أنا غلبان .....
خرج يبحث عن ابنه . طرق أبواب الأهل والمعارف والأصدقاء . حرث الحي والأحياء المجاورة
والأحياء البعيدة . ولم ينل سوى الإجهاد والتعب . قام بالسؤال عنه في مقاهي البلد المكتظة
والملبدة بدخان السجائر والمعسل ، وخرج منها يسعل كشيخ في الثمانينات . دخل الغرز والبارات
وناله ما ناله من الغمز واللمز وقبيح النكات . سأل عنه المنجمين ، وفتاحين البخت ، خرج من
خلواتهم خالي الوفاض ، من العقل ومن المال .
لم يتبقى أمامه سوى أقسام البوليس والشرطة .
دخل ، وسأل الضابط المناوب عن أبنه ، الذي غاب ولم يعد منذ ثلاثة أيام .
حدجه الضابط بنظرة نارية ، وتفحصه من فوقه لتحته . ثم سأله متبرماً :
ــ وما هو اسم ابنك ؟
ــ أسامة ، اسمه أسامه . ربنا يعلّي مراتبك .
ابتسم الضابط ساخرا ، ثم ضحك ونهض ممسكاً بتلابيب الرجل قائلا له :
ــ مَن ؟ أسامة !!! ذاك الذي والده سكير وبلطجي وزنديق ؟
ــ يا حضرة الضابط هناك سوء فهم . أنا رجل صالح ، وحاج .
بعد أخذ ورد . طلب صاحبنا مقابلة مدير القسم كي يقدم شكوته له .
دخل غرفة المدير . وحين اقترب من حافة مكتبه . جاش بالبكاء وقال :
ــ يا بيك ابني ضايع منذ ثلاثة أيام وأنا طنيب عليك تساعدوني .
ــ وما هو اسم ابنك ؟
ــ أسمه أسامة يا بيك .
نهض عن كرسيه وتحفّز للطم الرجل ثم قال له مهدّدا ومتوعّدا :
ــ أسامة !!! ذاك الذي والده حرامي ولص ونصاب ؟
ــ عيب عليك يا حضرة المدير . أنا راجل كبير ، وقد أبوك .
وبعد أخذ ورد خرج من مكتب المدير وقفاه يقمر عيش .
قال في سره ليس لي سوى وزير الداخلية أشكوه أمري .
دخل جناحه الفخم . فسأله الوزير :
ــ ما هو اسم ابنك
ــ أسامة يا باشا معاليك
نفث الوزير دخان السيجار من أنفه وهو يقول ساخطا ومحذرا :
ــ أسامة !!! ذاك الذي والده لا يكف عن انتقادنا نحن الوزراء . الذي يكتب عنّا
ويفضحنا بصحف المعارضة وفي القنوات الفضائية المعادية ؟
ــ يا معالي الوزير ، أنت غلطان . أنا أمِّي لا أقرأ ولا أكتب .
وبعد أخذ ورد خرج من مكتب الوزير بخُفّي حنين .
أروح فين يا جماعة الخير ليس لي سوى رئيس البلاد . أشكوه همي ، فينصفني .
رحب الرئيس بصاحبنا وسأله :
ــ خير يا حاج ؟
أخبره عن ضياع ابنه .
فسأله الرئيس مستفسراً عن اسم ابنه . وحين قال له أن اسم ابنه أسامة . أنتفض
غاضبا وقال له :
ــ أسامة !!! ذاك الذي والده يهاجمني ويهاجم أسرتي وأبنائي ويتهمهم بالغِنى الفاحش
لا بل ويتهمني أيضا بتعديل الدستور كي أنّصِب ابني رئيسا من بعدي ؟
ــ يا سيادة الريّس أنا راجل غلبان ، وليس لي مرام في السياسة .
وبعد أخْذٍ ورد يخرج صاحبنا من قصر الرئاسة كالذي رُشِقَ بجردل من الماء البارد .
هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي يمون على كل العالم ، يأمرهم فيأتمرون
بلا نقاش . سوف أذهب إليه .
دخلَ صاحبنا البيت الأبيض مُحاطاً بثلة من الحرس الخاص ، مفتولي العضلات وبأيديهم هراوات .
كان الرئيس يدلل كلبته السمراء ويلقمها بفمها قطعا من السكر . استدار نحو الرجل
ورَحّبَ به قائلا :
ــ أخلا أهلا ، أدخل مَتْخافش . إيش مشكلتك ؟
ــ ألَم تلتقطوا بأقماركم الصناعية المكان الذي سقطت فيه طائرة ياسر عرفات في صحارى
أفريقيا ؟ ألم تحددوا موقع الجورة التي كان مختبئا فيها صدام ؟ ألم تقبضوا على غيفارا
في غابات بوليفيا ؟ ألم ترصدوا ثغرة الدفرسوار التي منها عبر شارون بجيشه وحاصر
وحدات الجيش المصري الثالث ؟ ألم ترصدوا موقعي المفاعلين النوويين العراقي والسوري
وتقدموهما هدية لإسرائيل كي تدمرهما ؟
ابني ضايع يا فخامة الرئيس ، وأنتم الوحيدون الذين تستطيعون العثور عليه . أبوس راسك
وإيديك تلاقولي ابني .
ــ اهدأ اهدأ . ما راح تِطلع من عندي خايب الرجاء . وايش اسم المحروس ابنك ؟
ــ أسامة يا فخامة الرئيس .
انتفض كمن لُسع بعقرب . توقف عن ملاعبة الكلب . وأشار للحرس أن يطوقوه . ثم سأله غاضبا :
ــ أسامة ابن لادن ؟
ــ لا لا لا فخامتك . اسمه أسامة ابن الكلب ابن ألحرامي ابن السكير ابن النصاب ابن المُتَحَرِّش بالنسوان ..
أنا غلبان .............
خرج يبحث عن ابنه . طرق أبواب الأهل والمعارف والأصدقاء . حرث الحي والأحياء المجاورة
والأحياء البعيدة . ولم ينل سوى الإجهاد والتعب . قام بالسؤال عنه في مقاهي البلد المكتظة
والملبدة بدخان السجائر والمعسل ، وخرج منها يسعل كشيخ في الثمانينات . دخل الغرز والبارات
وناله ما ناله من الغمز واللمز وقبيح النكات . سأل عنه المنجمين ، وفتاحين البخت ، خرج من
خلواتهم خالي الوفاض ، من العقل ومن المال .
لم يتبقى أمامه سوى أقسام البوليس والشرطة .
دخل ، وسأل الضابط المناوب عن أبنه ، الذي غاب ولم يعد منذ ثلاثة أيام .
حدجه الضابط بنظرة نارية ، وتفحصه من فوقه لتحته . ثم سأله متبرماً :
ــ وما هو اسم ابنك ؟
ــ أسامة ، اسمه أسامه . ربنا يعلّي مراتبك .
ابتسم الضابط ساخرا ، ثم ضحك ونهض ممسكاً بتلابيب الرجل قائلا له :
ــ مَن ؟ أسامة !!! ذاك الذي والده سكير وبلطجي وزنديق ؟
ــ يا حضرة الضابط هناك سوء فهم . أنا رجل صالح ، وحاج .
بعد أخذ ورد . طلب صاحبنا مقابلة مدير القسم كي يقدم شكوته له .
دخل غرفة المدير . وحين اقترب من حافة مكتبه . جاش بالبكاء وقال :
ــ يا بيك ابني ضايع منذ ثلاثة أيام وأنا طنيب عليك تساعدوني .
ــ وما هو اسم ابنك ؟
ــ أسمه أسامة يا بيك .
نهض عن كرسيه وتحفّز للطم الرجل ثم قال له مهدّدا ومتوعّدا :
ــ أسامة !!! ذاك الذي والده حرامي ولص ونصاب ؟
ــ عيب عليك يا حضرة المدير . أنا راجل كبير ، وقد أبوك .
وبعد أخذ ورد خرج من مكتب المدير وقفاه يقمر عيش .
قال في سره ليس لي سوى وزير الداخلية أشكوه أمري .
دخل جناحه الفخم . فسأله الوزير :
ــ ما هو اسم ابنك
ــ أسامة يا باشا معاليك
نفث الوزير دخان السيجار من أنفه وهو يقول ساخطا ومحذرا :
ــ أسامة !!! ذاك الذي والده لا يكف عن انتقادنا نحن الوزراء . الذي يكتب عنّا
ويفضحنا بصحف المعارضة وفي القنوات الفضائية المعادية ؟
ــ يا معالي الوزير ، أنت غلطان . أنا أمِّي لا أقرأ ولا أكتب .
وبعد أخذ ورد خرج من مكتب الوزير بخُفّي حنين .
أروح فين يا جماعة الخير ليس لي سوى رئيس البلاد . أشكوه همي ، فينصفني .
رحب الرئيس بصاحبنا وسأله :
ــ خير يا حاج ؟
أخبره عن ضياع ابنه .
فسأله الرئيس مستفسراً عن اسم ابنه . وحين قال له أن اسم ابنه أسامة . أنتفض
غاضبا وقال له :
ــ أسامة !!! ذاك الذي والده يهاجمني ويهاجم أسرتي وأبنائي ويتهمهم بالغِنى الفاحش
لا بل ويتهمني أيضا بتعديل الدستور كي أنّصِب ابني رئيسا من بعدي ؟
ــ يا سيادة الريّس أنا راجل غلبان ، وليس لي مرام في السياسة .
وبعد أخْذٍ ورد يخرج صاحبنا من قصر الرئاسة كالذي رُشِقَ بجردل من الماء البارد .
هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي يمون على كل العالم ، يأمرهم فيأتمرون
بلا نقاش . سوف أذهب إليه .
دخلَ صاحبنا البيت الأبيض مُحاطاً بثلة من الحرس الخاص ، مفتولي العضلات وبأيديهم هراوات .
كان الرئيس يدلل كلبته السمراء ويلقمها بفمها قطعا من السكر . استدار نحو الرجل
ورَحّبَ به قائلا :
ــ أخلا أهلا ، أدخل مَتْخافش . إيش مشكلتك ؟
ــ ألَم تلتقطوا بأقماركم الصناعية المكان الذي سقطت فيه طائرة ياسر عرفات في صحارى
أفريقيا ؟ ألم تحددوا موقع الجورة التي كان مختبئا فيها صدام ؟ ألم تقبضوا على غيفارا
في غابات بوليفيا ؟ ألم ترصدوا ثغرة الدفرسوار التي منها عبر شارون بجيشه وحاصر
وحدات الجيش المصري الثالث ؟ ألم ترصدوا موقعي المفاعلين النوويين العراقي والسوري
وتقدموهما هدية لإسرائيل كي تدمرهما ؟
ابني ضايع يا فخامة الرئيس ، وأنتم الوحيدون الذين تستطيعون العثور عليه . أبوس راسك
وإيديك تلاقولي ابني .
ــ اهدأ اهدأ . ما راح تِطلع من عندي خايب الرجاء . وايش اسم المحروس ابنك ؟
ــ أسامة يا فخامة الرئيس .
انتفض كمن لُسع بعقرب . توقف عن ملاعبة الكلب . وأشار للحرس أن يطوقوه . ثم سأله غاضبا :
ــ أسامة ابن لادن ؟
ــ لا لا لا فخامتك . اسمه أسامة ابن الكلب ابن ألحرامي ابن السكير ابن النصاب ابن المُتَحَرِّش بالنسوان ..
أنا غلبان .............
تعليق