية الكرسى زوجتى الامبراطورة الحسناء .. يا ليوم سعدى زوجة حسناء وابن فتى .
        الام : انه يوم سعد لنا جميعا يوم تنصيبك امبراطورا على الشعب
        سامر : والدى الامبراطور
        الامبراطور : نعم يا ولى عهدى
        سامر : لو طلبت منك اى شئ تحضره لى
        الامبراطور : بالطبع يا بنى المملكة كلها ملك لك
        سامر : انا لا اريد المملكة .. اريد ان تشفى يدى وتعيد لى نور عينى الخابية
        الامبراطور : هـ هـ .. م صعب يا بنى بل مستحيل اطلب شئ اخر وساجيبه على الفور
        سامر : اذا اعيد لى ابتسامتى
        الامبراطور : صعب يا بنى
        سامر : اذا اسمح لى ان اعيد الابتسامة للشعب
        الامبراطور : سمحت لك .. لكن كيف ؟
        سامر : بان تجعلنى وزيرا للسعادة .
        الامبراطور : وزيرا للسعادة
        سامر : نعم السعادة التى نسيها الشعب .وبذلك استطيع اعادتها لهم
        الامبراطور : لك ما تريد .. ما يهمنى هو سعادة الشعب وسعادتك ايضا
        سامر : لى طلب اخر
        الام : لا تهرق والدك الامبراطور بكثرة طلباتك
        الامبراطور : دعيه يا زوجتى العزيزة { لابنه } اطلب يا بنى
        سامر : نعيش فى سلام دون حروب .. دون موت او خراب
        الامبراطور : الدولة يا ولدى اعدائها كثيرون والحروب فى كثير من الاحيان امرا لا يمكن تفاديه
        سامر : على الاقل فلنحاول يا والدى
        سمعان : { مخاطبا للشعب } ايها الشعب لقد انقشع الظلم وجاءكم عهد جديد من الحرية والرخاء والازدهار على يد محرر البلاد من الطغيان { يشير الى الامبراطور وينتظر التصفيق ، لا يصفق احد من الشعب . الجنود يصفقوا }
        الامبراطور : لماذا لا يصفقون
        سمعان : سيادتك تعلم انهم خارجون لتوهم من معركة جرحى ومصابون
        الامبراطور : اه .. مفهوم .. اذا دعنا ننهى هذه المسالة بسرعة
        سمعان : وبالرغم من ان الامبراطور يعلم تمام العلم مدى حبكم له واخترتموه حاكما عليك له الامر ولكم الطاعة سوف ياخذ رايكم فى توليه السلطة .. والان الموافق انه يبقى امبراطورا للبلاد يرفع يد واحده والمعترض يرفع يديه الاثنين { الكل يرفع يدى واحدا } عظيم .. عظيم . كلكم موافقون { ينظرون الى بعضهم بحسرة ويشيرون بايديهم بعلامة { الرفض } عظيم بيحبوك يا مولاى .
        الامبراطور : { يشير لهم بيديه } شكرا .. كنت واثق من ولائكم لى
        سمعان : والان يا مولاى بعد الاجماع الساحق من الجماهير على شخصكم اقدم لكم التشكيل الوزارى الجديد { يشير الى الوزراء }
        الوزير الاول : الجندى علوان وزير للامن الداخلى
        علوان : مولاى .. اقسم على اداء واجبى على اكمل وجه وان لا اتوانى فى سبيل حماية امن البلاد وامن مولاى { يهز الامبراطور راسه بالايجاب }
        سمعان : { الوزير الثانى } الجندى الثانى علوان وزير الامن الخارجى
        علوان : مولاى .. اقسم على اداء واجبى بقدر ما استطيع لحماية امن الامبراطورية
        سمعان : الوزير الثالث الجندى علوان وزير التعليم فى امبراطورية مولاى
        الامبراطور : {ينتفض ويشير لوزير الاكبر } اجننت وزيرا للتعليم !!تريد ان يفهم الشعب .. تريد ان تهز اركان دولتنا
        سمعان : يا مولاى صحيح ان الشعب سيفهم لكنه سيفهم ما نريده ان يفهمه .. او تعرف يا مولاى ان حاكم الدولة المجاورة لنا ظل يحكمها طوال ثمانين عاما عاصر خلالها اجيال واجيال
        الامبراطور : كيف ؟ ها .. كيف ؟
        سمعان : التعليم ا مولاى مكن ان يرفع دولة الى عنان السماء او يزيلها من على خريطة العالم
        الامبراطور : انت اكبر داهية يا سمعان
        سمعان : خادم مولاى .. والان اقدم لك وزير التعليم الجندى علوان
        علوان : { يمسك بورقة ليقرا } يعدلها له الوزير علوان محاولا القراءة . اتعهد يا مولاى اتعهد يامولاى
        سمعان : شكرا للوزير علوان .. والان اقدم لكم الوزير الرابع الجندى علوان .وزير الضرائب والانتاج .
        علوان : اعد سيادتكم انى اجمع كل مليم فى الدولة واعطيهم لسيادتكم
        الامبراطور : اشكركم والان اعلن امامكم هذه السيدة زوجة لى وهذا الطفل ولى للعهد ووزيرا للسعادة

        إظلام

        المشهد الثالث
        نفس الديكور السابق .. يجلس الاطفال فى صالة القصر ويجلس فى مواجهتهم ولى العهد والشيخ الاكبر
        ولى العهد : والان يا اخوانى الاطفال التعساء .. جاء دورنا كى نقدم لاهالينا شئ يضمر جروحهم ويعيد البسمة اليهم .
        طفل [1] : نقدم لهم شئ يضمد جراحهم ويعيد اليهم البسمة .. نحن من نحتاج الى من يعيد الينا البسمة التى سرقها منا والدك الظالم
        طفل [2] نريد ان نعرف الان لماذا احضرتنا الى هنا . كى نشكره على ما فعله بنا وباهلينا
        ولى العهد : يا اخوانى اسمعونى
        طفل : لا سمع لك ولا طاعه { صخب }
        الشيخ الكبير : اسمعونى يا ابنائى { صمت } ولى العهد لا ذنب له فى كل ما حدث .. انها ضريبة الحروب والحقد والضغائن والاطماع دائما دفع ثمنها الشعوب واول ضحاياها الاطفال ليت لهم ما لقلوب الاطفال من طهارة ونقاء وبراءة . اذا لا ينتهى الظلم بيننا . لكن برغم قبح ما حدث يظل فى ايدينا شئ نفعله لرفع الظلم وارجاع اهالينا الى بلدهم
        طفل [1] : وكيف ذلك يا مولاى ؟
        طفل [2] : ان اهالينا كونوا جيشا قويا على حدود الامبراطورية وسياتوا لتخليصنا من الظلم
        الشيخ الكبير : وهذه كارثة الكوارث يا اولادى
        ولى العهد : ولما يا شيخنا الكبير ؟
        الشيخ الكبير : لقد رايتم يا اولادى بانفسكم الحروب وما فعلته بنا وبكم .. وما حل بنا من خراب
        طفل [1] : بالطبع يا مولاى
        الشيخ الكبير : ما بالكم بحب اخرى .. سيكون مؤداها دمار البلاد وتركها لقمه سائغه فى ايدى الاعداء المترصدين لها .. لا احد يرحم الضعيف يا اولادى .. وبهذا الشكل بدلا من ان يكون الامر بيننا ونستطيع اصلاحه ينتقل الى خارج الدولة مما يعرضنا الى اخطار لا يعلم مداها الا الله .
        طفل [3] : وهل معنى هذا انك موافق يا مولاى على ما حدث لنا ؟
        الشيخ الكبير : لا بالطبع يا بنى .. لكن يجب وضع نهاية لهذه الدائرة الرهيبة من الدمار والخراب
        ولى العهد : اخبرنا بالطريقة يا مولانا
        الشيخ الكبير : الحب .. نعم الحب .. الحب الكلمه السحرية التى عن طريقها نعيد البسمة للشفاه ونزيل الظلم من حياتنا .
        طفل [2] حب ! سعادة .. نعطى ما حرمنا منه
        الشيخ الكبير : يا بنى الحب والسعادة شئ فطرى فى الانسان ونستطيع ان نعرف معناهم وذلك عن طريق العطاء والتفانى فى مساعدة الاخرين .
        ولى العهد : انا عندى فكرة ستساعد على ان يحل السلام فى ربوع دولتنا
        الشيخ الاكبر : وما هى يا بنى فتح الله عليك
        ولى العهد : نشكل وفد منا .. تكون مهمته مقابلة الثوار على الحدود واقناعهم بالعدول عن الحرب وفى مقابل ذلك نقنع والدى الامبراطور بالعفو عنهم .
        طفل [1] لم نسمع عن حاكم اصدر حكم بالعفو عن اعدائه
        ولى العهد : اه .. فعلا .. نريد فكرة نستطيع بها اقناع والدى بفكرة العفو
        طفل [2 ] :صعب
        ولى العهد : نقول له ان البلاد حالتها تتدهور يوم بعد يوم وان الحاكم لا يستطيع ان يحكم بدون شعب يعمل وينتج ويشارك الحاكم فى تحمل المسئولية .. ولا الشعب يستطيع ان يعيش بدون حاكم يقوده بالعدل والحكمة
        طفل [1] عدل وحكمة ……. عدل وحكم .. كلمات جميلة لها تاثير موسيقى
        العدل ابن الحكمة والحكمة ام الحياة
        طفل [2] العدل ثمن الحب
        طفل [3] والحكمة انتاج خبراتنا
        طفل [2] نطبقها تسعد حياتنا
        طفل [1] ان العدل والحكم يضئ لنا الحياه
        ولى العهد : نور الانتاج .. نور الازدهار .. نور الرخاء :.. نور السلام
        الشيخ الاكبر: اقسم يا اولادى انتم تقولون الصواب .. والان قولوا ورائى
        السلام نور حياتنا .. نور قلوبنا .. لا تطفئ نور حياتنا
        الاطفال { يرددون ورائه }.. { يدخل الجنود ويحيطون بالحشد يدخل خلفهم وزير الامن الداخلى والخارجى } . دون
        وزير الامن الداخلى : انقلاب .. انقلاب { دون ان يلتفتوا لشئ } خيانة .ز انهم الف من الخونة الحاقدين على امبراطورنا العظيم .. هل ترى ما اراه يا وزير الامن الخارجى
        وزير الامن الخارجى : [ ينبه ] ليسوا الف من الخونة ولا يوجد خونه
        وزير الامن الداخلى : اتكذب عيناى انظر وانت ترى
        وزير الامن الخارجى : { يشير الى ولى العهد } انظر انت .. وانت ترى
        وزير الامن الداخلى : { ينظر فيقول بذهول } ولى العهد عفوا يا مولاى .ز عندما سمعنا الهتافات المعادية لامبراطورنا العظيم ظننا انه انقلاب
        ولىا لعهد : وماذا سمعتم
        وزير الامن الداخلى : كلام غريب مثل الحرية ، العدل ، السلام كلمات من هذا القبيل . كلمات لا يقولها الى اناس حاقدون يريدون تعطيل مسيرة الحكم
        ولى العهد : { بسخرية } مسيرة الحكم وهل تعطل الحرية مسيرة الحكم . هل يعطل العدل مسيرة الحكم . ؟
        وزير الامن الداخلى : مولاى .. سيادتكم تعلم ان اعداء البلاد كثيرون ولو تركنا الحبل على الغرب سيدمروا دولتنا .
        ولى العهد : هكذا .
        وزير الامن الداخلى : نعم يا سيدى { ينظر للاطفال والشيخ الكبير } قم لا يصح مناقشة امور كهذه امام عموم الشعب .
        ولى العهد : لماذا ؟ الا يهم هذا الكلام . ام لك راى ثان يا سيد علوان { الاثنان نعم }{ يدخل الوزير الاكبر ووزير التعليم } ها هو الوزير الاكبر قد حضر .
        سمعان : السلام على ولى العهد
        ولى العهد : وعلى الوزير الاكبر السلام
        سمعان : { ينظر حوله } رعاع .. هل حاولوا الاعتداء عليك يا مولاى ؟
        ولى العهد : لا انا والشعب كنا نتحدث فى امور تهمهم
        سمعان : مثل ؟
        ولى العهد : لو اخبرتك هل تساعدنا ؟
        سمعان : بالطبع يا مولاى . انا خادم امين للشعب وللإمبراطور فى المقام الاول
        ولى العهد : اذا سوف اقول لك
        سمعان : كلى اذان صاغية يا مولاى
        ولى العهد : طبعا يا وزير البلاد انت تعلم مقدار ما عانته البلاد فى الحرب التى انتصر فيها والدى .
        سمعان : بالطبع يا مولاى فالحرية ثمنها غالى جدا
        ولى العهد : وكانت نتيجة الحرب ان والدى وصل الحكم .
        سمعان : ادام الله حكمه
        ولى العهد : ومعظم الثوار قابعون الان على الحدود يستعدوا لشن حرب علينا لاسترداد العرش
        سمعان : الخونة
        ولى العهد : وذا يعنى حرب اخرى ودمار اكبر .. سيدفع ثمنها الكل
        سمعان : اطمئن يا مولاى عندنا جيش قوى يستطيع ردع كل من حاول الاقتراب من حدود دولتنا
        ولى العهد : تقضوا عليهم
        وزير الامن الخارجى : نعم يا مولاى جيش قوى جدا
        ولى العهد : لكن الاخبار التى وصلتنى تقول انهم اكثر عددا منكم وعدة وجيشهم يستطيع ان يسعفكم فى ثانية
        وزير الامن الداخلى : { يتجه ناحيتة ويرد بقوة } و هذه الاخبار كيف عرفتها ؟ قلت كم عددهم ؟
        ولى العهد : { يسحب يده من يد .. } اجننت تحدثنى بهذى انا ولى العهد بهذه الطريقة
        وزير الامن الداخلى : اسف يا مولاى انت تعلم متاعب الامن لذل ارجوك يا مولاى ان تساعدنا
        ولى العهد : نستطيع مساعدتكم واراحتكم من حرب خولها معناه هزيمة محققة
        سمعان : اسمع اقتراح مولاى
        ولى العهد : نكون وفد من الشعب برئاستى تكون مهمتا الوساطه بينكم وبين الثوار وتجنب الحرب
        سمعان : نعرض الامر على الامبراطور ونرى
        ولى لعهد : اعلم مدى قدرتك على اقناع الامبراطور بهذه الفكرة لذا ساعدنا على اتمام هذه المهمة
        سمعان : لك ما تريد ياسيدى






        المشهد الرابع

        الديكور : المسرح منقسم الى نصفين : النصف الايمن يقف الثوار فى منطقة جبلية صعبة والنصف الاخر القصر حيث الامبراطور جالس على العرش وبجانبه الامبراطورة والوزراء
        تستخدم الاضاءة بشكل رئيسى فى المشهد
        الاضاءة مسلطة على الجانب الايسر
        الامبراطورة : ابنى .. انا خائفة على ابنى من غدر الثوار
        الامبراطور : خوفى عليه كثر من خوفك .. انه الابن الحلم الذى تمنيته ابن شجاع يمكنه تحول المسئولية بعدى .. وزوجه مخلصه غيرت كثيرا من نظرتى للامور لا تستغربى بالفعل تغيرت والان انا مستعد للتنازل عن الحكم للثوار مقابل رجوع ابنى سالما ..اه لو استطيع اللحاق به .. انا الان اكثر كرها للحرب من اى وقت مضى
        سمعان : مولاى اطمئن ما اعرفه عن اخلاق الثوار يطمئننا جميعا .. انهم اناس يعرفون ربهم {بتردد } اسف مولاى
        الامبراطور :لما الاعتزار يا وزيرى نحن بالفعل اجرمنا فى حق الشعب المسكين وللاسف الاطفال هم اول من دفعوا الثمن .. اه لو استطيع ان اكفر عن ذنبى
        سمعان : رفقا بنفسك يا مولاى ما حدث لم يكن من الممكن تجاوزه .. انها ضريبة التغيير اما لو اردت ان تكفر عن ذنبك فهذا سهل جدا يا مولاى
        الامبراطور : الديك اقتراح معين
        سمعان : نعم يا مولاى ان توافق على معاهدة السلام التى سيتوصل اليها ابنكم الكريم والشيخ الاكبر
        الامبراطور : موافق
        سمعان : عظيم
        الامبراطور : يارب وفقهم
        الامبراطور : الدعوات وحدها ليست كافية يجب ان نستعد لاحتمال الفشل فى المفاوضات وبالتالى للحرب { الوزراء ينظرون بعضهم لبعض بأسى } ما معنى سكوتكم هذا
        وزير الامن الخارجى : بصراحة يا مولاى الجيش حالته سيئة جدا بسبب قلة الموارد
        الامبراطور : قلة الموارد .. نشكو قلة الموارد وماذا تفعل وزارة الضرائب والتجارة ؟
        وزير التجارة والضرائب : الحقيقة يا مولاى
        الامبراطور : فهمت
        وزير التجارة والضرائب : البلاد يا مولاى حالتها الاقتصادية صعبة جدا
        الامبراطور : ولذلك عينتك فى هذا المنصب انه عملك اليس كذلك ؟
        وزير التجارة والضرائب : الحقيقة يا مولاى انا اعلم جيدا كيف اجمع الاموال .. لكن التجارة تحتاج للمتخصصين
        الامبراطور : احضر المتخصصين
        وزير التجارة والضرائب : المتخصصون يا مولاى هربوا وانضموا للثوار حتى الايدى العاملة غير متوفرة لنا
        الامبراطور : اذا احضر ايدى عاملة
        وزير التجارة والضرائب : الايدى العاملة هربت معهم يا مولاى وبهذا الشكل لم يبق فى البلاد غير الشيوخ وهم لا يصلحوا للعمل الجاد .
        الامبراطور : اذا فقد انتصر الثوار { يحنو هاماتهم }
        { الظلام فى الجانب الايسر من المسرح وانارة الجانب الايمن يبدو احد الحراس ينظر فى ارتياب ثم ينفخ فى بوق فيخرج الثوار }
        القائد : هل هناك احد قادم ؟
        الحارس : يبدو يا سيدى انهم مطرودين جدد
        القائد : { للاطفال والشيخ الاكبر } اهلا اهلا بابناء البلد الشرفاء { يشير بالجلوس }تفضلوا واستريحوا لا بد انه مشوار شاق جدا .
        ولى العهد : سيدى القائد
        القائد : نعم يا بنى
        ولى العهد : { يتكلم بصعوبة } للضيف حقوق عليكم
        القائد : بالطبع يا بنى
        ولى العهد : مثل ؟
        القائد : كرم الوفادة .. امن على حياته حتى تنتهى فترة ضيافته
        ولى العهد : حتى لو كان الضيف هو ولى العهد { همهمات مستنكرة }
        القائد : ولى العهد { غير مصدق } ارتاح يا بنى تبدو مرهقا من السفر { للحراس } احضروا الطعام للضيوف
        ولى العهد : لم نات لنأكل .. وانما فى مهمة محددة كلفنا بها والدى الإمبراطور العظيم رشوان
        القائد : { يضحك} وفد برئاسة طفل وشيخ عجوز يبدو ان والدك الامبراطور كان حقا ما تدعيه يسخر منكم ومنا ..
        ولى العهد : { يعطيه خاتم } انظر لهذا الخاتم
        القائد : { ياخذه ينظر فيه ثم يقول باندهاش } يا لله انه محقا .. الا يخشى والدك الامبراطور عليك من هذه المهمة ؟
        ولى العهد : اننا لا نخاف شئ ما دمنا لا نبغى سوى السلام .
        القائد : اى سلام . سلام وفى هذا التوقيت بالذات .. اترى هذا الجيش المتحفز وراءك هل تعلم مدى شوقهم لسحق جيش والدك والقصاص منه لتشريده لنا ان من بدا العدوان عليه بتحمل عواقب فعله .
        الشيخ الاكبر: { للقائد } يا بنى اعتقدت اننى نجحت فى تلقينك القيم والمبادئ والخير لكن للاسف . الا تعرفنى يا بنى غريب امرك انت الشاب الصحيح البدن والعافية لم تعرف معلمك وانا الرجل العجوز عرفتك لاول وهله من صوتك من بقايا صورتك التى حفرتها فى ذاكرتى
        القائد : { يتفحصه } مولانا الشيخ الاكبر ومعلمى .. لقد تغيرت ملامحك تماما هم من شوهوك هكذا حتى انت يا مولانا لم يرحموك { ينحنى ليقبل يده فيرفض }
        الشيخ الاكبر : ليس قبل استماعك لصوت العقل وصوت ولى العهد
        القائد : ولى العهد
        الشيخ الاكبر: نعم يا بنى انه جاد فى طلبه والإمبراطور ايضا كفانا يابنى حروب ودمار تعالى لنعيش فى سلام
        القائد : بعد ما شردونا وقتلوا اهالينا
        الشيخ الاكبر : اذا فقد علمت ان الحروب قاسية انشر السلام يا بنى فمن ذاق مرارة الظلم لا يظلم ابدا
        ولى العهد : لقد ذقنا جميعا الظلم .. تشوهنا لا فى الجسد فقط لكن فى نفوسنا ايضا تشوهت نعم فما اقسى ان تجد نفسك وقد اصبحت وحيدا لا سند لك فى هذه الدنيا هذا حالنا يا سيدى القائد ان حاربت لن يدفع الثمن سوى الاطفال والشيوخ والنساء لانهم لا يستطيعون الدفاع عن انفسهم . ارجوك يا سيدى ارحم شعبنا ارحم اهلى واهلك من دمار لا يبقى ولا يزر
        القائد : لا احد يحب الحرب لكنها فرضت علينا قدرنا الذى لا مفر منه
        ولى العهد : سيدى القائد ، اعلم انكم مثقفون وتعلموا ان الحرب يفرضها علينا الجشع والطمع انها ثقافة الجهل .. اما السلام فهو ثقافة المتعلمين المثقفين الذين يؤتون غيرهم على انفسهم .. ارجوك يا سيدى فلتوافق على الصلح ونرجع جميعا الى بلدنا الحبيبة نضمد جراحها ارجوك يا سيدى
        القائد : كلامك مقنع جدا وحجتك قوية .. لقد اثبت لى انك بالفعل تلميذ شيخنا الاكبر لكن من يضمن لنا ان والدك سيلتزم بالصلح .
        ولى العهد : سيدى القائد : لا دولة بون مثقفيها . بدون ايدى عاملة .. بدون شعب مخلص لوطنه انه الدرس الجديد الذى تعلمه والدى.. لقد تغير فعلا واصدر قرارا بالعفو عنكم { يخرج ورقة يعطيها له }
        القائد : { ينظر الورقة } عموما انا موافق على السلام ومستعد لمقابلة والدك فى اى مكان { صوت الثوار يمتزج بصوت الاطفال } السلام نور قلوبنا بنحبه من قل قلوبنا }
        {ظلام فى الجانب الايمن .. واضاءة فى منتصف المسرح }
        { الامبراطور يده فى يد القائد وبجانبهم الامبراطورة والطفل والشيخ الاكبر }
        الامبراطور : والان يا شعبى الحبيب اعلن احلال السلام فى ربوع البلاد . وانتهاء الحرب {صوت تهليل وهتاف } ومن هذه اللحظة اعلن ايضا عودة اسم الإمبراطورية القديم امبراطورية باذنجانيتان وتعين القائد الاعلى للثوار وزيرا اكبر لى…… وتهليل
        القائد : الحقيقة يا ابناء شعبنا الحبيب اتعبتنا الحروب وحان وقت الاستقرار وبدء التعمير فالاستقرار هو مقياس المدنية والحضارة والعلم والثقافة هى اساس المدنية والحضارة
        ولى العهد : والحرية اكسجين الثقافة والتى بدونها
        الكل : لا وجدت ثقافة ولا حضارة ولا استقرار
        اظلام

        صوت الاطفال { السلام نور قلوبنا ادامه الله علينا }
        دعوة للحب
        http://khatab38.blogspot.com/
        http://khatab38.riwayat.org/index.htm

        تعليق

        • أسماء رمرام
          أديب وكاتب
          • 29-07-2008
          • 470

          #5
          قصة قصيرة جدا:
          خرّوا رُكّعا أمام العرش،باحثين بأعينهم عن الكرسيّ الذي أجلسوه عليه منذ عشرين عاما.

          تعليق

          • المأمون الهلالي
            مُستعلِم
            • 25-10-2009
            • 169

            #6
            المأمون الهلالي

            رابط / قصة قصيرة


            حضرَ بعضُ صقورِ البيتِ الأبيض وليمة أعدتها الآنسة كوندوليزا رايس في بيتِها ابتهاجاً بعودتِها إلى تدريسِ العلومِ السياسيةِ في جامعةِ ستانفورد ؛ ودعت إليها بوش وأوباما ورامسفيلد ونيجروبونتي وآل غور ؛ يجلسون جميعاً على الأرائكِ ؛ تتراقصُ في أيديهم كؤوسٌ دِهاقٌ ؛؛؛ .................... بوش : أهنئكِ آنستي على إيابِكِ الميمونِ الى
            sigpic
            إنَّ السلامةَ لا تكونُ لِمُبحِرٍ ترَكَ السفِينَ تقودُها حِيتانُ

            تعليق

            • منى عزت
              أديب وكاتب
              • 27-06-2008
              • 102

              #7
              اسمحوا لى بتقديم قصه قصيره لى بعنوان ((وضاعت الامانه))
              ارتجفت حين شعرت انها وحيده على الرغم من وجوده فلا يفصلهما سوى بضعة كيلو مترات.... وتذكرت حينما كانا لايفترقان....ثم بكت حين تذكرت وصية والدها له ((اختك امانه فى عنقك )) و....ضاعت الامانه
              التعديل الأخير تم بواسطة منى عزت; الساعة 02-11-2009, 18:27.
              قمة القسوة بحق ذاتك ان تعيش على ارضاء من حولك ليعيشوا هم على كسر كل ماهو جميل في قلبك..


              مدونتى " بوح القلوب " - " هند رجائى "
              http://hendragaee310.blogspot.com/

              تعليق

              • الأديب السيد حنفي
                عضو الملتقى
                • 04-06-2007
                • 378

                #8
                يشرفني الانضمام لهذه المسابقة واسمحوا لي بأن أتقد بقصة قصيرة بعنوان
                { يعبر وحده منشطرا }
                وقد نشرت بتاريخ 2/ 8/ 2009
                وهذا رابط المشاركة
                يعبـر وحــده منشطرا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!1

                مع تمنياتي للجميع بالتوفيق
                [align=center][CENTER][B][FONT="Arial"][SIZE="4"][COLOR="DarkRed"][frame="1 98"]أشهد أن لا إله إلا الله
                أشهد أن محمدا رسول الله
                أستغفرك ربي وأتوب إليك[/frame][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER][/align]

                تعليق

                • محمد بوحوش
                  كبار الأدباء والمفكرين
                  • 22-06-2008
                  • 378

                  #9
                  يسرني المشاركة بهذه القصة المخصّصة للأطفال/




                  ليلى والعصفور الأحدب






                  في يوم من أيّام الرّبيع صحبت ليلى والدتها " أمّ الخير" إلى منجم الطين لجمـــــــــــــع ما تيسّر من هذه المادّة لاستخدامها في صنع الجرار . وفي الطريق إلى البيــــــــــــــت لمحـــــــت ليلى عصفورا صغيرا أحدب ، يحبو بتعب؛ فحنت عليه وأمسكته بسهولـة.
                  وعند الوصول إلى منزلها ناولته ماءً وحبّات من القمح الليّـــــــن ثمّ اختارت له ركنا قصيّا بغرفتها ، واعتنت به أيّاما حتّى تماثل من مرضه. وصار يزقزق بفــــرح ومرح ويهبّ إلى الطيران وليلى تلاحقه في فضاء غرفتها لتمسك به من حين لآخر وتحفظه كخير أنيس .
                  أوصت ليلى والدها بشراء قفص فكان لها ما أرادت . جاء والدها ذات مساء حامـــــــلا معه قفصا حديديّا لمّاعا ومذهّبا يكاد لونه يضيء. أخذته ليلى وشكرت والدها قائلـــــــــــــة : إنّه قفص جميل جدّا يا أبت ." ، تبسّم والدها قائلا : ليس في الدّنيا قفص جميــل يا ابنتي ، ها أنا قد لبّيت رغبتك على كلّ حال .
                  ومن الغد وضعت ليلى العصفور في القفص ، وشرعت تطعمه وترعاه كلّ يوم حتّـــــــى اشتدّ ولعها بصيد العصافير وتربيتها . فأصبحت تقصد الحقول المجاورة كلّ صباح أحدٍ رفقــــــة أخيها " باسم " وبعض الأصدقاء . وكانوا يصطادون العصافير ثمّ يبيعونها إلى العـــــــــمّ " أبي القاسم " ولا يعرفون من بعد مصيرها لكنّهم كانوا جميعا يظنّون أنّـــــــــه يذبحــــها ويستهلك لحمها .
                  كان العمّ " أبوالقاسم " رجلا وديعا وكريما ومتواضعا ولطالما قصدته ليلـــــــــــى ليعيرها بعض الكتب فتقرأها ثمّ ترجعها إليه في الموعد .
                  ذات مرّة أخبرت ليلى ّ " أبا القاسم" بقصّة العصفور الأحدب وكيف اقتنت لـــــــــه قفصا
                  وكيف قلـّت زقزقته منذ أن وضعته في القفص . فشكرها على العناية به ثمّ اقتــــــــرح عليها أن تبيعه العصفور والقفص معا .
                  تردّدت ليلى بادئ الأمر ثمّ قالت : " حسنا عمّي سأهبك العصفور لكــــــــــــن أرجوك منك أن تقوم بتربيته وحمايته على أحسن ما يرام وألاّ تفرّط فيه.
                  وفي اليوم الموالي أخذت ليلى القفص والعصفـــــــــــور وقصدت بيت " أبي القاسم " فطمأنها بأن يفعل كلّ ما في وسعه حتّى يؤمّنه .
                  مضت أيّام قليلة وكان الشّوق والحنين يراودان ليلى لرؤية عصفورهــــــــــــــــــا حتّى زارهم العمّ " أبو القاسم " ذات ليلة بمنزل والدها . ربّت على كتفيـــــــــــــــــها وقال: لقد وفـّيت بوعدي يا ليلى وحافظت على أمانتك ، فسألته مرتبكة متعثّرة في كلامها ومتلعثمـــــة : ماذا تعني يا عمّي ؟
                  فقال أبو القاسم : " اسمعي يا ابنتي ليلى لقد كنت أشتري كلّ العصافيــــــــــــــر التي
                  تصطادونها ، ومن بعد أطلق سراحها. وهذا ما فعلته مع عصفــــــــــــــورك الأحدب.
                  لكن لا تحزني يا ابنتي فلقد جئتك بهديّة أجمـــــل . خذي هذه القصيدة البديعـــــــــــــــــــــة وتأمّلي معانيها . "
                  تناولت ليلى الورقة وشرعت تقرأ بصوت عال :

                  " خلقت طليقا كطيف النّسيم ، وحرّا كنور الضّحى في سمــــــــــــــاه
                  تغرّد كالطير أين اندفعت ، وتشدو بما شاء وحـــــــــــــي الإلـــــه
                  وتمرح بين ورود الصّباح ، وتنعم بالنّور ،أنّى تــــــــــــــــــــــــراه
                  وتمشي - كما شئت – بين المروج ، وتقطف ورد الرّبى في رباه
                  كذا صاغك الله يا ابن الوجود وألقتك في الكون هذي الحيــــــــــاه
                  فما لك ترضى بذلّ القيود ، وتحني لمن كبّلـــــوك الجبــــــــــــــــــاه
                  وتسكت في النّفس صوت الحياة القويّ َ إذا ما تغنّى صـــــــــــــداه
                  إلى أن قرأت :
                  ألا أنهض وسر في سبيل الحياة ، فمن نام لم تنتظره الحيــــــــــاه
                  .................................................. ........................
                  .................................................. ........................
                  إلى النّور ! فالنّور عذب جميل ، إلى النّور! فالنّور ظلّ الالــــــه."


                  عندها أدركت ليلى سرّ العمّ أبي القاسم وقصّته مع العصافير وحاجة الكائنــــــــــات
                  جميعا إلى الحريّة بعيدا عن كلّ الأقفاص حتّى وان كانت أقفاصا جميلة وذهبيّة .
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد بوحوش; الساعة 02-11-2009, 20:03.

                  تعليق

                  • مهتدي مصطفى غالب
                    شاعروناقد أدبي و مسرحي
                    • 30-08-2008
                    • 863

                    #10
                    [align=center]
                    أحب أن أشارك ب :المصيدة
                    نص مسرحي على الرابط:
                    http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=33258
                    [/align]
                    ليست القصيدة...قبلة أو سكين
                    ليست القصيدة...زهرة أو دماء
                    ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
                    ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
                    القصيدة...قلب...
                    كالوردة على جثة الكون

                    تعليق

                    • مهتدي مصطفى غالب
                      شاعروناقد أدبي و مسرحي
                      • 30-08-2008
                      • 863

                      #11
                      [align=center]
                      أود المشاركة بنص قصصي و هو:
                      دون كيشوت عربياً
                      على الرابط:
                      http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=19078
                      [/align]
                      ليست القصيدة...قبلة أو سكين
                      ليست القصيدة...زهرة أو دماء
                      ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
                      ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
                      القصيدة...قلب...
                      كالوردة على جثة الكون

                      تعليق

                      • عماد يوسف محمد
                        عضو الملتقى
                        • 29-10-2009
                        • 13

                        #12
                        قصة قصيرة توابيت حجر العسل

                        قصة قصيرة
                        توابيت حجر العسل


                        ظلمة حالكة في الليل تكتنف هذه القرية الواقعة في أحضان حجر العسل ... فلا نور مصباح كهربائي يضيء لك موطئ قدم ولا ضوء قمر ينير لك طريقاً تتحسسه بأعينك ومن ثم تتبعه بخطوات وعلي الفكي لايدري إلى أين تسوقه خطواته ..
                        وقف مصلوباً علي رمل الشارع واقفاً كالموت علي جسد المحتضر منتظرا طيف حافلة او سيارة صغيرة تقله إلى الخرطوم .
                        يتطلع تجاه وميض نور ظهر في الأفق البعيد لعلها حافلة او لوري .. لا يهم.. لان الأهم أن يجد وسيلة يهاجر بها من حجر العسل إلى الخرطوم.
                        وقد هاجر حينما كانت الهجرة تعني الانتقال من بلد صغيرة إلى العاصمة الخرطوم ، هاجر وفى دواخله أحلاما متشابكة غيومية لم تكن هنالك دوافع لهجرته او طموح يدفعه اليها ولكنه التمرد علي الحياة التي كان يعيشها والرتابة التي يشكو منها دوماً ..سئم الجلوس كل ليلة مع اقرانه في لعب الديومنة وطقطقة الطاولة بمحاذاة دكان بله ود شايقي .سئم مزاح وضحكات الشلة وسف السعوط وتخميسه السجائر مع الشلة ..
                        وعندما وصل إلى العاصمة بدت الحياة إليه في صخب شديد وضوضاء وأصوات لم يعتادها ، تمتزج أصوات الباعة المتجولين مع هدير محركات السيارات مع صفارات الإنذار لسيارات الشرطة ..الكل يركض الكل يهرول البعض يركض خلف حافلة لعله يحظي بمقعد وأخر يهرول تجاه بائع الخبز عله يجد قوت أولاده وأخر يركض خلف فتاة شفافة الملابس كاشفة لصدرها ، دعوة فاضحة لممارسة الرذيلة ..
                        لم يرد أن يسكن مع احد أقربائه ، فلا يريد أن يكبل نفسه بقيود مرة أخري ، فسكن مع عزاب أناس تربطه بهم صداقات قديمة وسبقوه في المجيء للعاصمة .. وما لبث أن انغمس في بحور الهلس واللهو وارتياد نوادي الموسيقي والحفلات ولعب النرد والقمار والتي صارت مصدر رزقه ..
                        ولجأ إلى تزوير شهادات البحث ومستندات تملك الاراضى ومن ثم بدأ يسمسر بنفسه في الاراضى ونمت أمواله في سنوات قليلة جداً واتجه إلى تجارة السكر والاسمنت واحتكار الأسعار والتحكم بتوجهات السوق ، وصار يملك بيتاً فاخراً في حي دبلوماسي بدلا من تلك الغرفة النتنة بمسكن العزاب ..

                        لم يتوقف جشعه إلى هذا الحد بل خطرت له فكرة لم تخطر علي بال احد من قبل إنها تجارة الأعضاء البشرية مجرد وساطة هكذا ببساطة، إنها لا تعدو أن تكون سمسرة ولكن بطريقة تقدمية تقنية..
                        انشأ مجموعة سرية من الموظفين هم شلة العذابة الذين كانوا معه من قبل وموقعاً الكترونياً يديرونه ويعرضون فيه إعلانات لمتبرعين بكلية لمن يعاني فشلا كلوياً ، وتجرى المفاوضات وأكثرهم خليجيين ... ويبحث فريق العمل عن متبرعين من أبناء حجر العسل ومن تطحنهم أضراس الفقر ويصل سعر الكليه 20 مليون جنيه .. ولكن الملياردير علي الفكي يقبض أضعاف ذلك من المشترى..كل ذلك ويشترط أولا السرية التامة للبائع والمشتري واهما إياهم بأنها عملية إنسانية لإنقاذ حياة إنسان وانه عمل خير هكذا درب فريقه على التفاوض مع المواطن المسكين والأهالي بقري حجر العسل صدقوا هذه الكذبة الكبيرة لأنهم بسطاء تكمن فيهم الطيبة .
                        ولان الأهالي لا يعلمون سَر تجارته ولا سَر مدخل أمواله غير الواجهة بأنه تاجر أراضى وسكر واسمنت ويشتري محاصيلهم قبل ايتان زمن حصادها من المزارعين ، يشتريها نبتة قبل ان تصبح ثمرة ، مستقلا حاجتهم للمال لشراء السماد وخبز الأطفال
                        ونمت أمواله بشكل سريع وأصبح ملياردير يركب السيارات الفارهة والأحدث من طراز السنة ويتبرع بأموال للمدارس والمساجد والمراكز الصحية بقري حجر العسل .
                        ومع كل ذلك نادرا ما يسافر إلى بلدة حجر العسل لرؤية والده المريض بالضغط والسكري والروماتيزم ، لا يعره اهتماماً ولا يزوره كأنه يذكره بسنوات حياته الفقيرة البائسة ولأنه شاهداً على اغتيال الطفولة والبراءة لديه .
                        وامتزجت السياسة بالتجارة ، ولا حديث في البلد وإلا كان علي الفكي احد شخوصها وأصبح من احد أعوان الحكومة يضمن لهم ولاء أهل المنطقة وبالمقابل يمنحون له تراخيص الاستيراد والصادر ..
                        البلد كلها صار بطلها علي الفكي إلا علي المكي شاب نشأ من ذات القرية التى هجرها علي الفكي إلا انه يرفض السفر والعيش بالخرطوم بالرغم من شظف الحياة والفقر المدقع الذي يكابده ..ارتضي العيش بجانب والده حاج المكي الكفيف البصر ، دأب علي ود المكي على الاعتناء بوالده يشرف على اغتساله وغسيل ملابسه ويصحبه إلى فناء جبل عمار ليقضى حاجته ويعيده إلى غرفته المثيرة للاشمئزاز والتي نادرا ما يدخلها ضوء الشمس ، يسهر على خدمته وراحته واطعامه فلا زوجة ولا أخوات معهما بالبيت سوى كلب وفي .. وفي رقبته سلسلة طويلة من الجلد وقد دربه علي ود المكي على مساعدة والده حينما يتركه ويذهب فى الصباح الباكر للتحتانية يزرع ويشتل أحواض البصل بثمن قليل من الجنيهات بالكاد تكفي الحد الادني من البقاء علي قيد الحياة بشراء خبز وطحين وزيت فعندما يحمل حاج المكي إبريق المياه في يده ويمسك بسلسة كلبه يقوده مباشرة إلى الخلاء إلى فناء جبل عمار وحينما يمسك بالكيس ألقماشي (المخلاية ) يقوده إلى دكان بلة ود شايقي لشراء الخبز والسكر ..
                        وجارتهما زينب من أجمل فتيات البلد ، لا يستطع شعراء المنطقة امثال ود جماع وود كرموش ولا الروائيين ولا الأنتلجنسيا من وصف جمالها ، انها تتقطر أنوثة كاملة صارخة وكانت ذات بشرة قمحية وشعر ناعم طويل يصل إلى إردافها ، كانت زينب تراقب بصمت كل خطوات علي ود المكي ويزداد إعجابها وحبها كل يوم به وبجهاده في الحياة ورجولته وبره لوالده ، إنها تتمنى ان يطلب يدها للزواج وهى كفتاة ريفية لا تستطيع التغلب على تاريخها ألحريمي والريفي وتصارحه بحبها له ..رفضت كل من تقدم لها بالزواج من ناس البلد حتى بما فيهم رجل الأعمال علي الفكي والذي أرسل لها ذات مرة مغلف به 50 مليون جنيه ولكن ردته اليه مع المندوب الذى أرسله ليتوسط عندها قائلة له انها ليست صفقة ..كل فتاة في البلد تتمني ان ترتبط بالملياردير الا هي فقد كانت تتمنى الارتباط بشخص معدم تماماً ..هو جارها علي ود المكي ، وهو يعلم بحبها من نظراتها ويعلم انها رفضت الكثيرين من اجله ولكن كيف له أن يتزوج وهو غير قادر على إعاشة والده ؟؟
                        زينب لم تكن تتجرأ على الدخول او زيارة حاج المكي في غرفته حتى في غياب ابنه علي فالعادات والتقاليد صارمة فى دخول فتاة الى بيت لا توجد به امرأة ...اى كان عمر هذا الرجل القابع في الداخل .. وتكتفي أحيانا بان ترسل طبق من القراصة وملاح الويكة وقليل من السمن مرشوش عليه مع احد اطفال الحلة ..
                        فى احد الليالي لم يكن هنالك ما يطعم به علي والده فموسم الزراعة انتهى وضاقت الحالة المادية بعلي ود المكي .. حتى اصطياد السمك فى النهر قبالة مشرع مرنات لم يأت برزق اليوم ..
                        وتسلل في الظلمة الليلية متجهاً إلى التحتانية وأصوات مختلفة مختلطة ، نباح الكلاب يمتزج بأصوات الوجع والتوجس وصفير الجنادب الآتية من شقوق الجدار المتعرية بفعل الزمن الذي لا يرحم ..
                        وكلما اقترب من شاطئ نهر النيل ومشرع مرنات هبت نسائم باردة امتزجت فيها رائحة أشجار السنط برائحة الروث برائحة البرسيم ..وخوار الأبقار يزداد ويتلفت يميناً وشمالاً يبحث احداهن ..ويعثر على واحدة ويربط ساقيها الخلفيتين بصعوبة ويبدأ بحلب أضرعها .. وامتلأ الماعون بما يكفي لوالده وكلبه ..ويتسلق شجرة النخلة المتكئة بكبرياء على الجدول وبحذر يقطع سبيطة مترهلة برطب كثيف .
                        انه يعلم أن ذلك يتنافي مع أخلاقه ومثله العليا ويتنافي مع الشريعة ولكنه عاهد نفسه بإبلاغ أصحاب الشأن وطلب العفو أو سداد ما يطلبونه عندما ينصلح الحال .
                        بعدها نزل إلى النهر يستحم وعينيه إلى تمساح مرنات والجاثي على جزيرة صغيرة وسط النهر ..

                        ولكن في احد الليالي القمرية حيث ينكشف المستور وتظهر الأشياء بوضوح وغرور ، امسكوا به وزجوا به في سجن البلدة في انتظار تحويله إلى النائب العام ومن ثم المحكمة إلا إن أصحاب الشأن عفوا عنه وأطلقوا سراحه بعد أن كتب لهم تعهد بعدم تكرار ذلك وعيناه مغرورقتان بالدموع وغصة تطعن فى حلقه واستطاع بجهد ان يخفى كل ذلك بانكسار داخلي ..مظهرا عمداً تجاهله وعدم اكتراثه بما جري ..
                        فجأة تتوقف كلي رجل الأعمال علي الفكي عن العمل وتتدهور صحته بسرعة بشكل أدهش الأطباء لحالته الغريبة ..وبعد ان كان يجول ويصول في ربوع الدنيا وفي بيته الواسع وسريره الوثير أمسي قابعاً في غرفة صغيرة مكبل بكوابل وأنابيب أجهزة غسيل الكلي ... بإمكانه ان يسافر إلى الأردن .. بريطانيا .. ألمانيا او باريس فإمكانياته المالية تسمح بذلك ولكن نظراً لحالته الغريبة والتي لم يشهد تاريخ الطب لحالات مماثلة لها ، نصحه الأطباء بعدم السفر فحالته لا تتحمل مشقة او إرهاق .. كان يتقيأ دماً من خلال انفه لو تحرك لدورة المياه وما بال ان يسافر بطائرة ..
                        قرر أن يجلب فريق أطباء من الأردن بالتعاون مع فريق الأطباء السودانيين وكبار المتخصصين فى زراعة الأعضاء البشرية ولكن لم يتمكن من العثور على متبرع بكلي .. فقد كانت فئة دمه نادرة للغاية وهى تمثل حالة غريبة أيضا ..
                        كيف ذلك ولديه فريق متخصص في شراء الأعضاء البشرية !!! لقد بني مملكته المالية واسمه من تجارة الأعضاء البشرية ويفشل في العثور على كلية له ؟؟
                        نشط طبيب مستشفي حجر العسل وضاعف جهوده في تحليل العينات لدماء أهالي قري حجر العسل ..وقد عرض مبلغ 50 مليون جنيه بإيعاز من علي الفكي ولمن يجد فئة دمه مطابقة لدم علي الفكي .. ويتبرع بإحدى كليتيه له .
                        وذهب علي المكي إلى المستشفي لفحص عينة من دمه .. لم يكن جاداً فيما ذهب إليه بقدر ما كان يريد ان يتطلع لما يجرى في المستشفي من امتصاص لدماء البشر..
                        وتأتي نتيجة فحص الدم بوجود تطابق في عينات الدم !! ويركب طبيب حجر العسل سيارته ويسرع للبحث عن منزل علي ود المكي ويعثر عليه بعد ان دلوه على البيت لم يكن هنالك باب للسور وما ان دخل حتى تفاجأ بنباح كلب وتراجع للوراء منادياً بأعلى صوته على علي ود المكي ..ودخل في مفاوضات معه مباشرة حتى قبل أن يبدى رأيه بالموافقة او الرفض .وابلغه انه سوف تصل سيارة ذات دفع رباعي من الخرطوم لتسلمه مبلغ 50 مليون جنيه وتقله إلى الخرطوم لإجراءات نقل احد كليتيه ..واتصل الطبيب بعلي الفكي مبشرا له بدنو عافيته ..
                        وبدأت أحلام اليقظة تداعب خياله .. سيتزوج من زينب ويبني لها بيتا كبيرا يضمه ووالده.. سيشترى فدانين من الاراضى الزراعية ويزرعهما ملك له بعد ان كان أجيرًا لدى الغير .. والكثير والكثير ..

                        وتصل السيارة ذات الدفع الرباعي لبيت علي ود المكي ويستلم مبلغ 50 مليون جنيه ويطلب دقائق حتى يجمع حاجاته ولأول مرة يدخل بيت جيرانه بحضور جميع إفراد أهل زينب ويلتفت على زينب وشقيقها ويوصيهما على آبيه إلى حين العودة غداً ويودع عند زينب مغلف الفلوس أمانة عندها إلى حين عودته ويرمقها بنظرات وداع تذيب الحجر الأبيض الشامخ بين السوق وحلة ابي طليح والمريوة وتنطلق السيارة وزينب عيناها قد اغرورقتا بالدموع فلم تعد تري أثرا للسيارة وهى تشق طريقها إلى الخرطوم و هي تعلم سلفاً بما ينوى عليه علي ود المكي ..ولكن لا تستطيع ان تثنيه ..ولا تدرى باى حق ؟؟
                        يفاجأ علي المكي بالجمع الغفير من عامة الناس ورجالات الحكومة من الساسة وقيادات الجيش كلهم حضروا في زيارة علي الفكي بالمستوصف ..داعين له بالشفاء ..
                        أجريت الفحوصات والتحاليل اللازمة لعلي المكي وأثبتت عمليات التطابق وعوامل النجاح ..ووقع على اتفاقية إجراء نقل الكلي وتحدد اجراء العملية بعد اسبوع واحد من الان وطلب زيادة المبلغ الى 70 مليون والا الرفض ..وتمت الاستجابة إلى طلبه دون تردد .. فلا زمن للمفاوضات او المساومة فى صحته ..

                        رجع علي المكي في اليوم الثاني إلى البلد .. وباشر فوراً بشراء فدانيين من أحسن الاراضى الزراعية بمشروع مرنات وعليهما مضخة لرفع المياه وطلب رسميا الزواج من زينب .. فوافقوا له بتشجيع من زينب نفسها وتم الفرح واقيمت الاحتفالات بالزواج الميمون بعدد قليل جداً من الأهل والجيران ....
                        وعندما حان موعد إجراء العملية انهارت العروس زينب ولعنت الف مرة الفلوس لقد عاشت أجمل أسبوع فى حياتها ولكن الفرحة لم تكتمل .. ولكن علي ود المكي وعدها بالمجيء فى اقل من أسبوع وهو بكامل صحته وعافيته .. وطلبت مرافقته ولكن رفض بحجة ان والده احق بالرعاية وأعطاها مبلغ 50 مليون جنيه وهو ما تبقي من المبلغ ، على ان تهتم بنفسها وبوالده ..
                        وفى اليوم الثاني تم تجهيز غرفة العمليات واستعد الأطباء لمزاولة العملية ..ولأول مرة يلتقي علي المكي برجل الاعمال علي الفكي بعد عشرين عاماً من اخر لقاء لهما بحجر العسل ..التقيا في غرفة العمليات .. لم يقل علي الفكي شيئاً لعلي المكي سوى جملة واحدة (مبروك الزواج على زينب ) انه يحسده على الزواج من زينب ..ولم يرد عليه علي الا بالأمنيات له بعاجل الشفاء ..
                        ويبدأ الأطباء بممارسة إجراءات عملية التخدير ومن ثم فتح بطنيهما وإزالة كليتيهما لكل من علي المتبرع والمستلم ..
                        وفى أثناء إزالة كلية علي المكي يخطي الجراح بمشرطه فيصيب الكلية بجرح غائر كبير يتسبب في تلفها ..ولم تعد تصلح للزراعة .. ويصاب علي المكي بنزيف حاد لم ينجح الأطباء في وقفه .. وعلى الفكي هو الاخر يعاني من نزيف حاد من جراء ازالة كليته المعطلة والتي كانت فى انتظار استبدالها .. وسادت غرفة العمليات فوضى لا يعرف فريق الأطباء مخرجاً لها ..ولا علاجاً لها .. انه القدر ..انه الأجل ...
                        وتفيض روحيهما معاً .. ويعلن أطباء المستوصف وفاة كل من رجل الاعمال علي الفكي والمزارع علي المكي ..
                        وينتشر الخبر في جميع ارجاء الخرطوم وحجر العسل ..وفاة رجل الاعمال علي الفكي رجل البر والإحسان والوطنية !!!..
                        وزينب تحاول الاتصال لمعرفة اخبار زوجها علي ود المكي ولكن لا احد يعرف عنه شيء ..
                        تجهز إدارة المستوصف توابيت لتضع فيه جثمان المتوفيان..كل على حدة .. وكتب اسم كل متوفي اسفل التابوت وبخط صغير بالكاد تراه العين المجردة ..
                        ويخطئ عامل المستوصف فى وضع الجثمان .. ووضع جثمان علي الفكي فى تابوت علي المكي وهكذا خلط بين جثمان المتوفيين من دون انتباه منه فقد اختلطت عليه قراءة الأسماء ..
                        حان دور نقل جثمان المتوفى علي الفكي فقد كانت ترى المجموعة ان الأولية له فهو رجل أعمال له مقامه ومكانته ومعروف لدى الجميع ..وحشود كبيرة تنتظر الصلاة عليه فتم حمل جثمانه بسيارة كبيرة فخمة سوداء .. ولكن حقيقة الامر لم يكن التابوت فى داخله الا جثمان علي المكي ..
                        وصل آلاف المشيعين لمقبرة ود الهندى ويتقدم هؤلاء اعوان البلد والعمدة وكبار وزراء الحكومة والمجلس الوطني وتجار المدينة ورجال السلك الدبلوماسي وطاقم إدارة مستشفي حجر العسل والقرى المجاورة ومنها الزرق والبسابير والكندرية والوادي السعيد لدرجة ان بعضهم وصل مشياً على الإقدام وحتى رجال الأحزاب الاتحاد الديمقراطي والمؤتمر الشعبي وحزب الأمة كان لهم مقدم .
                        ووضع التابوت فى مقدمة الجموع الذين تزاحموا للصلاة عليه ، ورفعوا الاكفة ودعوا له بالرحمة وبالغفران من الله ..
                        لقد كان موكباً مهيباً لم يسبق لحجر العسل ان شاهدت مثله ..
                        وتفرق الحشد وبدا الغبار يتلاشي رويدا رويداً بعد ان كان يلف جموع المشيعين وظهر قبره مشيدا بشاهدا له سياج عال وفخم ..كأنه قبر احد أولياء الله الصالحين .
                        لم يهتم احد باستلام تابوت جثمان علي ود المكي (علي الفكي ) وذهبت زينب تستفسر عن حالة زوجها الا انه تم إبلاغها بوفاته .. ووقفت صامتة فاغرة فاها من الصدمة واغشي عليها بعدها .. إنها عروس لم تكمل بعد شهر العسل .. حبيب القلب والذي أحبته بصمت لسنوات طويلة ها هو القدر يخطفه منها فى أيام قليلة بل ثوان معدودة ..
                        تؤجر سيارة نقل صغيرة وتعود بالجثمان الى مقبرة ود الهندي ويدفن هنالك بعد الصلاة عليه من نفر قليل جداً هم اهل بيتها وجيرانه فقط ..
                        وبعد ثلاث ايام يرغب حاج المكي فى زيارة قبر ابنه علي ويصطحب معه زوجة ابنه المرحوم وكلبه ..
                        وعند وصوله قبور ود الهندي بدا كلبه يقوده الى قبر ابنه والمسجي تحت طريح وسياج قبر علي الفكي .. تحاول زينب زوجة المرحوم ان تصحح مسار الكلب وتوجهه الى قبر زوجها الا انه يصر وبعواء متصل على الجلوس أمام هذا القبر، تكررت مرات عديدة منه .
                        ويوقن حاج المكي ان كلبه لا يخطي رائحة ابنه من علي بعد عشرات الكيلومترات وتقر وتوافق زينب على كلام حاج مكي والد زوجها وتؤمن تماما ان هذا قبر زوجها والذي حظي بدعوات صالحة وصلاة من عشرات آلاف الناس ..
                        انه سر مكتوم لا يعلمه إلا هي وحاج المكي.
                        التعديل الأخير تم بواسطة عماد يوسف محمد; الساعة 15-11-2009, 15:02.

                        تعليق

                        • نعيمة القضيوي الإدريسي
                          أديب وكاتب
                          • 04-02-2009
                          • 1596

                          #13
                          هام جدا : المتصفح خاص باستقبال النصوص ، ومن له استفسار أو تعليق فليتفضل للرابط أدناه :
                          http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...t=41796&page=2





                          تعليق

                          • سمير طبيل
                            عضو الملتقى
                            • 04-12-2007
                            • 120

                            #14
                            [align=center]
                            السلام عليكم
                            لقد اعجبت بالفكرة وهذه هي مشاركتي
                            [/align]

                            الرقص على برزخ الحياة ....... " وضعت حرب يونيو سبعة وستين أوزارها وأسقطت معها كثيراً من الأقنعة البراقة الخادعة وكثيراً من الشعارات الجوفاء لقد غيرت خريطة المنطقة بأكملها وغيرت معها حياة كثير من البشر " وقف رامون يتطلع إلى شاطئ مدينة حيفا بنظرات جوفاء لا تحمل أي تعبير، لا يشعر بأي شيء يدور حوله حتى انه لم يشعر

                            تعليق

                            • نعيمة القضيوي الإدريسي
                              أديب وكاتب
                              • 04-02-2009
                              • 1596

                              #15
                              هام جدا : المتصفح خاص باستقبال النصوص ، ومن له استفسار أو تعليق فليتفضل للرابط أدناه :
                              http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...t=41796&page=2





                              تعليق

                              يعمل...
                              X