نزيفٌ من جراحِ غَزَّة
ما مِلتُ للصَّمتِ إلا اليومَ مُكتئباً
قدْ فَتَّتَ الحزنُ أحشائي فأعياني
أبكي وأهمسُ في صَمتٍ وتَخنُقُني
مَرارةُ الجرحِ تُدمي قَلبيَ العاني
وقَطَّعتْ هَمَساتُ الرُّوحِ حَشرجَةً
قدْ كانَ في رَجْعِها أُنسي وسُلواني
أُناغِمُ الفَجرَ مَكلوماً على أمَلٍ
في أنْ أرى فيهِ ما أرجو لإخواني
فإنَّ في خافقي النَّجوى مُلَوَّعةً
لما بِهمْ منْ أسى بَغيٍّ وحِرمانِ
تَهمي إلى فِتْيَةٍ في القَلبِ مَسكَنُهُمْ
أطيافُ بِشْرٍ تَهادى بَينَ أحضاني
في غَزَّةَ الفَخرَ مَجنوناً وقدْ عَشِقَتْ
عَرائسَ المجدِ أحرارٌ بِوجدانِ
في جَوفِهِمْ هَمُّ أهلِ الأرضِ قاطِبَةً
وهُمْ بَشائِرُ للقاصي وللدّاني
أرى هَنيَّةَ يُضفي وَجهُهُ ثِقَةً
خَليفةُ الفَخرِ هذا الماجدُ الحاني
ويُشرِقُ الأملُ المَكبوتُ مُبتَسِماً
على مُحَيّاهُ هَدياً. نَبضَ إيمانِ
* *** *
بشائرُ الفَخرِ صَبراً في عزائِمِكُمْ
قَسائمُ النَّصرِ يَرويها الدَّمُ القاني
سَيُشرِقُ الأملُ المكبوتُ مُبتسماً
إذ أنَّ هَديَ شُعاعِ النُّورِ رَبّاني
ويَشهَدُ النَّصرُ يوماً حافلاً ورؤى
ليومِ حطّينَ مَتبوعاً بإحسانِ
صَبراً وفي صَبرِكمُ بُشرى مُؤَمَّلةٌ
فلَيْسَ إلاّكُمُ المَرجو بأوطاني
تَضيقُ والنَّصرُ يأتي كلَّما كَرِبَتْ
ويَبعَثُ الصَّبرُ في جَنبيَّ أشجاني
صَبراً وأسأل ربي أن يَمكِّنَكُم
تَفديكُمُ الرُّحُ. منْ قَلبي ووِجداني
تُحيطُ فيكُمْ كلابُ الأرضِ أَجمَعُها
يضُمُّها البَغيُ في ثَوبِ الخَنى العاني
في كلِّ ناحيَةٍ ذِئبٌ وقَدْ شَرِهَتْ
قدْ هَيَّجَ الفَتكَ فيها فِريَةُ الجَاني
وخَلفَ خَندَقِ أهلِ الحقِّ قَدْ حَشَدَتْ
كلُّ الجُموعِ تَهادى خَلْفَ شَيطان
ودونَ بابٍ بهِ النَّجوى مُؤَمَّلةٌ
أبو رِغالَ بثَوبِ النَّاصِحِ الحاني
سَتَلعَنُ الأرضُ في سَيناءَ مَوطِئَهُ
ويَزدريهِ ثَرى طُهرٍ وإيمانِ
هَلْ للكِنانَةِ إلا أنْ تُصَعِّرَهُ
فقدْ أفاءَ إلى خِذيٍّ وخُسرانِ
* *** *
ماذا أقولُ وما نَفعُ الكلامِ وقَدْ
تَضمَّخَ الأفقُ من نَزفِ الدَّمِ القاني
تَبكي الفَضيلةُ إلاّ مَنْ يُضَيِّعُها
ويَفخَرُ المَجدُ مَزهوّاً بفِتيانِ
ويَسخَرُ الكونُ من أسيادَ يَجمَعُهُم
على الغوايةِ مَخذِيّا بلا شانِ
لم تَبْكِ في غَزَّة العَصماءِ أرملَةٌ
ولا تَضرَّعَ طفلٌ بينَ أحضانِ
هَلْ للطُّفولَةِ إلاّ أنْ تَهيبَ بِهمْ
فَما لأمثالِهم في الكَونِ منْ ثاني
أَعِزَّةٌ خَفَقَتْ بالعَزمِ رايَتُهُمْ
رُغمَ الِجراحِ ولا تَشكو لإنسانِ
نَجواهُمُ ليسَ ّإلا أنْ تَهيبَ بنا
بَراءةُ الصِّدقِ مْن بَغيٍّ وبُهتانِ
ضَجَّ الثَّرى من دِماهُم وهي ساكِنَةٌ
رَضيَّةٌ بَرِأَتْ في دَحرِ عُدوانِ
قَدْ حَمَّلَتْنا جَميعاً عِبءَ مَهزلَةٍ
كُنّا جَميعاً بِها في دَورِ خِذلانِ
أليسَ في أُمتي العَصماءِ مُعتَصِمٌ
أم ليسَ فينا فَتىً من آلِ مَروانِ
* *** *
ماسشوستس/ أمريكا 19 / 1/ 2009
محمد نادر فرج
__________________ما مِلتُ للصَّمتِ إلا اليومَ مُكتئباً
قدْ فَتَّتَ الحزنُ أحشائي فأعياني
أبكي وأهمسُ في صَمتٍ وتَخنُقُني
مَرارةُ الجرحِ تُدمي قَلبيَ العاني
وقَطَّعتْ هَمَساتُ الرُّوحِ حَشرجَةً
قدْ كانَ في رَجْعِها أُنسي وسُلواني
أُناغِمُ الفَجرَ مَكلوماً على أمَلٍ
في أنْ أرى فيهِ ما أرجو لإخواني
فإنَّ في خافقي النَّجوى مُلَوَّعةً
لما بِهمْ منْ أسى بَغيٍّ وحِرمانِ
تَهمي إلى فِتْيَةٍ في القَلبِ مَسكَنُهُمْ
أطيافُ بِشْرٍ تَهادى بَينَ أحضاني
في غَزَّةَ الفَخرَ مَجنوناً وقدْ عَشِقَتْ
عَرائسَ المجدِ أحرارٌ بِوجدانِ
في جَوفِهِمْ هَمُّ أهلِ الأرضِ قاطِبَةً
وهُمْ بَشائِرُ للقاصي وللدّاني
أرى هَنيَّةَ يُضفي وَجهُهُ ثِقَةً
خَليفةُ الفَخرِ هذا الماجدُ الحاني
ويُشرِقُ الأملُ المَكبوتُ مُبتَسِماً
على مُحَيّاهُ هَدياً. نَبضَ إيمانِ
* *** *
بشائرُ الفَخرِ صَبراً في عزائِمِكُمْ
قَسائمُ النَّصرِ يَرويها الدَّمُ القاني
سَيُشرِقُ الأملُ المكبوتُ مُبتسماً
إذ أنَّ هَديَ شُعاعِ النُّورِ رَبّاني
ويَشهَدُ النَّصرُ يوماً حافلاً ورؤى
ليومِ حطّينَ مَتبوعاً بإحسانِ
صَبراً وفي صَبرِكمُ بُشرى مُؤَمَّلةٌ
فلَيْسَ إلاّكُمُ المَرجو بأوطاني
تَضيقُ والنَّصرُ يأتي كلَّما كَرِبَتْ
ويَبعَثُ الصَّبرُ في جَنبيَّ أشجاني
صَبراً وأسأل ربي أن يَمكِّنَكُم
تَفديكُمُ الرُّحُ. منْ قَلبي ووِجداني
تُحيطُ فيكُمْ كلابُ الأرضِ أَجمَعُها
يضُمُّها البَغيُ في ثَوبِ الخَنى العاني
في كلِّ ناحيَةٍ ذِئبٌ وقَدْ شَرِهَتْ
قدْ هَيَّجَ الفَتكَ فيها فِريَةُ الجَاني
وخَلفَ خَندَقِ أهلِ الحقِّ قَدْ حَشَدَتْ
كلُّ الجُموعِ تَهادى خَلْفَ شَيطان
ودونَ بابٍ بهِ النَّجوى مُؤَمَّلةٌ
أبو رِغالَ بثَوبِ النَّاصِحِ الحاني
سَتَلعَنُ الأرضُ في سَيناءَ مَوطِئَهُ
ويَزدريهِ ثَرى طُهرٍ وإيمانِ
هَلْ للكِنانَةِ إلا أنْ تُصَعِّرَهُ
فقدْ أفاءَ إلى خِذيٍّ وخُسرانِ
* *** *
ماذا أقولُ وما نَفعُ الكلامِ وقَدْ
تَضمَّخَ الأفقُ من نَزفِ الدَّمِ القاني
تَبكي الفَضيلةُ إلاّ مَنْ يُضَيِّعُها
ويَفخَرُ المَجدُ مَزهوّاً بفِتيانِ
ويَسخَرُ الكونُ من أسيادَ يَجمَعُهُم
على الغوايةِ مَخذِيّا بلا شانِ
لم تَبْكِ في غَزَّة العَصماءِ أرملَةٌ
ولا تَضرَّعَ طفلٌ بينَ أحضانِ
هَلْ للطُّفولَةِ إلاّ أنْ تَهيبَ بِهمْ
فَما لأمثالِهم في الكَونِ منْ ثاني
أَعِزَّةٌ خَفَقَتْ بالعَزمِ رايَتُهُمْ
رُغمَ الِجراحِ ولا تَشكو لإنسانِ
نَجواهُمُ ليسَ ّإلا أنْ تَهيبَ بنا
بَراءةُ الصِّدقِ مْن بَغيٍّ وبُهتانِ
ضَجَّ الثَّرى من دِماهُم وهي ساكِنَةٌ
رَضيَّةٌ بَرِأَتْ في دَحرِ عُدوانِ
قَدْ حَمَّلَتْنا جَميعاً عِبءَ مَهزلَةٍ
كُنّا جَميعاً بِها في دَورِ خِذلانِ
أليسَ في أُمتي العَصماءِ مُعتَصِمٌ
أم ليسَ فينا فَتىً من آلِ مَروانِ
* *** *
ماسشوستس/ أمريكا 19 / 1/ 2009
محمد نادر فرج
تعليق