(هديتي لجماعة المعنى) ولشهريار .. حكاية أخرى .. قصة رمزية عبثية هزلية ساخرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    (هديتي لجماعة المعنى) ولشهريار .. حكاية أخرى .. قصة رمزية عبثية هزلية ساخرة

    [frame="15 98"]


    ولشهريار..حكاية أخرى

    قصة بقلم :

    عائدة محمد نادر


    جلست,على مقعدها الوثير , وهي تنظر إلى حاشيتها الكثيرة, بعينين ثاقبتين..
    أجالت النظر, بين مرافقيها.. تترقبهم!!
    طرقعت أصابعها, تأمر حاشيتها..
    وبالآتي أن تأتيها..!!


    جاءها الحُجْابِ, برجل, لم يكن يظهر منه , سوى أصابع, قدميه, ويديه المقيدتين, بسلاسل ثقيلة!
    أشارت إليهم.. أن ارفعوا عنه النقاب!
    فبان للعباد..
    فاتنا
    ساحرا
    يخلب الألباب
    رجلا.. يعرف التاريخ عنه الكثير
    من ملامح وجهه
    وآثار نُحتت..على ضفاف دجلة, وهو يتسورها, ونيسان الخالد كتب على البرادي, آثارها..
    وتجلس قبالته امرأة, خلدها التاريخ..
    جميلة
    أخاذة
    حَكايةَ
    وهي تداعب مخيلته, تسرد له عن العذارى الفاتنات, وهن يقضين نحبهن, على يد الجلاد..
    وما شفعت لهن , أبدا.. عذريتهن..!!
    وقفت إجلالا أمام بهاء طلته, وهي تقلب أوجه التاريخ , لعلها, تجد في جريدة سيئاته, ما يسىء له..
    سوى تلك الحكايا, السالفات..
    عن فتيات ذبيحات!!
    وبصوت جلي وكبرياء.. أمرته:
    انهض.. وعرف عن نفسك.. يا أنت؟!!
    أجاب, بجلد الملوك, وكبريائهم:

    أنا.. شهريار.. الملك.. صاحب دجلة والفرات..
    وبغداد.. وأقاصيص حكى عنها الدهر..طويلا.. والعباد..
    وأنت؟!!
    قهقهت بضحكتها عاليا, وهي تمد ساعدها, أمامها, وبسبابتها تشير , عليه:
    أو تظن, أنك هنا لتسأل.. أنت ياهذا هنا.. لتُسئل..!!؟
    أدار رأسه, يتبين ماحوله, أمعن في الوجوه كثيرا, فما عرف أحدا,
    فأسقط من يده.. وظلال الإندهاش, تتملكه..
    وبانت على قسمات وجهه, بعض من خيبة الأمل, فاستدرك قائلا:
    هلا شرحت لي مايحدث.. مليكة..؟!
    وهنا استشاطت الملكة, غضبا, واحمرت وجنتاها, وهي ترد , ساخطة, متسائلة:
    ألا تعرف حقا , شهريار.. ماجنيت ..
    وبكل هاتيك العذارى, مافعلت..
    لقد سفكت الدم البريء
    وللرؤوس قطعت..
    فبأي عذر .. ستعتذر..
    وعن جريرتك, كيف ستكفر..؟!!
    بهت شهريار..
    ومد أصابع يده, يفرك رأسه , عله يتذكر, والحيرة تملكت عليه..
    أحست الملكة ماأصابه, فانتابها شعور, بالرأفة نحوه..
    وأشارت له..
    أن يتقدم..
    وعلى الكرسي المحاذي لها أن يجلس!!
    امتثل شهريار..
    وعلى الكرسي الملاصق لكرسيها, اتكأ, واستراح
    وهنا..
    علا صوت الديك, وصاح
    معلنا, قد أزف الصباح
    فاستعاد, شهريار وعيه..
    وفي لحظة..
    رجعت له.. ذاكرته!!
    مد يده..
    ونشرعلى الحاضرين, سحره..
    فامتثل الجميع.. لأمره..
    وأشار للحارس, بكل حزم, بسبابته..
    وبصوت, جهوري, أطلق, حكمه..!!


    - أن اقطع رأس هذه المرأة..أيها السياف.. بسيفك..!!
    [/frame]



    ها أنا قد عدت كي أعيد قراءة و ربما لن تتغير عن ذي قبل , حيث رأيتها سلفاً محاكمة الزعيم الراحل صدام حسين :

    على منوال حكايات ألف ليلة و ليلة , و هو موروث قديم دائماً كانت لياليه متجددة ؛ طمعاً في الأمل , و تلك هي دهشة مخفية وراء السطور , لماذا إذن اختارت الكاتبة هذا الموروث بالتحديد ؟؟ و لما لم تختر على سبيل المثال (حكايات ابن المقفع في كليلة و دمنة ) ؟ , فلو عدنا إلى حكايات شهرزاد فهي دائماً كانت الضحية المنتظرة و المؤجلة لليلة التالية إن أنهت حكاياها , لكن كانت ليئمة و أدهى من الملك كي يتجدد لها الأمل بالحياة , هنا لنلاحظها مطابقة حسب خيال الكاتب حينما أيقنت أميركا في لحظة كم ستضيع عنحهيتها و ستتلاضى إلى الأبد لو تمكن منها هذا الزعيم الذي يهابه الجميع و على مختلف السنن و المذاهب رغم كره البعض , رغم حقد البعض , رغم وفاء البعض و أيضاً لنقل رغم الخيانة ,,

    وظفت الكاتبة الموروث و استغلته بشكل مخفيٍ ظاهر . مخفي بإستتارته وراء الملك شهريار كموروث , و ظاهري حيث اتخذت نفس سمات سخصية عربية كانت لها السلطة و سقطت و لنحكم عليه جدلاً بالعبثية , أقصد عبثية العمل أو النص , حيث أنها محاكمة عبثية هزلية ساخرة و أيضاً رمزية .. فيها الرمز كان يشير بإبهامه إلى شهريار الملك (صدام حسين) و هذا يتضح من خلال تواجده مغللاً و مكبلاً بالسلاسل و كما رأيناه على شاشات التلفاز في ليلة عيد الأضحى كان فعلاً منقباً , ألبسته شهرزاد (أميركا و هنا الرمز الآخر) الغمامة بالضبط كما يلبس الراعي حصانه غمامة على رأسه إن أراد أن يقلته و يتخلص منه لسبب كان , كي لا يرى قاتله فيصاب بالصرع و ربما تتضاعف قوته و يثور عليه و تنعكس الآية و يصبح الراعي (أمريكا) هو الضحية و الحصان هو المنتقم , فقد رأينا و في وقت الفجر بالتمام قد هيئته المحكمة للشنق في حين منع و حرم القوانين الدوليه تفيذ أحكام الإعدام في الأعياد , لكن هنا وضحت العبثية و ازدادت حينما سخرت شهرزاد (أمريكا) من العالم , ليس العربي فقط بل كله و قدمت لنا رأس صدام بعد صلاة الفجر تقريباً أي بعد أن صاح ديك الفجر , وهو الديك الملازم دائماً لشخرزاد إن هي أرادت أن تزيد من عبثيتها مع الملك ..

    هذا على المنوط العام و الواضح كتوظيف موروثي للنص , لكن المفاجئة :

    انعكست الصورة , بل كانت أكثر تفائلاً حينما قررت شهرزاد في محاكمتها و أمرت الحاشية بإحضار الرجل .. و بعد مواجهته بجرائمه من سفك دم العذارى أو من سبقها , إلى جانب تباهيه بشخصيته دون أي خوف أو هروب من الحشد المبروم له , لتنقلب الصورة مرة أخرى و يكون هو في النهاية صاحب قراره كعادته , يأمر سيافه بإطاحة رقبتها .. و تتضح الإجابة على السؤال السابق :

    لماذا اختارت الكاتبة موروث ألف ليلة و ليلة ؟؟

    لتكن الإجابة مكشوفة , حيث ارتباط شهر زاد بأمل الغد كي تتملك هي السلطة من جديد و تعيد لنفسها حياة جدية قبل أجلتها في كل ليلة توقيتاً مع ديك الفجر ,, وعلى صعيد آخر كان هو ارتباط الكاتبة المنسبة إلى أرض المملكة التي ينمتي إليها الملك لدجلة و الفرات , كأمنية لها في إعادة هذا الملك لسلطته في الصباح و يتربع على عرشه من جديد , و هذا ما ظهر في النهاية المفاجئة لما أشار الملك بكل حزم سبابته للسياف أن يقطع رقبة هذه المرأة .. و هي أمنية الكاتبة رغم في إرجاع المملكة التي استزفتها شهرزاد (أمريكا) .

    بالتأكيد هو نص رمزي , عبثي هزلي , ساخر .:

    رمزي : باستخدام الشخوص القديمة و محاكتها بالشخوص الحاضرة .

    عبثي : حيث المحاكمة الهزلية بصورة منعكسة ,

    ساخر : من الواقع و الأحداث المغلوطة , كيف تنقلب المملكة في لحظة , و تضيع هيبتها في يد غريبة , هل الملك هو من أعطى الفرصة ؟؟ ربما !

    و نضيف أنه عملاً مراوغاً : أي يحتاج لأكثر من تفسير و يحتمل أكثر من دلالة ..

    فقط أرى خطأ في جملة النهاية :



    - أن اقطع رأس هذه المرأة..أيهاالسياف.. بسيفك..!!


    (اقطع رأس) و الصحيح ( أن اقطع رقبة ) ..

    الرأس : تُشج ..

    العنق : يقطع .

    فإن كانت تقصد بها (الرأس) فلتقل :



    - أن شج رأس هذه المرأة..أيهاالسياف.. بسيفك..!!


    و إن كانت تقصد العنق أو الرقبة لتكن :



    - أن اقطع عنق (رقبة) هذه المرأة..أيهاالسياف.. بسيفك..!!

    محمد سلطان .
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757
  • سعاد ميلي
    أديبة وشاعرة
    • 20-11-2008
    • 1391

    #2
    .. دمت مبدعا.. لي عودة يا محمد .. بعد اكمال لوحة ذات معنى تشكيلي..

    انتظرني
    مدونة الريح ..
    أوكساليديا

    تعليق

    يعمل...
    X