أيها الموت العزيز
صلاح هادي
مسرحية ذات فصل واحد
فضاء النص
مكان مشوه المعالم
الشخصيات
رجل
امرأة
( رجل في الثلاثينات من العمر يدخل مرتديًا بدلة سوداء أنيقة وفي يده مسبحة..بادياً عليه اليأس.. يتمركز وسط المكان ثم الى الأسفل يوجه كلامه ..)
الرجل : كم أنشدك يا أيها الموت العزيز..
لقد تعب بعيري .. تبعثرت اشيائي..تخنقني ربطة عنقي..انتظرت المطر
لكي اتوضأ.. لكن يا خيبتي وعسر انتظاري..
يا أيها الموت.. يا فعل الخراب ,تعال قبل أن أجعل منك أول ذنب لي,تعال..لا أنا بظالم لأجبن ولا أنا من تغرق مراكبه تلك البرك الآسنة ..تعال ..ليس أنا من يستقبل على قمته انذالاً أو يسامح ذاك الجاحد .. وذات يوم على أكتافي رفعته..
تعال يا أيها الموت العزيز..
تفحص خراب قلبي , انظر الى عرشي المكسور , انظر كيف تتقافز الضفادع من حولي..تجول في أروقتي لترى ما فعلت بها الخسة..
تعال يا عزيزي.. لكن , وأنت تدنو مني , أرجوك أن تستنسخني لتخلد كامل حضوري حتى آخر لحظة من احتضاري ..
( تدخل امرأة جميلة مرتدية بدلة بيضاء أنيقة, تدور حوله وتنظر إليه من أعلى الى أسفل وبالعكس حتى تقف قريبة منه )
المرأة : ما حكايتك؟ لم كل هذا الضجيج؟ هل تصدعت أحلامك.. مثلاً ؟..هل شاخ زهرك..مثلاً؟ الم تستطع الانتظار أكثر..م
الرجل : (يكمل كلمة مثلاً بسخرية) مثلاً..
المرأة : (تتنهد) يبدو عليك اليأس ..لن اتركك وحيداً..
الرجل : ( باستخفاف) لم أعد محموماً بالنساء وباللذيذ من الكلام..
المرأة : معك حق, عوارض كثيرة من شأنها أن تخنق الهواء حتى من شفاه انثى..
الرجل : من أنت؟ على أي حال..أو مثلاً ؟..
المرأة : من ناديته ووقتك لم يحن بعد..
الرجل : تقصدين..تقصدين الموت؟!
المرأة : لم لا..
الرجل : هل يعقل أن يكون ملك الموت امرأة.! وبهذا الجمال والرقة؟!
المرأة : وهل يوجد من صوره لك على شكل وحش..مثلاً؟
الرجل : (بارتباك) وحش! نعم وحش ..إسمه يدل على ذلك!..
المرأة : ليس صحيحاً والدليل ناديتني..
الرجل : ناديته! فمن يقنع القباحة من حولي أن تبعد رذائلها عني؟! من يقنع النار بصدري أن تبلع حبة منوم أو بعض الخمر لتنام بدل أن تتآكلني؟!
(يتنهد) من يقنع من؟! الله أم نحن؟!
تعرف, كلماتك استمع اليها كموسيقى آسرة أستمتع بها دائماً.. لكن ايقاعك مختلف بعض الشئ..لم أسمع مثله من قبل! ما حكايتك؟
الرجل : (بهدوء) هل أهمس لك أم اخرج من عنقي كفورة بركان ؟
المرأة : قل ما لديك,لكن بسرعة ..ورائي الكثير..ارواح عديدة تنتظرني..
الرجل : ( لنفسه) ما هذا الحظ العاثر!..طلبت الموت ! أتتني امرأة ..فأنحشرت في زحمة.. زحمة حتى مسبحتي.. كأنها تقول لي لملم نفسك وجلاً !
المرأة : كم يحزنني أن اراك تلهث منطفئاً..كم يحزنني أن اراك في حلة جميلة تسحبها العتمة.. كم يحزنني أن ارى كل هذا الخراب من حولك..
الرجل : قولي له هذا!
المرأة : (تدور حوله باعجاب ثم تنسحب).
صلاح هادي
مسرحية ذات فصل واحد
فضاء النص
مكان مشوه المعالم
الشخصيات
رجل
امرأة
( رجل في الثلاثينات من العمر يدخل مرتديًا بدلة سوداء أنيقة وفي يده مسبحة..بادياً عليه اليأس.. يتمركز وسط المكان ثم الى الأسفل يوجه كلامه ..)
الرجل : كم أنشدك يا أيها الموت العزيز..
لقد تعب بعيري .. تبعثرت اشيائي..تخنقني ربطة عنقي..انتظرت المطر
لكي اتوضأ.. لكن يا خيبتي وعسر انتظاري..
يا أيها الموت.. يا فعل الخراب ,تعال قبل أن أجعل منك أول ذنب لي,تعال..لا أنا بظالم لأجبن ولا أنا من تغرق مراكبه تلك البرك الآسنة ..تعال ..ليس أنا من يستقبل على قمته انذالاً أو يسامح ذاك الجاحد .. وذات يوم على أكتافي رفعته..
تعال يا أيها الموت العزيز..
تفحص خراب قلبي , انظر الى عرشي المكسور , انظر كيف تتقافز الضفادع من حولي..تجول في أروقتي لترى ما فعلت بها الخسة..
تعال يا عزيزي.. لكن , وأنت تدنو مني , أرجوك أن تستنسخني لتخلد كامل حضوري حتى آخر لحظة من احتضاري ..
( تدخل امرأة جميلة مرتدية بدلة بيضاء أنيقة, تدور حوله وتنظر إليه من أعلى الى أسفل وبالعكس حتى تقف قريبة منه )
المرأة : ما حكايتك؟ لم كل هذا الضجيج؟ هل تصدعت أحلامك.. مثلاً ؟..هل شاخ زهرك..مثلاً؟ الم تستطع الانتظار أكثر..م
الرجل : (يكمل كلمة مثلاً بسخرية) مثلاً..
المرأة : (تتنهد) يبدو عليك اليأس ..لن اتركك وحيداً..
الرجل : ( باستخفاف) لم أعد محموماً بالنساء وباللذيذ من الكلام..
المرأة : معك حق, عوارض كثيرة من شأنها أن تخنق الهواء حتى من شفاه انثى..
الرجل : من أنت؟ على أي حال..أو مثلاً ؟..
المرأة : من ناديته ووقتك لم يحن بعد..
الرجل : تقصدين..تقصدين الموت؟!
المرأة : لم لا..
الرجل : هل يعقل أن يكون ملك الموت امرأة.! وبهذا الجمال والرقة؟!
المرأة : وهل يوجد من صوره لك على شكل وحش..مثلاً؟
الرجل : (بارتباك) وحش! نعم وحش ..إسمه يدل على ذلك!..
المرأة : ليس صحيحاً والدليل ناديتني..
الرجل : ناديته! فمن يقنع القباحة من حولي أن تبعد رذائلها عني؟! من يقنع النار بصدري أن تبلع حبة منوم أو بعض الخمر لتنام بدل أن تتآكلني؟!
(يتنهد) من يقنع من؟! الله أم نحن؟!
تعرف, كلماتك استمع اليها كموسيقى آسرة أستمتع بها دائماً.. لكن ايقاعك مختلف بعض الشئ..لم أسمع مثله من قبل! ما حكايتك؟
الرجل : (بهدوء) هل أهمس لك أم اخرج من عنقي كفورة بركان ؟
المرأة : قل ما لديك,لكن بسرعة ..ورائي الكثير..ارواح عديدة تنتظرني..
الرجل : ( لنفسه) ما هذا الحظ العاثر!..طلبت الموت ! أتتني امرأة ..فأنحشرت في زحمة.. زحمة حتى مسبحتي.. كأنها تقول لي لملم نفسك وجلاً !
المرأة : كم يحزنني أن اراك تلهث منطفئاً..كم يحزنني أن اراك في حلة جميلة تسحبها العتمة.. كم يحزنني أن ارى كل هذا الخراب من حولك..
الرجل : قولي له هذا!
المرأة : (تدور حوله باعجاب ثم تنسحب).
تعليق