أداعب ناب الغدر شيمتيَ الكبرُ
وأضحك والشكوى على شفتي جمرُ
*
وأضحك والشكوى على شفتي جمرُ
*
أقبّل ثغر النار وصلاً لدفئها
وأركب موج البحر إن غاضب البحرُ
*
تعاندني الأيام غدرًا وقسوةً
فأرشقها بالصبر إذ كابر الصبرُ
*
تقطّعت الأسباب بيني وبينهم
كأن فسيح الكون في بُعدهم أسرُ
*
ولكنني آبى الخنوع لحيرتي
فما للجوى (نهيٌ عليّ ولا أمرُ)
*
فروسيتي تأبى عليّ تشكيًا
إذا ما اعتراني عاصف الوجد والدهرُ
*
تعلّمتُ من شُمّ الجبال انتصابها
بوجه رياحٍ عصفها الضيمُ والقهرُ
*
وكان قراح الماء حوضي ومشربي
وجلّ شراب الناس من حوله مُرُّ
*
إذا الليلُ أضواني، نهضتُ بجوفهِ
لأرسم دربًا في نهايته النصرُ
*
أكابد ظلم الناس جلدًا مثابرًا
أحلّق فوق الغيم ما حلّق الصقرُ
*
أصولُ إذا ما الناس خافوا وأحجموا
لأصعق أعدائي كما يفعل النمرُ
*
فإن طراد الخيل خيرٌ ورفعةٌ
لمن شاء أن يهفو لدوحته الخيرُ
*
وما يقصر الإقدام من عمر مُقدمٍ
ومن خاف موتًا لا يطول به العمرُ
*
فقد ضلّ من يحيا يعاتب حظه
يصاحبهُ ذلٌّ ويغرقه خمرُ
*
أمير بني حمدان أدميت مهجتي
بقولٍ بديعٍ ليس يرقى له الشعرُ
*
ولكنّ عتبى من أحبك أنه
أرادك سيفًا في ذؤابته الفجرُ
*
تقطّع أوصال الظلام بمشعلٍ
من الكبر، والدنيا يُرام بها الكبرُ
*
وإن ساءلت من أنت، قل: خير فارسٍ
فإن جهلت فاربأ عن الجهلِ يُجترُّ
*
خلقت أميرًا فارسًا لا مدلّهًا
صديقاك سيف الحقّ مقرونه الشعرُ
*
لمثلك أبراج السماء قريبةٌ
وتبسمُ بيداء المعرة والنهرُ
*
فيا ليت شعري كيف أطرقت برهةً
كأن تراب الأرض يدنو له التبْرُ؟
*
لعمرك إني لست ارضى مذلـّةً
وإن هاجني شوقٌ وكبّلني السحرُ
*
فإن جمال الروح في ثوب زهو ها
ولا غرو أن الناس كلٌّ له قدرُ
*
.
تعليق